قلت : قرري الن .. ! ..
دمعت عيناي : ل أستطيع ياعزيز .. ! ..
حسنا هذا خيارك .. فتحملي نتائجه .. ! ..
تركتني خلفك .. وفي قلبي بعضُ حيرة .. وكثيرُ من وجع .. ! ..
كم كُنت ( قليلة حيلة ) .. ! ..
انتهت امتحاناتنا .. ! .. ونجحتُ بصعوبةِ .. ! ..
حاولت التصال بك لكني لم أتمكن من الوصول إليك حيثُ أغلقت هاتفك .. ! ..
حادثتُ روبرت فأخبرني بأنكَ سافرت إلى ( مونتر ) وستقضي فيها حوالي
السبوعين .. ! ..
وتوقف الزمن .. ! .. لم أكُن أشعر بشيء ياعزيز سوى بتآكل قولوني المُضطرب و آلم
معدتي الثائرة .. كانت آلم قُرحتها تتفاقم بينما كُنت تستمتع بوقتك مع زياد في
مونتر .. ! ..
لم أرغب بمُحادثة والدتي بحالتي تلك .. كُنت مريضة وخشيت أن أقلقها علي حيثُ تَفصلُنا
قارات وبِحار .. ! .. لكنها كانت تَتصل بإلحاحِ غريب لم أعتدهُ منها .. ! ..
أجبتها .. كانت تصرخ فيني لولِ مرة .. ! ..
اتصلتِ بك كثيرا فلم تُجيبي .. ! .. أين كُنتِ .. ؟ ..
المعذرة .. كٌنت مريضة وخشيت أن أقلقكِ علي .. ! ..
أسمعي .. استقلي أول طائرة عائدة إلى الرياض وتعالي .. ! ..
أنا بخير الن حبيبتي .. ل تقلقي علي .. ! ..
صَرخت : قُلت لك .. استقلي أول طائرة وتعالي .. ! ..
كانت غاضبة على غير العادة فأخافتني .. ! .. سألتها : مالمر .. ؟! ..
سنتفاهم حينما تصلين .. ! ..
نتفاهم على ماذا .. ؟ ..
قُلت لك سنتفاهم حينما تصلين .. ! .. رتبي أمور سفرك الن واتصلي بي بعد أن تحجزي ..
.. !
ماذا حدث .. ؟ ..
جُمانة .. إن لم تأتي بنفسك .. سيطيرُ إليك خالد وسيأتي بكِ بنفسه .. ! ..
إلهي .. ! .. مالمر .. ماذا حدث .. ؟ ..
نفذي ماقُلته لك .. ! .. يا ال ! .. كيف غفلتُ عنك لهذا الحد .. ؟! ..
غفلتِ عني ! .. أمي .. أرجوكِ أخبريني مالمر .. ؟ ..
ظننتُ بأنكِ مُتعبة ! .. ظننتُ بأنكِ اشتقتِ لنا حينما حادثتني السبوع الماضي على الرغم من
أنني شعرتُ بخطبِ ما .. لكني استبعدتُ حدوث ذلك .. ! .. أي أُمِ تفعل هذا .. ! ..
أمي .. تحدثي معي أرجوك .. ! .. أخبريني ماذا حدث لتقولي كُل هذا .. ؟! ..
ماحدث ! .. أتسأليني عن ماحدث .. ؟ .. أنا من يحقُ له سؤالكِ عن ماحدث وعن مايحدث ..
.. !
أي أمرِ تتحدثين عنه .. ؟! ..
أتحدث عن المر الذي جعلكِ طريحة الفراش .. ! .. أتحدث عن المر الذي بكيتِ من أجلة
ليلة ماأتصلتِ بي .. ! ..
تسارعت نبضات قلبي .. لستُ أفهم .. أمي تكلمي بصراحة ! ..
أتكلم ! .. أأخبرك بأن رجُلً من السفارة السعودية أتصل بي .. ليطلب مني أن أُعيدكِ
طوعا .. ! ..
تُعيديني طوعا .. ! ..
أُعيدكِ طوعا .. قبل أن تُرجعكِ السفارة إلى الرياض كحقيبةِ مشحونة .. وعلى جبينكِ وصمة
عار .. ! ..
ولماذا تُرجعني السفارة .. ؟ .. وأي بصمةِ عار تتحدثين عنها .. ؟ ..
وهل ظننتِ بأن السفارة ستُغضُ الطرف عن فتاة سعودية تجوب شوارع كندا مع حبيبها
الماراتي المتزوج ؟؟ ..
حبيبي الماراتي .. ؟! ..
ل تُنكري ياجُمانة ! .. ستستقلين الن أول طائرة عائدة للرياض .. وبعدها لنا حديث
آخر .. ! ..
أغلقت والدتي هاتفها بوجهي .. وتركتني غارقة بذهولي وخوفي .. ! ..
