الزهراوى
ان حياة الأمم مليئة بالأحداث وبالعلماء التى اثرت فى حياة البشرية قديما وحديثا واضائت لنا الطريق فى مختلف المجالات ومن هؤلاء العلماء الزهراوى
واذا كان العالم اطلق على ابقراط ابو الطب فقد اطلق على الزهراوى ابو الجراحة
نشأتة
هو أبو القاسم الزهراوي ولد فى الأندلس ( اسبانيا والبرتغال حاليا) عام 936 ميلادية فى مدينة الزهراء وعمل طبيبا وجراحا ويعتبر من اشهر الجراحين فى العصور الوسطى وألف موسوعة فى الجراحة اعتبرت مع كتاب ابن سينا القانون فى الطب المرجع الرئيسى للأوربيين لدراسة الطب فى عصر النهضة وتوفى عام 1013 ميلادية
اعمالة وانجازاتة
1- ألف موسوعة طبية سميت بالتصريف لمن عجز عن التأليف
قسمت هذة الموسوعة الى ثلاث اقسام وهى
ا- القسم الأول: للأمراض والتشريح
ب - قسم للأدوية والعقاقير وأفرد منه مقالة للمقاييس والمكاييل ومقالة للتغذية وأخرى للزينة
ج - قسم خصّه للجراحة وفنونها
2 - يعتبر الزهراوي أول من أسَّس علم الجراحة بعدما وضع له منهجاً علمياً صارماً لممارسته العملية يعتمد بشكل أساسي على معرفة دقيقة بعلم التشريح
3 - أول من شرح مرض نزف الدم المسمى "هيموفيليا" وشرح كيفية انتقاله وراثياً
4- له اضافات فى طب الأسنان وجراحة الفكين
وأفرد لهذا الاختصاص فصلاً خاصاً به، شرح كيفية قلع الأسنان بلطف وأسباب كسور الفك أثناء القلع وطرق استخراج جذور الأضراس، وطرق تنظيف الأسنان وعلاج كسور الفكين والأضراس النابتة في غير مكانها، وبرع في تقويم الأسنان حيث استعمل خيوطاً من الذهب والفضة.
5 - اول من استعمل آلة خاصة لاستئصال الثآليل النابتة في الأنف ولقطع الرباط تحت اللسان الذي يعيق الكلام
6- اول من عمل عملية استئصال اللوز
7 - عمل شرح مفصل مع الصور التي تشرح كيفية إجراء العمليات مع رسوم لكل الأدوات الجراحية الضرورية لكل عملية، إضافة إلى الأدوية التي توقف النزف بحال حدوثه
8 - للزهراوى كتب فى التوليد والجراحة النسائية يعتبر كنزاً ثميناً في علم الطب
إضافة إلى وصف طرق التوليد واختلاطاته، وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة والحمل خارج الرحم وطرق علاج الإجهاض وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت، وسبق د. فالشر بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة الحوضية، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم، وأول من ابتكر آلة خاصة للفحص النسائي لا تزال إلى يومنا هذا
9 - له اسهاماتة المتميزة فى جراحة العظام
منها معالجة انتشار داء السِّل إلى الفقرات أو ما يتعارف عليه الأطباء اليوم بداء بوت نسبة إلى د. بوت، وكان الزهراوي قد سبقه إلى اكتشافه وعلاجه بنحو 700 سنة، كما وصف أربعة طرق لرد خلع مفصل الكتف ومنها الطريقة المعروفة اليوم باسم "kocher "، بالإضافة إلى العديد من طرق العمل الجراحي بهذا المجال
9 - هو أول من استدرك ضرورة ربط الشرايين قبل عمليات البتر أو خلال العمليات الجراحية منعاً لحدوث النزف، وسبق امبرواباري الذي ادعاه لنفسه بنحو 600 سنة
10 - هو أول من أدخل القطن في الاستعمال الطبي
11 - أول من استعمل خيوط ( cat gut ) التي تستعمل حالياً في العمليات الجراحية والتي تمتاز بامتصاص الجسم لها، ولا تحتاج لفك القطب والتي لها أهمية فائقة خصوصاً في الجراحات الداخلية، واستخرج هذه الخيوط من أمعاء بعض الحيوانات (القطط والكلاب) واستخدمها خاصة في جروح المعدة والأمعاء، وبعد مرور ألف عام لا يزال الطب الحديث يستخدم نفس الأسس لتصنيع هذا النوع من الخيوط الهامة كثيراً في كافة الاختصاصات الجراحية
12 - أول من استعمل الخياطة التجميلية تحت الجلد، وأول من استعمل الخياطة بإبرتين وخيط واحد، وأول من ابتكر الخياطة المثمنة، وهذه أمور هامة جداً في فن الجراحة
13 - له اسهاماتة فى علم المسالك البولية تتجلَّى عبقرية الزهراوي، فهو أول من ابتكر القسطرة البولية واستعملها لتصريف البول أو لغسل المثانة أو لإدخال بعض العلاجات الموضعية بداخلها، ويبدع بوصف عمليات استئصال حصيات المثانة جراحياً أو تفتيتها بآلات خاصة رسمها في موسوعته، كما يصف عمليات استخراج حصيات مجرى البول عند الذكور، والشقوق الجراحية داخل المهبل لاستئصال حصيات المثانة والإحليل عند النساء
14- صور 250 صورة لالآلات الجراحية التي استنبطها للعمل بها في عملياته، مع وصف دقيق لكيفية استعمالاتها وطرق تصنيعها، وإليه يعود اختراع منظار المهبل المستخدم حالياً في الفحص النسائي، كذلك رسم صوراً للحقن المعدنية التي استعملها لإدخال الأدوية إلى المثانة، وأجهزة الاستنشاق، وجبائر الأذرع، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، كما ابتكر مقاشط وكلاليب خاصة مع الشروحات اللازمة لمكان وطرق استخدامها
15 - عرف طرق التخدير التي استعملها في عملياته الجراحية، وذلك بواسطة الإسفنجة المخدرة، ومن المواد التي استخدمها (الحشيش، الزؤان، نبتة ست الحسن
16 - عرف طرق التعقيم للأدوات الجراحية وتطهير الجروح والضمادات بطرق لا تختلف أبداً عن مبادئ الطب الحديث.
وبصراحة انا لم اسمع عن طبيب سواء فى العصر القديم او الحيث اسهم فى العلوم الطبية مثلما اسهم الزهراوى فى الطب والجراحة
وبصراحة انا بأشعر بالفخر كلما قرأت عن هذا الطبيب المسلم الذى اخذ عنة الأطباء فى العصور الحديثة اساسيات الجراحة
حنين بن إسحاق العبادي
نشاته
انه حنين ابن اسحاق العابدى ولد فى جنوب العراق بالقرب من مدينة الكوفة كان مسيحى الديانة وبرع فى الطب
والترجمة وقد قام بترجمة كتب الطب الطب القديمة مثل كتب ابقراط وجالينوس مما حفظ هذة الكتب من الضياع
وقد عينه الخليفة العباسى المأمون مسئولا عن بيت الحكمة حيث جمع حوله عددا من التلاميذ النجباء منهم ولده اسحق بن حنين وابن أخته حبيش بن الأعسم ورهط آخر نذكر منهم ثابت بن قرة وعيسى بن يحيى بن ابراهيم وموسى بن خالد وأبا عثمان سعيد وعيسى بن على, وجعل منهم مدرسة للبحث العلمي وترجمة العلوم الطبية والفلسفية.وقد أرست هذه المدرسة أصول المصطلحات العلمية في لغتنا العربية وهي قضية ما زالت تشغلنا حتى الآن وتحتاج منا لاهتمام جاد. لقد أدت حركة الترجمة إلى ازدهار الحضارة العربية الاسلامية التي أضاءت بلاد الشرق في الوقت الذي رانت فيه حجب الجهل والظلام على كل بلاد أوروبا
مؤلفاتة
لحنين بن اسحاق مؤلفات طبية كثيرة نذكر منها
- كتاب العشر مقالات في العين
- كتاب المسائل في العين
- كتاب تركيب العين
- كتاب الألوان
- كتاب تقاسيم علل العين
- كتاب اختبار أدوية عين
- كتاب علاج أمراض العين بالحديد
وسنلقى فكرة عن احى كتب حنين بن اسحاق لنبين لكم كيف اسهم هذا الطبيب فى حياتنا الطبية والعلمية
وهو كتاب :-
كتاب العشر مقالات في العين لحنين بن إسحاق
صورة لتشريح العين لحنين بن اسحق من كتابه
واليكم سطور ملخصة من هذا الكتاب
ـ 1 - طبيعة العين وتركيبها:
جاء في المقالة الأولى من كتاب العشر مقالات في العين لحنين بن إسحاق:
العين مركبة من أجزاء كثيرة محتلفة وليس بجميع أجزائها يكون البصر بل الرطوبة الشبيهة بالجليد وأما سائر الرطوبات التي في العين والطبقات وجميع ما سوى ذلك فإنه إنما خلق كل واحد منها لمنفعة فيه للرطوبة الجليدية التي ذكرت.
-2 - الرطوبة الجليدية:
إنها بيضاء صافية نيرة مستديرة بمستحكمة الاستدارة بل فيها عرض وهي في وسط العين كنقطة توهمناها في وسط كرة، أما بياضها ونورها وصفاؤها فلتقبل الاستحالة من الألوان سريعاً وأما استدارتها فلئلا يسرع إليها قبول الآلام.
ـ وهذه الرطوبة أعني الجليدية بين رطوبتين واحدة من خلفها شبيهة بالزجاج الذائب المسماة بالزجاجية وأخرى من قدامها شبيهة ببياض البيض وتسمى البيضة.
ـ وخلف الرطوبة الزجاجية ثلاث طبقات الطبقة الأولى تحوي الرطوبة الزجاجية وهي شبيهة بالشبكية «أي حجاب شبكي» والطبقة الثانية التي خلف الأولى وهي شبيهة بالمشيمة وتسمى بالطيقة المشيمية والطبقة الثالثة خلف الثانية تلي العظم وهي صلبة قاسية وتسمى بالغشاء الصلب.
ـ وقدام الرطوبة الشبيهة ببياض البيض ثلاث طبقات: الطبقة الأولى تحوي الرطوبة الشبيهة ببياض البيض وهي شبيهة بالعنبة وفي لونها سواد مع لون السماء يقال لها العنبة، وعلى هذه الطبقة طبقة ثانية شبيهة بالذيل في لونها وهيئتها لإنها مركبة من أجزاء إذا قشرت بعضها عن بعض وجدت كالصفائح ولذا سميت بالقرنية.
وتحيط بهذه الطبقة من خارج طبقة أخرى لا تغشيها يقال لها «الملتحمة» من أنها غشاء يلتحم حول الطبقة القرنية ولا يغشيها لأنه لو غشاه كله لمنع البصر من أن ينفذ وهي على هذا المثال.
ـ وبدأ حنين في بيان وظائف التراكيب السابقة فقال:
ونبتدئ بعون الله بالإخبار عن منفعة الرطوبة التي خلف الجليدية وهي الزجاجية وعن الثلاث الطبقات التي ذكرنا خلفها فنقول إن كل عضو من أعضاء البدن لا بد له من غذاء لأنه لا بد له من أن ينقص منه شيء بتحلل الحرارة الطبيعية من داخل وحرارة الهواء من خارج فهو لذلك مضطر لا محالة إلى ما يخلف ما يتحلل منه ولا يخلف ما يتحلل منه إلا ما كان شبيهاً بما يتحلل وذلك شبيه بطبيعة العضو، وكذلك يكون الغذاء أعنى أن يقبل العضو زيادة شبيهة بطبيعته .. فلا أن الرطوبة الجليدية احتاجت يمكن أن يكون غذاؤها من الدم بلا متوسط فاحتاجت إلى متوسط من طبيعتها إلى طبيعة الدم وذلك هي الرطوبة الزجاجية لأنها أقرب إلى البياض والصفاء من الدم فلذلك صارت الرطوبة الجليدية مماسة للرطوبة الزجاجية ليس بينهما حاجز وهي مغرقة فيها إلى نصفها.
ـ الطبقة الشبيهة بالشبكية
وأما الطبقة التي تحوي هذه الرطوبة الزجاجية فإنها مركبة من شيئين: من عصبة مجوفة يجري فيها الروح الذي به يكون البصر ومن عروق وأوردة، وقد ينبغي أن نوقف القول في هذا الموضع ونبتدىء بالكلام من أوله..
ـ ثم قال: وأما الطبقة العنبية
فاحتيج إليها لثلاث خصال أما واحدة فلتغذي القرنية وذلك لأنه لم يمكن أن يكون في القرنية من الأوردة والعروق ما يكتفي به لتغتذي منها لرقتها وصلابتها وكثافتها. وأما الثانية فلتحجز بين الجليدية وبين القرنية لئلا يضر بها لصلابتها، وأما الثالثة فلتجمع النور بلونها فصارت العنبية كثيرة الأوردة لتغذو القرنية وصارت لينة لئلا تضر بالجليدية بملاقاتها لها ولذلك صار لها من داخل فهي ملساء لئلا تضر بها القرنية وفي لونها سواد مع لون السماء لتجمع النور الذي به يكون البصر لئلا يتبدد من النور الخارج وفي وسطها ثقب لينفذ فيه النور إلى الهواء خارج ويلقى المحسوس.
وهذه النظرية خاطئة وقد صححها ابن النفيس وابن الهيثم ـ وهذا الخطأ يرجع إلى ترجمة حنين دون اشتغاله بعملية التشريح.
وقال حنين: وفي جوف العنبة الرطوبة التي تشبه بياض البيض وروح مضيء ينير لهما منفعة عامية أن يفرقا بين الرطوبة الجليدية والطبقة القرنية لذلا يضر بها.
ـ وللرطوبة البيضية منافع خاصة إنها تندي وتغذي الرطوبة الجليدية لئلا يجففها الهواء وأن تندي وتغذي الطبقة العنبية لئلا تجف وتصلب فتضر بالجليدية إذا لاقتها.
وعن عضل العين قال حنين:
اعلم أن العين احتاجت إلى عضل يحركها لتحاذي ما ترى وذلك أن فيها تسع عضلات ثلاث منها في أصل العصبة التي يجري فيها النور إلى العين لتشدها وتثبتها وبعضهم قالوا اثنتان وبعضهم قالوا واحدة فواحدة في اللحاظ تحركها إلى ناحية الصدغ، وواحدة في الماق تحرك العين ناحية الأنف وواحدة من فوق تحركها إلى فوق وأخرى من أسفل تحركها إلى أسفل واثنتان فيهما عوج من فوق ومن أسفل بديران العين وحركة هذا العضل من العصبة الصلبة التي ذكرناها آنفاً أنها تجيء إلى العين.
والى اللقاء مع طبيب اخر اسهم بعلمة وابحاثة فى اثراء حياتنا وعلمنا
|