الموضوع: أصول الدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2015   #2


الصورة الرمزية صمت القمر

 عضويتي » 27906
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » 03-12-2025 (03:52 PM)
آبدآعاتي » 69,981
الاعجابات المتلقاة » 350
الاعجابات المُرسلة » 965
 حاليآ في » ارض الله
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Morocco
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الصحي
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجه
 التقييم » صمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطلع للبر

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

 مُتنفسي هنا

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




أساس الدين هذه العلاقة الوثقى الطيبة بين الإنسان وبين الله :

هناك في الإسلام جانب معرفي، وجانب علمي، وجانب عقَدي. الناس كما ألاحظ فيهم الكثير ممَّن يعنيهم من الدين الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة فقط، هؤلاء لو كانوا في عصور غير هذه العصور ربما يَصِلون إلى الجنة، لكن في عصر استعرت فيه الفتن واتَّقدت، واشرأبَّتْ بأعناقها، وكثرت المزالق، والشبهات، والترهات، واستشرت الأضاليل، والعقائد الزائغة، والباطل المزيف، والانحراف المروَّج، والتفلت من مبادئ الدين تحت غطاءٍ من الحرية، والعصرية، والتقدم، حتى ذرتْ بقرنيْها شبهات كثيرة وفتن مظلمة.
أؤكِّد لكم، وأنا أعني ما أقول، إنّه لا يستطيع أن ينجو الإنسان الآن في عصور الانحرافات الفكرية والسلوكية إلا بعلم صحيح، بعقيدة راسخة، بعلم متين، وبأدلة قاطعة.
إذاً يا أيها الأخوة الأكارم، حينما تنصرفون إلى الدنيا، حينما تتحركون، حينما تنطلقون إلى أعمالكم، فإذا شعرتم أنكم في غنًى عن طلب العلم، هذا النقص في العلم لا بدّ أنْ يُترجَم إلى انحرافٍ في السلوك، والانحراف في السلوك لا بدّ أن ينتهي بصاحبه إلى حجاب بينه وبين الله، وحينما يكون الحجاب بينك وبين الله فاعلم علم اليقين أنك فقدتَ كل ثمار الدين.
أساس الدين هذه العلاقة الوثقى الطيبة بينك وبين الله، وحينما تفقد هذه العلاقة بانحرافٍ أساسه الجهل فقد خسرتَ كل ثمرات الدين. وبالاتصال لن تشعرَ بخوف، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
[سورة المعارج: 19]
هكذا خُلِق، هذا ضعف خَلْقي، هكذا أراد الله عز وجل أن يكون هلوعاً قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً* إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾
[سورة المعارج: 19-22]


الجانب المعرفي يأتي بالمدارسة و التأمل و النظر :
كل نقاط ضعف البشر الخَلْقي التي لا يدَ لك فيها، كلُّ نقاط الضعف هذه تتلافاها بالاتصال بالله عز وجل، فلذلك مَن لم تحدثه نفسه بحضور مجلس علم ليزداد معرفة بالله أو بكتابه، ودرس أسماء الله الحسنى الذي هو معرفة بالله، ودرس التفسير لينمِّيَ معرفة بكتاب الله، ودرس الحديث الشريف ليعرِّفك برسول الله، ودرس السيرة النبوية ليكون معرفة بالتطبيقات العملية، ودرس الفقه معرفة بالأحكام الشرعية التي ينبغي أن تدور مع حياتك، فما لم تخصص من وقتك وقتاً ثميناً لطلب العلم، ومتابعة مجالس العلم، لتزداد ثقافتك الدينية، وقناعاتك الفكرية، وترسخ عقيدتك الصحيحة، وأن تزداد وتغتني عندئذ ترى أن النقص في العلم سيسبب لك خللاً في السلوك، وهذا هو الجانب المعرفي.
والحقيقة أنّ بعض الجانب المعرفي يأتيك بالمدارسة، وبعضاً منه يأتيك بالتأمل، وبعضاً منه يأتيك بالنظر، قال تعالى:
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ والْأَرض وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
[ سورة يونس: 101]
جانب كبير من جوانب المعرفة يمكن أن تحصل عليه من وقوفك عند دقائق خلق السماوات والأرض، وأقرب شيء إليك جسمك الذي بين جوانحك، أقرب شيء إليك طعامك الذي تأكله، أقرب شيء إليك مَن حولك من أهل وأولاد، أقرب شيء إليك مظاهر الطبيعة التي أمامك، هذه كلها آيات دالة على عظمة الله عز وجل، فأنا أتمنى أن يفكر الإنسان كل يومٍ في آيات الله الدالة على عظمته، أو أن يشغل نفسه كلما سمحت له فرصة بأن يقف عند دقائق خلق الله جل وعلا.
ألا تتأثر إذا سمعت أن لديك عشرين مليون خلية عصبية شمية؟ كل خلية فيها سبعة أهداب مغموسة بمادة دهنية مذيبة، وأن أي رائحة تصل إلى أنفك تتفاعل مع هذه الأهداب بل مع المادة الدهنية التي على هذه الأهداب تفاعلاً كيماوياً يتشكل منه شكل هندسي يُنقل على شكل إشارة إلى مركز الشم في المخ، وفي مركز الشم في المخ عشرة آلاف بند من بنود المشمومات، وأن هذه الإشارة تشعرك برائحة هذا الشيء، ثم تنتقل إلى معرفة رائحة هذا الشيء، وأن المادة إذا كانت بمقدار نصف بالمليون من الملي غرام بالسنتمتر مكعب فإنها كافية لكي تحسِّسك برائحة هذا الشيء. ألا تشعر أنك وقفت وجهاً لوجه أمام عظمة الله عز وجل؟ ألا تشعر أنك عرفت دقة الصنع؟


 توقيع : صمت القمر




رد مع اقتباس