السيرة النبوية :
٧٢٧- فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصبح مُفيقا ظَنُّوا أنه قد بَرِئ من مرضه ، فانصرفوا إلى منازلهم وحوائجهم مستبشرين .
السيرة النبوية :
٧٢٨- واستأذن أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى أهله في منطقة السُّنْح في عوالي المدينة ، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم .
السيرة النبوية :
٧٢٩- فلما كان ضُحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ ، اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه وجعل يتغشاه بأبي هو وأمي الكرب الشديد .
السيرة النبوية :
٧٣٠- فقالت فاطمة : واكَرْبَ أبتاه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لا كَرْب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحداً ".
السيرة النبوية :
٧٣١- وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعالج سكرات الموت ، وعائشة رضي الله عنها مُسندته صدرها ، وبين يديه صلى الله عليه وسلم إناء فيه ماء .
السيرة النبوية :
٧٣٢- فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُدخل يَدَيه في الماء فيمسح بهما وجهه ، ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات ".
السيرة النبوية :
٧٣٣- ثم نَصَبَ صلى الله عليه وسلم يَده ، فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى "، فَقُبض ، ومالَتْ يده صلى الله عليه وسلم .
السيرة النبوية :
٧٣٤- وفي رواية قالت عائشة : كنت مُسندته إلى صدري ، فدعا بطَسْت ، فلقد انْخَنَثَ - أي مال - في حِجْري ، فما شعرت أنه مات .
السيرة النبوية :
٧٣٥- وفي رواية الإمام أحمد قالت عائشة : فبينما رأسه صلى الله عليه وسلم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي ، فظننت أنه غُشي عليه .
السيرة النبوية :
٧٣٦- وفي رواية أخرى قالت عائشة : قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سَحْري ونَحْري ، فلما خرجت نفسه لم أجد ريحاً قط أطيب منها .
السيرة النبوية :
٧٣٧- وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ضُحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ ، وعمره ٦٣ .
السيرة النبوية :
٧٣٨- وشاع خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ، ونزل خبر وفاته صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة ، لشدة حُبِّهم له .
السيرة النبوية :
٧٣٩- ودخل الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، ينظرون إليه ، وقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا ، ونحن شهداء على الناس .
السيرة النبوية :
٧٤٠- وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه ، قال : واغَشَيَاه ، ما أشَدَّ غَشْي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
السيرة النبوية :
٧٤١- ثم خرج عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم سالاً سيفه ويتوعد الناس ويقول : والله لا أسمع أحداً يقول : مات رسول الله إلا ضربته بالسيف .
السيرة النبوية :
٧٤٢- وقال أيضا رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ، والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتبع
السيرة النبوية :
٧٤٣- كما رجع موسى ، فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجُلَهم زعموا أنه مات.
وهكذا لم يتمالك عمر رضي الله عنه من هول مصيبة موت النبي صلى الله عليه وسلم
السيرة النبوية :
٧٤٤- كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه غائبا لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان قد استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الذهاب لمنطقة السُّنْح .
السيرة النبوية :
٧٤٥- فانطلق أحد الصحابة إليه ، وأخبره خبر موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الناس في حال لا يعلمه إلا الله سبحانه .
السيرة النبوية :
٧٤٦- فانطلق أبو بكر الصديق مُسرعاً على فرسه حتى دخل المسجد النبوي ، وإذا بالناس يَبكون ، وعُمر شاهراً سيفه يُكلم الناس .
السيرة النبوية :
٧٤٧- فلم يَلتفت أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى شيء من ذلك ، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُسجى على سريره ، وكشف عن وجهه الطاهر .
السيرة النبوية :
٧٤٨- وقال رضي الله عنه : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم أكبَّ عليه فقبله وهو يبكي ، ويقول : طبت حيا وميتا يارسول الله
يتبع
السيرة النبوية :
٧٤٩- والله لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يُصيبك بعدها موتة أبدا ثم غطى النبي صلى الله عليه وسلم .
السيرة النبوية :
٧٥٠- ثم خرج رضي الله عنه للناس ، وهم مابين منكر ، وحائر من هول المصيبة ، ورأى عمر وهو يُهدد ويتوعّد من يقول بموت النبي صلى الله عليه وسلم .