كيف تُحاسبني السفارة على علقةِ غير حقيقة مع رجل إماراتي ولم تُحاسبني على علقتي
بعبدالعزيز والتي يعرف عنها كل سعودي يعيش في هذه البلد .. ؟
.. من ذا الذي أختلق قصة غرامية بيني وبين ماجد .. ؟ .. وكيف يتصل أحد منسوبي
السفارة بوالدتي وليس بوالدي أو أحد أخوتي الشباب ؟ ..
أنت الوحيد الذي يعرف رقم هاتف والدتي من بين زملئي .. ! .. اتصلتُ بك مرة من هاتفها
حينما كُنا بالرياض .. ! .. لكنها كانت مُكالمة يتيمة ومضى على تلك المُكالمة عامين .. ! ..
قالت لي هيفاء .. حبيبتي .. ! .. عيال الخليج لو تدقين عليهم من كبينة .. سجلوا رقمها ..
ماكو غيره .. عزوز النزغة ! ..
قُلت لي مرة .. إن أغضبتني يوما .. تأكدي أني سأفعل كُل شيء وأي شيء فقط لُشفي غليلي
منك .. ! ..
لكنك قُلتها لتُخيفني كعادتك .. ! .. فقط لتُخيفني ياعزيز .. ! ..
ل أصدق بأنك تفعل بي مثل هذا .. ! ..
قلت لهيفاء : هيفاء .. عبدالعزيز مستحيل يسوي شيء زي كذا .. ! .. عبدالعزيز يحبني كيف
تتخيلين إنه ممكن يسوي شيء زي كذا فيني .. ؟
قاطعنا صوت رسالة هاتفية ! .. فتحتها .. كانت رسالتك تلك ياعزيز كخنجرِ مسموم .. ! ...
كتبت لي بدمِ بارد :
أخبرتكِ مُسبقا بأنك إن لم تكوني لي .. لن تكوني لغيري ! .. تحملي النتائج ... ! ..
وتلبسني حينها سواد حالك .. ك قلبك الدهمْ .. ! ..
دائما ماكُنت أخشاك .. ! ..
لكني ل أشعر بالمان إل معك .. بمعيتك .. ! ..
دائما ماكُنت أعتقد بأنك ستكون معي .. بجانبي .. حولي .. بأي ظرفِ سأمر به .. ! ..
ومهما كانت الظروف .. ! ..
أنت ( رجُلي ) .. ! .. لن يمسني سوء بوجودك ياعزيز .. ! ..
أبدا ياعزيز .. أبدا .. ! ..
عزيز .. تجرحني كثيرا .. لكنك ل تتخلى عني .. ! .. دائما ماتكون معي في اللحظات
الصعبة .. دائما ماتُحيط بي .. ! ..
تطوقني بحبِ وبحنانِ غريب .. وتبعد عني كُل مايؤذيني .. ! ..
أخبرتك مرة بأني ل أشعر بقوتي إل ( معك ) وبأني ل أشعر بضعفي إل ( أمامك ) .. ! ..
أجبتني بأنك ل تشعر بضعفك إل ( معي ) ول تشعر بقوتك إل ( أمامي ) .. ! ..
وهُنا فرق .. ! .. فرقُ كبير بيننا .. ! ..
حينما قرأت رسالتك تلك .. ! ..
شعرت بأسياخِ من حديد ساخن تُغرسُ في صدري .. ! ..
ل ياعزيز .. لم تفعل بي هذا .. ! .. ل قدرة لك على أن تفعل بي هذا .. ! ..
تُحبني ياعزيز .. تخشى علي كثيرا .. ! ..
أتذكر .. ! ..
أتذكر الليلة التي قضيتها في سيارتك أمام منزلي .. حينما كُنت مريضة .. ! ..
كُنت أرجوك أن تعود لمنزلك .. ! .. لكنك أبيت .. ! .. قلت لي حينها .. بأنك تجلس في
أطهر بقعة بالرياض .. ! ..
وبأن طهري لذيذ .. ودافيء .. ! ..
حينما اتصلت بك بعدما قرأت رسالتك ..
كُنت أرجو ال في نفسي أن تكون هيفاء مُخطِئة .. ! .. كُنت أرجوه أن تكون رسالتك قد
صادفت مكالمة والدتي .. وأن ل ضلع لك في المر .. ! ..
أجبتني بقسوة : نعم .. ! ..
عبدالعزيز .. لستَ من أتصل بوالدتي .. ! ..
بلى .. ! ..
عزيز .. قول أنك تكذب .. قول إنه مو حقيقي اللي قاعد يصير .. ! ..
حذرتك ياجُمانة من أن تلعبي معي .. ! ..
عبدالعزيز .. مستحيل تسوي فيني كذا .. ماتقدر تسوي فيني كذا .. ! ..
