عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2015   #2


الصورة الرمزية ليّےـلى

 عضويتي » 28111
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » 12-28-2018 (06:06 PM)
آبدآعاتي » 62,231
الاعجابات المتلقاة » 1
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond reputeليّےـلى has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
♡ ♪ •بعض الأشياء :لا يَليقُ بها البوح..
تجدُ ملاذههَا في الصّمت وكفى !
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




7- استخدام الوسائل التوضيحية :-

كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ما يسمى اليوم بالوسائل التوضيحية، لتقرير وتأكيد المعنى في نفوس وعقول السامعين، وشغل كل حواسهم بالموضوع، وتركيز انتباههم فيه، مما يساعد على تمام وعيه وحسن حفظه بكل ملابساته، ومن هذه الوسائل: -
* التعبير بحركة اليد، كتشبيكه صلى الله عليه وسلم بين أصابعه وهو يبين طبيعة العلاقة بين المؤمن وأخيه، فعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» وشبك بين أصابعه.

* التعبير بالرسم، فكان صلى الله عليه وسلم يخط على الأرض خطوطاً توضيحية تلفت نظر الصحابة، ثم يأخذ في شرح مفردات ذلك التخطيط وبيان المقصود منه، فعن عبد الله بن مسعود قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيما» ثم خط خطوطاً عن يمينه، وعن شماله ثم قال: «وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه» ثم قرأ ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [الأنعام: 153].

* التعبير برفع وإظهار الشيء موضع الحديث: كما فعل صلى الله عليه وسلم عند الحديث عن حكم لبس الحرير والذهب، فعن علي بن أبي طالب قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال «إن هذين حرام على ذكور أمتي» وفي رواية عند النسائي عن أبي موسي: «أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها» فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين القول وبين رفع الذهب والحرير وإظهارهما، حتى يجمع لهم السماع والمشاهدة، فيكون ذلك أوضح وأعون على الحفظ.

* التعليم العملي بفعل الشيء أمام الناس: كما فعل عندما صعد صلى الله عليه وسلم المنبر فصلى بحيث يراه الناس أجمعون، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المنبر فاستقبل القبلة وكبر، وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى[7] ، فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم قرأ، ثم ركع، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى، فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم قرأ، ثم ركع، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى، حتى سجد بالأرض فلما فرغ أقبل الناس، فقال: «أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ، ولتعلموا[8] صلاتي».

8- استعمال العبارات اللطيفة والرقيقة :-

إن استعمال لطيف الخطاب ورقيق العبارات يؤلف القلوب، ويستميلها إلى الحق ويدفع المستمعين إلى الوعي والحفظ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يمهد لكلامه، وتوجيهه بعبارة لطيفة رقيقة، وبخاصة إذا كان بصدد تعليمهم ما قد يستحيا من ذكره، كما فعل عند تعليمهم آداب الجلوس لقضاء الحاجة، إذ قدم لذلك بأنه مثل الوالد للمؤمنين، يعلمهم شفقة بهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلِّمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها، ولا يستطب بيمينه».
لقد راعى المعلم الأول صلى الله عليه وسلم جملة من المبادئ التربوية الكريمة كانت غاية في السمو الخلقي والكمال العقلي، وذلك في تعليقه على ما صدر من بعض الصحابة، جعلت التوجيه يستقر في قلوبهم وبقي ماثلا أمام بصائرهم، لما ارتبط به من معانٍ تربوية كريمة وهذه بعض المبادئ الرفيعة التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم.

* تشجيع المحسن والثناء عليه :-

تشجيع المحسن والثناء عليه ليزداد نشاطاً وإقبالاً على العلم والعمل، مثلما فعل مع أبي موسى الأشعري حين أثنى على قراءته وحسن صوته بالقرآن الكريم، فعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل دواد».

* الإشفاق على المخطئ وعدم تعنيفه :-

كان صلوات الله وسلامه عليه يقدر ظروف الناس، ويراعي أحوالهم، ويعذرهم بجهلهم، ويتلطف في تصحيح أخطائهم، ويترفق في تعليمهم الصواب، ولا شك أن ذلك يملأ قلب المنصوح حباًّ للرسالة وصاحبها، وحرصا على حفظ الواقعة والتوجيه وتبليغهما، كما يجعل قلوب الحاضرين المعجبة بهذا التصرف والتوجيه الرقيق مهيأة لحفظ الواقعة بكافة ملابساتها ومن ذلك ما رواه معاوية بن الحكم السلمي t قال: (بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه[9]، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كَهَرني [10] ولا ضربني، ولا شتمني قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فانظر – رحمك الله – إلى هذا الرفق البالغ في التعليم، وانظر أثر هذا الرفق في نفس معاوية بن الحكم السلمي وتأثره بحسن تعليمه صلى الله عليه وسلم.

* عدم التصريح والاكتفاء بالتعريض فيما يذم :-

لما في ذلك من مراعاة شعور المخطئ، والتأكيد على عموم التوجيه ومن ذلك ما حدث مع عبد الله بن اللَّتبيَّة حين استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات بني سليم، فقبل الهدايا من المتصدقين، فعن أبي حُميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على صدقات بني سليم، يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه، فقال: هذا مالكم، وهذا هدية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ؟» ثم خطبنا، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله بحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رُغاء أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر»[11]. ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول: «اللهم بلغت» .

