كم من المرات تشاجرت مع بنات عمومتها واخوالها، عندما كانت تُظهر لهن، نرجسيتها
وتقول لتستفزهن: من منكن أجمل مني؟! كلهن يسكتن،
على مضض وبعضهن كن يتفقن، على ضربها حتى لا تعود، لاسلوب الاستفزاز هذا، ولكن
هيهات هي نرجسية، بطبعها،
وتعرف أن ولا أية منهن تنافسها بالجمال، ولا بعدد من أتى لخطبتها، بمعدل خطيب كل يوم،
يتقدم لخطبتها، تفرح هي
بهذا، ولكنها سرعان ماتعود إلى هواجسها ورغبتها، في الاتعتاق من هذا المنزل، حين
يُرفض العريس. كانت تستغرب الرفض،
فهي، تريد الزواج حتى تحرر جسدها ونفسها من كل القيود، فقد كانت تشعر بكبت مميت،
لا تعرف أحد ولا تتصل بأحد،
دائرة حياتها، أمها التي لا هم لها ألا الطبخ، وتنظيف المنزل. وأب، شديد في تربية ابنائه
واخوتها الاولاد، الأكبر منها
والاصغر سنا كل منهم لاهي بنفسه، هي وحيدة والديها، وأربعة أخوة ذكور، حتى تعليمها،
كان بسيطا، أكملت الصف
الخامس الابتدائي فقط، تلك هي حياتها التي كانت خانقة بالنسبة لها. وفي صبيحة أحد الايام ،
سمعت هرج في المنزل
وكان لا يحق لها السؤال، ما السبب وماذا هناك.ولكنها، أسترقت السمع، فعرفت أن
أبن عم لها سيأتي اليوم خاطبا لها،
فهو يعيش في أحدى دول الخليج، منذ عشر سنوات، وسيعمل على أخذها معه إلى هناك،
وهذا ما كانت تبحث عنه،
الانفكاك، ولو قليلا، من قيودالعائلة والبلد، فقد كان هذا أكبر همومها. حتى، أنها لم تفكر
من هذا الذي سينقذها من هذا القيد،
حتى انها لم تفكر من هو من ابناء عمومتها، من تقدم لخطبتها، إلى أن اتى المساء،
وكانت العائلة مستعدة،
لإستقبال العريس ووالديه، لخطبة صبح لإبنهم رزق. كانت، الام تصف أكواب العصير
على الصينية، في المطبخ.
وفجأة أنطلق صوتها: يمه يا صبح تعي شوي.
وما أن سمعت صبح، نداء أمها حتى أسرعت إليها، فهذه المرة ليست ككل مرة.
فهناك ، عريس وهذا هو المهم، لـ صبح، ومُوافق عليه من والديها، فهو أبن عمها
وقالت، مدعية بصوتها الضجر وعدم الإكتراث: ها يمه شو في؟!
: الله لا يكود لك وَلك وعامله حالك مش عارفه ؟!
: شو عارفه يمه؟ قالت هذا وهي تتأمل والدتها.
: روحي يمه، مشطي شعراتك، والبسي أشي مستور، عشان تدخلي على العريس.
: عريس شو يمه؟
:ولك يمه، أبن عمك رزق، هياتو جوه، واجا عشان يشوفك ويخطبك.
: بس، يمه انا ما بعرفوش !!!!
: مش مهم يمه، بكره بس تتزوجي بتعرفيه، بديش تضلي تلتي وتعجني، بس بتسلمي
وبتقعدي ، خمس دقايق، وبتطلعي، حتى الضحكه بديش اشوفها على وجهك، فهمتي
يمه ، خليكي راكزه، ومحترمه. البسي، يمه تنورتك اللي فصلتها الك خالتك نعمه،
واسعه وبيبينش أشي منك، يلا يمه، أستعجلي، شوي الله يرضى عليكي، لحسن
العريس يحس انه ما بدناش اياه.
خرجت صبح، من المطبخ وهي تتمتم: شو ما بدناش اياه !! انا والله مـ صدقت .
دخلت، غرفتها وفتحت خزانة ملابسها، وبدأت استعراض ملابسها ضاربة عرض ا
لحائط، وصية امها، بلبس اللبس الساتر، والتنورة الفضفاضه، واختارت بنطلون جينز
قصير يصل الى الركبة والبلوزةالحمراء، ذات الفتحة الواسعه، والتي لم تكن تعرف
والدتها، إمتلاكها لهكذا ملابس،أرتدتها، وسرحت شعرها الاسود الحريري، واطلقت
له العنان على ظهرها، وتأملت نفسها أمام المرآة، ودارت حول نفسها، واقتربت
من زجاج المرآة، وقرصت وجنتيها، وخرجت، وأتجهت للصالون حاملة معها صينية
اكواب العصير. وما أن رأها والدها مقبلة ناحيتهم، متجهة إلى الصالون، تغيرت
واضطربات ملامحه، وخرج مسرعا من الصالون، وبدأ بتعنيف أبنته، والذي على أثر
صراخها، خرج عمها، حتى يمنع أخيه، من ضرب أبنته،
وهو يقول: لَهلَه يازلمه شو عملت البنت، وحد الله، وخرجت أمها، وجذبت أبنتها الى غرفتها.
وهناك قالت لها: معه حق أبوكي، منيح اللي ما كسر راسك، قومي أنقلعي من وشي وغيري،
أواعيكي، عبينما أصب كبايات عصير ثانيه، يلا يمه بدناش نتأخر عن الناس .
أمتثلت، صبح هذه المرة لكلام أمها، وأرتدت ما أقترحته أمها، وأطلقت شعرها الحريري
الاسود على ظهرها، وخرجت من غرفتها، إلى المطبخ، وحملت صينية كؤوس العصير،
وأتجهت إلى الصالون، ودخلت والذي ما أن رأها أبن عمها، حتى فتح عينيه على
اتساعهما، من شدة إنبهاره بجمال صبح فهو لم يرها منذ كان عمرها خمس سنوات
يتبع
|