الموضوع
:
الدُّعَـاء .. رحمـَة وَ رجـَاء
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-04-2015
لوني المفضل
Peru
♛
عضويتي
»
27610
♛
جيت فيذا
»
Jun 2014
♛
آخر حضور
»
12-22-2015 (01:36 AM)
♛
آبدآعاتي
»
10,199
♛
الاعجابات المتلقاة
»
0
♛
الاعجابات المُرسلة
»
0
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
♛
آلعمر
»
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
♛
التقييم
»
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
بيانات اضافيه [
+
]
الدُّعَـاء .. رحمـَة وَ رجـَاء
الدعـاء عبادة و رجاء ، وأعجز الناس من عجز عن الدعــاء . قال الله تعالى :
] ادعوا ربكم تضرعــــاً و خفية [
.
الأعراف / 55
. و في آيــة أخرى :
] و ادعوه خوفـاً و طمعاً [
.
الأعراف / 56
. و الدعاء افتقار و تبرؤ من الحول و القوة إلى حول الله و قوته ، و فيه استشعار بذلِّ العبودية إلى مقام عزة الله ، و فيه أنواع من الثناء على ذات الله عز و جل . قال تعـــالى :
] ادعوني أستجب لكم [
. غافر : 60
. و قال عليه الصـلاة و السـلام :
(( ثلاثة لا تردُّ دعوتهم : الصائم حين يفطر ، و الإمام العادل ، و دعوة المظلـوم ))
.
رواه الترمذي
.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( ليس شيء أكرم على الله من الدعــاء ))
.
رواه الترمذي و ابن ماجه .
و في حديث آخر :
(( ادعـوا الله و أنتم موقنــون بالإجابة ، و اعلمـوا إن الله لا يقبل دعاءً من قلب غافـل لاه ))
.
رواه الحاكم و الترمذي
.
سـلاح المـؤمن
و عـن عـلي بـن أبي طـالب كـرم الله وجهـه قـال : قـال رسـول الله صـلى الله عليـه و سـلم :
(( الدعـاء سـلاح المـؤمن ، و عماد الدين ، و نور السموات والأرض ))
.
رواه الحاكم بسند صحيح
.
و عــن ثوبـــان رضــي الله عنـــه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( لا يرد القــدر إلا الدعاء ، و لا يزيد في العمر
إلا البِـــر ))
.
رواه الحاكم
.
و قد يقول قائل : إن ما يدعو به المسلم إن كان قد قُدِّر فلا بدَّ من وقوعه ، دعـا به العبد أو لم يدع ، و إن لم يكن قُدِّر فلا يمكن أن يقع ، سواء دعا به المسـلم أم لم يدع ، فكيف يُرَدُّ القضاء بالدعاء ؟. و الجواب : إن الله الذي قدَّر الأشياء ، قدَّر لها أسباباً ، و الدعاء من أعظم الأسباب في النفع أو الدفع ، و الكل بقضاء من الله و قدر ، فمن أنكر تأثير الدعاء ، يلزمه إنكار ارتبـاط المسببات بالأسباب ، و هذا باطل شرعاً و عقلاً .. فبالقدر يُدفَع القدر ، و بالقدر نفرُّ إلى القدر ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما بلغه أن الطاعون قد وقع في الشام و عزم على الرجوع بعد التشاور ، فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : أَ فراراً من قدر الله يا عمر ؟!. فقال عمر رضي الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله .
و إذا كان الإنسان قد خُلق ضعيفاً ، فإنه لا بدَّ أن يلجأ إلى القوي ، إلا و إن هذا القوي هو الله عز و جل :
] أَ مَّـن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض أ إله مع الله [
.
النمـل / 62
. و في آية أخــرى :
] فادعوا الله مخلصــين له الدين [
.
غافر / 14
.
.. فإني قريب
والوصول إلى الله عز و جل يكون بالتوجه إليه وحده ، و لو تأملنا القرآن الكريم لوجدنا في جواب : ( يسألونك ) كلمة : ( قـل ) .. و من ذلك قول الله عز و جل :
] يسألونك عن الأهــلَّة قل هي مواقيت للناس و الحــج [
.
البقـرة / 189
. و قوله :
] يسألونك عن الأنفـال قل الأنفـال لله و الرسول [
.
الأنفـال / 1
. وقوله :
] و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا [
.
الكهف / 83
.
أما في آية الدعاء :
] و إذا سـألك عبادي عني … [ . فقد جاء في جوابها : ] فإني قريب [
. تأكيداً على أنه ليس بين العبــد و ربه أي وسيط .
و في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما :
(( إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله ))
.
رواه أحمــد
.
و في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز و جل : / يــا عبادي ! لـو أن أولكم و آخركم و إنسـكم و جِنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر / .
و روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من فُتح له منكم باب الدعاء فُتحت له أبواب الرحمة ، و ما سُئل الله شيئاً أحب إليه من أن يُســأل العافية ))
.
مفتـاح الرحمـة
و روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً :
(( الدعاء مفتاح الرحمة ))
. و
روى البيهقي
عن أبي هريرة رضي الله عنـه ، عن النبي صـلى الله عليه و سـلم قال :
(( اطلبوا الخيرَ دهرَكم كلَّه ، و تعرَّضوا لنفحـات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، و سلوا الله أن يستر عوراتكم ، و أن يؤمِّن روعاتكم ))
.
و إن أوقات النفحات تكمن في الأزمنة و الساعات ؛ ليداوم المؤمــن على الدعاء و الرجاء ، كما في ليلة القدر ، و وقت السحر ، و ساعة الجمعة ، و عقب الصلوات … فمن أدام التعرض لها يصادفها بإذن الله .
و في ( الصحيحين ) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله e قال :
(( ينـزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ))
دعـاء الأنبيـاء
و عندما نستعرض آيات القرآن الكريم ، نجد أن الأنبياء والرسل الذين مُنحوا قدرات خارقة هم أكثر الناس تضرعاً إلى الله عز و جل ، فمن دعاء آدم و حواء عليهما السلام :
] قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين [
.
الأعراف / 23
.
و من دعاء نوح عليه السلام ، بعد أن جاهد وكافح :
]… أني مغلوب فانتصِر . ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر [
.
القمر /10-11
.
و من دعاء إبراهيم عليه السلام :
] ربِّ هب لي حكماً و ألحقني بالصالحين % و اجعل لي لسان صدق في الآخرين % و اجعلني من ورثة جنة النعيم [
.
الشعراء / 83 - 85
.
و ربما من الناس من يقول : إن إبراهيـم وقع في مأزق لم يقع في نظيره أحد قبله و لا بعده ، و ذلك عندما حكمت محكمة نمرود بإحراقه يوم حطم أصنامهم ، فكان من المتوقع أن يدعو في مثل تلك الساعة ، و لكنْ لم يرد في الصحاح أنه دعا ، بل ورد أن جبريل عليه السلام جاءه مستأذناً ربه وقال : أ لَكَ حاجة ؟ قال : أمَّا إليك فلا ! قال : فَسَلْ ربَّك . قال : / حسبي الله و نعم الوكيل / . و ذلك ؛ لأن قصارى همِّه تمثَّــل في أن يرضى الله عنه ، و أن يجعل ذريته من بعده سائرة على النهج المســتقيم .
و من دعاء يونس عليه السـلام :
] … سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له و نجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين [
.
الأنبياء / 87 -88
. و يونس عليه السلام بُعث إلى قومه فدعاهم فلم يستجيبوا فهجرهم مغاضباً … و لـعـل هذا الهجران ما كان ينبغي أن يتم ، فابتلاه الله بأن وجَّه إليه حوتاً
]… فنــادى في الظلمــات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [
.
الأنبياء / 87
. و مـن دعـاء شـعيب عليـه السلام :
] ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين [
.
الأعراف / 89
. و من دعاء موسى عليه السلام :
] ربِّ إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير [
.
القصص /24
.
و من دعاء أيوب عليه السلام :
] أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين [
.
الأنبياء /83
.
و مـن دعـاء عيسى عليه السلام :
] اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنـا و آخرنا و آية منـك و ارزقنـا و أنت خير الرازقين . قـال الله إني منـزلهـا عليكم ..[
.
المائدة / 114-
115
.
و من دعاء لوط عليه السلام :
] ربِّ انصرني على القومِ المفسدين [
.
العنكبوت/30
.