* الغضب والتعنيف متى كان لذلك دواعٍ مهمة :-

وذلك كأن يحدث خطأ شرعي من أشخاص لهم حيثية خاصة، أو تجاوز الخطأ حدود الفردية والجزئية، وأخذ يمثل بداية فتنة أو انحراف عن المنهج، على أن هذا الغضب يكون غضبا توجيهياً، من غير إسفاف ولا إسراف، بل على قدر الحاجة ومن ذلك غضبه صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر ومعه نسخة من التوراة، ليقرأها عليه صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسخة من التوراة فقال: يا رسول الله، هذه نسخة من التوراة، فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير، فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل، ما ترى بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبياً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان حياَّ وأدرك نبوتي لاتبعني».
ومن ذلك غضبه صلى الله عليه وسلم من تطويل بعض أصحابه الصلاة وهم أئمة بعد أن كان صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك لما فيه من تعسير ومشقة، ولما يؤدي إليه من فتنة لبعض الضعفاء والمعذورين وذوي الأشغال، فعن أبي مسعود الأنصاري t قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشدَّ غضبًا من يومئذ فقال:
«أيها الناس إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة».
ومن ذلك غضبه من اختصام الصحابة وتجادلهم في القدر، فعن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وهم يختصمون في القدر، فكأنما يُفْقَأُ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: «بهذا أمرتم؟ أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض؟ بهذا هلكت الأمم قبلكم».
ومن ذلك غضبه صلى الله عليه وسلم حين يخالف الصحابة أمره ويصرون على المغالاة في الدين والتشديد على أنفسهم، ظنا أن ذلك أفضل مما أمروا به، وأقرب إلى الله فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم من الأعمال بما يُطيقون قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، يقول: «إن أتقاكم وأعلمك بالله أنا».
ولم يكن غضب النبي صلى الله عليه وسلم في تلك المواقف إلا عملاً توجيهياًّ وتعليمياًّ، تحريضاً للصحابة على التيقظ، وتحذيراً لهم من الوقوع في هذه الأخطاء، فالواعظ (من شأنه أن يكون في صورة الغضبان؛ لأن مقامه يقتضي تكلف الانزعاج؛ لأنه في صورة المنذر، وكذا المعلم إذا أنكر على ما يتعلم منه سوء فهم ونحوه، لأنه قد يكون أدعى للقبول منه وليس ذلك لازماً في حق كل أحد بل يختلف باختلاف أحوال المتعلمين).

* إنتهاز بعض الوقائع لبيان وتعليم معانٍ مناسبة:-

كان صلى الله عليه وسلم تحدث أمامه أحداث معينة، فينتهز مشابهة ما يرى لمعنى معين يريد تعليمه للصحابة، ومشاكلته لتوجيه مناسب يريد بثه لأصحابه، وعندئذ يكون هذا المعنى، وذلك التوجيه أوضح ما يكون في نفوسهم رضوان الله عليهم، ومن ذلك ما رواه عمر بن الخطاب قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي[12] فإذا امرأة في السبي قد تحلب ثدياها[13] تسعى[14] إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه طارحةً ولدها في النار؟» قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه[15] فقال: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها».
«فانتهز صلى الله عليه وسلم المناسبة القائمة بين يديه مع أصحابه المشهود فيها حنان الأم الفاقدة على رضيعها إذا وجدته، وضرب بها المشاكلة والمشابهة برحمة الله تعالى ليعرف الناس رحمة رب الناس بعباده».

المراجع :-

- فقه السيرة ، الشيخ محمد الغزالى.
- السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث د محمد على الصلابى.
إعداد / يوسف محمود
EBN_SOLIMAN@HOTMAIL.COM

18-9-2010
-----------------------------------
[1] السيرة النبوية الجزء االاول عرض وقائع وتحليل أحداث د محمد على الصلابى ص 329 ، 330
[2] السيرة النبوية الجزء الثانى عرض وقائع وتحليل أحداث د محمد على الصلابى ص 42.
[3] التربية القيادية (3/74).
[4] أي ليكن العلم هنيئاً لك.
[5] كنفته: يعني عن جانبيه، والكنف بالتحريك: الناحية والجانب.
[6] أسك: مصطلم الأذنين مقطوعهما.
[7] القهقرى: المشي إلى خلف، من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه.
[8] أي لتتعلموا، فحذف إحدى التاءين.
[9] وا: حرف للندبة، والحسرة، والثكل فقدان المرأة ولدها، وأمياه: أي يا أماه.
[10] الكهر والقهر والنهر متقاربة، أي ما قهرني ولا نهرني.
[11] الرغاء: صوت الإبل عند رفع الأحمال عليها، الخوار: صوت البقر، تيعر: يعني تصيح.
[12] السبي: الأسرى.
[13] تحلب ثديها: أي تهيآ لأن يحلبا.
[14] تسعى: من السعي، وهو المشي بسرعة.
[15] أي لا تطرحه ما دامت تقدر على حفظه معها ووقايته وعدم طرحه في النار.


 توقيع : ليّےـلى



رد مع اقتباس