ليلة اللقاء المنشود في حضرة القمر ،، أطلقت لذاكرتي العنان ،، علها توقظ في دمائي فرح الأطفال ،، ذلك الفرح الذي غيبه نوم يشبه الخدر .. انتهكت عيناي النعاس ،، وتحفزت حواسي لرؤيا وسماع مليكتي ،، الهاربة للتو من سجون العناء ،، المتحررة من رجس الأقنعة الزائفة ،، التي مافتئت تراها منذ نعومة أظفارها ،، تلك الأقنعة التي كانت تبتسم تارة ،، وتكشر عن انيابها تارة أخرى ،، ****** لم تكن المرة الأولى التي أرى فيها مليكتي ،، ولا المرة الأولى التي أسمع صوتها كانت صورتها ،،، صوتها ،،، شذى عطرها ،، تحضر كل يوم وكأنها تقول أن موعدنا مع القمر بات قريبا ،، كنت أرى صورتها تنعكس ألقاً وسكوناً في حضرة محبرتي ،، وأتخيل أنينها مع صرير قلمي ،، تعلو وتنخفض،، مع ارتعاشاته ،، وكأنها المسافر الوحيد على متن خيالاتي .. **** في تلك الليلة ،، تسارعت خطاي ،، تسبقها أنفاسي الملتهبة ،، وحواسي المتحفزة ،، تسارعت كي لا أكون في آخر الركب .. من أجلها فقط ،، سأغير قناعاتي ،، وسأحبس خيالاتي السابقة ،، والتي رسخت في ذاكرتي المنهكة أدوات استمتاعي ،، وبهجة أمنياتي . كانت خيالاتي لاتعرف إلا .. شمس ،، وبحر ،، وقلم ،، وطيور نورس ،، وجرأة "أحلام مستغانمي " و شاعرية "القباني " ،، وأنشودة " بدر شاكر السياب " وصوت فيروز يخترق كل الحدود . فمع هؤلاء كانت إغفاءتي الأولى على صدر الحرف ،، والآن جاءت دور القمر ،، ليكون الزائر الأغلى لخيالاتي !!! **** كنت مستعدا ،،للانصهار معها وفيها ،، لنفتتح معا ،، جلسة تقام فيها شعائر وطقوس مختلفة ،، جلسة نرى فيها كروية الأرض ،، في ارتعاشات أقلامنا ،، وفي انكسارات ارواحنا في الكلمات المعتقة في أبجديات البوح ،، وبعدها لابد وأن مليكتي ستكون مستعدة ،، للتخلص من عناءات الماضي ،، وتكون رحلتنا برعاية القمر ،، على متن مسامات حروفنا ،!!! وسنعيش الفصول ،، كل الفصول في رحم الخيال الذي يغرينا للتنفس من رئة الكون بعد كل اختناق !!!