إلهي كم أحبها وكم أحب والدتك .. ! ..
حنونة هي والدتك .. تُحبك كثيرا وتخشى عليك .. ! ..
تعاملك دائما على أنك ابنها الوحيد .. على الرغم من أن ترتبيك الثالث بين أخوتك .. مثلي
تماما .. ! .. ألم أقل لك مُسبقا بأن كلنا مُنتصِفان ؟!
اتصلت بك مرة .. فأجبتها من خلل المكبر الصوتي الخارجي لستمع .. ! ..
.. سألتك ماذا تفعل .. ! ..
أجبتها مازحا : جالس مع حبيبتي الكندية! ..
صاحت فيك غضبا : .. متى ستنضج .. ؟ .. كُل الرجال في عمرك متزوجون وأنت ل تزال
تعبث هُنا وهُناك .. ! ..
كُنت تضحك وهي توبخك كطفلِ صغير .. ! .. في كُل مرةِ تتحدث فيها مع والدتك ياعزيز
أرى أمامي رجُل آخر ..
تلمع عيناه فرحا حينما يعلو صوت نغمة والدته , يبتسم بحبورِ حينما تبثُ لهُ أشواقها ..
ينكمش خوفا حينما تُؤنبه .. ! ..
وتنتفخ اوداجه حينما تخبره كم تفخر به .. ! ..
ل أنسى اليوم الذي بكيت فيه شوقا لها .. ! ..
كُنت عصبيا طوال السبوع , يغضبك كُل شيء .. تشاجرت مع كُل من حولك .. ! ..
سألتك مائة مرة عن مايُقلقك .. وكُنت تكابر .. !! ..
في نهاية السبوع .. اتصلت بي فجرا على غير العادة .. فالعادة جرت على أن ل أجدك في
اجازة نهاية السبوع .. ! ..
سألتك مالمر .. ؟
أنا مهموم .. مهمومُ للغاية .. أنتِ ل تفهمين ول تتفهمين .. ! .. تقسين علي كثيرا .. وأمي
أيضا .. تقسى علي .. ل أتحمل قسوتكما ..
أنفجرت باكيا .. لماذا تفعلون بي هذا .. ؟ .. أُحبكما .. أنتِ حبيبتي وهي حياتي .. لماذا
تقسيان علي ؟ ..
مالمر ياعزيز .. ؟
كُنت تشهق بقوة .. لم تتصل بي منذ أسبوعين .. ! .. اتصلت بها اليوم .. كُنت متأكدا من
أنها مريضة ..
مما تعاني .. ؟ ..
ل تعاني من شيء .. ليست مريضة .. كانت مشغولة .. ! .. انشغلت بالتجهيز لزواج
خالتي ! .. وأنا .. ؟ .. أنا غير مُهم .. ! ..
ل تُبالغ ياعزيز .. كل مافي المر إنك كُنت قلِقا عليها .. وهذا ماأغضبك .. ! ..
أفتقدها ياجُمانة .. هي حياتي .. ل أستطيع العيش بدونها .. آه .. ل أدري لماذا تفعل بي
هذا ؟
كُنت مُختلِفا تلك الليلة ياعزيز .. مُختلفا للغاية ... ! ..
كم رقيقُ هو من يبكي شوقا لوالدته .. ! ..
قلت لك بعد أن هدأت : أرغب بطفلِ منك .. يُحبني كما تحبها .. ! ..
أجبت : وهل تُبكيه شوقا كما تفعل أمي بي .. ؟ ..
ل , لن أفعل .. ! ..
وهل تُبكين والده شوقا لك .. ؟ ..
قلت لك ضاحكة : قد أفعل .. ! ..
ولم أتصور أن يأتي يوما أُبكيك فيه وجعا ياعزيز .. !! .. فدائما أنت من يفعل بي
هذا .. ! ..
لعبنا مرة .. لعبة الجُرأة والصراحة ..
وأكتشفت من خللها عدةِ أسرار .. ! ....
سيجارتك الولى في الخامسة عشر .. أسم أول حبيبة لك .. أحداث سفرتك الولى بدون
عائلتك ..
عن مجلت ( البلي بوي ) التي كُنت تحرص على اقتنائها وعن أول ليلة ثملت فيها ..
أكتشفت أن مراهقتك شديدة الجموح .. أكثر مما كُنت أتصور .. ! ..
بينما كانت أشد أحلم مراهقتي جموحا هو الزواج برجل يشبه ( جون سيلفر ) قرصان جزيرة
الكنز الوسيم ! ..
قلت لي حينها : أرأيتِ , سيتحقق أهم أحلمك .. ! .. ستتزوجين بقرصان شديد الوسامة .. !
..
أجبتك : أنت قرصان , لكنك لست وسيما إلى هذا الحد .. لستُ وسيما لدرجةِ أن تكون جون
سيلفري .. ! ..
سألتني : جُمان , ماأكثر ما يُجذبكِ فيني .. جسديا .. ! ..
أرفض السئلة المُفخخة ياعزيز .. ! ..
ضحكت بقوة : ياغبية .. ! .. أقصد بشكلي ..
أممم .. تجذبني فيك خمسة أشياء .. ! .. أنت طويل .. ومن حسن حظك أني أحب أن يكون
رجُلي طويل .. ! .. أُحب عيناك لن أرى فيهما أحاديث كثيرة ..
أتظنين بأن بإمكانكِ قراءة مافيهما .. ؟ ..
أنا ل أظن .. أنا مُتأكدة من هذا .. وايضا أحب شكلك عندما ل تحلق لفترة طويلة .. ! ..
تبدو أكثر وسامة ورجولة .. ! ..
سألتني بنشوة : وماذا أيضا .. ؟
أحب صوتك .. صوتك ( قوي ) .. كمُقدمي نشرات الخبار .. ! ..
قلت ساخرا ومُضخما لصوتك : العربية تبحثُ دائما عن الحقيقة .. !! ..
ياربي ع السخافة .. ! ..
والخامس .. ؟ ..
الخامس ياحبيبي .. عروق يديك البارزة .. ! .. إلهي كم هي جذابة .. ! ..
وضعت يدك تحت ذقنك وأنت تنظر إلي بدهشة : جُمانة .. أتدركين أنكِ غريبة .. ؟ ..
لماذا .. ؟ ..
لول مرة .. أسمع عن فتاة تحب في حبيبها عروق يديه .. ! .. مالجاذبية في هذا .. ؟ ..
مسكت يدك وأنا أتحسس عروقك بأصابعي .. ل أدري ! .. أحبها ..
قلت لي مُبتسما : أتحبين عروقي لنكِ تجرين فيها .. ؟ ..
أجبتك : رُبما .. ! ..
لمعت عيناك خُبثا : جمانة .. أأخبرك عن مايُجذبني فيك .. ؟ ..
تركتُ يدك وقلت لك : ل .. ! ..
سألتني : لماذا .. ؟ ..
قرأت الجابة في عينيك .. ! .. ألم أخبرك بأني أقرأ مافيهما .. ؟ ..
وماذا قرأتِ .. ؟! ..
مال يليق .. ! ..
فأنفجرت ضحكا .. ! ..
وأنت تُسميني ..Queen والداي يُسمياني ( تَرف ) .. صديقاتي وزملئي يطلقون علي ال
ماري أنتوانيت ! ..
لكن كُل هذه اللقاب ل تُشكل شيئا من طبيعتي .. على الطلق .. ! ..
سألتك مرة : لماذا تُطلق علي ماري أنتوانيت .. ؟
أجبتني , لنك مثلها .. ماري أنتوانيت ملكة .. كان شعبها يُعاني الفقر بينما كانت تعيش في
بذخ
تظاهر الشعب يوما أمام قصرها وانقلبوا على عرشها ... كان الشعب في مجاعة .. ! ..
سألت ماري أنتوانيت وزيرها .. عن سبب تمردهم فأجابها أن الشعب ل يجد خُبزا يأكله ..
قالت له بسذاجةِ ولماذا ل يأكلون الكعك .. ؟
أنتِ مثلها .. ! .. مثلها تماما . ! ..
غضبت منك كثيرا ياعزيز .. فمقارنتي بإمرأة مثلها مُقارنة غير لئقة ... ! ..
أتعرف ! .. حينما كُنت صغيرة .. كُنت ل أأكل في الوقت المُخصص للستراحة .. أظل
أقاوم جوعي بضراوة حتى أعود إلى المنزل ..
كُنت ل أطيق فكرة أن أستمتع بإفطاري بينما يُعانين بعض زميلتي من الجوع .. ! ..
لم يُكن تشبيهي بها منطقيا أبدا ... أبدا ياعزيز .. ! ..
قلت لك : لستُ بِمُترفة .. ! .. بل أنت المُترف .. هُناك خرافة قديمة عن أصحاب العروق
البارزة .. يُقال بأنهم مُترفين .. ! ..
قلت لي : من أين جئتِ بهذه الخرافة .. ؟ ..
ل أدري .. إما أني قرأت عنها وإما أني ألفتها ..
بل هو خيالك الواسع ياصغيرة .. ! ..
دائما ماكُنت تقول أني واسعة الخيال .. حينما أكتشف أحد خياناتك يصبح خيالي واسعا ..
حينما أشعر بخطبِ ما .. يصبح خيالي واسعا .. ! ..
دائما ماتتحجج بخيالي الواسع ياعزيز .. ! .. ذريعتك التي مللتها .. ! .. مللتها كثيرا ..
كُنا نجلس على قارعة الطريق بملل .. ! .. حينما قلت : جُمانة , أشعر أن طعمك
كالكراميل .. ! ..
من منا واسع الخيال ياعزيز .. ؟ ..
أنتِ ! .. حقيقة أشعر بأن طعمكِ كالكراميل .. !
سألتك : ولماذا الكراميل بالذات .. ؟
أممم .. أنتِ حلوة كالكراميل .. لكن حلوتكِ لذعة .. الكثير منكِ يُتعب الجسد .. ! ..
حقا .. ! ..
قولي لي .. ماطعمي برأيكِ .. ك ماذا ... ؟ ..
أشعر أن طعمكَ كالسجائر .. ! ..
حقا ! .. لكنكِ ل تُحبينها .. ! ..
ل أحبها .. ! .. لكن رائحتها مميزة .. نُدمنها .. وبالنهاية نموت بسببها .. ! ..
كم أنتِ ( دراماتيكية ) ياجُمان.. ! ..
أسندتُ رأسي على كتفك .. أود أن أحتفظ بك لطولِ فترةِ مُمكنة .. هل تترك التدخين من
أجلي .. ؟
وضعت رأسك على رأسي .. مما تخشين .. ؟ ..
أخشى على قلبك الصغير .. ! ..
أجبتني : ل تخشي على قلب تُحييه .. ! .. أنتِ مُتغللة في شرايينه .. ! .. فل تقلقي ..
الغريب في علقتنا هذه ياعزيز .. أنها تَتأرجحُ مابين أقصى اليمين .. وأقصى اليسار .. ! ..
لهيبُ النار و صقيعُ الثلج .. ! ..
دائما ماكُنت مُتطرف المشاعر ياعزيز .. ! .. تحرقني بنار عِشقك أحيانا .. وتلسعني ببرودة
تجاهلك لي أحيانا أُخرى .. ! ..
أتدري ياعزيز .. بعد كل هذه السنوات .. أكذبُ عليك لو قلت لك بأني أعرف إن كُنت تحبني
أم ل .. ! ..
في كلِ مرة .. تقول لي فيها أحبك .. ! .. أسألك وال .. ؟
فتجيبني : ل , أكذب ! ..
وتنتهي عذوبة اللحظة .. ! ..
أتدري ياعزيز .. دائما ماتخبرني بأنك تحُبني .. لكني ل أشعر بها فعليا .. إل في اللحظات
النادرة التي تقولها بشكلِ مُختلف .. ! ..
أحبك كثيرا حينما نتحدث ونتحدث ونتحدث .. وفجأة تقول لي : جُمان , طالعيني .. ! ..
أنظرُ إليك بعدما تدب حرارة الخجل في جسدي .. وتُحرك شفاهك بدون صوت : أ ح ب
ك .. ! ..
أحبك حينما نكون مع أصدقائنا .. وتَتغافلهم .. وتُحرك شِفاهك بها .. ! ..
أتذكر .. ! ..
في مرةِ قبضوا عليك مُتلبسا بها , كانوا يصرخون فيك أوووووووه ! ..
أووووووووووووووووووووه .. ! ..
وكُنت تضحك بإستحياء ! ..
قال لي زياد حينها , أتصدقين ياجُمانة .. هذهِ المرة الولى التي أرى فيها عزيز في حالةِ
خجل ! ..
كُنت رقيقا حينها .. رقيقا للغاية ياعزيز .. ! ..
كُنتُ مُتمددة على الرجوحة .. وأنا أراقبُ نيني وميتشل .. حفيدا باتي وروبرت التوأم وهما
يلعبان في حديقةِ المنزل ..
جئت وجلست بجوارِ قدمي .. رفعت الجريدة بيدك فوق وجهي لِتَحجُب عني أشعة
الشمس .. ! .. بدون أن تتكلم ..
؟ what is up .. كُنت تنظر إلي مُبتسما .. سألتك
.. nothing : ابتسمت
.. tell me
ل شيء .. ! ..
أشرت برأسي باتجاههما .. أليسا بجميلين ... ؟ ..
نظرت إليهما .. بلى .. ! ..
أل تشتاق لن تصبح أبا .. ؟ ..
صمت قليلً .. أحيانا .. ! ..
مسكت بيدك .. بودي لو أصبح ( ماما ) .. ! ..
مددت يدك الكبيرة ورفعت خصلت شعري من فوق جبيني .. ألستِ صغيرة على أن تصبحي
( مامي ) .. ؟
ل لستُ بصغيرة .. أل ترغب بطفلِ مني .. ؟
بلى , فتاة .. حنطية شعرها مُجعد .. لديها (غمازة) يتيمة كوالدتها .. ! ..
أتحبها أكثر مما تُحبني .. ؟
قبلت كفي .. وهل أقدر .. ؟ ..
قلت لك : أرغب بطفلِ منك , الن ..
الن .. ؟ .. أتقصدين الن الن .. ؟
نعم , الن ... ! ..
هُنا .. ؟ .. في الحديقة ... ؟ ..
عزيز .. ! .. ماذا تقصد بهُنا .. ؟ ..
ماذا قصدتِ بالن .. ؟ ..
عزيز .. إلهي كم أنت مجنون .. ! .. مالذي فهمته من الن .. ؟ ..
أنفجرت ضحكا وأجبتني : ل أدري .. ! ..
غبي ! ..
ومن أين أجيء لك بطفلِ الن .. ! ..
قلت لك بِعناد .. ألست الرجل ؟ .. تَصرف .. ! ..
حسنا , سأذهب للسوق وسأبتاعُ لكِ واحدا ..
ضربتك بالجريدة فضحكت .. ! ..
دائما ماكان يجذبني الرجل اللطيف مع الطفال .. أحب الرجال الذين يحبون الطفال .. أشعر
دائما بأنهم أصدقُ من غيرهم .. ! ..
تُحب الطفال كثيرا .. تُدللهم وتخشى عليهم .. تكون في غايةِ الصبر معهم على الرغمِ من
أنك لستَ بصبور .. ! ..
دائما ماأتخيل أطفالك ياعزيز .. لطالما حلمت بطفلنا الول .. أفضل أن يكون بكرنا فتى ..
بينما تفضل أنت أن تكون فتاة .. ! ..
أسميتُ فتاي ( المؤجل ) باسمِ صالح .. كاسمِ والدك .. ! .. بينما اسميت أنت ( البنوت كما
تُسميها ) باسمِ ( حل ) .. ! ..
مر عامان على ذلك النهار ياعزيز .. ولم يأتي صالح .. ولم تأتي حل .. ! ..
ول أظن بأنهما سيأتيان .. ! ..
دائما ماكُنت تقول لي .. بأن القدر يبعثُ بإشاراتِ لنا .. إشارات مُبهمة .. مُبطنة ومخفية .. !
