الموضوع: أصول الدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2015   #3


الصورة الرمزية صمت القمر

 عضويتي » 27906
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » 03-12-2025 (04:52 PM)
آبدآعاتي » 69,981
الاعجابات المتلقاة » 350
الاعجابات المُرسلة » 965
 حاليآ في » ارض الله
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Morocco
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الصحي
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجه
 التقييم » صمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطلع للبر

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

 مُتنفسي هنا

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الله عز وجل فرض صلاة الجمعة تأكيداً للجانب المعرفي :
إذاً أيها الأخوة، الجانب المعرفي أحد أركان الدين، لذلك فإنّ الله عز وجل فرض على المسلمين، وماذا فرض؟ تأكيداً للجانب المعرفي، تأكيداً لأحد أركان الدين الكبرى، فرض على المسلمين صلاة الجمعة، ما طبيعة صلاة الجمعة؟ طبيعتها تعليمية، عبادة تعليمية فيها خطبة، تستمع إلى الخطيب يتلو على الناس آيات القرآن، ويفسر هذه الآيات، ويتلو عليهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويفسر هذه السنة، ويتلو عليهم مواقف الصحابة، ويفسر هذه المواقف، إذاً لأن جانب المعرفة جانب أساسي في الدين فُرِضَتْ صلاة الجمعة، تلك الفريضة التعليمية. قال عليه الصلاة والسلام:
((مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا عِلَّةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ))
[ موطأ مالك عن صفوان بن سليم]
ثم تلا قوله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
[سورة المطففين: 14]
أيها الأخوة، أحد أركان الدين أن تقتطع من وقتك الثمين، وحقّاً إنّ وقت الناس ثمينٌ، مهما كان الوقت مليئاً بالمشاغل، والمواعيد، والإنجازات، والخطط، واللقاءات، والأعمال، وعقد الصفقات، وما إلى ذلك مِن مشاغل، لكن ما قيمة هذه الدنيا لو ربحت فيها كل شيء، وخسرت نفسك؟ ما قيمة المال إذا جاء ملك الموت وقد تركتَ كل شيء في ثانية واحدة؟ فالتأمل في الكون باب، والنظر في الحوادث باب، وقراءة القرآن وتدبره، وقراءة السنة وفهمها باب ثالث، فهنالك نظر، وهناك تفكر، وهناك مدارسة لا بدّ منها.
وأنا أذكر دائماً أنّ الإنسان الكامل هو الذي يجمع بين كل مصادر المعرفة، فيتأمل تارة، وينظر تارة، ويفكر تارة، ويدرس تارة، فسماعك مدارسة، وتأمُّلك الصباحي في آيات الكون تفكر وعلم، ونظرك إلى ما يجري في الكون من حوادث دالة على عدالة الله، وعلى حكمته، وعلى رحمته، وعلى قيوميَّته فهذا من طلب العلم.

الله سبحانه وتعالى اعتمد قيمة العلم كقيمة وحيدة مرجِّحة بين البشر :
اسمحوا لي أيها الأخوة، أن أقول لكم: والله الذي لا إله إلا هو لو بَلَغْتَ أعلى مراتب العلم في الأرض ولم يكن لك عمل صالحٌ من الدين يدعِّم هذا العلم فلا قيمة لعِلْمك عند الله إطلاقاً، المشكلة أن العلم وسيلة، وقد ظنّه الناس غاية، ما لم تتأكد أنّ كل علم تتعلمه إنما هو وسيلة كي ينقلك إلى التطبيق، فهذا العلم وبال على صاحبه، قال الحسن البصري:
((الْعِلْمُ عِلْمَانِ؛ فَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ))
[الدارمي عن الحسن]
هذا الباب باب طلب العلم، باب الاستزادة من العلم يؤكده قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾
[سورة طه: 114]
يؤكده أن الله سبحانه وتعالى اعتمد قيمة العلم كقيمة وحيدة مرجِّحة بين البشر، قال تعالى: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
[سورة الزمر: 9]
وقال تعالى: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾
[سورة يوسف: 76]
إذاً إذَا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطِك شيئاً.
هل تسمح لنفسك أن تقول: أنا مشغول، مشغول بماذا؟ لماذا أنت في الدنيا؟ أي شيء يشغلك عن طلب العلم؟ سوف تعدُّ تقصيرك غبناً كبيراً يوماً ما.

لا بدّ من وقت يتعرف فيه الإنسان إلى الله عز وجل :
ذهب طالبٌ إلى دولة أجنبية لينال دكتوراه، فعليه أن يعمل، وأن يدرس، أهله فقراء، وهو يحتاج فَرَضاً إلى ألف فرنك فرنسي في الشهرِ، وجد عملاً لساعتين، فهاتان الساعتان تحققان له ألف فرنك فرنسي التي يحتاجها.
وعنده دراسة، لو نال الدكتوراه لعاد إلى بلده بأعلى المراتب، وشغَل أعلى منصب، بأكبر دخل، كل آماله معقودة على هذه الشهادة، عثر على عمل يحقق له ألفي فرنك في الشهر، ولكن عليه أن يعمل أربع ساعات، يقول: لا بأس سأشتغل وأوفِّق بين الدراسة والعمل، ثم عثر على عمل يحقق له ثلاثة آلاف خلال ست ساعات، وعرَض عليه أربعة آلاف بثماني ساعات، خمسة آلاف بتسع ساعات عمل، ثم وجد عملاً يحقق له مئة ألف فرنك، لكن لمدة أربع وعشرين ساعة، فترك الدراسة من أجله، فهل يقول لك: أنا هيَّأتُ عملاً عظيماً؟ لا، فإقامتك هنا محدودة، وبقاؤك في هذا البلد منوط بجرة قلم، فإذا عُدتَ إلى بلدك بلا شهادة كنت في خزي شديد.
اسمعوا القاعدة: العمل الذي يستغرق وقتك كله خسارة محقَّقة مهما كان الدخل كبيراً، لأنك عندئذ خرجت عن هدفك الأساسي.
أيها الأخوة الأكارم، أنا أعلم أن الحياة صعبة، والدخل محدود، والمطالب كثيرة، والوقت ضيق، وأعرف أن أخوة كثيرين مضطرون إلى العمل المستمر، ولكن أن أغض الطرف عن إنسان عمله استغرق وقته كله، ثم يقال: هو ناجح أو رابح، فلا والله، لا بد من وقت تتعرف فيه إلى الله.
مرة خطر في بالي مثلٌ، طبيب درس ثلاثين سنة، وجاء إلى بلده، وفتح عيادة وكتب: الدوام ما بين الساعة الخامسة والسابعة بعد الظهر، وبينما هو في العيادة جاءه مريض بعد الساعة الخامسة، فاستأذن، قال له: واللهِ ما عندي وقت، فلماذا أنت هنا إذاً؟ لماذا درست؟ إن لم تتفرّغ لأكبر عمل في حياتك فلأيِّ شيء تتفرَّغ؟ ادَّعى أنه لا وقت له ليتعرّف على الله عز وجل، نقول له: لكن ما الذي يشغلك؟ قال تعالى:
﴿ اًمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
[سورة النمل: 84]
ماذا بعد الحق إلا الضلال؟! وخلاصة الكلام أنْ تعلم أنّه لا بد من طلب العلم، هذا شيء لا بدّ منه، لأنه لو لم تكن كذلك لظهر الانحراف والخلل في حياتك، مثلاً في الحج سمعنا باجتماع عُقِد قبل أيام أن أكثر من عشرين إلى ثلاثين حاجّاً سوريّاً لم يطوفوا طواف الإفاضة العام الماضي، وهو ركن أساسي، فلمّا قيل لهم: لماذا تصرَّفتم كذلك؟ قالوا: لا نعرف، ولم ينبِّهْنا أحَدٌ، وغادَروا مكة دون أنْ يطوفوا طواف الإفاضة، فما الذي أبطل حجهم؟ جهلُهم. أنا أقول لأيٍّ منكم: قد تكون سليمَ النية، وتأكل الربا، وأنت لا تدري، ويمكن أنْ تتجاوز الحدود لعلة الجهل فقط، والقانون لا يحمي الجاهل، كما أن الدين لا يعذر الجاهل.
أنا أتمنى من الأخوة الكرام أن يعلموا أنَّ موضوع طلبَ العلم، وحضور مجالس العلم لا يتوقّف على ما لديكم من فراغٍ، الفصل شتاء، وضاق صدرنا، تعال نحضر مجلس علم، وفي الصيف الناس سارحون في المصايف، فينسَوْن هذا المجلسَ، هذا منهاج جامعي، فيجب أن تجعل أساس الدرس وحياتك مقولبة مع الدرس، ليس الأساس حياتك والدرس حسب فراغك، بل لا بد من الحرص والمتابعة والمثابرة.


 توقيع : صمت القمر




رد مع اقتباس