في الصيف الماضي ..
حينما قررت السفر إلى الرياض وقضاء الصيف مع عائلتي ..
حجزت لي مشكورا , لكنك أبيت أن تطير معي لترى أهلك .. ! ..
رجوتك كثيرا لكنك رفضت , غضبت منك ياعزيز ....
لذا لم أودعك وركبت الطائرة وأنا أقاوم دموعي ..
لتفاجئني بالمقعد المجاور لمقعدي .. وعلى وجهك ابتسامة خبيثة .. !! ..
أشرت إلى ساعة يدك : تأخرتِ وآخرتينا , كنا بإنتظارك ؟..
لكزتك بمرفقي وأنا أهمس , مالذي تفعله هُنا ؟
لكزتني , ل تكون طيارة الوالد ! ..
ضحكت على الرغم مني ياعزيز ..
قبلت كفي بحب واحتضنتها بين كفيك القويتين .. خشيت أن ل تعودي ! .. هكذا أضمن أن
تعودي معي ..
سحبت يدي منبهه .. ولد .. أنت على خطوط الوطن ! .. فل تنسى ..
قلت وأنت تربط حزامك , حسنا .. جُمان , عندما نتزوج .. أين سنقضي شهر العسل .. ؟
أممم .. موريشيوس .. ! ..
غمزت : أجميلت هن فتيات موريشيوس .. ؟
مُثيرات ياحبيبي .. ! ..
حسنا , سنقضي شهر عسلنا في موريشيوس ..
ثرثرنا لساعات طوال .. حتى تعبت ونمت على كتفك .. ! ..
كنت نصف نائمة , عندما طلبت من المضيف أن يأتي ب ( لحاف ) لزوجتك ! ..
مست كلمتك شغاف قلبي ياعزيز .. ! ..
ل أدري كم بقيت نائمة .. حتى أيقظتني !
.. حبيبتي .. أستيقظي ... خطر .. خطر .. !! ..
ماذا ؟! ..
على مشارف الوصول ..
? So
بنت ! .. أنتِ على خطوط الوطن ... أتنزلين لرض المطار سافرة ؟
وضعت ( طرحتي ) على رأسي وأكملت نومي على كتفك ..
همست بأذني : جمانة , سنعود قريبا .. كوني مطيعة حتى نعود ! ..
وحينما وصلنا لرض المطار وتفرقنا ..
كانت عيناك معلقتان بي على الرغم من أن حشدُ من أصدقائك مُحيط بك .. !! .. لم تغادر
صالة المطار حتى غادرتها أنا مع عائلتي ! ..
يومها شعرت بالكثير من الدفء ياعزيز ! .. وغرقت في غيبوبة عِشق .. لم أستيقظ منها قط
.. !
ل أدري ماهي أسباب عدائكما الدائم أنت وهيفاء صديقتي الكويتية التي أسكن معها ..
كنا نتناول غداءنا في أحد المطاعم اليطالية , حينما اتصلت داعية اياي على الغداء ..
أخبرتها معتذرة بأنني أتغدى معك .. قالت لي : جوجو .. هذا الرجل ل يستحقك ..! ..
ابعدت الهاتف عن أذني وقلت لك عزيز , هيفاء تقول بأنك ل تستحقني .. !! ..
قلت وأنت تقلب طبق الفوتشيني , قولي لها موتي !! .. أسأليها لماذا ل تموت بالمناسبة ؟؟ ..
كنت أضحك بجذل , وهي تشتمك على الطرف الخر ..
سألتك بعد أن أغلقت , حرام لماذا تكرهها .. ! ..
قلت بعصبية .. لنها غبية .. تغار عليك مني .. غبية .. شاذة .. !! ..
أغلقت فمك بيدي .. عييييييييييب .. !! ..
جمانة , أنتبهي .. هيفاء ستدمر مابيننا .. أقسم بربي أن فعلت لبكيها دما .. !! ..
لن تفعل ! .. ل يستطيع أحد غيرك أن يفعل ..
لكنك ظللت تردد طوال اليوم , غبية .. شاذة .. !! ..
