على وقع ِ كابوس ٍ انتاب َ غـفوتي واجتاح َ سَكينتي ,,


انتفضت ُ فـزعة ً و قـد ِ ارتعـدَت ْ فـرائصي ,,


دَقات ُ قلبي تتابَعت ْ مُـتسارعة ً حتى كاد َ فؤادي مِن ْ شِدة ِ الخـفقان ِ أن ْ يتهاوى ..!!

بخشوع ٍ تـلوت ُ ما كان َ يَـحـضرني مِن ْ آي ِ القـرآن ,,


وأسلمت ُ جَفني ّ للنوم ِ عَل ّ الغفوة َ تعاودُني ,,


لكنما هَيهات ,,


فالعين ُ أبَت ْ إلا الأرَق ..!!


وأنّـى لنفسي أن ْ تستكين َ وقد ْ ذاقت ْ للتو ّ ما لاقت ْ ؟!!


وأنّـى لروحي أن ْ تقر ّ عينُـها وقد ِ ارتأت ْ في المَنام ِ ما ارتأت ْ ؟!!


أفعَـاود ُ النوم َ وقـد ْ رأيتني في المنام ِ أنازع ُ الموت َ وأهواله ؟!!


غمرات ُ الموت ِ وسكراته ُ كانت ْ تواتيني ,,


أحسست ُ بروحي تُـنتـزَع ُ مِن ْ بين ِ جَـوانحي ,,


ثم ّ رأيت ُ المنيّـة َ قد ْ واتتني .. فلكأنني أسلمت ُ الروح َ لباريها ,,


ولكأنما انتهى كل ّ شيء ,,







وبَينما أغـمضت ُ في المَنام ِ مُـقلتي ّ لأعلن َ النهاية ,,


بينما فتحتهما في الواقع ِ لأعلن َ البداية ,,

نعم ْ هي البداية ,,


فها أنا ذي أولد ُ مِن ْ جَديد ,,


أحس ّ نبضات ِ قلبي ,, أسمَـع ُ صوت َ أنفاسي ,,


أبصِر ُ الكون َ مِن ْ حَولي ..


رُحماك َ يا الله ,,


كنت ُ كمَن ْ بُـعِث َ مِـن َ المَـوت ِ ليتوب ,,


فلك َ الحمد ُ ربّي .. يا مَن ْ أكرمتني برؤياي َ لتوقـظني من غفلتي ,,







ويح َ الإنسان َ ما أشد ّ غفلته ..!! وما أبعد َ أمله ..!!


يَغرق ُ في بُحور ِ الدنيا وأهوائها ,, ويَغفل ُ عن ْ دُنو ّ أجله ..!!

يَنغمِس ُ في مَلذات ِ الدنيا ومُغـرياتها ,,


ويتناسى الآخرة َ وأهوالها ..!!

تأسِره ُ مشاغل ُ الدنيا ومُلهياتها ,, وينسى أنه ُ يوما ً راحِل ٌ عنها ..!!


إلام َ الغفلة ُ يا إنسان ؟!!


تذكر ْ أنك َ في الدنيا عابر ُ سبيل ٍ وأنك َ حتما ً مُـفارقها ,,


أغمض ْ عينيْـك َ لبُـرهة ,,


وتخيّـل ْ نفسك َ مُسجّـى في ظلمات ِ القبر ِ وَحدك ,, تخيّـل ْ نفسك َ تُبعَـث ُ بعد َ الموت ِ وتُـحشر ُ يوم َ البعث ,,

تصوّر ْ يوم َ القيامة ِ وأهوالها ,, وساعة َ الحِساب ِ وعُـسرتها ,,


تصوّر ْ أعمالك َ تُـرفع ُ على الميزان ,,

فإمّـا جنة ٌ أو نار ,,


تخيّـل ْ جُـموع َ البَشر ِ يَعبُـرون َ الصراط ,, فإمّـا قدَم ٌ تزِل ٌ فتهوي بصاحبها في جَهنّـم ,,


وإمّـا قدَم ٌ تثبت ُ فتوصِل ُ صاحبَها لباب ِ الفردَوس ,,


فمِن ْ أي ّ الفريقين ِ تريد ُ أن ْ تكون ؟!!!







وَمضة ,,,

عَجبا ً لمن ْ يَعـرف ُ طريق َ النار َ ويمضي فيه ِ بإرادته ..!!

ويُبصِر ُ طريق َ الجنة ِ ويأبى سلوكه ..!!


(( كل ّ أمّـتي يَدخلون َ الجنّـة َ إلا مَن ْ أبى )) ,,

قالوا :

ومَن ْ يأبى يا رسول َ الله ؟!!

قال :

(( مَن ْ أطاعني دخل َ الجنة ، ومَن ْ عصاني فقد ْ أبى )) ,,
- رواه ُ البخاري -




مما راق لي