منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   ( قصايد ليل للفتاوى ) (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=104)
-   -   صديقتي افَترَتْ عليّ . فهَجَرتُها . هل تُرفع أعمالي إلى الله ؟ (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=97716)

عطر الغمام 03-27-2016 05:18 AM

صديقتي افَترَتْ عليّ . فهَجَرتُها . هل تُرفع أعمالي إلى الله ؟
 



صديقتي افَترَتْ عليّ . فهَجَرتُها . هل تُرفع أعمالي إلى الله ؟


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...669426_351.gif

تقول الأخت السائلة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
لي أخت في الله وصديقة .. حصل بيني وبينها موقف ما ..
لم أهجرها تماماً
مثلاً إذا مررتُ بها ألقيتُ عليها السلام
و إذا هي أتتْ و مدتْ يدها لمصافحتي فإني أستحي أن أردّها .
لكني لا أستطيع أن أنظر إليها لشدة ما أجد في نفسي .
سؤالي ::
هل تُرفع أعمالي إلى الله كل اثنين و خميس
أم أنني أدخل ضمن حديث ( انظـِـروا هذين حتى يصطلحا )
و هذا الأمر الذي أزعجني .
في قرارة نفسي أنا أستشهد بقصة الرسول عليه الصلاة و السلام مع وحشي حين أتى مبايعاً له على الإسلام فأمره أن لا يريه وجهه لأنه يتذكّر ما فعله في عمه حمزة رضي الله عنه .
فهل سيعاقبني الله بسبب هذا الأمر ؟؟



http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
ووفقك الله لما يُحب ويَرضى

الْهَجْرُ نَوعَان :
هَجْرٌ لِحَظِّ الـنَّفْس
وهَجْرٌ لسبب شرعي

فالهجر لِحَظٍّ من حظوظ النفس ، لا يجوز أن يتجاوز ثلاثة أيام ..
والهجر الشرعي يجوز أن يُجاوِز ذلك .

ومِن النوع الثاني هَجْر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين خُلِّفوا ، فقد هجرهم خمسين يوما ، كما في الصحيحين .

وفي الصحيحين أن عبد الله بن المغفل رأى رجلا من أصحابه يَخْذِف ، فقال له : لا تَخْذِف ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَكره - أو قال : يَنهى - عن الخذف ، فإنه لا يُصطاد به الصيد ، ولا يُنْكأ به العدو ، ولكنه يَكْسِر السِّن ، ويَفْقَأ العين ، ثم رآه بعد ذلك يَخْذِف ، فقال له : أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَكره أو يَنهى عن الخذف ، ثم أراك تَخْذِف ، لا أكلمك كلمةً .. كذا وكذا . رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام النووي عن هذا الحديث : فيه هُجران أهل البدع والفسوق ، ومُنَابِذِي السُّنَّة مع العلم ، وأنه يجوز هجرانه دائما ، والنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هَجَر لِحَظِّ نفسه ومعايش الدنيا ، وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائما ، وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له ، كحديث كعب بن مالك وغيره . اهـ .

وقال ابن حجر : وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه ، ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يَتعلّق بِمَن هَجر لِحَظّ نفسه . اهـ .

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلاث ليال .

قال ابن عبد البر : وأما قوله : " ولا يحل لمسلم أن يهجر أو يُهاجر أخاه " فهو عندي مخصوص أيضا بحديث كعب بن مالك إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يَهجروه ويَقطعوا الكلام عنه والسلام عليه ؛ لِمَا أحدثه في تخلّفه عن غزوة تبوك وهو قادر على الغزو .
وقد جَعل بعض أهل العلم حديث كعب هذا أصلا في هجران أهل البدع ومَن أحدث في الدِّين ما لم يُرضَ .
والذي عندي أن مَن خُشي مِن مجالسته ومكالمته الضرر في الدِّين أو في الدنيا والزيادة في العداوة والبغضاء ؛ فهجرانه والبعد عنه خير مِن قُربه ؛ لأنه يحفظ عليك زلاّتك ، ويُماريك في صوابك ، ولا تسلم مِن سوء عاقبة خُلطته .
ورُبّ صَرْم جميل خير مِن مُخالطة مُؤذية . اهـ .

وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عمّن يجب أو يجوز بُغضه أو هَجره أو كلاهما لله تعالى ؟ وماذا يُشترط على الذي يُبغضه أو يَهجره لله تعالى مِن الشروط ؟ وهل يدخل تَرك السلام في الهجران أم لا ؟ وإذا بدأ المهجور الهاجر بالسلام هل يجب الردّ عليه أم لا ؟ وهل يستمر البُغض والهجران لله عز وجل حتى يتحقق زوال الصفة المذكورة التي أبغضه وهَجَره عليها ؟ أم يكون لذلك مُدة معلومة ؟ فإن كان لها مدة معلومة فما حدها ؟ أفتونا مأجورين .

فأجاب رحمه الله :
الهجر الشرعي نوعان :

أحدهما بِمَعنى التَّرك للمنكرات .
والثاني بمعنى العقوبة عليها .

فالأول : هو المذكور في قوله تعالى :

(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، وقَوْله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ) .