الحب أعمى ياعزيز .. رأت هيفاء فيك مالم أره ! ..
--------------------------------------------------------
-------------
أتذكر تلك العجوز الهندية غريبة الطوار ..
إلهي كم أرعبتنا .. !! ..
كنا نتحدث على قارعة الطريق بعد يوم طويل في الجامعة ..
مرت بقربنا إمرأة في السبعينات من عمرها .. اقتربت منا ما أن سمعتنا نتحدث بالعربية ..
أعربُ أنتم ؟ ..
أجبتها أنت وقد أخذتك العروبة على غير العادة .. نعم عرب ..
من أي العرب ؟
السعودية .. ! ..
نظرت إلي نظرة عميقة أخافتني .. لن أنساها ماحييت ..
مدت أصابع متهالكة .. مسحت بها على شعري ..
كم أنتِ مُتعبة ! ..
نظرت إليك بخوف مُستنجدة .. سألتها أنت بدهشة .. من هي المُتعبة ؟ .. ..
مسكت بيدك .. صديقتك المُتعبة .. تتعبها كثيرا ياولدي .. ! ..
نظرت إلي بارتباك .. شاكيتني حتى للي بالشارع ؟ ..
لم تفهم العجوز .. وقالت لك : صدقني أنت أيضا مُتعب .. لكنك تكابر ! ..
سألتها : مما أنا مُتعب ؟ ..
هي مُتعبة منك .. منك فقط .. وأنت مُتعب من كُل شيء ..
نظرت إلي قائلة : فلتعتني به ! ..
تركتنا ومشت ! ..
كنا نتابعها تبتعد بخوفِ صامت ...
لول مرة أشعر بأنك خائف أكثر مني ..
قلت لك : عبدالعزيز .. من هذه ؟
أجبتني بفزع : إما جنية وإما جنية .. !! .. بيبي .. حطي رجلك ! ..
مسكت يدي وركضنا حوالي الميلين بل توقف .. !! ..
ونمنا يومها ونحن نتحدث على الهاتف من شدةِ الفزع.. !! ..
---------------------------------------------
ولدتُ أنا في السادس من يونيو في منتصف الثمانينات .. وولدت أنت في الثامن من أبريل في
منتصف السبعينات .. كُلنا مُنتصِفان ..
مؤمنة أنا بأن جميع مواليد أبريل كاذبون .. ! .. ولقد كُنت تكذب علي كثيرا ياعزيز ..
كاذبُ أنت كأبريل , مُزهرُ أنت كربيعه .. ! ..
أيجتمع خريفُ الكذب وربيع الفصل معا .. ! ..
صدقني فيك اجتمعا .. لطالما كُنت ربيعي ياعزيز.. وكذبة عمري التي صدقتها طويلً ,
وأحببت العيش فيها ! ..
لطالما كان الكذب بنظري شديد السواد , لكنك كُنت تزهي كذبك بألوانِ لم أعرفها مع سواك ..
.. !
كُنت تتباهى دائما بأني ( فراشتُك ) لكنك كُنت كالعنكبوت ياعزيز , نسجت وخلل سنواتنا معا
خيوط متينة من حولي ..
لم تتمكن الفراشة من انتشال نفسها من بين خيوطك المُتشابكة ! ..
أأخبرتك مُسبقا بأن أكاذيبك ساذجة .. ؟! .. أتدرك كم هي مُضحكة أعذارك ..؟
أترى فيني إمرأة غبية .. تنطلي عليها أكاذيب رجُل ينبضُ قلبه في صدرها .. ويحتضر قلبها
بين أضلعه التي ضاقت على فؤادِ يخفق له وحده ! ! ..
لستُ بغبية ياعزيز .. أنا ضعيفة .. ضعيفةُ للغاية ! .. ضعيفة لدرجة أن أرتضي تصديق
كذبك .. ! ..
حينما كُنت تقضي ساعات الليل بطولها على الهاتف مع ( أخوتك ) في الرياض .. كنتُ
أحاول تصديقك في كل ليلة ..
كُنت أدرك بأنك كاذب .. لكني حاولت من أجلك أن أتفهم ! ..
أتدري ياعزيز ..
