عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2013   #6


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (12:16 PM)
آبدآعاتي » 715,430
الاعجابات المتلقاة » 1176
الاعجابات المُرسلة » 476
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي







استيقظت ذات يوم على صوت حفيدتي أمل أكبر بنات ابني بندر البالغة من العمر خمس سنوات : جدتي .. جدتي .. أين رشا .. هل اختبأت في غرفتك.

قلت لها : الله يهديك يا ابنتي .. ألا ترين أني نائمة بالله عليك أين ستختبئ أختك في غرفة صغيرة كهذه ؟

ضحكت وقال: لعلها اختبأت في صندوقك هذا.

وقفت وأنا أضحك : وهل هي فأر حتى تختبئ في صندوق كهذا الصندوق.

فأتى صوت ضحك من الصندوق.. كانت صوت رشا البالغة من العمر أربع سنوات .. وبسرعة فتحت الصندوق وقلت: بسم الله ماذا تفعلين أيتها الشقية.. متى وكيف دخلتي دون أن أشعر.

فقالت بكل شقاوة: أنت لا تشعرين بمن حولك حينما تنامين..

فقلت لها : سأريك أيتها الشقية ؟

ركضت باتجاه الباب وقالت: إن ضربتني لن أقول لك أين مها.

قلت : مها أيضا مختبئة في غرفتي .. أين تحت السرير.

فقالت أمل: جدتي ستلعب معنا لعبة الاختباء.

صرخت : كلا لن ألعب .. هيا أخبريني أين مها.

خرجت مها من خلف الستارة وقالت: مها هنا..

حملت مها البالغة من العمر سنتين وقلت : أيها الأشقياء أين أمكم؟

حملتهم على كتفي وقلت : أحلام أين أنت .. هل رأيت ماذا فعل بناتك الأشقياء.

فتحت أحلام الباب .. كانت بالكاد تسير فقد كانت حامل بالشهر التاسع .. كان شعرها مبلل .. نظرت إليهم وقالت: لماذا تزعجون جدتكم يا بنات.. هيا تعالوا إلى هنا.

نظرت إليها وقلت: أحلام .. لما لم تجففي شعرك.. الجو بارد يا ابنتي ستمرضين وأنت حامل.

ضحكت وقالت : لا تقلقي .. لا أشعر بالبرد .. الجو حار.

قلت لها معاتبة : لا تنسي يا ابنتي أنك حامل والحامل من السهل أن تمرض ومن الصعب أن تشفى ...

ضحكت وقالت : لا تقلقي هذه عادتي طوال فترة حملي أن أخرج وشعري مبلل لقد كسبت مناعة يا أمي.

قلت لها بغضب : يا لك من امرأة عنيدة .. ستمرضين وسترين.

ولقد حصل ما قلته فلقد أصيبت اليوم التالي بانفلونزا .. قلقت عليها كثيرا لأنها حامل والحامل تتعب بسرعة .. نقلها ابني إلى المستشفى وقرر الطبيب بضرورة بقائها في المستشفى حفاظا على حياتها وعلى حياة الجنين لكننا لم ندرك أن المستشفى هي السبب في هلاكها وهلاك طفلها إلا بعد فوات الأوان.

لم تكن تعاني من شيء سوى الانفلونزا .. لقد زرتها بعد يوم من إدخالها وعاتبتها : أولم أحذرك من الهواء البارد.. انظري إلى ماذا وصلت.

ضحكت وقالت: أنا لست متعبة .. لا أعلم لماذا أحضرني بندر إلى مستشفى خاص .. الانفلونزا لا تستدعي التنويم .. فالأدوية وحدها تكفي ثم من سيعتني بأطفالي.

قلت لها معاتبة : من سيعتني بأطفالك؟!.. وأنا أين ذهبت سأضعهم في عيني .. ثم هل نسيتي أنك حامل والحامل عليها أن لا تستخدم الأدوية بقدر المستطاع .

قالت متأففة : أمي.. انظري إلي هل يبدو الموضوع مريعا.. آه أين أنت يا بندر أريد أن أخرج.

أمسكت بيدها وقلت : هداك الله يا ابنتي .. أنا أعلم أن الأمر ليس بخطير لكن لما كل هذا الكبرياء .. أنت مريضة وعليك أن ترتاحي.

