عندما "يغمرك" النوم .. بعد يوم حافل .. نأوي إلى فُرُشنا .. الجسد منهك .. والعضلات تطلب الراحة .. والدماغ يرنو إلى "التوقّف" عن التفكير في شؤون الحياة والترقّب وما "يشغل" التفكير .. تُغلق الأضواء عادة .. وفي هذا الجو "المُظلم" .. تتحفّز الغدة الصنوبرية Pineal gland بالدماغ لإنتاج هرمون الميلاتونين Melatonin .. الذي تسري كميات "ضئيلة" منه في العروق .. وتنساب عبرها إلى الجسد المنهك .. حيث "تساعد" على "الإغفاء" .. والسبات .. ولكن .. هل هذا "كل" شئ لبداية "النوم" ؟؟.. البعض (...مثلي) ينام حتى لوكانت أضواء الحجرة جميعها مضاءة .. وهذا لا يجعل لهرمون "الميلاتونين" الدور الرئيسي في النوم .. عندما تخلد إلى "النوم" .. فهناك لحظة معينة تكون الفاصل بين "اليقظة" حيث تكون واعياً .. وبين بداية "الغفو" والنوم .. (انظر الشكل المرفق لرسم المخ الكهربي لمنحنيات اليقظة والنوم).. ما الذي "يحدث" لبدء هذه "اللحظة" ؟.. هناك (بالتأكيد) فيض من "النشاط المضاد" لليقظة .. يحصل في أحد مناطق الدماغ .. نشاط يُخمد من "نشاط" الوعي .. "نبضاتٌ" عصبية .. تحفزها نواقل عصبية لا تزال مجهولة إلى يومنا هذا .. هذا "النشاط" العصبي الذي "يُدخلك" في عالم النوم .. ربما يستقي محفزاته الأولية من الخلايا والعضلات المجهدة .. ومن الدماغ المنهك من تفكير ونشاط نهار كامل .. لتتجمّع كل المحفزات في ذلك النطاق (أو النطاقات) المحدد من القشرة الدماغية .. ثم تدخل في "سبات" عميق .. ترتخي فيه العضلات .. ويقل نشاط الدماغ .. باستثناء "فترات" قصيرة تنشط فيها العينين وتتحركان حركات سريعة تحت الجفون المغلقة (تُدعى بفترات حركة العين السريعة rapid eye movement " REM " ) .. وهذه هي فترات "الأحلام" .. حيث تنشط (فيما تنشط من نطاقات دماغية) خلايا الدماغ في قشرة الإبصار (مؤخرة الدماغ) .. "لترى" وتدرك أحلامك .. وكأنها الواقع !.. بالرغم من نومك .. وعيناك المغلقتان !.. أين يحدث ذلك؟ .. في الدماغ .. والكل يعلم .. كيف يحدث ذلك بالضبط .. لا أحد يعلم .. سوى .. واحد .. أحد .. فرد .. صمد .. هو من جعل النوم "سباتاً" يغشى الدماغ والوعي .. فيرتاح.. ويرتاح معه الجسد .. رحمة منه جل وعلا .. تجديداً للنشاط لاستقبال يوم جديد .. فسبحانه .. كما ينبغي لجلاله .. وعظمته .. وكبريائه .. ورحمته .. .. وفي أمان العظيم نـــواف