اختي الفاضلة
قد نلقي باللائمة على التلفاز والفيديو والانترنيت والشارع والرفقة السيئة وما فسد من الإعلام عموما ، وكل أولئك عوامل مدمرة لأبنائنا ولا ريب . لكن السبب الأعمق في أوضاع البيوت أولا ، حين لم يجدوا من يشبعهم عاطفيا ويرشدهم سلوكيا ، ويأخذ بأيديهم في متاهة الفتن ، ويعمل على تقوية مناعاتهم الفطرية والإيمانية تجاه المؤثرات الخارجية السلبية، ويحسن قيادتهم وتوجيههم . قد يقول قائلنا ، انه لم يقصر في شيء من لوازم وضرورات عيش أبنائه ، في المسكن والمطعم والملبس والعلاج والتمدرس والترفيه، و كل ذلك لازم ومحمود ، ولكن الأبناء أحوج إلينا فيما هو أهم وأولى وأغلى ، وهو الغذاء الروحي الإيماني والخلقي ،الذي يشبعهم بضرورات الاستقامة على الطاعة لله تعالى، والتزام النظام والنظافة والهدوء والسماحة في التعامل مع الغير ورباطة الجأش أمام المشكلات ، ونحو ذلك من الصفات النفسية الإيجابية التي هي من صميم الإسلام لبناء النفس الإنسانية القوية السوية ، القادرة على التفاعل الحيّ مع قيم الحق والخير والجمال .
تقديري
|