وفي هذه اللحظة طرق الباب كانت زوجة إبراهيم وبرفقتها زوجة صالح ومساعد تحمدوا لها السلام ثم انطلقوا يتحدثون في مواضيع كثيرة عن كل شيء.. كنت أنظر إليها كانت تتحدث بكل نشاط وحيوية لدرجة أن من يراها لا يصدق أنها مريضة .. انتهى وقت الزيارة وأنا نضحك ومعها وفي أخر حديثنا قالت : أراكم في الغد.

لكن أي غد كان ينتظرها.. ففي صباح اليوم التالي أتى طبيب من من جنسية أخرى وحقنها ابرة في الوريد .. قال بأنها ستذهب عنها المرض لكنها لم تكن المرض بل كانت الموت .. أتينا في وقت الزيارة لم نجدها في سريرها .. سألنا الممرضة عنها فأجابت : لقد تدهورت حالتها هذا الصباح لذلك نقلناها إلى العناية الفائقة.

كادت قلوبنا أن تقف وكادت قدمى ابني بندر أن تشل .. وارتفعت أيادينا إلى السماء طالبين من الرب إغاثتنا.. انتكست حالتها وتدهورت تدهور شديد لقد سممت الابرة دمها وقتلت طفلها فلقد ولدت طفل ميت أما هي فبقيت ساعات تصارع الموت لم يقوى بندر على المكوث أكثر وذهب إلى البيت ليحضن بناته الثلاث منتظرا اتصالنا لنقول له أن الأمور مضت عل خير لكن ذلك لم يحصل .. ففي منتصف الليل .. كنا جميعا هناك إلا بندر ننتظر الفرج وفجأة توقف قلبها وأتى الأطباء من كل مكان في المستشفى هلعين وحاولوا انعاشها .. صرخت وصرخت هل ماتت هل ماتت لا تقولوا أنها ماتت أرجوكم ساعدوها.. وفجأة أفاقت من الإنعاش وصرخت صرخة من سمعها لا يصدق أنه صرخة محتضر لقد صرخت وقالت: بناتي .. صالح .. إبراهيم .. مساعد .. بندر .. أمي .. بناتي.. بناتي....

بعدها فارقت الحياة.. اتصلنا على بندر .. كان جالسا أمام الهاتف متأملا منا أن نقول أي شيء سوى ما سمعه لكننا قلناه وانهار بالكامل..

بعد وفاة أحلام لم يكن هنالك من يربي بنات ابني الأيتام سواي .. يا لهذا الزمن جعلتني أعيش يتيمة وأربي أيتام وها أنا اليوم أربي بنات ابني الأيتام الذين فقدوا أمهم .. هنا ابتدأ دوري من جديد في التربية والسهر والعناية والاهتمام.. ربيتهم على الأدب والأخلاق .. حاولت بكل ما استطعت من قوة أن لا اجعلهم يشعرون برحيل أمهم بقدر ما أستطيع .. لم أبالي بكبر سني .. قررت أن أربيهم بكل ما ملكت من قوة .. سأحميهم حتى من ظلهم .. تماما كما حميت والدهم ..
اليوم جنيت ثمار جهدي حينما أراهم في كل صباح يقبلون جبيني حتى أرضى عنهم وأنا راضية عنهم.






سألتني زينب زوجة إبراهيم إن كنت أرغب في مرافقتها إلى الأحساء لزيارة الأهل .. وافقت على الفور فرغم كل شيء يبقون أهلي .. وحينما وصلنا طلبت من إبراهيم أن يذهب بي إلى بيوت أخوتي لأزورهم .. كانت بيوتهم متشابهة الأبواب قديمة وقد نقش الصدأ ما استطاع من نقوش على تلك الأبواب الحديدية العتيقة .. دخلت بيوتهم الأثاث بالي وبالكاد يفي بالغرض .. الأثاث هو نفسه لم يتغير منذ عشرات السنين .. لقد لعب القدر لعبته .. لقد قلب الآية .. لقد أصبحت أمامهم ملكة بعد أن كان الخدم يرثون لحالي ..

دخلت بيت أخي ناصر ورحب بي هو مع أبناءه كانوا لطفاء معي لأبعد الحدود حتى زوجته كذلك وبعدها أتت زوجة عبداللطيف وسند.. اقتربت مني زوجة أخي عبداللطيف وقالت: سارة كم اشتقنا إليك .. آه لو تعلمين كم نحبك.

ابتسمت لها.. نعم أعلم كم تحبوني علمت ذلك منذ قديم الأزل.. نظرت إليها وقلت ببرود : وأنا كذلك.

أشارت لابنها أن يقبل رأسي وقالت : هذا ابني علي هل رأيتي كم كبر يا سارة .. لكن المسكين قليل الحظ .. لم يحصل على معدل يؤهله لدخول الجامعة .. لذلك فكرنا في أن نجعله يدخل الكلية العسكرية ...

انتظرتها لتكمل لكنها تكمل وكأنها تقول أنت تعرفين البقية.. لكنني لم أنبس بكلمة .. كنت أريدها أن تطلب مني ما تريده حرفيا لأشفي جروحي .. حينما رأت سكوتي احمر وجهها وقالت بصوت منخفض : هل لك أن تسألي ابنك إبراهيم إن كان بإمكانه مساعدة ابني ليدخل الكلية العسكرية ..

ابتسمت وقلت : سأساله لك وإن شاء الله سيساعده.

رفعت يدها وقالت : أسأل الله أن يطيل عمرك وعمره..

نظرت إلى يدها.. تلك اليد التي لطالما رفعت لتصفع ابني إبراهيم على ظهره هي الآن تترفع لتدعو له.. هذه المرأة التي كنت أترجاها لتبقي لأبنائي قليل من اللحم حتى لا يقهرهم الجوع هي الآن تترجاني لأنقذ ابنها من عالم البطالة .. كنت أعلم بأن الآية ستنقلب .. أخيرا جنيت ثمار تعبي..

سألتهم عن دورة المياه وفور خروجي وجدت زوجة أخي ناصر .. اقتربت مني وقالت : أختي سارة هل لي أن أتحدث معك على انفراد..

ابتسمت وقلت : طبعا.

أمسكت بيدي وقالت بصوت منخفض : ابني منصور لقد تخرج من كلية التقنية ولم يجد عملا إلا في الرياض وبراتب ضعيف فهل لك أن تتحدثين مع ابنك مساعد ليجعله يعمل في شركته أو في إحدى شركات النفط ليكون قريبا مني .. كما انني سمعت أن الأشخاص الذين يعملون هناك يقبضون أجورا باهضة.

أومأت برأسي وقلت : حسنا سأسأله.

أمسكت بيدي بقوة وقالت : أرجوك يا سارة لا تنسيه فهو بحاجة للوظيفة حتى يتزوج وأنا أعلم أن ابنك قادر على مساعدته فهو من أهم الشخصيات في الجبيل كما يقول زوج ابنتي.

ابتسمت وقلت: أعلم ذلك.. اطمئني ستجدين ما يسرك ويسر ابنك.

قبلت رأسي ثم حضنتني وقالت: لن أنسى هذا المعروف.

ذكرت ذلك اليوم حينما كان مساعد يلعب مع ابنها لعبة الأباء وهي بأن يتخيل كل واحد منهم أنه رجل ويضع له وظيفة .. سأل مساعد ابنها : ماذا تريد أن تكون.

كنت أراقبهما من نافذة المطبخ وكانت زوجة أخي ناصر تصب الماء في الجرة أجاب ابنها : أريد أن أكون أكبر تجار المواشي حتى أكل اللحم إلى أن أشبع وأنت ماذا تريد أن تكون؟

أجاب وهو يبتسم : أريد أن أصبح مدير شركة هذا بعد أن أكون قد أكملت دراستي بالخارج .

قالت زوجة ناصر بسخرية : لن تكون أكثر من عامل يساعد ابني في بيع المواشي .. أيها الفاشل يا لطموحك لا تريد أن تعمل في شركة بل تريد أن تصبح مديرها.. يا فالح هذه الوظيفة المحترمة لابد أن يكون صاحبها غني وليس فقير لا يملك سوى الثوب الذي يلبسه وقلم رصاص مكسور .. هههههه.

نظر إلي بأسى .. اقتربت منه وحضنته وقلت : ستكون كذلك يا بني وسيأتي يوم وسيطلبون مساعدتك.. عدني أن تكون كذلك.

نظر إلي بعزيمة وقال: أعدك يا أمي.

أخيرا حقق ابني حلمي وحلمه .. لم أكن أعتقد أن أحلامنا ستتحقق بل كنت متأكدة فمن عاش مثل حياتنا وتألم كألمنا سيحقق أحلامه حتى لو كان الثمن حياته.

جلست في المجلس من جديد.. ورأيت بنات أخوتي يقرأون الجريدة بكل اهتمام .. نظرت إليهم وقلت : ماذا يشغلكم يا بنات.

أجابت فاطمة حفيدة أخي ناصر : نقرأ المقال الذي كتبه ابنك بندر.. أنه كاتب رائع يا عمتي .

أخذت أختها الجريدة وقالت : وهو رئيس القسم الرياضي كذلك..

أكملت الآخرى : آه صحيح وسمعنا أنه برع كذلك في التجارة .. تقول لي صديقتي التي تسكن في الخبر أن المطاعم التي يملكها ابنك تعتبر من أفضل وأرقى المطاعم في الخبر.

ابتسمت وقلت : ويعمل كذلك في البلدية .. أنه رجل نشيط لا يعرف الكسل وأحلامه لا تنتهي.

نظرت إلى زوجة أخي عبداللطيف وأنا ابتسم فلطالما نعتته بالبليد وعديم الفائدة ولطالما قالت أنه لا يصلح لشيء لقد كذبت الأيام ما قالته..لقد عجز أبناءها أن يصلوا لربع ما وصل إليه ابني..

وماهي إلا لحظات حتى أتت زوجة أخي ناصر ودعتني على الغداء .. وقف الآطفال ليتناولوا الغداء.. فصرخت زوجة أخي عبداللطيف : عيب عليكم يا أطفال .. الضيوف أولا..

ابتسمت وقلت : بل نحن سويا .. أليس كذلك يا أولاد هيا بنا..

لقد علمتني الدنيا أن لا أفرق بين الصغير والكبير .. بين القوي والضعيف .. بين الغني والفقير.. الكل بحاجة إلى الطعام.. تناولت الطعام وتحدثت معهم في مواضيع مختلفة .. بعدها أتاني اتصال من ابني إبراهيم يخبرني أنه ينتظرني في الخارج.. ارتديت عباءتي وودعت أهلي بعد أن غسلت كل أحقاد الماضي فما أريده قد حصل .. أجل سامحتهم ورميت الماضي خلفي .. لايهم ماذا حصل في ذلك الوقت المهم ما رأيته يحصل أمامي اليوم.
ركبت السيارة وسلمت على ابني وزوجته .. سألني ابني إبراهيم : هل تريدين شيء قبل الذهاب إلى الخبر؟

نظرت إليه وقلت : أجل .. هنالك شيء أريده قبل الذهاب إلى الخبر.

التفت إلي وقال : وماهو يا أماه .. أوه صحيح لابد أنك لم تتناولي الغداء .. حسنا سأمر على أفضل المطاعم...

قاطعته : لقد تناولت غدائي يا بني .. ما أريده هو زيارة أختك.

قال بتعجب: أختي؟!..

قلت بحزم: أجل أختك هاجر.. أريد أن أزورها وأعرف ماذا حل بها بعد هذا الوقت الطويل.

قال بسخرية: أنها بخير يا أمي.. أنا واثق أنها لن تستقبلنا تماما كالماضي.

قلت بكل ثقة : بل ستستقبلنا .. هاجر لم تعد شابة كالسابق أنها جدة الآن وبالكاد تقف على رجليها .. أنا واثقة أنها ستفرح بقدومنا.

ضحك إبراهيم وقال : يا لثقتك .. أمري لله سنزورها.

وصح ما قلته فلقد استقبلتنا هاجر مع ابنتها وحفيداتها.. كان بيتها هادئ وصغير..نظرت حولي ولم أصدق .. لقد كانت ثرية في ذلك الوقت بعد أن سرقت هي و زوجها ما أملك فما الذي حصل .. نظرت إلى ثيابها لم تكن هاجر الذي عرفتها منذ سنين لقد تغيرت كثيرا وكبرت أكثر وثقل سمعها حتى أصبح على من يحدثها أن يصرخ حتى تسمع ما يقول .. يا إلهي أين ذهبت تلك الأموال التي سرقوها .. كيف ذهبت في مهب الريح .. بالطبع الجواب الحقيقي هو مال الحرام لا يدوم .. لقد قهروا في يوم من الأيام يتيم ونهروني حينما سألتهم أن يعطوني ولا أذكر أنهم في يوم شكروا الرب على هذا الخير لأنهم أخذوه بالحيله .. نظرت إلى هاجر وقلت : ماذا فعلت بك الأيام يا هاجر .. ماذا حصل؟

تحدثت والدموع تملأ عينها : الأيام وقفت ضدنا يا زوجة أبي.. كلما دخلنا في مشروع خسرنا .. وكلما عقدنا صفقة خسرنا .. كانت الخسارة ترافقنا حتى في أحلامنا لقد خسرنا إلى حد أننا اكتفينا بما تبقى لنا من الأموال وتركنا التجارة .. أصبح دخلنا الوحيد هو المال الذي نقبضه من تأجير دكاكين أبي الصغيرة التي كتبها باسمي قبل أن يموت .. لم يحتمل عبدالعزيز الصدمة وظل في المنزل لا يفارقه إلى أن أخذ الله أمانته .. بالمناسبة كيف حال أخي صالح .. ماذا حصل له بعد أن ترك دراسته ليصرف عليكم .

ابتسمت وقلت : لقد عمل في الجوزات لسنين ثم تركها وعمل في شركة كبيرة بالخبر وهو الآن يعتبر من أهم الموظفين هناك.

ابتسمت وأنا أرى الألم في عينيها وقالت : ما شاء الله .. اللهم بارك له.. لقد ظلمته كثيرا.. كنت أمزق كتبه حينما أراه يدرس أتمنى أن يسامحني وأتمنى أن تسامحيني على ما فعلته بك يا زوجة أبي.

وضعت يدي على يدها وقلت : أنا اليوم لا أفكر بالماضي فالماضي مجرد ذكرى مريرة وانتهت .. اليوم أنا لا أفكر في شيء سوى في أولادي وأحفادهم ..

ابتسمت وقالت : كم أنت طيبة وقوية يا سارة.. كنت أعتقد أنك أتيتي لتشمتي بي.

قلت وأنا أشرب الشاي : أنا لا أشمت في أحد .. لكنني أردت أن ألقي نظرة على الماضي .. فقط لا غير لأقدر عظمة الرب وجزيل نعمه التي أنعمها علي ... كنت أعلم ومتأكدة أنه سيعطيني حتى أرضى في كل مرة أقرأ الآية ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) كانت تزيدني هذه الآية صبرا وأملا وإيمانا.

خرجت من عند هاجر وقد أغلقت قصتي القديمة ورميتها خلفي لأنني وجدت الحاضر أجمل .. صحيح أنني تعبت لكن نهاية قصتي أعجبتني فبوجود أبناءي وأحفادهم حولي أعيش بسعادة إلى الأبد ..



الجدة: آمل أن تكون قصتي أعجبتك يا بني .. لا أدري إن كانت تصلح أن تكتبها قصة يا خالد.

ضحك خالد وقال: لا تصلح؟!.. أنها أروع قصة سمعتها في حياتي .. أنها قصة حقيقة تنتهي بالعدل الالهي .

ابتسمت الجدة وقالت: وهل تعتقد أن الناس سيصدقون أنها قصة حقيقية؟

اقترب خالد من الجدة وقال : لا يهم إن صدقوني أم لم يصدقوني .. المهم أنني استمتعت في سماعها وأنا متأكد بأن هنالك من سيستمتع في قراءتها يا جدتي.

نظرت الجدة إلى خالد وقالت: لكن قصتي ليست أروع قصة كتبتها..

قاطعها خالد: لا يهم يكفي أنها في نظري الأروع .. لأنها ليست من نسج الخيال بل حقيقة والآن يا جدتي هل تسمحي لي بنشرها.

ابتسمت وقال : أجل .. وفقك الله .. آمل أن تعجب قرائك يا بني .


النهايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــهـ


 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس