مَدخَل ...}
شتَاءُ هذا العَام مُختلفٌ عن بَاقي الأعوَامْ
لا يكسُوه البَردُ القَارسُ بَل يَنقُصُهُ وجُوهٌ
اعتَدنَا وجُودهَا
وفجأةً اختَفَتْ دُون رَجعَة

أيّهاالقَابعُون في ذاكرَتي
والشّامخُون فَوقَ قصُوري
كيفَ أستطيعُ نسيَانكُم
كيفَ أمحُو صوركُم الدّفينَة
السّاكنَة بِ أعمَاقي
أصغي لـ أصْواتكُم
دَائماً شَاردةُ الذّهنْ
مُرتجفَةُ الوتَرِ
تَارةً تنتَابُني حَالةُ الصّحوْ
لكنْ مَا ألبثُ أن أعَاودَ الشّرُود
مُجدداً
أشكلُ فُسيفسَاء بِ لَون عيُوني
معَ كلّ فصلِ شتَاءٍ يزدَادُ حَنيني
أزدَادُ بحثاً عنكُما طلباً للدفئ
أنظرُ من نَافذَتي لـ زخَات المطَر
الّتي تتسَاقطُ على الزُجَاج دون خدْشه
سَاعةً بِ هُدوء وسَاعةً بِ غزَارة
وسَاعةً مُخيفَة .. بَل مُخيفةٌ جداً
أركضُ للبَحثْ عن حُضنٍ أحتَمي به
ومَا إن أصلَ لـ تلكَ الغُرفَة الموصَدة
حتّى أتذَكّر أنّي أحلُم
وأنّ الدفئ غَادرَ وورَاهُ التّرى
فأعُودُ والدّمعُ يَنهَمرُ كالمَطر من أعيُني
أذهبُ للبَحثْ عن معْطفي
لأدفئ به أطرَافي البَاردة

مَخرَجْ ...}
يَبقَى الفَرحُ حُلمٌ صعبُ الوصُولُ
النَوافذُ تُضيءُ تَارةً وتَارةً يختَفي الضّوءُ
والقَلبُ لهُم يحنُ معَ كلّ دقّة