.....عندما تهاجر طيور الذاكرة....
لم يبقي علي استكمال ثوب الأيام الا بعض السنين المتعبة
و القليل من الساعات الممتزجة بذكريات الماضي ...
ماض لم يكن الا كطيف زار الخيال و أختار الرحيل في نفس الأوان
حينها لم يكن لسمائي سحب و لا غيوم تحجب الأقمار و لا الشموس
و لم يكن لبحري تقلب و لا موج ولا لليلي ظلام و لا لآلامي نهايات
كنت السابح ..و الطائر في نفس الأوان و الغواص في بعض الأحيان
اذا تكالبت علي الهموم و حاصرتني الأحزان من كل مكان..
و كنت أداري جراحي خلف أسوار الصبرو أنزع أشواك الندم
و أتفنن في تضميد جراحي بلفائف تاهت عبر عصور هندستها الأيام
صدقوني..لم يبقي لقلمي حبر و صفحاتي لازالت بيضاء نقية من
دنس الأيام..
أنا الجرح و الأمل و القائد و الجيش أنا النصر و أنا القهر
و أنا الأرض التي سقاها دمع حنين العشاق فأنبتت حسرات و حسرات
و أنا ليل المحب الطويل بلا بدايات ولا نهايات ..
كنت أتخيلك شمع يضيئ ليل الوحدة و كأس يطفئ وهج الفراق.
فكنت تفاجئني دائما كالأيام بنفس السؤال و نفس الجواب.
فمن أنت.......؟
أأنت القدر الزاحف بجيوش القهر علي مملكة الصبر أم أنت الخيال
أم أنت ريح تعصف أم بقايا زمن من عصرطواه زلزال..
تحت طبقات الساعات و الأيام و الليال..
يضربني موج بحر قساوتك و يكبلني بدون قيد و لا حبال
و يرميني اعصار هجرك علي شواطئ الندم وليس لشواطئ الندم رمال
بل أحاسيس قاتلة و حسرات و دموع و يأس بثقل الجبال
من خواطر الطير الجريح

منقول

&زهورهــ&