منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   زوبعه في قلب أخضر ..✿ (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=83460)

شروق آلشـريف 09-06-2015 07:05 AM

زوبعه في قلب أخضر ..✿
 
ما أن تسحب الشمس آخر أشعتها, وترمي الظلمة بثقلها على المكان,
حتى تستعر في رأسها هواجس مقيتة, ويتكرّر شريط صور تلك الليلة المشؤومة . تحاول أن تهرب منها فيطوّقها المنظر ببشاعته و قتامته
. تقضي الليل مكوّمة فوق السرير , ممزّقة بين مشاعر الحب و الكره
, الإيمان و الكفر . ترقب أختها و أخاها الصغير غارقين في النوم .
تحسدهما على خلوّ البال . أحيانا ينهمر دمعها حين تمر بها ذكرى
والدها يوم كان هنا, و كان البيت مملكة للحب و الفرح , و كانت هي الأميرة .
لم تقصّر أمها في شيء . إحتضنت يتمهم و غمرتهم بفيض من الحنان و لكن, الآن تتمنى لو تدغدغ خديها قبلات أبيها , لو يحتضنها و تبكي على صدره .
أصبحت ' نسرين ' تكره الليل . يرعبها مجيئه , تتمنى لو أنه لا يأت أبدا

.تنتابها حالة من الهلع , تلازمها مذ ضرب زلزال المشهد أعماق ذاتها,
فاهتزّت أعوامها الخمسة عشر و امتدّت الشروخ, لتفتّت صرح الثقة
و الأمان الذي كانت تقف عليه .
من يومها لم تعد تنام . كم تتمنى لو تضع رأسها على الوسادة فلا تصحو أبدا
, أو أنّ النهار يكون بلا غروب .النهار أرحم . يحرّرها من شرنقة التفكير,
و ما بين المدرسة و الزملاء و الكتب تحاول أن تنسى أو تتناسى ,
رغم أنّ ما طرأ عليها من تغيير أصبح يثير الإنتباه . اليوم فقط
نهرتها أستاذة الرياضيات على مرأى و مسمع من الجميع :
- ما هذا الشرود نسرين ؟ و ما بال نتائجك تتقهقر في المدة الأخيرة ؟
و تضع التي تجلس بجوارها كفها على فمها, لتكتم ضحكة ساخرة
و تستدير إلى زميلتها في الخلف :
- أترين . حتى الأستاذة انتبهت لذلك . ألم أقل لك أن في الأمر سر ؟!!
تجيبها الأخرى بنبرة إستفزازية :
- إنّه الحب يا أختي , نسرين غارقة حتى أذنيها .لا تريد أن تحكي لنا ما
حصل بينها و بينه .
تلوذ نسرين بالصمت . وجهها يغلّفه الإنكسار و عيناها انطفأ فيهما
بريق الصبا ليترك غبشا من كآبة .
تدقّق في الكتاب المفتوح أمامها و لا تراه . لم تهتم لما سمعته ,
كأّنّ التي يتحدّثون عنها فتاة غيرها , أما في صدرها فتجيش مشاعر
الغضب و الحنق , و بقايا طفولةٍ تستغيث , تصرخ , تستنجد ..لماذا يا أمي ؟
لمَ فعلتِ بي ذلك ؟
في نهاية الحصة نادتها الأستاذة :
- نسرين , ما بك ؟ إعتبريني مثل والدتك .هل هناك مشكلة ؟
لا .أرجوك . لا أريدك أن تكوني مثل والدتي .
تختلق نسرين بضع كذبات عن خوفها من الإمتحانات و مرض أمّها
و صداع يلازمها مؤخرا ..
- حسنا . لو أردت الحديث سوف أستمع لك .
تدق المسامير رأسها دون هوادة . تأكل الحيرة أطراف فكرها العاجز
. أي حديث أستاذتي ؟ و أي لغة سوف أصف بها صدمتي في أحب الناس ؟
من يحمل عني عبء سري ؟ من يريحني ؟ من يشرح لي ما يحدث ؟
مرّات كثيرة صوّر لها خيالها ما سيكون لو يتجاوز السر حدود صدرها ,
سيتفرّع الخبر و تصبح أمها مادة للثرثرة . سوف تلوكها ألسنة المدينة دون رحمة . ليت الأرق لم يوقظها من نومها تلك الليلة . ليتها لم تفتح باب غرفتها , وليتها لم تسمع صرير الباب الخارجي الذي أثار فضولها و خوفها فقامت
متجهة إلى البهو . لكنها لم تستطع أن تخطو خطوة أخرى . سمّرها المنظر
على عتبة الباب . أغمضت عينيها و أعادت فتحهما أكثر من مرّة .
لم تكن تحلم . أمها بثياب النوم تفتح الباب . و يدخل جارهم . الرجل الطيب المحترم . وقف إلى جانبهم بعد وفاة والدها .ساعدهم في كل شيء

. كم كانت تشعر بالإمتنان نحوه ! كم كانت تراه عظيما ! و الآن تراه
بعيون فغرتها الصدمة, يطوّق أمها بذراعيه قبل أن يتسلّلا معا على أطراف الأصابع , كلصين , إلى غرفة النوم . مشهد تكرّر أمام عينيها أكثر من مرّة, ليتحوّل بعدها إلى قنبلة موقوتة استقرّت داخل صدرها . امتزجت دقاتها بدقات قلبها . أصبحت تخشى انفجارها في أية لحظة .في المرة الوحيدة التي تشجّعت فيها و قرّرت المواجهة , تراجعت الكلمات و انحبست في حلقها بمجرد أن التقت نظرتها بنظرة أمّها ..كبيرة أنتِ يا أمي . كيف أجرؤ ؟و لكن, كيف تجرئين ؟ لا زلت أحبك و سأظل أحبك ,و لكن من يعيدك لي نقيّة , بيضاء كما كنتِ ؟و من يعيدني إليك طفلة تتعلّق بأطراف ثوبك , ترى فيك عالما من الكمال و العظمة.

قضت ' نسرين ' شطر الليل منكمشة فوق سريرها . تحرّك جسدها الصغيرفي كل الإتّجاهات قبل أن تغفو مع الهزيع الأخير من الليل , فيريحها النوم من عذاب الأرق لتتلقّفها قبضة الكوابيس .
في حدود الساعة الحادية عشر أفاقت مرهقة , و عندما فتحت النافذة و نظرت إلى الخارج رأت سيارته قرب العمارة . . يركنها في المكان نفسه كل جمعة ليتجه للصلاة ..نعم . تديّنه كان محط إكبار من الجميع .تمنّت لو تستطيع نسف السيارة بإشارة من يدها .تمنّت لو تراه داخلها و ترى النيران تلتهم كل جزء فيها ..ربما ساعتها تستطيع أن تنام , ربما تهدأ الزوبعة العارمة في قلبها . و في لحظة فتحت محفظتها و أخرجت ورقة و قلما ,و بيد مرتعشة كتبت " ابتعد عن أمي . . لو فيك ذرّة من الإيمان و الإنسانية أرجوك أن تبتعد عن أمي و عنا جميعا . "
طوت الورقة .دسّتها في ثيابها . نزلت السلالم مسرعة . كان الشارع خالٍ تماما . إتجهت إلى السيارة . رفعت ماسح الزجاج و وضعت الورقة هناك و عادت أدراجها .

شعرت بنوع من الإرتياح .و لكن ملامح وجهها كانت صارمة , مخيفة , تستطيع أن تقرأ فيها دون عناء عبارة : " لقد أعذر من أنذر !

كـــآدي 09-06-2015 07:18 AM

ابدعتي بطرحك

لاهنتي

دلع 09-06-2015 07:19 AM

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصلي تالقك معنا فى المنتدى

بارك الله فيك ...

ننتظر منك الكثير من خلال إبداعاتك المميزة

لك منـــــــ إجمل تحية ــــــــــى



شروق آلشـريف 09-06-2015 07:32 AM

كادي

حضوُرْ فآًتنْ .. لٍـ روُحكْ خًمآًئٍلْ الًنرجٍسْ ..



شروق آلشـريف 09-06-2015 07:33 AM

دلع

حضوُرْ فآًتنْ .. لٍـ روُحكْ خًمآًئٍلْ الًنرجٍسْ ..



نبضها حربي 09-06-2015 09:15 AM

يَعطِيك ألعَآفِيةَ
شُكرَاً أقطِفُهَآ مِن قَلبْ ألجَمَآل
لِتُلِيق بِ حَجمَ جَمَآلِ طَرحِك
دَآمَت ألسَعَآدَةَ رَفَيقَةَ حَيَآتِكْ
طَوقُ يَآسَمِينْ لِروحِك

إرتواء نبض 09-06-2015 09:20 AM

أَشكُرُ لكٍ مجهودٍك البَآذخ في أرض روَآئعنَآ
رَآق لي مَآ وُجٍدَت هنَآ جدًآ
ونَآلَ إِستحْسَآنَ ذَآقتي
قَوَآفل نَرجسِيَةَ لِ روحِكْ وَإمتِنَآنٌ كَثِيفْ لِ يَمينك

http://www.design-warez.ru/uploads/p...n62xldrmj1.gif

معآند الجرح 09-06-2015 04:14 PM

الله يعافيك

على روعة الطرح

لاعدمنآك
.,

مجنون قصايد 09-06-2015 04:50 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

شموخ 09-06-2015 05:58 PM

أختياار ذووق سلمت أناملك لروعة ذووقك


يسعدك ربي ويحقق أمانيك


الساعة الآن 11:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية