09-13-2015
|
#10
|


صَفْـصافَـتي :
كُلّنا لدينا أحزان , كُلّنا نمرّ بصعَـاب ولكن الله يَـبتلي مَن يشَـاء ..
هناك مَن يُعجّلَ الله لهُ بالفرَج .
و هناك مَن يدّخِرهُ الله له بحسناتٍ و أجُـورٍ مُضاعفة .
و هُناك مَن يصرفُ الله عنهُ أذى قد لا يعلَمه وهو لا يزال يتسَـاءل أينَ الفرَج !!
مَن خلقَـنا سَـ يُعطِـينا عاجلاً أو آجِـلاً لكن لِـ نَـتـذكَّـر :
" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَـيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَـيِّرُوا مَا بِأَنـفُسِهِمْ "
لِمَ لا نبحَث عن مواطِن الخير والصَّلاح والنِّـعَـم في نُـفوسنا ونقول : شُكراً لله في السَّراء والضرّاء .
نعَـم الله قد يكون أخذ من عَبد نعمة المال ولكن حين يرَى المريض الميؤوس من شِـفائه فَـ ليقُل :
الحمدُلله أخذَ منّي نعمة المال و أهداني نِعمة الصحة وهيَ أهم من أموال الدنيا وَ زينتَـها .
يَـستحيل أن الله يجعل حياة العبد من شَقاء إلى شَـقاء دائم و يسلبُه جميع نِـعَـمِه ,
ولكن هكذا القدَر يأتي خيراً أو شرّاً ولنا في ذلكَ الرّضا وهوَ من درجات الإيمان ومعَ الرِّضا دواءً
وهوَ " الصبر والدعاء دونَ يأس "
ألم يقُل الله في كتابِه :" إنَّ الله معَ الصابرين "؟
وَ " قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ "
توقيع من دون قيمة ، مفتوح ، نَـضع أيَّـة قيمة نُـريد، و سيُصرَف هذا السَّند،
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، لماذا ؟
لأنَّ الله سيعالجنَـا ، إن صبرنَـا على معالجته فإنهُ سَـ يُحبُّنـا ، لأنه سَـ يُسعدُنـَا .
هذه الدنيا دار ابتلاء ، مَدرسة تحضيريَّـة للجنة ، فإذا صبَرنا على مُعالجة الله، فلا بد أنَّـنا نَـعرفُه ،
و إذا تحمّلنا هذه المعالجة، ونَـقلَـنا الله من حالٍ إلى حال، ومن مقامٍ إلى مقام , و مِن مرتبة إلى مرتبَة ,
و مِن إقبالٍ إلى إقبال، ومن مَـعرفة إلى معرفَـة، ومن رُقيٍّ إلى رقيٍّ، وَ من دَرجة إلى درجة،
فهذا بسبب الصبر .
لأن هناك أمراضًا كثيرة في النفس، لا بُدَّ مِن أن نُشفَى منها ،
و لا بُدَّ لكُل مرضٍ من مُشكلة تحيطُ بالإنسَان حتى يَـلجأ إلى الله عزَّ وَ جَلّ .
فحينما نُخلص لله هذِه العبادة دون تذمُّـر أو قنُـوط .. قد يفتحُ الله لنا بهِ باباً
وإن لم يُكتب لنا ذلكَ بالدنيا فالآخرة الخَـالِدَة وُعِدَ فيها الصَّابِرُون بجنَّـات الخُـلد .
فَـ لِنجعَـل من الحُـزن مَـصدر قُــوَّة و عَـزيمة وَ إصرار و بَوابة كِـفاح لـ نَـنتصر بحولِ الله و قُـوَّتِـه ..
فالمسألة تحتاج إلى جِـهاد لا مَداخلَ للشَّـيطانِ فِـيه ..
حتى لا يَـصل بنا الأمر إلى اليَـأس من فَضلِ الله وَ رحمتِه فهوَ مَـعصية قد تَـصِل لِأنْ تكُونَ كُـفراً
إذا أدّى إلى إنكار سِعَـة رحمةِ الله تعالى .. _ و العياذ بالله
أيا رُوووح :
لا أدامَ الله لكِ ضيقَـة ,
و شَـرحَ صدركِ بِـ نُـورٍ منهُ و رَحمةٍ يا نَــقيَّـة ..
كُونِـي بخَـير فلا زالتْ الحَـياة تحوي من الجمَـاليّات ما نَستطيع أن نطمِس بهِا مَـعالِم الحُــزن
بكُلّ ما أُوتِـيْـنَـا مِن قُــــــــوَّة .

|
|
|
|