في كل مرة كُنت تردد على مسامعي ( كوني متفهمة , أنتِ ل تتفهمين ) ,, أدرك بأن أنثى
جديدة دخلت بيننا ! ..
وإن كُنت تعود لي في كل مرة نادما ..
كوني متفهمة في قاموسك تعني أنك تخون وبأني لبد من أن أكون غبية أو أن أتجاهل !! ..
في إحدى شجارتنا صرخت في وجهي : جمانة أسمعي .. أنا رجُل لعوب .. أشرب وأعربد
وأعاشر النساء .. لكني أعود إليك في كل مرة .. !! ..
جمانة هذا أنا .. ! .. عرفتكِ في الثلثين من عمري .. فات وقت التغيير ياجمانة .. ل
أستطيع أن أتغير .. أٌحبكِ أنتِ .. أرغب بكِ أنتِ .. لكني ل أتغير
ولم تتغير .. ! ..
أتُصدق بأن أقسى خياناتك لي كانت حينما أخطأت باسمي !! .. ناديتني مرة باسم إمرأة آخرى
..
قد ل تكون اللحظة البشع لكنها كانت موجعة للغاية ياعزيز .. !! ..
ماأصعب أن تنادي إمرأة بإسم آخرى على الرغم من أنها تكاد أن تُنادي كل رجال الدنيا
باسمك ..
أتدري مالكثر إيلما ..؟ .. إنكارك لهذا .. !! .. ماأسهل إنكارك يارجل .. تُنكر كل شيء
ببساطة .. وكأن شيئا لم يَكُن .. !! ..
دائما أنت ( لم تفعل ) ودائما أنا ( أفتعل ) المشاكل ..
صرخت بوجهك لحظتها : أتُحاول أن تُشككني بعقلي .. ؟ ..
أجبتني : وهل أنتِ عاقلة حتى أشكك بعقلك .. ؟؟ .. أنتِ مجنونة .. مجنونة خااام ..
قلت لك مرة , أنت تُنهكني .. أشعر وكأنني في مَخاضِ طويل .. !! ..
أجبتني واثقا : يأبى رحمكِ أن يلفظني ياجُمان .. فل تحاولي ..
أتقتلني يوما ياعزيز ؟! .. أأموت متعسرة في ولدتي بك .. أم أموت مُتسممة برجل
يسكنني .. يرفض وجوده جسدي ول قدرة له على لفظهِ ؟ ..
كم أود انتزاعك ياعزيز من أحشائي ! ..
كنا نلعب الشطرنج في بيتك حينما سألتني : جمانة .. أتدرين مالفرق بين حُبي لك وحُبكِ
لي .. ؟
أيوه !
أنا أحب كل مافيك .. أحبكِ كثيرا عندما تضحكين .. أحبك حينما ترفعين أحد حاجبيكِ شكا ..
؟ وتعقدينهما غضبا .. أتعرفين أنهما يصبحان كرقم 88
حقا ؟ .. معلومة سخيفة .. ! ..
أما أنتِ .. فتحبيني وتكرهين كل مافيني .. ! .. تُشعريني دائما بأنكِ متورطة بي
ياجمانة .. !! ..
أنا متورطة بك بالفعل .. ! ..
ابتسمت : أسمعي .. دعكِ من هذا الن .. إن فزتِ في اللعبة سألتزم بكل ما تقولين شهر
كامل ..
سألتك : وإن فزت أنت .. ؟ ..
.. Kiss لمعت عيناك : سأحظى ب
هذا اللي ناقص .. ! ..
قلت بالنجليزية موجها حديثك لروبرت الجالس أمام التلفاز
بوب , أتصدق بأنني مُغرم بها منذ 4 سنوات ولم أقبلها قط .. ؟
.. i'm proud of you : قال لي بوب
ضحكنا معا .. قلت له : هي تدعي بأني أشككها بعقلها .. وأنا أؤكد لك بأنها تشككني
برجولتي .. ! ..
قال بوب : دعكِ منه ياصغيرة .. صديقكِ هذا مُحتال .. فاحذري ..
قلت لي يوما ..ل تصدقي شاعرا أبدا .. كل الشعراء كاذبون , بيئة الشعراء قذرةُ للغاية ..
المُضحك في المر .. أنك شاعر وكاتب .. !! ..
لكنك ل تُناقش معي هذا .. تتجنب دوما مناقشة مقالتك معي .. أو أن تقرأ لي قصيدة ..
ل أقرأ لك إل من خلل العلم ..وتعلل هذا بأنه أمرُ يُحرجك .. ! ..
نشرت قبل أشهر مقالة عن أخلقيات المغتربين وعن ضرورة تحصين المُبتعث دينيا وأخلقيا
قبل السفر ! ..
أضحكتني يارجُل ! ..
-------------------------------------------------
كنا مُتخاصمين عندما اتصلت بي باتي : ..
جمانة , ماأكثر مشاكل صديقك .. ! .. نحن بالمستشفى ..
مالذي فعله هذه المرة ؟
تبرع بغسل أرضية المطبخ بالصابون ووقع وأنكسرت رجله .. !
ارتفع صوتك بجانبها : قولي لها أني سأموت وهي السبب ! ..
قلت لباتي : باتي .. أبلغيه سلمي .. لن أتمكن من الحضور ..
أجابتني بضجر : إلهي ماأسخفكم .. ! .. إلى اللقاء ..
اتصلت بي : هيه .. ل يربط ساقي بفخذي سوى بنطالي , ألن تأتي .. ؟
ل .. لن أأتي ..
تعالي و أشمتي , ل يفوتك المنظر .. ! ..
كل .. ! ..
.. ! Common
ل ..
سأموت .. ! ..
أمثالك ل يموتون ..
حسنا , تعالي لتوقعي على جبيرتي .. لبد أن تُدشني حفل التوقيع ! ..
ل ..
تعالي قبل أن أُعصب ! ..
وجئتك .. !! .. بعد أن قاموا بتجبير رجلك .. كُنت مُتألما ..
يابنت اللذينَ ! .. كله منك .. دعيتِ علي ؟
أرأيت .. ؟ .. أول الغيث قطرة ..
قولي أول الغيث كَسرة .. ! ..
كُن رجلً معي ولن يُكسر فيك شيء .. !! ..
كيف أكون رجُلً وأنتِ تحرميني من مُمارسة رجولتي .. ! ..
قلة أدب ! ..
المعذرة .. آثار المهديء ..
مسكت يدي بيدك ووضعتها على جبينك .. قولي أنا آسفة .. ! ..
أنت من يخطيء وأنا من يعتذر . .؟
أنا مكسور .. ! ..
وأنا مكسورة الخَاطر .. ! ..
أأنادي الطبيب ( ليجبر ) خاطرك بجبيرة وردية ؟ .. لديهم كل اللوان .. ! ..
أأُسميها خِفة ظل ؟
تقريبا .. قولي أنا آسفة ..
أنا آسفة .. ! ..
قبلت كفي .. سامحتك .. !! .. أتدرين بأني لم أصرخ .. ؟
حقا .. ؟
ولم أبكي .. ! ..
بطل .. ! ..
طارت رجلي ولم أتأوه حتى .. ! ..
مسحت على شعرك .. فخورة أنا بك .. ! .. فابتسمت بفرح ..
قلت لك : أتدري ياعزيز .. أحيانا أرى في عينيك طفولة بريئة .. ل تتناسب مع طبيعتك .. !
أنا ( أنقط ) براءة حبيبتي , لكنك تظلميني ! .. كُل شيء عزيز .. كُل شيء عزيز .. !! ..
ضحكت وضحكت أنت ...
جُمان , ضحكتكِ جميلة .. خففي من ال 88 .. ودعيني أعيش حياتي .. كلها ثمان , تسع ,
عشر سنوات .. وسأنضج ! ..
ومن سينتظرك ..؟ ..
أنتِ .. وش وراك ؟ ..
ضربتك مع كتِفك ..
مارأيكِ أن تكسري كتفي أيضا .. ؟ ..
ليتني أفعل ياعزيز .. بودي لو أفعل ... !! ..
--------------------------------------------------------
-------
|