فهذا يُراد به أنه لا يَشهد المنكرات لغير حاجة ، مثل : قوم يشربون الخمر يجلس عندهم ، وقوم دَعوا إلى وليمة فيها خمر وزَمر لا يُجيب دعوتهم ، وأمثال ذلك . بخلاف مَن حَضَر عندهم للإنكار عليهم ، أو حَضَر بغير اختياره . ولهذا يقال : حاضر المنكر كَفَاعِله . وفي الحديث: " مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُشرب عليها الخمر " . وهذا الْهَجر مِن جنس هَجر الإنسان نفسه عن فعل المنكرات ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " المهاجِر مَن هَجَر ما نهى الله عنه " ...


النوع الثاني : الْهَجْر على وَجه التأديب ،
وهو هجر مَن يُظهر المنكرات يُهْجَر حتى يتوب منها ، كما هَجَر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون : الثلاثةَ الذين خُلِّفوا حتى أنزل الله توبتهم ، حين ظهر منهم تَرك الجهاد الْمُتعَيِّن عليهم بِغير عذر ، ولم يَهجر مَن أظهر الخير وإن كان مُنافقا .


فهنا الْهَجْر هو بِمَنْزِلة التعزير . والتعزير يكون لمن ظَهَر مِنه تَرْك الواجبات وفَعل المحرمات ، كَتَارِك الصلاة والزكاة ، والتظاهر بالمظالم والفواحش ، والدَّاعي إلى البدع المخالِفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بِدَع ...
وهذا الْهَجْر يختلف باختلاف الهاجِرِين في قُوّتهم وضعفهم وقِلّتهم وكثرتهم ؛ فإن المقصود به زَجر المهجور وتأديبه ، ورُجوع العامّة عن مثل حَالِه . فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يُفضي هَجره إلى ضَعف الشر وخِفيته كان مشروعا . وإن كان لا المهجور ولا غيره يَرْتَدع بذلك بل يزيد الشر ، والهاجِر ضعيف بحيث يكون مَفسدة ذلك راجحة على مصلحته ؛ لم يُشْرَع الْهَجْر ، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع مِن الْهَجر . والْهَجْر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألّف قوما ، ويَهْجُر آخرين . اهـ .

وقد ألّف السيوطي كتابا سمّاه " الزّجر بالْهَجر " وقال عن سبب تأليفه : لأني كثير الملازمة لهذه السُّنَّة .

فالمحذور من الهجر فوق ثلاث أن يكون لِحَظِّ النَّفْس ، وأن يكون هجرا تاما بحيث يُعرِض كلّ منهما عن صاحبه لا يُسلِّم عليه ولا يَرُدّ عليه السلام أكثر من ثلاثة أيام ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الهجر المذموم : لا يَحِلّ لِرَجُل أن يَهْجُر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فَيُعْرِض هذا ويُعْرِض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . رواه البخاري ومسلم .

فإن المذموم في هذا الهجر أن يتعدّى ثلاثة أيام – وهي فترة كافية لِذهاب الغضب – والمذموم فيه أيضا أن لا يكون فيه سلام ولا كلام .
فإذا كان فيه سلام فقد خَرَج عن حدّ الهجر .
قال الإمام البخاري : ويُذْكَر عن أبي الدرداء : إنا لَنَكْشُر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم .
قال ابن حجر : والكشر - بالشين المعجمة وفتح أوّله - : ظهور الأسنان ، وأكثر ما يُطْلَق عند الضحك . اهـ .

قال ابن عبد البر : وذكر ابن وهب عن مالك أنه قال : إذا سَلّم عليه ؛ فقد قطع الهجرة . [يعني : الْهَجْر ] .
وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأحمد بن حنبل : إذا سلّم عليه ، هل يجزئه مِن ذلك سَلامه؟ قال : يُنظر إلى ما كان عليه قبل المُصارَمة فلا يخرجه مِن الهجران إلاّ بالعودة إلى ما كان عليه ، ولا يخرجه مِن الهِجرة إلاّ سلام ليس معه إعراض ولا إدبار . اهـ .


فهذا يَدُلّ على أن الإنسان قد يُسلِّم أو يبتسِم في وجه من لا يُحبّه .. وهذا من المداراة ..



http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...669426_351.gif

والله تعالى أعلى وأعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...944730_383.gif







هدوء 03-27-2016 05:23 AM

جزاك الله خيرا

فزولهآ 03-27-2016 06:17 AM

جزاك الله خير

لا أشبه احد ّ! 03-27-2016 11:40 AM

*،




آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

نجم الجدي 03-27-2016 03:01 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

غزلان 03-27-2016 05:15 PM

انتقاء رائع ومتفّرد
وعطاء بآذخ لامس سماء الابدآع
دمت ي طٌهر

مجنون قصايد 03-27-2016 05:37 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

إرتواء نبض 03-27-2016 06:10 PM

,‘*
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

الغنــــــد 03-27-2016 08:50 PM

متصفح جميل جدا

يسعد لي قلبك

وسلمت أناااملك

ونتمنى رؤيتك مره أخرى في صفحه ممتعه كهذه


شكرا لك

ورده 03-28-2016 12:12 AM

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسسناتك
دمتم بود


الساعة الآن 02:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية