-------------------------------------------------------
في غيابك لليوم الثالث , بعد شجارنا بسببِ ماجد ..
اتصلتُ بوالدتي بعد أن بعثتْ إلي برسالةِ تذكيرية .. للصلة .. ! ..
.. كُنت بحاجةِ لها .. كم تمنيتُ لو كانت معي .. بجواري .. تخبئني بحضنها .. وتنتشلني من
علقة أُدركُ تماما بأنها غير سوية ! ..
علقة تُحطمني .. تحرق حُطامي .. وتدوسُ على رفاتي .. ! ..
أمي مُختلفة .. ! .. مُختلفة جدا .. ! ..
تحبني كثيرا .. تُعطيني دوما ول تأخذ مني أبدا .. ! ..
علقتي بوالدتي تختلف عن الصورة النمطية المُعتادة لعلقةِ فتاة بأمها ..
والدتي رقيقة .. معطاءة .. تُحبنا كثيرا ... تحبُ والدي وتضحي من أجله .. ! ..
تزوج والديّ بعد قصة حُب رقيقة .. وإن كُنت ل أشهد على الكثير من الحُبِ بينهما .. ! ..
علقتهما مبنية على الكثيرِ من التَضحيات والتنازلت .. والحترام المُتبادل .. لكني لم أشعر
يوما بشغفِهما لبعضهما .. ! ..
.. تخبرني والدتي سرا بأن والدي أعظم رجُلِ بالدنيا .. ويخبرنا والدي أحيانا بأن أمي فريدة
ول تشابهها إمرأة سواي .. ! ..
وعلى الرُغمِ من هذا .. ! .. تنصحني والدتي بأن ل أتزوج رجُلً أحبه .. بل رجُلً يحبني ..
! .. تدسُ نصيحتها هذه بحذر في كُلِ مناسبة .. ! ..
بكيتُ حينما سمعت صوتها ..
صاحت أمي : جُمانة .. مالمر .. ؟ .. ..
أشتقتُ إليك .. سأعود .. ! .. ل أستطيع أن أكمل ..
جُمانة ! .. قطعتِ أكثر من نصف المسافة .. أتعودين بعد كُل هذا .. ؟ ..
ل قدرة لي على التحمل أكثر .. تعبت .. ! ..
مالمر حبيبتي .. أخبريني .. ماذا حدث .. ؟! ...
ل شيء .. لكني مُتعبة .. أحتاجكِ كثيرا .. الغربة تخنقني .. ل قدرة لي على المذاكرة ..
جوجو .. قومي صلي لك ركعتين وتعوذي من الشيطان .. وراح تقدرين تذاكرين .. علشاني
ماما ..
محتاجة لك كثير .. تعبت وأنتِ بعيدة عني ..
سكتت والدتي قليلً .. قالت لي بصوتِ مُتهدج .. ل بأس ياجوجو .. سأتحدثُ مع والدك , قد
أتمكن من زيارتك لسبوعين أو ثلثة ..
أرجوك .. تعالي بسرعة ..
جُمانة .. أنتِ تعرفين بأن استخراج الفيزا يحتاج لبعضِ الوقت .. لكني سأحاول .. ! ..
ودعتها بعد أن وعدتها أن أصلي وأذاكر .. ! ..
في صلتي .. كُنت أدعو بلسانِ لهج .. ! .. أن ينتزعك ال من قلبي .. أن يُنجيني من حُب
ل طاقة لي على تَحمُلهِ .. ! ..
كُنت أدعوه .. بجوارحي .. ! .. بِكُلِ مافيني .. ! ..
بعدما أنتهيت من صلتي التفت لجد هيفاء واقفة بجواري ..
قومي خلينا نتغدى .. إذا تبين تموتين .. موتي عند هلك .. أنا لحد يموت عندي .. ماني
فاضية تحقيق وماتحقيق .. !
قلت لها : ل تكون سعاد حسني اللي بتموت .. ؟ ! ..
له ! .. تتغمشرين بعد .. ! .. دام لك خلق غشمرة .. قومي خل نطلع .. ! ..
خرجنا لحد المطاعم .. كان اليوم الول الذي أخرج فيه بعد شجارنا .. ! ..
كُنت أنظرُ للمنازلِ والشَوارع والناس .. شعرتُ وكأنهم ينظرون إلي بريبةِ .. ! .. وكأنهم
يسألوني عنك وعنه .. ! ..
على الغداء .. قالت لي هيفاء ..
جوجو .. تدرين .. معروف أن بنات الرياض قويات .. مدري ليه يوم سكنت مع وحدة
منهم .. طلعت غير شكل .. ! ..
شلون يعني غير شكل .. ؟ ..
مدري .. أنتي سهل تنجرحين .. وايد تنجرحين .. ! ..
يعني أنتي ساكنة معي علشان بنات الرياض قويات .. ؟ ..
أيه .. بس قلت لك أنتِ غير شكل .. ال بلني فيك .. ! ..
ضحكت على الرغم مني ..
قالت : بجد جوجو .. كنت مستفزعة فيك .. صرت أنا اللي أفزع لك .. ! ..
في طريقنا للمنزل كانت السماء تُمطر .. صعدت هيفاء لشقتنا عندما وصلنا .. قلتُ لها بأني
سأجلس قليلً تحت المطر ..
جلستُ على الكرسي الخشبي أمام العمارة .. ! ..
دائما ماكُنت تقول لي .. بأن المطر يجعلك تشعر بأن ال يُحيط بك منْ كُلِ اتجاه .. ! ..
أنا أيضا ياعزيز .. أشعر بأن للمطر قُدسية خاصة .. قدسية عميقة .. أشعر بأن المطر يَغسل
أرواحنا .. يُنقينا .. ويمحي خطايانا .. ! ..
تضحك علي كثيرا حينما تُمطر .. فشعري مهما كان مُسَرحا لبد من أن يَتمرد تحت
المطر .. ! ..
أول مرة انتبهت فيها لهذا المر .. كُنا نجلس في إحدى قاعات الجامعة ... حينها خرجت أنا
تحت المطر ..
حينما عُدت .. كُنت تضحك .. ! ..
قلت لي : ليه التزوير .. ليه .. ؟
سألتك : أي تزويرِ تقصد .. ؟! ..
... curly أشرت بيدك إلى شعري .. شعرك ! .. أنتي تحاولين تغشيني .. ! .. دام شعرك
ليه تستشورينه .. ؟ ..
جلست بجوارك .. ل ياشيخ .. ! ..
سألتني : أسنانك تركيب .. ؟ ..
تجاهلتك وأنا أقلب أوراق الكتاب .. قلت لي .. طيب رموشك حقيقية وإل مصمغة .. ؟! ..
لم أرد ..
قلت : طيب آخر سؤال .. أنتي حاطة عدسات .. ؟ ..
يعني لو بحط عدسات بحط سوداء .. ؟! ..
يمكن عيونك الصلية شهباء .. ! ..
قلت لك: عزيز ترى بديت أتنرفز .. ! ..
ضحكت .. يابيبي عادي وش فيك .. فيه بنات كثير شعرهم كيرلي وتزوجوا وخلفوا وعاشوا
حياتهم طبيعي .. ! ..
لطالما كُنت استفزازيا ياعزيز ... لكني أشتقتُ لك كثيرا ..
أفتقدُك بشدة .. أفتقد استفزازك لي .. ومحاولتك لغضابي ومن ثم لرضائي ! ..
شعرتُ وكأن المطر قد تَغلغل في مسامتي حتى وصل لعماقي .. ! .. شعرتُ بهِ
بداخلي .. ! .. بداخل روحي .. وبداخل جسدي .. ! ..
رفعت رأسي للسماء ودعيت ال .. دعيته أن تَعود إلي .. أنْ ل يحرمني مُنك .. وأن يَغفرَ لي
دعوتي السابقة في انتزاعك من قلبي .. ! ..
أتعبني غيابك ياعزيز .. ! .. أتعبني كثيرا .. ! ..
--------------------------------------------------------
------------------------
أعرف مُشكلتك .. لكني ل أفهم أسبابها .. ! ..
أُدرك بأنه ل قدرة لك على اللتزامِ مع إمرأة .. لكني ل أستوعب أعذارك الواهية .. ! ..
دائما ماكُنت تُبرر لي أفعالك بأنها طبيعة الرجال .. ! .. لكنها ليست كذلك .. ! .. تُدرك هذا
كما أُدركه وإن كُنت ل تعَترف به .. ! ..
ثقي بي .. ! ..
دائما ماكنت تطلب مني أن أثقَ بك .. ! .. وكيف أفعل .. ؟! .. أرجوك أخبرني كيف
أفعل .. ؟! ..
صرخت بوجهي مرة .. كيف أثقُ بإمرأة ل تَثق بي ..؟ ..
وكيف أثق برجُلِ ل يلتزم معي بشيء ياعزيز .. ؟! ...
لطالما طلبتُ مني أن أكون صبورة .. ! .. كُنت تُردد على مسامعي بإن المرأة ( العاقلة )
هي من تتفهم .. وتصبر .. وتتجرع المرار من أجل من تُحب .. ! ..
سألتُكَ وماذا يفعل ( الرجل العاقل ) .. ؟ ..
أجبتني : الرجل العاقل ل يُحب سوى إمرأة واحدة .. يحتاجها .. ويخشى عليها .. ! .. لن
أصبح عاقلً مالم تكوني صبورة .. تفهمي أرجوك .. أدعميني فأنا بحاجتُك .. !..
إلى متى ياعزيز .. ؟! .. إلى متى أتفهم وأصبر وأدعم بل مُقابل وبل نتيجة .. ؟! ..
استقبلت رسالتك النصية الولى بعد شجارنا بأربعةِ أيام .. كتبت لي :
You have been the one for me
لم أفهم الحالة التي كتبت لي فيها .. ! .. قرأت في رسالتك تلك بعضُ من شوق ... وندم ..
وخيبة .. و نهاية .. ! ..
دائما ماتكون مشاعرك مزيج من هذاك وذاك .. ! ..
لم يَكُن حبك لي ( خام ) .. ولم تَكُن خياناتك لي كذلك .. ! ..
كَتبتُ لك ..
You're still the one untill this very moment
أجبتني :
.. ! You make me sick
لم يَكُن في جملتك هذهِ سوى الغضب .. فآثرت الصمت بإنتظارِ غدِ جديد .. ! ..
----------------------------------------------
في عيدِ ميلد باتي العام الماضي ..
كُنت مُتأنقة .. وأناقة المرأة ل تكمل بدونِ كَعب عالِ .. ! ..
في نهايةِ الُمسية .. مشيت معي حافي القدمين حتى باب المنزل .. ! ..
اتكأت على الباب مودعا .. دستُ على قدمك في طريقي لباب الخروج وبدونِ قصد ! ..
لم تصرخ .. رفعت قدمك مُمسكا بها .. كانت عيناك جاحظتان من شدةِ اللم .. ! ..
اقتربت منك .. لكنك تراجعت للخلف وعيناك تدمعان وجعا .. ! ..
كُنت خائفا مني .. ! ..
أخذتُك للمستشفى .. فقد كاد أصبع قدمك أن يتهشم تحت كعب حذائي .. ! ..
كُنت تُردد في طريقنا للمستشفى ..
شسويت لك يالحقود ! .. كل ذا بقلبك علي .. ! .. اليوم تكسرين أصبعي بكرى تفقعين
عيني .. ! .. اللي هذا أوله ينعاف تاليه ! ..
أما أنا .. فكنتُ غارقة في ضحكي على الرغم من ألمك .. قلت لك : لزوم الكشخة ياحبيبي ..
.. !
لزوم الكشخة تدوسين على رجول الناس ؟؟ ..
سألك الطبيب في المستشفى وهو يُعاينك عن سببِ إصابتك ..
أشرت إلي قائلً والحقد يقطر من بين كلماتك .. ! .. أترى هذه النسة .. ؟ .. ل يخدعك
مظهرها فهي من كسرت أصبعي .. ! .. داست علي بكعبِ حذائها ! ..
قلت لك وأنا أضحك .. لم أكسر فيك شيئ بعد .. ! ..
قلت للطبيب : أرأيت .. ؟ .. إنها تُهددني .. كُن شاهدا عليها .. ! ..
قال لك الطبيب مازحا : لتقلق فل تبدو كإمرأة عنيفة .. ! ..
صحت فيه : إنها مُخادعة .. أنا أيضا خُدعت بها .. ! ...
كان يوما ل يُنسى ياعزيز .. لزلت أضحك في كُلِ مرة أذكر فيها ماأصابك وكأني أشهد على
الحادثة من جديد ! ..
|