لذا علينا ( برأيك ) أن نكون يقظين طوال الوقت .. وأن ل تتجاوزنا الشارات التي تمر
بسرعة كالنيازك ! لنها لن تعاود المرور بنا إن تجاوزتنا بدون أن ننتبه لها ..
تشاجرنا مرة .. كان ذلك الشجار عنيفا للغاية .. ! .. وكان السبب ل مُبالتُك وعدم إهتمامك
بي .. ! ..
قلت لك .. أل أستحق أن تلتزم معي .. ؟! .. أل تستطيع أن تلتزم بي .. ؟ ..
صرخت فيني : جُمانة ! .. أنا لم ألتزم بأهلي حتى ألتزم بك .. ! .. بإختصار .. أنا ل ألتزم
بأحد ولن ألتزم بأحد .. حتى لو كنتِ أنتِ المعنية .. !
قلت لك .. يعني ؟ ..
أجبتني : أنا وأنتِ لن نتفق أبدا .. نُحب بعضنا البعض لكننا غير متفاهمان ! ..
صحت فيك : يعني أشوف أحد غيرك .. ؟ ..
أشحت بوجهك .. وقلت بصوتِ عال : ال يسعدك ويبعدك .. ! ..
ركضت لسيارتي وأنطلقت بها .. كُنت أنظر إليك بمرآة السيارة والغضب يكاد أن يقودني
للخلف لدهسك .. ! ..
كُنت أبكي في السيارة وأنا ألعن في سري اليوم الذي تركتُ فيه أهلي ووطني وجئتُ فيه لهذا
البلد .. ! ..
كانوا رُكاب السيارات ينظرون إلي بدهشة .. وكأنه لم يَسبق لهم رؤية فتاةِ تبكي .. ! ..
أوقفت سيارتي لهدأ .. حذفت رقم هاتفك ورسائلك من ذاكرةِ هَاتفي المحمول .. كُنت أجفف
دموعي حينما وقعتْ عيناي على لوحةِ إعلنات مُرتَفِعة ومُضاءة ! ..
كان مكتوبا عليها ..
You may go along with the right road, and he may take the left one, but after all, the
.. ! ..two roads could meet at the same point
شعرتُ وكأنها رسالة القدر إلي ياعزيز .. كأنها الشارة ..! .. إشارات القدر التي حدثتني
عنها والتي تؤمن بها .. ! ..
غمرتني السكينة .. شعرتُ وكأن أعصابي تمددت .. وبأن مساماتي الصغيرة تفتحت وعاودت
التنفس .. ! ..
أنعطفت عن الطريق وعدتُ إليك .. وجدتك جالسا على سُلمِ البيت وبيدك قنينة ( البيرة ) .. !
..
ترجلت من سيارتي وجلست بجوارك .. بدون أن تنظر إلي أو أن تنطق بكلمة .. ! ..
سألتك بدون أن ألتفت عليك : كيف نتفاهم .. ؟ ..
أحتويني .. ! ..
وكيف أحتويك .. ؟! ..
أجيب لك كاتلوج تنقلين منه الطريقة .. ؟! ..
ل , بس قول لي كيف .. ؟! ..
جُمانة .. طولي بالك علي .. أرجوك .. ! .. بس طولي بالك .. ! ..
قلت : إن شاء ال .. ! ..
مددت يدك ومسحت بها الكحل المُنساب على خدي .. شفتي وجهك بالمرآية قبل تنزلين من
السيارة .. ؟
ضحكت .. ل .. ! ..
.. ! halloween بدري يابيبي على ال
ضحكت وتشبثت بذارعك .. ! ..
سألتني .. لماذا عُدتِ .. ؟ ..
أممم .. واجهتني إشارة .. ! ..
أي إشارة .. ؟! ..
إحدى إشارات القدر .. ! ..
ابتسمت .. وماذا تقول رسالة القدر هذه المرة .. ؟! ..
تقول بأننا سنلتقي .. ! ..
حبيبتي .. كوني صبورة لنلتقي .. ! ..
سألتك : أنلتقي يوما ياعزيز .. ؟! ..
أجبتني : قدْ نلتقي .. ! ..
