البارت الخامس :
"اليوم الذي لا يحاول شخص قتلي فيه هو اسعد ايام حياتي،فمنذ بداية القصة ،يطاردني اشخاص لا اعرفهم ،يحاولون
قتلي ،كما ان الأشخاص الذين احبهم يختفون من حياتي بشكل مفاجئ،اشعر ان حياتي تشبه الرمال المتحركة،اغرق
واغرق،ولن ادرك انني سأموت الا عندما اغطي برمال الموت والخوف،لا اعلم متي وكيف ستنتهي تلك اللعبة المخيفة
،ولكني اعلم شيئا واحدا فقط ،اذا لم اكن انا اقوي واذكي من اللعبة،سأموت موتا مؤسفا،تذكرني لعبة حياتي بفلم رأيته
اسمه (جوماني جي)
في كل مرة يرمي البطل النرد،يخرج له من اللعبة حيوان متوحش حقيقي يطارده لقتله،في كل مرة افكر انا في التقدم
خطوة يخرج وحش ليمنعني،ليقتلني ويحطمني،اعلم انني سأمل من تلك المطاردة عما قريب ومن الممكن ان استسلم
ايضا،ليس هناك شيئ اعيش من اجله،ولكني اتمني ان تحالفني الأقدار واتقدم خطوة هذه المرة دون ان تنقلب حياتي
رأسا علي عقب وافقد شخص آخر احبه.توجهت مع ايوان الي خارج الفندق وكان الجو يقترب من التجمد.،ضممت
معطفي لأغلقه وشعرت بالأحراج الشديد عندما سمعت صوت اسناني التي تصطدم ببعضها،نظر الي ايوان وتلك
الأبتسامة الرائعة مرسومه علي شفاهه وقال"
ايوان:cold?
بردانة
هززت رأسي بالموافقة دون ان اتكلم فقد كان الجو حقا بارد لدرجة ان انفاسي كانت تخرج في بخار متجمد امام وجهي
كالأشباح المتجمعه بعد ظلمة الليل،تنهدت براحة عندما دخلنا السيارة واصاب جسدي موجة من الدفئ المبعوث من
تكييف السيارة،نظرت الي ايوان عندما وضع يده في حقيبته واخرج جوالي والرسالة وشيئ آخر"
ايوان:انتي لازم تفتكريها عشان انتي بتنسيها في كل مكان
ضحكت علي ذلك:ههههههه انا عارفة بس هي دايما تضيع مني
اختفت ابتسامة ايوان وقد تحول وجهه الي الجدية التامة:اسمعي ،المكان الي احنا رايحينه دة متأمن من برا،بس كل
الي بطلبه منك انك تسمعي كلامي دايما عشان نخرج منه زي ما دخلنا
نظرت خارج السيارة الي الشوارع المثلجة المارة امامي والبيوت التي توحي بدفئ الأشخاص الموجودين بها وقلت:انا خايفة
شعرت بأصابعه تلتف حول ذقني برفق ليدير وجهي لأنظر اليه وقال بصوت حنون:don't be afraid okey?i won't let anything happen ,you trust me?
(لا تخافي لن ادع شيئا يحدث لك ،اتثقين بي؟)
"انه سؤال وجيه حقا ،لكنني شعرت انني اثق به بالفعل،هززت رأسي بالموافقة ثم ابعدت رأسي عن يده،كم اكره تلك
المشاعر الغبية التي تشعرني بالحرارة والدفئ في كل جسدي وكأني اشتعل عندما يقول كلمة او ينظر الي نظرة لا
افهمها،اخاف كل شيئ اجهله،وانا حقا خائفة منه لأنه هو المجهول ،سكت حينها ولم اتكلم وعم الصمت القاتل المكان
الي ان سألته"
انا:يوسف كويس؟
ابتسم ايوان حينها وقال:اها ،في الشغل
انا:انا اسفة لو معطلاك عن شغلك
ايوان :don't apologize,it's my job what i'm doing now too
(لا تعتذين،هذا عملي ايضا ما افعله الأن)
"ماذا يقصد؟ايقصد انني جزء من عمله؟ام اني مجرد واجب تدفعه مروئته الي فعله،شعرت بجزء من قلبي ينكمش قليلا
من ذلك الشعور الغريب ،يا قلبي ،انت لا تتحمل احزان اكثر من ذلك ،ارجوك توقف"
"توقفت السيارة امام بيت غريب الشكل،لا تبدو له ملامح،شعرت انه في اي لحظة ستضرب الصاعقة الأرض من