أسوي اللي أكثر من كذا لو حطيتها برأسي .. أنا أعرف شلون أرجعك الرياض .. ! ..
أنتا ليه تسوي كذا .. ؟ .. ليش .. ؟ ..
لني أحبك .. لنك حرقتي قلبي عليك .. ومو أنا اللي تحرقين قلبه ..
صحت فيك من بين دموعي : أنت مريض .. ! .. الحقد والشك ملوا قلبك وأعموا
عيونك .. ! ..
صرخت : أسمعي .. ترجعين الرياض بالطيب .. أحسن ماأرجعك مسحوبة من
شعرك .. ! ..
عزيز .. أنا ماراح أرجع .. ! .. ول تتخيل باللي سويته تقدر ترجعني .. أنا من اليوم أنتهيت
منك .. ! ..
وأنا منتهي منك من زمان .. من اليوم اللي فضلتي علي هيفاء وماجد .. خليهم ينفعونك ... !
..
أغلقت الهاتف بوجهي .. ! ..
حينها .. قررت أن أنتهي منك ياعزيز .. ! .. أن أنتهي من كُل شيءِ يربطني بك .. ! ..
لم أعد أعرفك .. ! .. أنت رجُل ل أعرفه .. لست الرجل الذي أحببت .. ل تشبهه
أبدا .. ! ..
اتصلت بي والدتي للتأكد من أنني رتبت أمور عودتي .. ! ..
لم يَكُن أمامي من خيارِ ياعزيز سوى أن أخبرها .. ! .. أن أخبرها بكلِ شيء ... ! ..
لم تترك لي خيارُ آخر .. ! ..
لم تُصدقني في البداية .. لكنها اقتنعت بأن في المر لعبة بعدما نبهتها بأنك اتصلت بها ل
بوالدي ول بأحد أخوتي .. ! ..
لم يشفع لي هذا عندها ياعزيز .. لم يخف غضب والدتي ولم تتراجع عن قرارها في
عودتي .. ! ..
أتدري مالمُضحك في المر ياعزيز .. ! ..
تخيل بأني كُنت أدافع عنك .. ! .. بأني كُنت أختلق لك العذار لتنجو من غضبها .. ! ..
كُنت أحاول تبرير فعلتك .. ! ..
تعذرتُ لك بغيرتك وبخوفك علي .. ! ..
لكن كُل هذا لم يشفع لك عندها .. ! ..
خافت والدتي علي كثيرا منك .. مثلما أصبحتُ أخافك .. ! ..
قالت لي بأنك شرير .. ! .. ومؤذِ .. وبأنك رجُلً ل يوثق به .. ! ..
لكني دافعتُ عنك .. ! .. وبضراوة .. ! ..
أتفقتُ معها على أن أؤجل موعد عودتي بعدما أقسمتُ لها بأني لن أتحدث معك لحين ماتأتي
هي لزيارتي وتتفاهم معك بنفسها .. ! ..
وكان قسمي هذا كسُمِ أبيض أتجرعه في كُل يوم ... يمزق أحشائي .. ويقتلني ببطء .. ! ..
اصبحت والدتي تتصل بي عدة مراتِ في اليوم الواحد لتتأكد من أني لم اتصل بك .. ولم
أقابلك .. ! ..
كانا أسبوعين في غاية القسوة ياعزيز .. ! ..
أشتقتُ إليك كثيرا .. على الرُغمِ من فعلتك الخيرة بي .. ! .. لكني ل ألومك عليها .. ! ..
كُنت غاضبا ياحبيبي .. وأنتا ل تُفكر عندما تغضب .. ! ..
بعدما أنقضى السبوعين وفي الليلة التي تسبق أول يوم تُستأنف فيه الدراسة .. لم أتمكن من
النوم .. ! ..
كُنت أعرف بأني سأقابلك في الغد .. أعرفُ أيضا بأنك نادم على ماحدث .. ! ..
أعلم كم أشتقتْ إلي .. ! .. وبأنك هدأت ... لكنك تُكابر كما تفعل دوما .. ! .. فهذا دأبك .. !
..
لم أكُن غاضبةِ منك ياعزيز .. ! .. لم اتصل بك خلل الفترة الماضية لني قطعت عهدا على
نفسي بأن ل أفعل بناءا على طلبِ أمي .. ! ..
في الصباح .. عرجت على المكتبة المقابلة للجامعة .. ابتعت كتابا لدكتور فيل أسمه
.. ! .. Love Smart .. Find the One You Want , Fix the One You Got
كان الجزء المُهم بالنسبة لي هو كيفية إصلح من معي وليس البحث عنه .. ! ..
كُنت واثقة بأني سأتمكن يوما من إصلحك .. ! ..
عندما وصلت للجامعة ...
