الجزء السابع
: لا والله حتى قومي، شوفي، الورقه هياتها بالجكت .
ونهضت، صبح وتوجهت، إلى الخزانة ولكن رزق لم يمهلها، فلقد كان يريد الإطمئنان على صحتها وقدرتها، فأمسكها من خاصرتيها.
وحاولت، التخلص منه وهي تصرخ: لأ لأ ، أنا تعبت .
ولكن هيهات، فغياب خمس سنوات يفعل هذا وأكثر مع فاتنة مثل صبح. وأكمل، ما قد خططه .
و بعدها جلس، وقال لها: بدك تشوفي، الورقة .
فأعطته، ظهرها تظنه كاذب. وإتجه، إلى الخزانة وأخرج الورقة ( المنقذ ) بالنسبة لها وقال :هيها، لحتى تصدقي .
ووضعها، أمام عينيها فقالت: مش معقوله .
وحاولت الإمساك، بها وهي سعيدة. ولكن رزق عانقها قبل أن تمسك، الورقة ونال، منها
ولم يرحم تعبها أو يسمع
توسلها. ومن ثم إبتسم، لها ووضع الورقة على صدرها فأزحتها، فلم يعد، لها الرغبة
برؤيتها. وأنتهت، العشرون يوما، بأسرع ما كانوا يتوقعون. وكما امتلأ، البيت بالمحتفين
بالعائد، هم هنا اليوم لتوديع، من أستقبلوه، قبل أيام ولكن هذه المرة
سترافقه، صبح في رحلته. وكان صباح، الواداع والخروج إلى جسر الملك حسين. الكل
يتكلم، والاحفاد يلعبون، وكلٌ مشغول، بما يهمه ولا يسمع
أحدهم الأخر، رغم سماع أصوات من هنا وهناك واسئلة تنتظر إجابات، ولكن محال
والحالة تلك أن يفهموا أو يتفاهموا مع بعض. وصبح، بين فترة وأخرى
و تفقد، وجود الورقة من عدمها في حقيبة يدها. وبنفس الوقت كانت، تنظر، ناحية باب
البيت، فهي قلقة، بسبب تأخر والديها، وأخوانها الذكور، كان لها الرغبة،
في توديعهم. وفجأة سمعت، صبح صوت طرق الباب، رغم الضوضاء والضجة .
فأسرعت، تفتح الباب وبادرت أهلها: ليش، يمه تأخرتوا، والله خفت، أسافر بدون ما أشوفكم .
: هو معقوله، يمه أحنا مانجيش. أحنا، عنا أكمن صبح، تعي يمه أضب، معك أغراضك .
وقبل أن تجيبها، صبح بأية كلمة كانت، الأم قد أمسكت، يد صبح أبنتها وجذبتها، ناحية
غرفتها ودخلا، الغرفة
وأقفلت، الأم الباب ،وبدأت، فورا بالكلام :أوعي، يمه تزعل زوجك، أعملي، اللي بده
أياه تضليش، تعاندي فيه.
ديري، بالك على أكله وشربه. وحاولي، يمه تكوني زي ما بده اياكي دايما. وبدنا، يمه
تعبيلنا دار أبوكي، أولاد.
عوضي، يمه الخمس سنين. كل سنه جيبوا، ولد والله يمه ما بيخلي، الحياه حلوه غير الأولاد .
وفجأة، علا صوت رزق يقول : يلا، يا صبح التاكسي وصل.
أرتمت، صبح على صدر أمها واحتضنتها، وهي تقول : ادعيلي يمه ، أنه ،ربنا يوفقنا
هاي غربه، وبنعرفش،
ايمتى راح الله يجمعنا .وضمت، أمها إلى صدرها طويلا. وأقترب، منهما رزق
وقال : تخفيش، عليها مرت عمي راح، أدير بالي عليها منيح .
: الله يرضى، عليك يابنيي فيش ألكوا إلا بعض .
وركبا، التاكسي وطلب من السائق التوجه إلى وسط البلد حتى يستقلا من هناك باص
الشركة الذي سيقلهما إلى جسر الملك حسين إلى خارج فلسطين وعبرا
الحدود بين الأردن وفلسطين وكانت صبح غير مصدقة لما يجري معها فلقد كان حلمها
أن تغادر بيتها ومدينتها فقط وهاهي تخرج من فلسطين كلها بعدما
وصل الباص بهما إلى موقف لسيارات الأجرة حتى يستقلا تاكسي متوجهين إلى الفندق
وكانت صبح منبهرة بكل ما كانت تراه رغم انه مألوف ولكن شعورها
بالإنعتاق الحرية جعلها ترى الأشياء بطريقة أخرى وصلا الفندق وفي غرفتهما بعدما
تفقدتها بفرح رغم بساطتها جلست على حافة السرير وأخذها فكرها إلى
غرفتها إلى كم الألم الذي كات تعانيه بسبب قسوة حياتها هناك وأطلقت ضحكة خفيفة فنظر
إليها رزق
وقال لها : ربي يسعدك، كمان وكمان.
|