السماء وستبدأ قطرات المطر في الأنهمار فوق رأسي وكأن موسيقي فلم الفك المفترس ستبدأ في اي لحظة
الأن،شعرت وكأنه منزل من منازل سلسلة كتب صرخة الرعب،منزل اللا عودة،تراجعت قليلا الي الوراء ولكني شعرت
بأيوان وراءي عندما اصطدمت به،امسكت يده بقوة وتصنعت الشجاعة وقلت في صوت مرتجف"
انا:let's go
"لم يجبني ايوان ولكنه زاد قوة ضغطه علي يدي برفق وتقدم الي الأمام وكأنه يحترم شجاعتي المصطنعة،لكم شعرت
بالأمتنان له لأنه لم يتركني آتي الي ذلك المكان المخيف وحدي،لم استغرب عندما رأيت الحالة السيئة التي كان المنزل
فيها من الداخل ايضا فقد كان كل شيئ محطم داخل المنزل،ترك ايوان يدي ودفعني خلفه،تمسكت في قميصه مرة اخري
،وضع اصبعه علي شفاهه يأمرني بألا اصدر صوت ،وتقدم الي الطبقة الثانية ليري ما يخبئه لنا القدر،لم انظر من
حولي لأري ما يحيط بي من حطام ولكن في اللحظة التي فتح فيها ايوان الغرفة المطلوبة،ابتعدت عنه وتقدمت الي
الأمام،كانت الغرفة بيضاء تماما وكأنها غرفة في منزل غير هذا المنزل المليئ بالحطام ،وكأنها لم تكن موجودة عندما
حطم شخص المنزل،وكأنه تخطاها تماما ولم يراها،يالأحجية حياتي التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم،رأيت الدولاب في
منتصف الغرفة،وهناك علامة حمراء علي الدرج الذي من المفترض ان افتحه،تقدم ايوان ببطئ نحو الدرج وانا
بجواره،وعندما فتحه كان هناك ظرف آخر ،لا اعلم ماذا كان به ولكنني لم ارد ان افتحه هنا،امسكت يد ايوان وسحبته
الي الخارج،اريد ان اخرج من هذا المكان بأي شكل من الأشكال،وبعد ساعتين ،كنت جالسة انا وايوان امام الدفائة
النارية،علي الأرض،وامامنا المظروف الذي لم نفتحه الي تلك اللحظة،واخيرا مد ايوان يده وقطع اطراف الظرف ،كان
هناك ورقة غريبة الشكل "
انا:ايه دي؟
قلب ايوان الورقة بين يديه ثم قال:it's a part of a map
(انها جزء من خريطة)
انا:a what?
(ماذا !)
ايوان:خريطة،دي صورة من خريطة
تنهدت بضيق :ااااااااخ وبعدين
ايوان:i don't know
i think we have to wait for the next msg
, اعتقد اننا يجب ان ننتظر الرسالة القادمة
"اغمضت عيناي حينها وكأنني اذا لم ارى ما حولي سيكون لدي القدرة علي انكار ما انا فيه,لسرعان ما بدأ الدفئ
يتغلغل في عظامي وينشر الدماء الحارة في جسدي فشعرت وكأنني اشعر بلون وردي هادئ ,لا اعلم متي استسلمت الي
عالم الأحلام ولكني شعرت بيد شخص تلتف حولي ولحظات وجدت نفسي اطير فوق السحاب,ضممت الهواء الخفي بقوة
الي صدري ,شعرت بشئ ناعم تحت جسدي وفجأة اختفي الهواء وشعرت اني اسقط واسقط,علي الرغم من اني لم
انطق غير اسمه ,لم احلم به تلك الليلة"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~
"وفي مكان بعيد كانت الأغاني والموسيقي العالية تغطي المكان،والزغاريد مسموعة في اركان البيت،كل قصة سحرية
تحتاج الي اميرة جميلة وساحرة شريرة،كانت الأميرة الجميلة فتاة اسمها نورة عمره 19 سنة وكانت الساحرة الشريرة
فتاة اسمها لامار عمرها 23 سنة،اما الأمير فكان اسمه ايساف وعمره 30 سنة،سأترككم لتحكي لكم الأميرة حكايتها
الغريبة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~