و من دعــاء زكريا عليه الســلام :
] ربِّ إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيباً و لم أكن بدعـــائك ربِّ شــقيا . و إني خفت المـــوالي من ورائي و كانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليّا [
.
مريم/4-5
.
فاسـتجاب الله لـه :
] يـا زكريا إنّا نبشرك بغـلام اسمه يحيى لم نجعـل له مـن قبل سَميّا [
.
مريم / 7
. و من دعاء يوسف u عند المحن التي تتالت عليه :
] قال ربِّ السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه و إلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن و أكن من الجاهلين . فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم [
.
يوسف / 33-34
.
من أدعية محمد e
و من الأدعيــة المأثورة عن رســول الله صلى الله عليه وسلم ، ما قاله لابنته فاطمــة رضي الله عنها بأن تكثر من قــول :
(( يا حي يا قيوم برحمتك اســتغيث ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))
.
و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما أصاب أحداً قط همٌ و لا حُزْنٌ
فقال :
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علَّمته أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همِّي ، إلا أذهب الله هَمَّه و حُزْنَه ، و أبدله مكانه فرحاً ))
.
رواه أحمد و الحاكم
.
و عن عائشــة رضي الله عنها قالت : قام رسول الله صالى الله عليه وسلم فأطال السجود حتى ظننت أنه قُبض ، فلمــا رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك ، فرجعت فســمعته يقول في سجوده :
(( أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من ســخطك ، و أعوذ بك منك إليك ، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ))
.
رواه البيهقي
.
و عن أم سـلمة رضي الله عنهـا قالت : هـذا ما سأل محمد صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم إني أسألك خير المسألة ، و خير الدعاء ، و خير النجاح ، و خير العمل ، و خير الثواب ، و خير الحياة ، و خير الممات .. )) .
و عن عمر بن الخطـاب رضي الله عنه قال : قال رســول الله صلى الله عليه و سلم :
(( اللهـم زدنا ولا تنقصنا ، و أكرمنا ولا تهنـا ، و أعطنا و لا تحرمنـا ، و آثرنا و لا تؤثر علينا ، و أرضنا و ارض عنا ))
.
رواه الحاكم و الترمذي
.
و روى الترمــذي و غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا فقـال :
(( اللهم انفعني بما علمتني ، و علِّمني ما ينفعني ، و زدني علما ، و الحمد لله على كل حال ، و أعوذ بك من حال أهل النــار ))
.
و روى أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال :
(( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، و نعوذ بك من شرورهم ))
. و كان عليه الصلاة و السلام إذا دخل قرية قال :
(( اللهم إنا نسألك خير هذه القرية و خير أهلها ، و نعوذ بك من شرها و شر أهلها ))
.
رواه البخاري و ابن حبان
.
و كان إذا رأى الهـلال قال :
(( اللهم أهـلَّه علينا بالأمـن و الإيمان ، و السلامة و الإسـلام ))
.
رواه الطبراني
. و كان إذا آوى إلى فراشـه قال :
(( باسمك اللهم أحيا و أمــوت ))
.
رواه البخاري
.
و إذا اسـتيقظ قـال :
(( الحمـد لله الـذي أحيـانا بعـدمـا أمـاتنـا و إليه النشـور ))
.
رواه البخاري
. و روى أبو داود عن معــاذ بن زهرة أنه بلغــه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أفطر قال :
(( اللهـم لك صمت ، و على رزقك أفطرت ))
.
و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال :
(( ذهب الظمـأ ، و ابتلت العروق ، و ثبت الأجر إن شاء الله ))
.
و عن أنس عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند قوم دعا لهم فقـال : (( أفطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و صلَّت عليكم الملائــكة ))
.
و روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قلت يا رسول الله ! إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها ؟. قال : (( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ))
.
و من دعـائه في أهم غزوة خاضها بوجـه المشركين :
(( رب أن تهلك هذه العصابة - المؤمنة - فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم ))
. فكان عاقبة هذا الدعاء :
] إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين [
.
الأنفال / 9
.
و ما من موقعة انتصر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و كان سرُّ انتصاره - بعد الأخذ بالأسباب المادية - هو اللجوء إلى الله عز و جل .
فإذا كان الرسل و الأنبياء بهذه الحاجة إلى التضرع و الدعاء ، فما بالنا بالعامة من الناس ؟ . قال
تعالى
:
] قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم [
.
