كما في قوله تعالى :
{ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ } ـ
فذهب الرسل و عندها تكلم سليمان مع حاشيته بعد أن سمع بعرشها العظيم
كما قال تعالى
{ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }
العرش هنا كرسي الحكم
فوقف عفريت من الجن و قال له : ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك )
يعني ساعة بالكثير و يكون عندك و وقف رجل عنده علم من الله و اختلف
في هذا العلم و قيل أنه كان عنده علم باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به
أستجاب فقال : ( أنا آتيك به قبل أن ترمش عينك ) و بالفعل وجد سليمان
كرسي عرشها أمامه فقال سليمان هذا من فضل ربي ) و شكر ربه فلم يكن
مغروراً بما معه من قوة و أمر سليمان البنائين أن يبنوا قصراً من زجاج
شديد الصلابة فوق مياه البحر و تمر من تحته الأمواج و أمر للذين معه من
حاشيته أن ينكروا لها عرشها أي يغيروا فيه قليلاً من أماكن المجوهرات
و ما شابه فلما جاءت بلقيس سألوها حاشية سليمان بذكاء بالغ أ هكذا
عرشك ؟ ) و لم يقولوا أ هذا عرشك حتى لا تعرف ما حدث فاحتارت فهو
يشبه عرشها كثيراً و لكن غير معقول أنه هو لأنها تركته في مكان حكمها
في اليمن و كانت بلقيس تحكم اليمن فأجابت برد يدل على هذه الحكمة التي
لديها و جمعت في الرد بين التأكيد أنه عرشها و النفي بأنه ليس عرشها
و قالت : ( كأنه هو ) فتعجب سليمان و قال ( لقد أوتينا العلم من قبلها و كنا
مسلمين ) تعجب سليمان من أن هذا العقل لم يهديها للإسلام فأدخلها سليمان
إلى القصر الذي فوق الماء و أمرها بالدخول فراحت ترفع ثوبها تظنه بحراً
فداست فلم تجد شيئاً من الماء عليها فتعجبت فقال لها سليمان
كما في قوله تعالى
{ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ }
فعلمت أن هذا ليس بقدرة الإنس فأعلنت بلقيس إسلامها و دخولها في حكم
سليمان و قيل أنها تزوجت سليمان و قيل أنها تزوجت أحد رجاله و الله أعلم
و هنا تنتهي قصة بلقيس مع سليمان
موت سليمان – عليه السلام
كان الناس يتحدثون عن أن الجن تعلم الغيب فأراد الله بموت نبيه أن يبين
لهم عكس ذلك ففي يوم من الأيام سخر سليمان الجن تسخيراً شديداً و جعلهم
يعملون أعمالاً شاقة و بدأ يراقبهم و هو متكئ على عصاته و فاتح عنيه
ففي تلك اللحظة قبض سليمان و مات و بقي الجن يعملون مدة ذكر في
الروايات أنها سنة كاملة و لم يعلموا أنه ميت فبدأوا يشكون في موته لأنه
لم يتحرك أبدا لكنهم خائفون من محاولة التأكد حتى أتت دابة الأرض و هي
النملة آكلة الخشب فأكلت عصاة سليمان فسقط فعلم الجن أنه مات و علم
الناس أن الجن لا يعلمون الغيب
هذه قصة أعظم من حكم الأرض
فسبحان الله الذي جمع هذا كله لرجل واحد
نبينا سليمان عليه السلام