"اعلم انه سيتزوجها اليوم،اعلم انه يجب علي ان اغلق تلك الصفحة من حياتي،بل وارمي هذا الكتاب كله،ولكني لا
استطيع،فقلبي ينبض بأسمه منذ ان رأيته،اعلم ايضا ان هناك البعض من البشر الذي لا يؤمن بالحب من النظرة الأولي
ولكن هذا ما حدث لي ،اتذكر اول مرة رأيته فيها،كان اول يوم رمضان وكنت في 17 من عمري،كنت اساعد عمتي في
تنظيف البيت وكانت ابنة عمتي الأخرى جالسة تتحدث مع باقي النساء،لطالما احببت ان اساعد عمتي في الأعياد
،فالفقراء مثلي ليس لديهم الا لمة العائلة حتي يتمتعوا بأعيادهم،كانت عمتي جميلة احب الناس الي قلبي بعد وفاة ابي
وامي ،فأنا فتاة وحيدة،ليس لدي اشقاء،ومنذ ان توف والداي في حادثة سيارة منذ ثلاث سنوات وانا اعيش مع عمتي
وزوجها واولادها،لديها ثلاث بنات واربعة اولاد ،تزوجت كل البنات والأولاد ما عدا ايساف الذي كانت اول مرة اراه ذلك
اليوم،لديه شركة استيراد وتصدير في امريكا ،او هذا ما قاله لي زوج عمتي ،ولكن لم يخبرني احد قط عن شكله او
ملامحه،فمن كلامهم ادركت انه لا يحب الصور،وفي ذلك اليوم كنا نحضر وجبة الأفطار قبل الأذان،وفجأة فتح الباب
علي مصرعيه ودخل رجل طويل جدا من الباب ملامحه تشبه ملامح سادة الصحراء وقال بصوت عال(انا اجييت ياهل
البيت)
تقدم الجميع تجاهه حتي لامارا لترحب به،ولكني لم استطع ان اتقدم لأنني تجمدت في مكاني،ففي اللحظة التي التقت
عيناي بعينيه شعرت وكأن الأرض قد انقلبت من حولي وكأني اسقط في حفرة ليس لها قاع،زادت ضربات قلبي الي ان
اصبح كل ما اسمعه هو صوت ضخ الدم في عروقي الجسدية،لم ينظر لي مرتين حتي ،اعلم كم ابدوا،انا لست جميلة
بالمرة ولكن البعض يقول اني بريئة،فبشرتي بيضاء جدا ووجهي دائري،فمي صغير تماما مثل انفي ،والشيئ الوحيد
الذي يميزني هو شعري فهو بني اللون ناعم جدا،لست كلامار التي تتميز بجسد رائع حتي شعرها المتموج غاية في
الجمال،منذ ان توفا والداي وانا فقيرة فلم يترك لي ابي اية مال ليحميني من غدر الدنيا،اعلم ان عمتي تساعدني قدر
المستطاع وليس هناك ما اتمناه ولكن اكره اعتمادي عليهم،وعلي الرغم من انني عرضت عليهم ان اعمل الا ان زوج
عمتي وعمتي رفضا تماما ،كنت اتمني ان ينظر الي ليراني ويري انني جميلة بداخلي،ولكنه نظر الي لامار اول مرة ولم
يبعد عينيه عنها،وهكذا استمر صراع النفس مع القلب الذي يريد شخص محرم عليه،ومنذ ذلك الحين ولامار وايساف
يتشاجران ويتصالحان من جديد وكلما زاد حبي له زادت لامار في تعذيبي لأنها تعلم شعوري تجاهه،احيانا اريد ان ابكي
ولكني لا استطيع،رجعت بذكرياتي الي يوم آخر من الماضي الذي لا استطيع ان انساه،كنت جالسة امام التلفاز ليلا بعد
ان ذهب الجميع الي النوم ،كنت اشاهد احد فيلم saw II
وفجأة انطفأت انوار المنزل كلها وتوقف قلبي من الخوف،قمت من مكاني بسرعة وتوجهت الي السلم حتي اصعد
لغرفتي ولكن في طريقي شعرت بشئ خلفي وعندما استدرت اصطدمت بحائط اسود،فتحت فمي حينها وصرخت بأعلي
صوتي،اختارت الأنوار تلك اللحظة لتعود مرة ثانية لأرى ايساف امامي ينظر الي بغضب،لأنني صرخت،لا زلت اشعر
بالخوف الشديد لذلك لم انظر اليه فقد وضعت يدي علي قلبي واخذت اتنفس ،شعرت بيده تربت علي ظهري وهو يقول
