ظللت عدة أيام تختبيء في كل مرة تراني فيها تحت المقعد أو الطاولة.. ! .. لكنك استعدت
ثقتك بي مؤخرا فأصبحت تكتفي برفع قدميك من على الرض لحظة مروري .. ! .. ولست
بمُلمِ على ذلك .. ! ..
لم تَكُن إصابتك خطيرة ياعزيز ولم يٌكسر أصبعك .. لكنها كانت المرة الولى التي أوجعك
فيها .. ! .. ول أظن بأنها كانت الخيرة .. ! ..
------------------------------------
في اليوم الخامس وبعد خروجنا من المتحان .. كُنت تجلس مع أصدقائك في الطاولة المُقابلة
لقاعةِ المتحان .. ! ..
دبت في جسدي رعشة حينما رأيتك .. كُنت تضحك معهم .. سكت فجأة حينما وقعت عيناك
علي .. ! .. فاتجهت حيثُ تَجِلس ..
سحبتني هيفاء من ذراعي : على وين ؟ ..
بسلم ع الولد .. ! ..
انتشروا أصدقائك مُبتعدين عندما اقتربت منكم .. ! .. وكأن كُرة ( بولينغ ) أصابتهم
فتناثروا .. ! ..
لم يكُن معك سوى زياد .. ! ..
قلت لك : عبدالعزيز .. هل أستطيع أن أتحدث معك ؟
أشرت إلى الكرسي المُقابل لك .. أجلسي .. ! ..
جلستُ وجلست هيفاء .. ! .. أستأذن زياد لكنك أوقفته طالبا منه أن يجلس وأن يشهد .. !! ..
فجلس بحرج ..
قلت لي : ماذا تُريدين ياجُمانة ؟ ..
أجبتك بصوتِ مُرتجف : ل أريد أن أخسرك .. لم يحدث شيء بيني وبين أحد .. ! ..
صدقني ..
وماجد ؟ ..
أخبرتك عن ماحدث بيننا .. ! .. لم يحدث بيننا أمر تجهله .. أقسم لك .. ! ..
لكنكِ اعترفتِ لي بعلقتكما .. ! ..
أنت من أجبرني على قول هذا .. وأنت تُدرك ذلك .. ! ..
أسمعي ياجُمانة .. لن أصدقك إل بشرطِ واحد .. لن أناقشك في شيء قبل أن توافقي عليه ..
وماهو شرطك .. ؟ ..
أممم .. في منزل باتي وروبرت مستودع خارجي .. يجهزانه حاليا لتأجيره كغرفة خارجية ..
أها ؟
سأنتقل إليه .. وستسكنين بغرفتي ..
لم أفهم .. ! ..
بل فهمتي .. ستُقيمين معنا .. ! ..
صاحت هيفاء : شرايك تقعدها بدارك .. مو أحسن ؟
أشار عزيز بيده لزياد : زياد تكفى أبعد هالبنت عن وجهي ترى وال ماني طايقها .. ! ..
أكييييييد منت طايقني .. لني فاهمتك وعارفة سواياك الردية ..
قال زياد : هيفاء خلص مالك شغل فيهم .. مالمفروض نتدخل بينهم ..
طبعا .. مو رفيجك .. ؟ .. راعي الحفلت والبارات ..
قال عزيز : ترى مو رادني عنك إل أنك بنت .. وأنا مو متعود أمد إيدي ع بنت ..
ل محشوم .. متعود تضحك عليهم .. مو تكفخهم ..
قلت : خلااص ياهيفاء .. خليني أسمع ... وغيره ياعزيز .. ؟ ..
ل يوجد غير شرطي هذا .. ! ..
أأجننت .. ؟
جُمانة , هذا هو شرطي ..
وهل تتوقع أن أقيم معك .. ؟ ..
أولً .. ستكونين بداخل البيت وسأكون خارجه .. ثانيا لو أردت بكِ سوءا لفعلت منذ سنوات
وأنتِ تُدركين هذا ..
ل فرق بين داخل وخارج البيت .. في كلتا الحالتين بنظر الناس نقيم معا ..
ليهمني الناس ..
لكني أهتم بهم .. ! .. أنت رجل .. أما أنا فإمرأة .. هُناك فرق ..
هذا هو شرطي ..
عزيز .. ل تطلب المستحيل .. ! ..
جُمانة , هذا شرطي ..
مالذي تحاول الوصول إليه ياعزيز .. ؟
أن نُنهي المشكلة وأطمئن .. ! ..
عزيز .. تعرف بأني لن أقبل بعرضك ...
وتعرفين بأنها فرصتك الوحيدة ياجُمانة .. ! ..
ل قدرة لي على قبول عرضك .. ! ..
ول قدرة لي على الستمرار في هذه العلقة وأنتِ في مكان وأنا في آخر .. ! ..
لطالما كُنا في مكانين مُختلفين .. ! ..
تغير الوضع الن .. تغيرت أشياء كثيرة في داخلي .. ! ..
عُقد لساني .. كانت عيناك تشعان حزما .. ! .. أعرفك حينما تكون في هذه الحالة .. لن
تتراجع عن موقفك مهما تحدثنا ولن تتواني عن تنفيذ قراراتك مهما كانت العواقب .. ومهما
كانت الخسائر .. ! ..
قالت هيفاء : جُمانة ليش سكتي ؟ .. ل تكونين تفكرين باللي يقوله .. ! ..
صرخت فيها بغضب : أنا وش قلت ؟؟ .. ماقلت أطلعي منها .. ؟؟
صاحت فيك .. وأنتا شكو ؟؟ .. أنا قاعدة أحكي وياها ..
قال زياد : هيفاء .. قلنا مالنا شغل فيهم ..
قالت له : ل وال .. ؟ .. شرايك تعزمني أسكن وياك أنتا الثاني ! ..
ل تكفين ... ل تسكنين معي ول أسكن معك .. ناقص وجع رأس ..
كُنت أشعر وكأني في حلم .. هيفاء وزياد يتشاجران .. وأنت أمامي كالصخرة .. تنظر إلي
بقسوة .. وكأني زانية .. ! ..
|