الموضوع
:
عصافير الغوطة تموت نائمة
عرض مشاركة واحدة
#
1
08-18-2015
لوني المفضل
Aliceblue
♛
عضويتي
»
28440
♛
جيت فيذا
»
Jul 2015
♛
آخر حضور
»
منذ 3 أسابيع (04:47 PM)
♛
آبدآعاتي
»
379,387
♛
الاعجابات المتلقاة
»
2480
♛
الاعجابات المُرسلة
»
1008
♛
حاليآ في
»
الريــآآض ع ـــشقي
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
29سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
بيانات اضافيه [
+
]
عصافير الغوطة تموت نائمة
هناك فوق تخوم رابية ساحرة ومروج خضراء ، بين سفوح قاسيون ، وسط غابات الزيتون وأشجار السنديان العملاقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، وأشجارالجوز ، حيث تتعانق وتتهامس أغصان الحور الباسقة والصفصاف ، عناق الأحبة وتغتسل أقدام الأشجار بمياه بردى المحبة لتبوح له بأسرارها في حوار عذب ولغة منشاة ، لتحكي قصص العشق والأرض في عاصمة الحب والياسمين . رائحة الليمون والفل والأقحوان تنشر شذاها في أرجاء المكان .
في تلك القرية الوادعة التي تغتسل بالعطر والطهر , وتغفو على رائحة البنفسج والختمية وشجر الاَس ، الخارجة من حكايات ألف ليلة وليلة ، حيث ينتشر العطر ويتسرب عبر حواري وزواريب الشام العتيقة , وتصحو على شدو الحساسين والشحارير. جلست شام وقد علا وجهها مسحة حزن ، تتفرس ملياً في وجوه أطفالها الأربعة وكأنها تراهم لأول مرة ، وقد تزاحمت الأسئلة في رأسها المتعب .
" لن أرجع خالية الوفاض" ، كانت تحدث نفسها .
" انهم يتضورون جوعاً ولابد أن أفلح هذه المرة "
حاولت أن تهدئ من روعهم وتبث الطمأنينة في نفوسهم الطاهرة ، عيونهم كانت تلمع ببريق غريب ، اخترقت سهامه قلبها المترع بالأحزان ، فبدأ يسري في كامل جسدها المتهالك. أشاحت بوجهها بعيداً عنهم مخافة أن يرى فلذات كبدها حبات اللؤلؤ وهي تتساقط فوق شرفات وجنتيها الشاحبة ، وهي تبتلع الغصات لتبدو متماسكة.
اندس الأطفال في فراشهم وبدأت الأم تقص عليهم حكايات الشاطر حسن ، وماهي إلا هنيهة حتى غلبهم النعاس وبدأوا يغطون في سبات عميق مثل حكاية الأميرة النائمة . كم كانت تلك الحكايات أثيرة على نفوسهم . بدت أضواء القرية كالنجوم وهي تتراقص من بعيد ، في مشهد تخشع له القلوب.
ألقت عليهم نظرة وداع وهي تحث الخطى لتبدأ مشوارها اليومي في البحث عن الطعام ، تحاملت على نفسها برغم أوجاعها المزمنة . وفي طريق عودتها بدأ القلق يساورها و يتسرب إلى نفسها رويداً رويداً ، حتى بدت مثل طيور السمان وهي تبحث عن فراخها الصغار . طيور السمان تشكل هدفاً للصيادين حيث تلاحق أسرابها ومع ذلك تبقى وفيرة العدد.
بدأت القرية تلوح من بعيد وهي تمشي بخطوات متسارعة على غير عادتها ، ساد السكون المكان وبدأت نبضات قلبها تتسارع .
ياإلهي مشهد رهيب ! مئات الأطفال والنساء نيام مثل حكايات الأميرة النائمة ، يغطون في سبات أبدي ، أصيبت بالذهول من هول الكارثة ! حاولت أن توقظ أولادها ولكن دون جدوى .
القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد
زيارات الملف الشخصي :
3059
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 104.80 يوميا
MMS ~
كـــآدي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى كـــآدي
البحث عن كل مشاركات كـــآدي