كُنت أظن بأن الزرافة أُنثى وبأن ذكر الزرافة ( زراف ) .. ل أذكر سبب طرحِنا لذلك
الموضوع الشيق ! ..
لكني أذكر بأنك ضحكت حتى وددت لو تنشق الرض وتبتلعني .. ! ..
سألتني حينها .. وما اسم ذكر النعامة ؟ .. نعام .. ؟ .. جُمان .. كيف أبتعثتكِ
الوزارة .. ؟! ...
ظللت تُردد هذه الحكاية لسابيعِ .. حمدتُ ال كثيرا عندما نسيتها .. ! ..
كُنت تجلس مع مجموعة من الزملء والزميلت في مطعمِ الجامعة .. مررت للقي عليكم
التحية ..
ضحكت حينما رأيتني .. جُمان .. أخبريهم ما اسم ( زوج ) الزرافة .. ! ..
قلت لك : زرافة .. لماذا .. ؟
صحت فيهم : كذااااابة .. أقسم بال قالت لي زوج الزرافة زراف .. ! ..
ظللت تحلف بأغلظ اليمان ... ! .. قلت لهم : ألم أخبركم أنها مُبتعثة عن طريق
الواسطة .. ؟؟
يحقُ لك أن تَشك بذكائي فإمرأة تُغرم برجُلِ مثلك إمرأة يُشك بالكثير من قُدراتها .. ! ..
سألتك مرة أن كُنت تظن بأني جميلة .. ! ..
قُلت لي .. مادُمتِ حبيبتي .. فلبد من أنك إمرأة جميلة .. جميلةُ جدا .. ! ..
قُلت لك : أتقصد بأني حبيبتك فقط لكوني جميلة .. ؟! ..
قلت بخبث : ل .. أقصد لو لم تكوني حبيبتي لما كُنتِ جميلة .. ! ..
كم أنت مغرور ياعزيز .. ! ..
أُدرك في قرارة نفسي بأنك ل تجدني جذابة ك غيري ممن حولنا .. ! .. في بعضِ الحيان
يهز هذا الحساس ثقتي بنفسي .. ! ..
لكني في أحيان كثيرة ... أُدرك بأني جميلة .. جميلة للغاية .. ! ..
قد ل أكون من النوع المُفضل لديك ... ل أملك المواصفات الخارجية الجذابة لرجال
الخليج .. ! ..
لستُ ببيضاء .. ول بشقراء .. ول ملونة العينين .. ! ..كما تُحب ..
صارحتني مرة .. بأني متواضعة ( الشكل ) لكني روحي جذابة .. تخترق القلوب .. ! ..
أتذكر .. في أحد أنشطة الجامعة .. كُنا نجلس كمجموعة كبيرة .. حينما دخل المُتحدث
الول .. ! .. كان كنديا ..
أشار بيدهِ ناحيتي .. قائلً .. عفوا ماأسمك .. ! ..
وضعتُ يدي على صدري وسألته بدهشة : أنا .. ؟ .. أتقصدني .. ؟
هز رأسه : نعم .. أنتِ .. ماأسمك .. ؟
قلت له : جُمانة ..
سألني : من أين أنتِ ياجُمانة .. ؟ ..
قلت له .. أنا عربية .. من المملكة العربية السعودية .. ! ..
رفع حاجبيه بدهشة : حقا .. غريب ؟ .. ! .. تبدين كنجمات السينما .. ! ..
نظرتُ إليك بنشوة .. كُنت تنظر إليه بضيق .. ! ..
قلت له : شكرا جزيلً .. ! ..
قال لي : أسمعي .. هُناك امتحان لختيار الممثلين ... أتودين أن تجربي .. ؟
أجبته .. ل .. شكرا ل أحب التمثيل ..
أخرج من جيبه بطاقته الخاصة .. فكري .. أنها فرصتك .. ! ..
قلت لك بعدما خرجنا .. شفت الناس الذوق .. ! ..
أجبتني : يستهبل .. ! ..
أشعر وكأنك تحاول أن تُدمر ثقتي بنفسي ياعزيز .. يراودني هذا الشعور كثيرا ..
أظنُ بأنك استطعت أن تفعل بي هذا .. ! ..
-------------------------------------------------------
|