![]() |
شيخوخـــــة شبابنــــــا
كثير من شباب أمتنا أصابتهم شيخوخة من نوع فريد ، فأعمارهم صغيرة ، وقوتهم فتية ، إلا أن طموحهم منكسر ، وعزيمتهم غائبة ، ورؤيتهم تائهة ، ونظرتهم للمستقبل مظلمة قاتمة ! فتراهم وكأنهم قد بلغ بهم العمر أرذله ، و نخرت الشيخوخة في عظامهم فأثنت ظهورهم ، ونكست رؤوسهم ، ورهّلت جفون عيونهم! بالطبع فهؤلاء الشباب لا يقوون على الصمود أمام مشكلات الأيام ، وعقبات الحياة وصعب المواقف ، فلا عجب عندئذ إذا رأينا الأمراض النفسية قد حاصرتهم ، وقد أكل الاكتئاب بسماتهم ، وافترس اليأس نشاطهم وحيويتهم. الأسباب وراء شيخوخة شبابنا كثيرة ، لكن هناك سببان هما الأكثر تأثيراً ، أولهما ضعف الإيمان والآخر ضياع الهدف. فالإيمان بالله - سبحانه - هو حياة القلوب والنفوس ، وهو عمودها الصلب الذي يقيمها فلا تنكسر ، ويثبتها في مواجهة الرياح من حولها. والإيمان بالله - سبحانه - ينبت الشجاعة في قلوب الشباب ، فيتلاشى خوفهم من المخلوقين ، وينبت ثقتهم في أنفسهم إذ يتوكلون على القوي العزيز، ويطرد اليأس إذ الأمل دوما في الله - سبحانه -. شيخوخـــــة شبابنــــــا ... فإذا آمن شبابنا بربهم واستقر الإيمان في قلوبهم هانت عليهم الخطوب ، وصغرت في أعينهم الملمات الصعاب ، وانتظروا اليسر بعد العسر، والمنحة بعد المحنة . وإذا استحضروا مآلات الحياة ، وعملوا بإخلاص لوجه ربهم المتعال ، وجعلوا الآخرة نصب أعينهم ، قويت شوكتهم في مواجهة الباطل ، وتضاءلت أمامهم المطامع ، وتألقت في أعينهم معاني العزة الإيمانية ، وصاروا يتركون بصماتهم المضيئة المصلحة في كل مكان مروا به. وأما وضوح الهدف فهو الدافع الأول نحو العمل الإيجابي النافع ، وهو المثير نحو التميز ، والمشجع تجاه التقدم والتفوق والتسابق بل والفوز. وإذا فقد الشاب هدفه ، وجد نفسه في تيه لايدرى أوله من آخره ، قد أحاطت به ظلمة مغيبة ، فلا يكاد يرى طريقه ، فهو يسير سير التائهين ، ويتخبط بين الأقدام. وقد يستغرب البعض من حديثنا عن فقدان الإيمان وغيبة الهدف لدى شباب أمة يكثر حديثها عن الإيمان في كل موطن ، وينتشر حديثها عن الأمل والطموح في أدبياتها وأشعارها ، بل وفي أحاديثها وأحلامها . والحقيقـــــة ، أن كثيراً من هؤلاء يتحدث عن قوة الإيمان ويستمع إلى الحديث عنه ، لكن تذوقه له لم يكتمل ، ومخالطة بشاشة الإيمان قلبه لم تستقر ، فهو لم يربط رباطا وثيقا من محبة الله - سبحانه - ولا الإخلاص له في قلبه ، ولم يخطو خطى نحو العبودية الحقة ، فيحمل رسالة أمره ربه بحملها ، ويأخذ قراراً واضحاً بالاستقامة . شيخوخـــــة شبابنــــــا ... كما أن الكثيرين من شبابنا استبدل حاجاته بأهدافه ، فصار سعيه في الحياة لجلب حاجاته فحسب ، فذابت أهدافه ذوباناً لم يبق معه شيء منها ، وطغت متطلباته فوسعت حياته بأجمعها ، سواء في ذلك الأغنياء والفقراء ... هناك أزمة اجتماعية وثقافية حقيقية نعاني منها ، لم نستطع معها تكوين بيئة مناسبة لتربية هؤلاء الشباب ونشوئهم نشأة صحيحة ، على الرغم من حبنا الشديد لهم ، وعلى الرغم من تضحياتنا الكبيرة لأجلهم ، لكننا ولابد لنا أن نعترف نكاد أن نفقدهم في غمار هذا المعترك المضني مع تقلبات الحياة وصراعات أعداء الحق . يجب أن تكون لدينا تصورات واضحة تجاه هؤلاء القادمين ، الذين سيتولون رغماً عنا دفة قيادة المجتمع عن قريب ، كيف إذن سيكون شكل ذلك المجتمع مع هذا الكم الثقيل من اليأس والتيه وضعف الإيمان؟! مقال لـــ الكاتب : خالد روشه |
من سجد ودعاء الاله وسار للامام بيكون كل شي تمام واحسن مما يبي لانه كمان احسن الظن بالله
هدوء الف شكر اختي |
آبهرتني السطور هنآ..
فـ كل مفردهـ هنآ سمفونيه كآمله ولكل سطر هنآ كآن معه متعة وإحسآس وشعور رآق لي طرحك امنياتي لك بدوام التألق والابداع بنتظآرجديدك القآدم.. http://i128.photobucket.com/albums/p...gold/dg112.gif |
ابدعتي بطرحك
لاهنتي |
مُعجب بكل ماشاهدت
وقرأت خلال تواجدي على هذا الموضوع دليل جمال ذآئقه عالية المستوى ودقه في إختيار الطرح شكري لك من القلب على مجهودك محمدالحريري |
بيض الله وجهك
|
|
سلمت أناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك |
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg |
تسلم الأيآدي ع الجلب//
كل الود وباقة ورد’ ~ |
الساعة الآن 03:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية