مـــــــــــــــــــــن تعــــــــــــــب الـــــــــــى تــــــــــعب
جاء علي بعد صلاة العشاء مباشرة ومعه الشيخ الذي سيتولى عقد القران واثنين من أصدقاءه التجار ليشهدوا على الزواج ..استقبلهم أخوتي في المجلس وقاموا بتضييفهم على أكمل وجه..وماهي إلا دقائق حتى أصبحت زوجته.
بعد عقد القران مباشرة أتى والدي وهو في قمة الفرح وبيده ظرف مملتئ بالنقود..علمت أنه مهري ..ثم ضرب بيده على الظرف وابتسم لزوجته ثم اقترب منها ووضع الظرف في يدها ثم قال بصوت خافت : لي النصف ولك النصف.
ضحكت ثم نظرت إلي..كنت أحدق بها بحنق فقالت لتغير محور الحديث: هل أنت مستعدة يا سارة .. آه يا لسعادة حظك.
ابتسمت بكل مرارة وقلت : نعم كم أنا سعيدة الحظ لتحلي أنت مكان أمي وليكون ذلك العجوز زوجي.
لم يعلق أبي على ما قلت ..فقط خرج من الغرفة وقال: هيا ارتدي عباءتك زوجك ينتظرك.
ارتديت عباءتي وأنا أرتجف ..أول ليلة أنام فيها بعيدة عن بيتي وعن أخوتي .. يا ترى ماذا ستخبئ لي أيها الغد.
بعد أن انتقلت إلى بيت زوجي علي ..كنت أتوقع أنني
تخلصت من التعب ومن زوجة والدي ..خيل لي بأنه سيكون لي مجموعة من الخدم يعلمون على خدمتي. لكنني تفاجئت إذ أن بعد ليلة من زفافي استيقظت على صوت صراخ عالي..التفت حولي لأسأل زوجي عن هذه الجلبة لكنني لم أجده..اقتربت من باب غرفتي ووضعت أذني على الباب لأسمع ما يدور في الخارج .. لقد كان الصراخ صراخ
ضرتي مريم..كانت تصرخ على علي وتقول: تزوجت علي بعد هذا العمر يا علي..اسمعني جيدا إما أن تطلقني أو أن تطرد هذه المرأة من بيتي
صرخ علي: اصمتي يا امرأة وتحدثي بصوت منخفض حتى لا تسمعنا فهي لا زالت عروس.
فقالت باستهزاء وسخرية :عروس هذه الطفلة عروس ؟!..لا تجعلني أزداد غضبا .. ألم تنظر إلى شعرك الأبيض في المرآة يا عريس.
ضغط على يدها بقوة وقال: كفاك سخرية يا امرأة.. حكمي عقلك أنها فتاة صغيرة حتى أنها اصغر من هاجر..فكوني رحيمة معها و أعطفي عليها.
وضعت عينيها في عيني علي وقالت :مادمت تعلم أيها العجوز بأنها أصغر من بناتك فلما تزوجتها..هل تزوجتها لتربيها..
نظر علي إليها بغضب وأشار بيده إليها وقال: لقد تجاوزت حدودك يا امرأه..هل نسيتي من أنا..أنا علي كبير التجار.
تأففت ثم أدارت ظهرها له وقالت : حسنا أنا موافقة ولكن بشرط .
وضع علي يده على خصره وقال: وما هو؟
فقالت : كما تعرف أنا كبرت بالسن ولم أعد أقوى على القيام بأمور المنزل ..فما دامت زوجتك فلتقم هي بأمور المنزل من الغد بدلا مني .
تعجب علي وقال: يا لك من امرأه..حسنا لك ذلك لكن ليس الآن اصبري على الأقل شهر فهي لازالت عروس .
صرخت : كلا بل تبدأ من الغد .. ثم أن هناك الخدم سيساعدونها .. أنا لم طلبا تعجيزيا كل ما طلبته أن تعمل بالمنزل حالها حال أي امرأه فما رأيك أيها الشيخ المتشبب.
سكت للحظة وقال: حسنا.. لك ذلك .
ودون أن تستأذن اتجهت إلى غرفتي وقالت :اذا سأخبرها بنفسي.
كنت واقفة خلف الباب فتحت الباب ووجدتني خلفه فقالت باستهزاء: أووه أنت هنا يا صغيرتي ... ألم تتعلمي في بيت أهلك أن التنصت على الناس من العادات السيئة.
نظرت إليها وقلت : أعتقد أن صراخك العالي الذي وصل لبيت الجيران من السهل أن يصل لغرفتي ..لا داعي بأن تعيدي ما قلتيه فلقد سمعت .
نظرت إلي وقالت: أجل لا داعي لأن أن أعيد ما قلت يا منيرة .
ابتسمت وقلت: اسمي سارة.
ضحكت بسخرية وقالت : اعذريني يا ابنتي لكنك تشبهين خادمتنا منيرة.
ابتسمت ابتسامة ثابته وقلت : لا داعي للاعتذار كلنا أبناء آدم يا جدتي..أوه عذرا فأنت تشبهين جدتي.
ابتسم علي ثم رحل..أما هي فنظرت إلي بغضب وقالت: جدتك؟!..أقسم بالله بأنني سأجعلك تندمين أيتها الطفلة .
أدارت ظهرها ثم سارت بغضب .. وقبل أن أدخل غرفتي..وجدت امرأة تبتسم في وجهي .. كانت منيرة عرفتها دون أن تعرف عن نفسها فثيابها ورائحة الطبخ كانت كفيلة أن تثبت من هي .. بادلتها الابتسامة وقلت : أنت منيرة أليس كذلك؟
ابتسمت وقالت: أجل أنا منيرة من المؤكد أنك تعرفتي علي من رائحة ملا...
وقبل أن تكمل سعلت سعال حاد وقالت : اللعنه على هذا السعال .. لقد تعبت منه مضت أشهر وأنا على هذا الحال.. السعال مزق شرايين صدري.
اقتربت منها ووضعت يدي على كتفها وقلت : هل انت مريضة؟
ابتسمت وهي تضع يدها على صدرها متألمة : لا تقلقي يا سيدتي ....أنا بخير اطمئني ولا تشغلي بالك يا عروس سأتولى أنا أمور المنزل لا داعي لأن تجهدي نفسك فقط تفرجي علي وأنا أطبخ .. لا تقلقي لن تكتشف السيدة مريم ذلك فهي امرأة كبيرة وبالكاد تخرج من غرفتها..
ابتسمت وقلت : شكرا لك يا منيرة.
دخلت غرفتي وحملت القمامة ثم قالت : لا داعي للشكر فانت سيدة هذا المنزل تماما مثل....
ثم عادت للسعال من جديد .. أمسكت بكتفها وقلت : اهدئي هل أحضر لك كأس من الماء؟.. ويلي لماذا لم يعرضوك على الطبيب حتى يحل مشكتلك.
ضحكت وقالت: الطبيب..أنا مجرد خادمة يا سيدتي ولا أحد يهتم بأمري الكل يعتقد أنني أتهرب من العمل ..
قلت في غضب : أشهر وأنت على هذه الحال ويقولون أنك تتهربين من العمل .. كان الله في عونك.
ابتسمت وهي ترتب فراشي : ماذا أفعل يا سيدتي ..فكما تعلمين أنا محتاجه للمال.
أخذت الفراش من يدها وقلت : دعي ما بيدك أنا سأرتبه.
أمسكت بيدي بقوة وقالت: كلا لن تفعلي ..هذا عمل...
سعلت بعدها سعال حاد ممزوج بالدم .. ارتجفت حينما رأيت الدم وقلت: هذا دم أليس كذلك .. يا إلهي يجب أن يراك طبيب.
ابتسمت لي ثم أخذت الوسادة وبدأت تنفضها.. أخذت الوسادة من يدها وقلت : هل جننت .. ألا تعلمين أن الغبار سيزيد حالتك سوءا.
لم تتوقف منيرة بل تابعت تنظيف وقالت: أرجوك يا سيدتي لو رأتك السيدة مريم لاستهزأت بي وقالت هل صدقتي هذه المتحايلة.
قلت في غضب : تحايل .. تسعلين دما وتقول تحايل.
ضحكت وقالت: المشكلة أنني حينما أسعل أمامها .. لا يظهر الدم.. يبدو أن حتى دمي يخشاها .
احـــــــــــــــداث متتـــــــــــــــــــــــــــاليهـ
استقيظت في الصباح الباكر وأنا نشيطة..تحممت وارتديت ملابسي ثم نزلت إلى المطبخ ..فتحت باب المطبخ فوجدت منيرة.. كان وجهها شاحبا رغم محاولتها إخفاء شحوبه ابتسمت لي وقالت: صباح الخير ..لقد جهزت الفطور ..هل لك أن تضعينه على طاولة الطعام يا سيدتي؟
أخذت الفطور وقلت : يكفي أن تناديني سارة..
خرجت والفطور بيدي وضعته على الطاولة ثم طرقت باب غرفة مريم وقلت الفطور جاهز ..التفت خلفي فوجدت علي الذي ابتسم لي وقال: سلمت يداك.
وقبل أن أرد عليه .. خرجت مريم من الغرفة وقالت : الذي يسمعك يقول أنها أعدت لنا وليمة العيد..كل ما فعلته هو أنها أعدت الفطور.
اقتربت مريم من الطاولة ثم صرخت : أين الخبز أيتها الغبية.. هل يفطر الناس بدون خبز..
أتت منيرة تهرول وبيدها الخبز ثم قالت : آسفة يا سيدتي لقد نسيت ...
ثم بدأت بالسعال من جديد ..وبدل من أن تشكرها ضربتها على كتفها وقالت: هذه أنت لم تتغيري مجرد أن تخطأي أوتتكاسلي عن العمل بدأتي بالسعال أيتها المحتالة.. ثم ألا تعرفين الذوق كيف تسعلين على الخبز..
أنزلت رأسها وقالت: آسفة يا سيدتي.
صرخت عليها : هي حقا مريضة .. أيعقل أن يكون كل هذا السعال احتيال؟
نظرت إلي وقالت : وهل صدقتها..سأريك أنه مجرد احتيال.. وأستطيع إثبات ذلك.. منيرة ستغسلين المنزل وستنشرين الملابس وستقومي بجميع أمور المنزل قبل غروب الشمس لوحدك
نظرت إليها وقالت : ولكنني مريضة يا سيدتي..
قاطعتها مريم : منذ متى تعارضيني ..هيا افعلي ما قلت.
أمسكت بيد علي وقلت: ستموت لو فعلت ذلك ..أرجوك يا علي تدخل.
جلس علي على الطاولة ببرود وقال: لا تقلقي أنها قادرة على ذلك ثم ليس من عادتي أن أتدخل في مثل هذه الأمور ومريم أعلم مني بأمور المنزل.
انطلقت إلى غرفتي وأنا أقول بصوت عال: روح هذه المسكينة في رقبتكم.
ولم أصدق عيناي فلقد أتمت منيرة ما قالته مريم حرفيا على أتم وجه قبل غروب الشمس لكن روحها كانت الثمن فبعد يوم واحد تدهورت حالتها تدهور شديد لا يمكن تجاهله.. هنا أدركت مريم بأنه مرضها لم يكن تحايل وأعفتها عن العمل لكنها تأخرت كثيرا.. فبعد أيام من مرضها تفاجأ بيت علي بوفاة تلك الخادمة المسكينة التي وقعت ضحية قسوة مريم .
وبعد وفاة منيرة أصبحت أنا من يقوم بأمور المنزل كما كنت من قبل في بيت أبي ولكن الفرق أن بيت زوجي أكبر بكثير من بيت أبي لذلك قررت التحدث مع علي بخصوص خادمة جديدة حتى تعاونني في أمور المنزل .. دخلت عليه في مجلسه وهو يسمتع إلى الراديو وحينما رآني أطفأ الراديو وقال : سارة !.ماذا هناك ؟
جلست بجانبه وقلت : كما تعلم بعد وفاة منيرة أصبحت أنا من يدبر أمور المنزل و أنا لااستطيع القيام بشؤون وأعمال المنزل لوحدي .. لابد ان يكون هناك من يساعدني .
نظر إلي ببرود وقال: ولكن مريم تقول أنك لست بحاجة إلى مساعدة..وانك قادرة على تولي زمام الأمور لوحدك.
فقلت في غضب : لماذا في كل صغيرة وكبيرة تدخل مريم في صلب الموضوع .. ثم هي ما أدراها .. هل تعلم كم أتعب وأنا أرتب وأنظف.. لماذا تسمع كل ما تقوله كالمسحور..
ابتسم وقال: هل تغارين..حسنا سأخبرك لأنها الزوجة الأولى وأم ابنتي هاجر وهي أكثر شخص يعلم بكل صغيرة وكبيرة في هذا المنزل.
وقفت ثم قلت في غضب : واضح والدليل أنها لم تمسح حتى نافذة غرفتها.. حسنا سأعتمد على نفسي وكان الله في العون
وقف هو كذلك ومسح على رأسي وقال : لا تغضبي يا سارة فأنت قوية و الآن هيا لننام وفي الغد لكل حادث حديث.
أبعدت يده وقلت وأنا أسير متجه إلى غرفتي : كل ما حولي يجعلني أغضب ويقول لي لا تغضبي.
وفي اليوم التالي استقيظت كعادتي لكن حصل لي شيء غريب.. أحسست بصداع وغثيان فقلت: علي ...أشعر بصداع حاد وغثيان .
فزع علي من فراشه ..لقد كان حنون جدا علي..اقترب مني
وقال :غثيان؟!..هل أكلت شيء غريب في ليلة البارحة ؟
قلت : لم أكل شيء سوا البيض و...
وقبل أن أكمل انطلقت بسرعة إلى دورة المياه واستفرغت ..صرخ علي : مريم أريد منك الجلوس قرب سارة حتى آتي بالطبيب..هل فهمت؟
فقالت بسخرية : هل صدقتها يا علي ..لا تشغل بالك أنها تتهرب من العمل و...
صرخ علي وجهها بغضب: مريم.. يكفي ما حصل لمنيرة بسبب استهزائك.
فأجابت من غير نفس: أمرك يا أبا هاجر .. لا تغضب
جلست بجانبي ثم نظرت إلي وفي ذهنها ملايين الأسئلة..سألتني : منذ متى وأنت تشعرين بالصداع والغثيان؟
أجبت: منذ ليلة البارحة .
فكرت قليلا ثم نادت: هاجر..أحضري لسارة الفطور.
تعجبت هاجر من طلب أمها وقالت: أعيدي ماقلت يا أماه.
صرخت : الا تسمعين أعدي لسارة الفطور ..
قالت بتضجر : وماذا أعد للأميرة سارة.
نظرت إلى ابنتها وقالت وذهنها مشغول : بيض .. هيا تحركي.
وماهي إلا لحظات حتى أتت هاجر بالبيض وبمجرد ما إن أدخلته الغرفة حتى صرخت : أوه ما هذه الرائحة الكريهة ..أوه سأتقيا.. ماذا وضعت بالبيض؟
نظرت مريم إلى ابنتها وقالت : إذا توقعي صحيح.. أنها حامل.
نظرت هاجر إلي باحتقار وقالت: ماذا حامل..أنا سيكون لدي أخوه من هذه المرأة..كلا مستحيل..
تفاجأت مما قالت أو حقا سأكون أم ..وقبل أن أسرح في بحر خيالي ..طرق علي الباب وقال : يا نساء البيت..استروا أنفسكم سيدخل الطبيب.
جلست مريم على الكرسي المجاور لغرفتي وهي واضعة يدها على رأسها وتقول في نفسها : أرجوك أيها الطبيب قل أي شيء لكن لا تقول أنها حامل.
وحصل ما لم تكن مريم تتمناه ..خرج الطبيب وهو يبتسم وقال : علي مبروك..ستصبح أب ..زوجتك حامل.
أمسك علي بيد الطبيب وهو يضحك وقال: هل أنت متأكد يا دكتور.
ضغط الطبيب على يد علي وقال: أنا متأكد..مبروك يا علي.
حضن علي الطبيب وقال: شكرا لك .. أخيرا لن ينقطع نسلي ..أحمدك يا رب.
اصفر وجه مريم مما سمعت ومنذ ذلك اليوم وهي لا تأكل ولاتشرب خصوصا بعد أن أصبح علي يدللني ويسأل عن حاجاتي ولا يكف عن الحديث عن ابنه القادم .. كل ذلك كان كفيل أن يهز كيان مريم ويجعلها تشيخ أكثر.. حتى كرهها علي واشتد حزنها ومرضها إلى أن توفاها الله قبل ألد بأشهر قليلة .
وفي يوم العزاء كانت هاجر تغرق بدموعها.. ويحق لها ذلك فلقد رحلت والدتها..كانت تبكي في منتصف المجلس والنساء حولها يحاولون تهدئتها .. اقتربت منها وقلت: لا تبكي يا هاجر..ادعي لها بالرحمة فهي بحاجة إلى دعائك.
دفعتني بيدها وقالت :أخرسي ألم يكفيك ما فعلت بنا سحرتي والدي وأنت السبب في وفاة أمي ..ماذا تريدين أن تفعلي أكثر.. أخرجي من بيتنا أخرجي ودعينا نرتاح.
فقلت بكل كبرياء: هذا بيت زوجي ولايحق لأحد أن يطردني منه سواه ثم لا تنسي أنني صبرت و تعبت في هذا البيت..كنت أعمل طوال الليل والنهار من أجل راحة والدتك.
صرخت في وجهي: أصمتي .
أمسكت بيدها وقلت :بل اصمتي أنت.. لو لم يكن اليوم يوم عزاء أمك لكان لي تصرف أخر معك..واعلمي جيدا أن هذا هذا البيت ليس بيت لوحدك.. هذا بيتي أنا وطفلي أيضا.. لقد خدمت والدتك دون تذمر .. حتى حينما طلبت مساعدة في أمور البيت وقفت في وجهي رغم أنها لم تكن لتخسر شيء لو ساعدني أحد.. رغم ذلك كله سامحتها ووكلت أمري لله..
كلامي أحرجها ولم تعرف أن ترد علي .. فقط نظرت إلي هاجر بحقد وقالت بصوت منخفض : حديثنا لم يتنهي بعد يا سارة.
لم أرد عليها ثم جلست مع باقي النسوة وقلت : لاحول ولا قوة إلا بالله حسبي ونعم الوكيل.
زيـــــــــــــــــــــــــــــــــاره غير متوقعـــــــــــــــــــهـ
وبعد شهر من وفاة مريم وبينما أنا أسرح شعري في غرفتي سمعت صوت شجار في الفناء.. كان صوت زوجي علي وصوت أخر لم أميزه ..عرفت فيما بعد أنه صوت عبدالعزيز ابن أخ زوجي ..لكن ماسبب الشجار..اقتربت من نافذ غرفتي وفتحتها لأسمع .. سمعت صوت علي يصرخ :أنا صاحب الحلال ..هذا المال من تعبي وشقاي وليس لكم حق عندي .
قال عبد العزيز بنبرة حادة : أنا أريد حقي وحق أخوتي..
قاطعه علي :هل نسيت ألم أعطيكم حقكم ..وأن أردت أن أحضر الشهادة التي تؤكد صحة ما أقول سأحضرها.
فرد عبد العزيز :حسنا يا عمي سأريك ماذا سأفعل..سأجعلك تندم.
صرخ علي: اخرج من بيتي..ألا تخجل من نفسك تهددني وأنا عمك وأنت في بيتي.
وحينما خرج فتحت باب غرفتي وأنا أضع يدي على بطني ..نظر إلي علي ثم قام وتوجه إلى غرفتي ..دخل الغرفة ثم جلس على السرير وقال : يريدون أن يأخذوا مالي بكل بساطة.. يريدون أن يرثوني حيا.
نظرت إليه وقلت : لقد أعطيته حقه أليس كذلك ؟
نظر إلي بغضب وقال: بالطبع اعطيتهم .. لكنهم مازالوا يريدون أكثر.. يريدون حقي أنا أيضا.. أي طمع وجشع يحملونه في نفوسهم .. وبكل وقاحة في آخر حديثه يقول أريد أن أتقدم لطلب يدك ابنتك هاجر.. بعد كل ما فعله يخطب ابنتي.
ابتسمت وقلت: أوحقا طلب هاجر للزواج؟
نظر إلي بغضب وقال: ولماذا أنت سعيدة.. أجل خطبها ..
قلت بتلعثم: كلا.. كلا لست سعيدة.. فقط تفاجئت كيف يخطب ابنتك ويهددك في نفس الوقت.
ضرب يده على فخذه وقال: لا أعلم ماذا يخطط هذا الماكر.. أخ لو عرفت لأمنت شره.
أمسكت بكتفه وقلت: اهدأ يا علي .. الله وحده يعلم نواياه.
فكر قليلا ثم نظر إلي وقال:هل تعتقدين أنه قد يأتي يوم يطردني فيه عبدالعزيز من بيتي ومن المحل..
أجبت بكل ثقة: طبعا لن يستطيع هذا هو بيتك وذلك محلك..لا يستطيع أحد طردك منه .. أونسيت نفسك.. أنت علي كبير تجار الأرز لا يستطيع أحد خداعك.
أسند ظهره على الوسادة ثم قال : لكنني كبرت يا سارة .. أخشى أن يستغل كبر سني و...
قاطعته: كفى يا علي.. لا ترهق عقلك يا عزيزي..مهما حصل ستبقى أنت شيخ وكبير التجار.
ابتسم لقولي وقال : آه يا سارة .. التفكير سيصيبني بالشلل.
أمسكت بيده وقلت : بسم الله عليك.. قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا .. سأجهز لك العشاء يا عزيزي.
ابتسم لي وقال : ولكنني لست جائع.
وقفت ثم أدرت ظهري وأنا أقول : بل أنت كذلك .. لم تأكل شيء منذ الصباح .. شئت أم أبيت سأجهزه.
ابتسم وقال: يا لك من امرأة عنيدة .. حسنا جهزيه وأنا سأغسل يدي.
وضعت العشاء على السفرة .. جلسنا للحظات أمام الطعام دون أن يمد أحدنا يده ليأكل.. كان كلانا يفكر بما حصل اليوم .. لكني قطعت الصمت وقلت : علي.. هيا سميّ بالله مالك يا رجل هل تجمدت..
ابتسم دون أن يعقب .. وابتدأ يأكل وعقله ليس معه .. نظرت إليه وقلت: فيما تفكر يا علي؟
قال في شرود : أفكر كيف أكسب عبدالعزيز وأجعله تحت عيني..
ترددت كثيرا في الكلام .. خشيت من عواقب كلامي .. لكنني استجمعت قواي وقلت بصوت هادئ : لماذا لا تقربه منك حتى يصبح تحت عينك وتخلص من شره.
ابتسم لي وقال: ماذا تقصدين..هل تقصدين أن أزوجه من هاجر وبذلك سيكون نسيبي وتحت عيني.
نظرت إليه بتعجب وقلت : لم يكن هذا قصدي ..كان قصدي أن تجعله يعمل عندك في الدكان فبذلك سيخاف على لقمة عيشه ولن يعصيك.
ابتسم وكأنه وجد شيئا كان قد فقده ثم قال : سأجعله يعمل معي في الدكان وسأزوجه ابنتي فبذلك لن يستطيع خداعي لأنها ستخبرني على الفور .. أنا أعرف ابنتي جيدا.
فكرت ثم قلت: ما الذي يجعلك تعتقد أنه لن يستطيع خداعك لو تزوجها .. قد يخدعك دون علمها
فأجاب وهو يبتسم : لأنه خطبها مني ..وسيفرح ويخجل من نفسه لو وافقت هذا هو الحل ثم ألا تريدين أن تعيشي لوحدك في البيت وترتاحي من شجاراتك مع ابنتي هاجر..
رفعت يداي في حيرة وقلت :بالتأكيد أريد أن أرتاح لكن آمل أن تكون فعلت الصواب.. هذه ابنتك وأنت أعلم بمصلحتها
انتظروني في البارات الجاي
توقعاتكم لاحداث الروايه كيف ستجري الاموور!!
|