وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ .. وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ أتلعتُ جيدي لأنظر للسماء سبحان من رفعها بلا عمد وجعلها بتلك الأبهة التي مايماثلها في الحُسن مثيل إلا من صنع الله زينتها نجوم وحنانها غيوم وسكَكها مستويه لا ترهق بالمضي فيها طائر ولا طائره وإليها يرفع رأس من يضيق ليعج بما في نفسه قبض فيبسط الله عليه ورأيت في ليلها قمر تستدل به البشر على إيامها ويذهب فيه الشاعر والكاتب مذاهب الإسهاب فيصور الحبيب بصورة تمامه وطلعته بالهلال وبها شمسٌ مع طلعتها البهيه يذهبُ كلٌ إلى غايته مُنيخون على صلوات يقيمونها مع شروق وغروب وزوال وإذا ماعسعس الليل ركنوا لهدوء وهكذا يكون تواتر نشاطهم بين نوم وعمل وصلاه أستفزني منظر الحُسن في السماء ومنظر تلك البسيطة التي عليها نمشي مافعلنا بها مكان هو رمز حضاره ترى وقد حفته القاذورات من كل صوب هذا ماشاهدته في آثار بابل ولا يكفي البشر قذارة تمنحها إيديهم بل قذارات نفوسهم , يعيب هذا ويقذف ذا ويهين لعظمته فقر الحال في حليم وهو يرتع بسفاهة ِ الأحلام وللعين مثل الكف قذاره وقد أرعبني حال الشاب خليفه المعمري الذي كان يباهي بنعمة ربه وقد أهديت له هديةٌ ثمينه ولم يتبادر لذهنه أن العين حق فسقط صريعاً , طريح الفراش ثقيل اللسان ترك مستقبله خلفه وصاحب حسد مدان العبرة من المقال السماء نظيفه والأرض تملئها القاذورات خلقت الأرض لخير جميلة باأكنافها جُرزٌ بها ينبت مايمنح الحياة ويقيم الأود وأخاديد لمجاري الأنهار جميله تمتع الناظر وتجعل كل شيئ حي والماء رحمة موهوبه وشناخيب من جبال وسّهوب من فلاة ومع كل النعمة في هذا التنوع جعلها البشر موات أزاهير فكري