عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2009   #10


الصورة الرمزية البرق النجدي

 عضويتي » 65
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » 07-20-2021 (03:49 PM)
آبدآعاتي » 204,219
الاعجابات المتلقاة » 59
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » قلب امي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond reputeالبرق النجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
تبـاً للحنين .. !!
يُعيدنآ للأشيآء ..
ولآ يعيدُ آلأشيآء لنآ ..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




المحطة الرابعة

محطة بني سعد بن بكر


وبينما القطار ينهب الأرض نحو ديار بني سعد بن بكر نلتفت حولنا لنتعرف على المسافرين معنا فنرى ركاباً يتأهبون للنزول في محطة بني سعد نتقدم منهم لنتعرف عليهم فيقدمون لنا أنفسهم

تتقدم منا امرأة وزوجها ويتحدث الزوج فيقول:

مرحباً بكم في ديار بني سعد. اسمي الحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة. وهذه زوجتي حليمة بنت أبي ذؤيب. وهى من نفس القبيلة.

زوجتي تعمل حاضنة في الخارج فهى متخصصة في إرضاع أطفال قريش. وقد أرضعت أولادي: عبد الله ، وأنيسة ، وحذافة أو جذامة الملقبة بالشيماء. والشيماء الآن كبيرة وقد تركناها في مكة. وبالإضافة إلى أولادي فقد أرضعت أباسفيان بن الحارث بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب.

ولكنها أرضعت طفلاً آخر هو من أعجب ما رأينا من الأطفال.

أتحبون سماع قصته: هيا يا حليمة قصي علينا قصة ذلك الطفل اليتيم الأعجوبة


واعتدلت حليمة في جلستها وأصلحت ثوبها وتهللت أسارير وجهها وهى تروي لنا قصة الصبي اليتيم.. فيبدو أنها تحب أن تحكي عن هذا الطفل.. وذهلنا ونحن نستمع إلى حكايتها.. ولم نلق بالاً لجمال الطبيعة من حولنا ولا للطافة النسيم الذي يدخل علينا من نافذة القطار في ذلك الصباح الجميل فقد كانت كلمات حليمة من أجمل ما سمعنا من كلمات وكانت قصتها تدعو للدهشة والعجب. ولولا أنها قصة حقيقية وأن حليمة لا تكذب لظننا أن هذه القصة من نسج الأساطير.

قالت حليمة:

خرجت من بلدي أبحث عن طفل أحضنه ومعي زوجي وابني الرضيع إلى مكة ومعي مجموعة من الزميلات الحاضنات من بني سعد. وكنت أركب حماراً هزيلاً ولم يكن لدينا طعام إلا شاة نحلب لبنها، ولكن ضرعها ما جاد علينا بقطرة لبن طوال الرحلة إلى مكة، وكذلك كان ثديي فارغاً من اللبن، والصغير الرضيع الذي معي لا ينام ولا يترك أحداً ينام من شدة الجوع وبكاؤه لا ينقطع. وكان حماري الهزيل لا يستطيع المشي حتى اشتكى جميع رفقائي في الرحلة أنني السبب في تأخيرهم.

ولما وصلنا مكة عرض هذا اليتيم على زميلاتي فأبين أن يأخذنه ليرضعنه لأنه يتيم وليس له أب ليدفع مصاريف الحضانة... وذهبت زميلاتي جميعهن وأخذن أطفالاً للحضانة ولم يبق أحد غيري بدون رضيع فكنت مكسوفة الخاطر. ولكنني أبيت أن أرجع دون رضيع أحضنه فصممت على أخذ اليتيم لأنني لم أجد غيره. وشاورت زوجي فوافق على الفور..

ولما أخذت اليتيم أحسست على الفور بتغيير في صدري، ونظرت فإذا ثدياي ممتلئتان لبناً، ورضع اليتيم ورضع معه صغيري حتى شبعا، ثم ناما ، ولاحظت أن اليتيم لا يرضع إلا من الثدي الذي أعطيته له أولاً ولا يقبل أن يرضع من الثدي الآخر الذي يرضع منه ابني الرضيع!!

وقام زوجي ليسقي الشاة فاكتشف أن ضرعها يكاد يلامس الأرض وأنه مليء باللبن فحلبها وشربنا حتى روينا من ذلك اللبن..

ولما ركبت الحمار في رحلة العودة إذا به ينطلق فيسبق جميع الحمير،
فتنادي علينا زميلاتنا: (يا حليمة انتظرينا قليلاً وخففي السرعة حتى نلحق بك). ولما كنت أنتظرهن ليلحقن بي كن يقلن: (يا حليمة هل أنت متأكدة أن هذا الحمار هو نفس الحمار الذي جئت به من بني سعد إلى مكة؟؟ ألم يقم أحد بتبديله في مكة؟).
(والله إن لهذا الحمار لشأناً عجيباً).

كان زوجي يردد طوال رحلة العودة إلى بني سعد: (تعلمين يا حليمة.. لقد أخذت نسمة مباركة). وكنت فرحة جداً باليتيم وأقول لزوجي: (والله إني لأرجو ذلك)..

وأعجب مافي الأمر أننا لما وصلنا ديار بني سعد حدث أمر عجيب فبلادنا جدباء لا نبات فيها ولا عشب وكانت غنمي تروح لترعى ثم تعود شبعانة ممتلئة لبناً.. وكانت أغنام زميلاتي تروح ثم تعود جياعاً وليس في ضروعها لبن. وكان الناس يقولون للرعاة: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، يقصدونني أنا..


ولكن القصة الأعجب هى ما لاحظته على هذا اليتيم المسكين.. فخفت عليه خوفاً شديداً فأعدته إلى أمه..

ها هو القطار قد بدأ يخفف من سرعته تمهيداً للتوقف في ديار بني سعد بن بكر.. ولكنني أعدكم بأن أحكي لكم ماذا حدث لليتيم ولماذا خفنا عليه فأعدناه إلى أمه.. تفضلوا معي إلى خيمتي..


انتظروا حليمة في المحطة التالية بعد أن ننزل في البادية ضيوفاً عليها في ديار بني سعد بن بكر
لتحكي لنا لماذا خافت على اليتيم


إلى اللقاء في المحطة القادمة بإذنه تعالى


 توقيع : البرق النجدي






ربي يحفظك لي ياأمي ولايحرمني اياك


رد مع اقتباس