الأشهر الحرم، فضّلها اللّه على سائر شهور العام، وشرّفها على سائر الشّهور، فخصّ الذّنب فيهنّ بالتّعظيم، كما خصّهنّ بالتّشريف، وقال ابن عبّاسٍ: "خصّ اللّه من شهور العام أربعة أشهرٍ فجعلهنّ حرما، وعظّم حرماتهنّ، وجعل الذّنب فيهنّ والعمل الصّالح والأجر أعظم".

ونتناول أحد الأشهر الحرم الأربعة وهو "ذو القعدة"، ويسمى أيضًا "ذي القعدة".

ذو القعدة، هو الشهر الحادي عشر من السنة القمرية، وهو الشهر الذي يسبق الحج، وهو أول الأشهر الحرم المذكورة في القرآن الكريم، قال تعالى: "إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ"، التوبة.

وذكر في كتاب شرح صحيح البخاري، عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن "الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادي وشعبان"، رواه البخاري.

وللأشهر الحرم فضل كبير منها:

1- تحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو، لذا يُسمى "ذو القعدة" للقعود عن القتال والجهاد فيه والاستعداد لشهر الحج وموسم الحج.

2- تحريم انتهاك المحارم فيها وجعل الله الظلم أشد فيها من الظلم في سائر الشهور فالحسنة فيه مضاعفة الأجر.


م / ن