بصوت حنون اختفي منه الغضب "
ايساف:لا تخافي هذا انا
تراجعت عن يده قليلا وقلت بصوت مرتجف:ا ا انا ما ماني خ خايفة
ضحك ايساف :ههههه اي ادري،انتي بعدك ميتة من الخوف
انطفئ النور مرة تانية وبدون شعور قفزت بين ذراعيه وضممته بقوة،وانا ارتجف من قوة الفاجعة،شهرت بيده علي
رأسي تمر بين خصلات شعري برفق واخذ يردد"
ايساف:لا تخافين ما في شي،العو ماراح ياكلك
"حينها ادركت ما فعلت وابتعدت عنه دون ان انظر اليه خوفا من ابكي بسبب ما فعلته وما اشعر به،برغم الظلمة الا
اني جريت مسرعة الي غرفتي ،دون ان الاحظ اي شئ "
اخرجني من ذكرياتي صوت عمتي وهي تتحدث الي بخوف،نظرت اليها بأستغراب
انا:ايش فيكي يا عمتي،ويش الي صار؟
عمتي بخوف:لامار يابنتي دورت البيت كله وهي مو هنا او بأي مكان
انا بصدمة:ااااااااااايش ؟
عمتي:وقسم هالبنت بتموتني عن قريب ،يا ستار استر هالبنت بتفضحنا ويا الاهل والاقارب ايش راح اسوي
انا :وينو ايساف ؟عرف هالشي ولا بعده ما يدري؟
بدأت الدموع تتجمع ببطئ في اعينها وقالت:الا عرف ويبي يكسر الدنيا علي راسها والناس راح يدرون بالي صار وبتصير فضيحتنا مسمعة بكل مكان ،يا ويلي من ابوها
انا ضممتها وقلت:لا تخافي عمتي ،ان شاء الله بنلاقي حل ،وينه ايساف دحين؟
عمتي:في غرفته وماراح يسكت
انا :لا تخافي عمتي انا بروح اتحدث وياه وبحاول اهديه شوي لين ما ندور عليها مرة ثانية
عمتي :يارب والا هاليوم ما راح يمر علي خير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~
"لا اعلم ما سأقول له ولكني اشعر بأن قلبي سينفجر من القوة التي ينبض بها،كم انا حزينة لأنها حطمت قلب
حبيبي،احبه حتي الجنون ولكني لا اريد ان اراه يتألم ،انتفض جسدي عندما سمعت صوت شيئ ينكسر وبدون تفكير
فتحت الباب دون ان اطرق،وصدمت مما رأيت،كان ايساف واقفا في منتصف الغرفة ويده اليمني تنزف وكتفاه
العريضين كانا يهتزان ،شعرت بقلبي يتحرك من مكانه وكأنه يريد ان يجري اليه،تراجعت للوراء عدة خطوات عندما
انفجر صوته وقال"
ايساف:انا مو قلت اني مابي اي شخص بالغرفة،اخرجووووووااااا
ارتجف صوتي قليلا :ا ا انا نورا.
رفع ايساف وجهه ونظر الي بعيون حمراء وكأنه كان يبكي:اخرجي نورا ما ابي اتحدث ويا احد
تقدمت اليه ببطئ وكأنه سيهرب مني في اي لحظة اخذت احدى المنشفات الموجودة بجوار سريره ووضعتها علي يده التي تنزف
انا:ويش سويت بعد ؟
سحبته من يده برفق حتي يجلس علي السرير،ثم ذهبت الي الحمام الداخلي بجناحه واحضرت علبة الأسعافات
الأولية،جلست امامه علي الأرض وبدأت انظف يده من قطع الزجاج الصغيرة المدفونة في يده العملاقه،والغريب انه
تركني ولم يقل اي شئ،وبعد ان انتهيت،جلست بجواره علي السرير"
انا:افضل؟
ايساف:اي شكرا
انا:انا بعتذر بالنيابة عنها ،لكن مهما قلت ما راح يبرر الي سوته،لكن دحين احنا بمشكلة تحتاج حل
نظر ايساف الي قليلا وكأنه يفكر في شئ ثم قال:تزوجيني؟
وفي رأسي سمعت صوت طبول تطرق بقوة،واصوات زجاج يتحطم وصرخات عالية لم يسمعها غيري وعلي الرغم من
انني كنت اريد ان اصرخ تلك الكلمة الا انني لم اتمكن من قولها الا بهمس يكاد ان يسمع:ااااااايش؟
|