الفرقان / 77
.
و توفيق الله عز وجل لا يأتي إلا بعد الدعاء الذي يملأ قلب الإنسان خوفاً و رجاءً ، و من ثم يفيض كلمات تدور على اللسان .
و الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها . قال
تعالى
:
] ادعوا ربكم تضرعاً و خفية إنه لا يحب المعتدين و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفاً و طمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين [
.
الأعـراف : 55 - 56
. و هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء : دعاء العبادة و دعاء المسألة . و دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الـداعي ، و لا يمـلك ذلك إلا الله :
] و لا تـدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضـرك [
.
يونس : 106
. أما دعاء العبادة فهو الخوف و الرجاء ، و هذان النوعان متلازمان .. أما قوله
تعالى
:
] إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة و لو اجتمعوا لـه [
.
الحج : 73
. و قوله :
] إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون [
.
الأنبياء : 98
. فهذا الدعاء هو دعاء المشــركين لآلهتهم . و لذلك قال عز مـن قائــل :
} فادعـوا الله مخلصـين له الدين {
.
غافر : 14
. أي : اعبدوا الله وحده و أخلصوا عبادته و لا تعبدوا معه غيره .
و في دعاء المسألة يكون الإسرار . قال الحسن : " بين دعوة السر و دعوة العلانيـة سبعون ضـعفاً " . و قال
تعـالى
عن عبده زكريـا :
] إذ نادى ربه نداءً خفيا [
.
مريم : 3
. فالله تعالى يسمع الدعاء الخفي ، و هو أعظم في الأدب ؛ لأن الملوك لا ترفع عندهم الأصوات ، و من رفع صوته عندهم مقتوه . و لله المثل الأعلى . و الدعاء الخفي هو روح الدعاء ؛ لأنه يتضمن الذل و الخشوع و السكن و تجريد الهمة ، و هو دال على قرب صاحبه للقريب . و في الحديث :
(( .. فإنكم لا تدعون أصـماً و لا غائباً ، إنكم تدعون سميعاً قريباً أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ))
. و لهذا يوصي العارفون بحفظ السر مع الله .. و الله تعالى لا يحب المعتدين في الدعاء ، و فُسِّر الاعتداء برفع الصــوت .
دعاؤنا .. لمَ لا يستجاب ؟
قيل لأحد الصالحين : ما بالنا ندعوا الله فلا يستجاب لنا ؟ ! . قال : لأنكم عرفتم الله و لم تؤدوا حقـه ، و قرأتم كتابة و لم تعمـــلوا به ، و ادعيتم حب رسول الله و تركتم سنته ، و علمتم أن الموت حق و لم تستعدوا له ، و أكلتم من رزق الله و لم تشـــكروه .
و من شروط إجابة الدعاء : إعادة الحقوق إلى أصحابها ، و اجتناب الحرام … قال عليه الصلاة و السلام :
(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
.
رواه الطبراني .
و من شروط الإجابة : الثقة المطلقة بالله عز و جل .. فإذا جمع مع الدعاء خشوع القلب ، و بدأ الداعي بحمد الله و الثناء عليه ، و الصلاة على محمد عبده و رسوله ، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة و الاستغفار ، و ألحَّ في المســألة ، و توسل إلى الله بأسمائه و صفاته ، فإن هذا الدعاء إما يجاب بعين ما طلب ، و إما يجاب بغيره ، و إما يعجَّل في الدنيا ، و إما يؤخر إلى الآخـرة ، ما لم يدعُ المؤمن بإثم أو قطيعة أو يستعجل فيقول : دعوتُ فلم يُستجب لي .
و من شروط الدعاء على الأعداء : أن ندعو دونما تخلٍّ عن الجهاد .. أن ندعو و نحن في ساحة التضحية و الفـــداء .
و من شروط الإجابة : أن تكون الخطوط موصولة بيننا و بين الله ، فإذا كان الخط مقطوعاً ، فإن النجــدة لن تأتي مهما حاولنا الاتصال . و أول ما يصل الخطوط بيننا و بين الله هو إخلاص النية ، و أن نتجرد عن كل شيء ما سوى الله .
زيارات الملف الشخصي :
2277
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 2.55 يوميا
ديمه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ديمه
البحث عن كل مشاركات ديمه