كانوا زملئنا يتوسطون الباحة .. ! .. جلست معهم بعد أن سلمت عليهم .. كانوا ينظرون إلي
بنظراتِ غريبة .. ! ..
نظرات مُختلفة ياعزيز .. لم أعهدها منهم من قبل .. ! ..
سألت زياد : وصل عبدالعزيز من مونتر .. ؟ ..
أجبني بإرتباك .. ل .. ل أظن .. ! ..
ألم تَكُن معه ؟ ..
ل .. ! ..
كانوا أصدقائنا صامتين ياعزيز على غير العادة .. تبادلوا نظرات غريبة أخجلتني .. ! ..
شعرتُ بأنك سربت بينهم حكاية ( ماجد ) الوهمية .. كيف تفعل هذا ياعزيز .. ! ..
أقترب منا ( مؤيد ) الطالب المُستجد .. لم يَكُن قد مضى على وصوله أكثر من ثلثةِ أشهر ..
.. !
حيا الجميع .. وسلم بحرارةِ على زياد ..
قال له : زياد ! .. وين العريس .. ؟ .. ايش الحركات هذي .. ! ..
تنحنح زياد بحرج .. وعلى وجهه ابتسامة صفراء .. كان يتنقل ببصرهِ بيني وبين
مؤيد .. ! ..
قال مؤيد .. وال مو هين عبدالعزيز هذا .. يتزوج كذا فجأة بل أحم ول دستور .. طب يقول
لنا نحضر فرحه ! .. نفزع له .. ! ..
أجابه زياد : معليش مؤيد .. جاء كل شيء سريع وفجأة .. ! ..
سأله مؤيد : ال يوفقه ياسيدي .. فرحنا له وال .. يقولوا العروسة كندية .. ! ..
لبنانية بس معها الجنسية .. ! ..
وال مو هين عبدالعزيز .. ! .. هو هنا الحين .. ؟
ل .. بمونتر .. راجع ان شاء ال قريب .. ! ..
ال يهنيه .. عقبالنا ان شاء ال .. ! ..
ان شاء ال ..
أمانة عليك يازياد أول مايوصل عبدالعزيز تبلغني .. نبغى نعمل له عزيمة كذا
يستاهلها .. ! ..
أكيد ان شاء ال .. ! ..
نظر إلي زياد .. ! .. كُنت ل أشعر بشيء ياعزيز .. ل أشعر بشيءِ على الطلق .. ! ..
سالت على خدي دمعة حارة بدون أن أبكي .. ! .. كقطرةِ مطر يتيمة .. ! ..
قال زياد : جُمانة .. عبدالعزيز مايستاهلك .. ! ..
قلت لك : زياد أنت تستهبل .. ! ..
جُمانة .. وش تبين أقولك .. ! ..
ل تضحك علي .. ل تقول لي تزوج .. ! .. هو يبي يوجعني وبس .. أنتم متفقين .. ! ..
جُمانة .. وال مدري وش اقول لك ! ..
مستحيل .. مستحيل يتزوج بأسبوعين .. ! ..
قال ( محمد ) صديقكما المقرب .. جُمانة .. هذي خويته من زمان .. من قبل تجين كندا .. !
..
أيُعقل هذا ياعزيز .. ! ..
دائما ماكُنت تطلب مني أن ل أصدق أحدا غيرك .. ! ..
أتذكر .. ! ..
قلت لي مرة : جُمان .. أوعديني ماتصدقين فيني أحد .. ! ..
كيف يعني .. ! ..
يعني مهما سمعتي عني .. ل تصدقين .. تعالي وأسمعي مني .. مهما سمعتي .. ! ..
ووعدتك ياعزيز .. ! .. وعدتك أن ل أصدق أحدا غيرك .. ! ..
لكنهما زياد ومحمد ... ! ..
تبيه ..
ماملت وظلت تحتريه .. ! ..
كل الوفاء شفته .. على ذاك الرصيف ذاك المساء ..
وكل الجفاء شفته على نفس الرصيف نفس المساء .. ! ..
سمعت أغنية ( عبادي ) تلك بصوتك آخر مرة .. وعلى أوتارِ عودك .. ! ..
كُنا في رحلة .. ! .. طلبت منك إحدى زميلتنا أن تُغني لنا بعودك .. ! ..
قلت لها : أستأذني من جُمان ! .. إن أعطتنا الذن سأعزف .. ! ..
تعالت أصوات الحضور .. أووووه ياجُمانة .. ! ..
كُنت تنظر إلي وأنت تضحك .. ! .. كُنت سعيدا بي ياعزيز .. وكُنتُ سعيدة بك .. سعيدة بك
للغاية .. ! ..
أهديتني في عيدِ ميلدي السابق شريط سجلت لي فيه بصوتك بعض الغاني التي
تُحِبها .. ! ..
|