قدماي صغيرتان لا تناسب حجم المربعات الكبيرة المرسومة أمامي بفن مستهلك على السجاد .. أمعن النظر في أطرافهما المطلة من ثوبي القطني الطويل الزاحف على عار الأنوثة بلون داكن سرمدي الأجل.. يغزوني شعور دبق الحزن .. ألتصق في صمتي أكثر .. أفكر .. لا تغفر الأقدام خطيئة النية عندما تفشل المحاولات .. وتتسع مربعات الحكايات .. لا أحد منا يريد تحمل إثم أي خطأ .. لا أحد منا يريد الاعتراف بقصره أو قصوره .. ليست مكابرة !! ولا مسألة عناد!! فقط الأخطاء لا تبرر حقيقة اصطنعت مسافة طريق مقطوع .. مشيناه بنية الوصول .. لا أحد منا يريد الغفران .. أرفع رأسي المثقل بتشويش محكم القيود .. وأستنطق ذكريات تباغتني بلا ترتيب .. أجتهد .. أعتصر .. أتململ بحركات بطيئة مسنونة الحيل .. تلبد بقسوة على جروح تحاول الخلاص .. تصعقني الخادمة بصوتها الحاد .. تخرجني من حالة مموهة المعالم!! تسألني : هل تريدين العشاء.. أرمقها برعب بارد .. أختصر .. لا أريد .. تقترب مني.. تصّر أن تشم حزني .. لم تأكلي شيئاً منذ الظهيرة .. أهجم على الريموت كنترول .. أخنق أزرته بوابل من التشويش المسيّس.. أتقمص دور السيدة .. وأجيبها .. لست جائعة !! .. تذهب .. أحاول التنفس من جديد .. تتطاير صفحات البلازما فارة من أصابعي النحيلة .. أقتلها بكبسة أخيرة .. تستقر على أحبال عبادي الصوتية .. ووقفته الخاصة على المسرح .. يبكي عبادي .. الجرح أرحم من فراقك دقيقة !! أبكي أنا .. السكوت أرحم من مرّ الحقيقة !! ألملم أطرافي الباردة .. أدسها قبل أن تقدم صك الغفران !! .. أغوص أكثر وأغرق في كنبة حمراء الوحدة .. لن احتمل اعترافاً لم أختر أقداره .. سلبني على مهل براءتي !! حولني إلى شرسة .. تصدق أنها شريرة الأسطورة .. كلما لاح في البعيد ومض جديد!! أطلق لساني .. أردد ترنيمات عبادي .. وتعويذة مسجّاة الاختناق .. كي أحمي ما تبقى مني .. تطل أمي .. ألن تنامي ؟! لما يريدونني أن أقوم بأدواري المكررة !! ألا أستحق دعوة بكاء فاخرة متلفزة المشاعر!! ألا يصدقون رغبتي في المبيت خارج رحم الروتين !! ألا يشعرون بحاجتي للتغيير .. للتبرير!! للبكاء بصمت !! أجيبها وأنا أطرد حزن عبادي من أوردتي .. سأذهب الآن .. أنهي قراراتي بطلب اللجوء إلى أي شيء!! أقف .. أسأل أمي أن تضمني قبل أن أنفى في غرفتي !! تضمني بحنان مشحون الأسئلة !! أتجاهله .. أسير إلى غرفتي دون أن أنظر إلى أقدامي .. مشهد من ليلة عابرة اعجبتني فإحببت نقلها لكم