.
.
.
" ‏لن أكون مبالغاً حين أقول أن جزءا كبيراً من جودة حياتك وصحة أحكامك تحدّده الأفكار والفرضيات المسبقة في عقلك، لأن العقل يحاول تحوير كل حدث أو كلمة لصالح الفرضية التي تسكن ذهنك وهذه طبيعته، لنفرض أنك رأيت شخصاً من عِرق معين وبهيئة معينة والفرضية تقول أنك ربما تتعرض للسرقة منه، فإن أي تصرف منه أو كلمه سيقوم عقلك بتحويرها لتعزيز الفرضية التي لديك واعتبارها مقدمة أو محاولة للسرقة، وقس ذلك في المسائل الأدق على صعيد علاقاتنا الانسانية، العقل بطبيعته لايترك مساحة فراغ، فحين تسمع اسم شخص من الصين سيفترض ملامح معينة على صعيد الجسد ولايكتفي بذلك بل يضفي سلوكيات وطبيعة الانسان الذي يسكن هذه الملامح والمرتبطة بذلك الشعب، وهذا سيصبح اطارا تفسيريا لتصرفاته ومعاني كلماته، وهنا التحدي والعقبة التي اذا اجتزتها وتغلبت عليها بذكاء ستجد إختلافاً كبيراً في حياتك، وأنا لا أدعو لتحييد هذه السلوك بالمطلق لأنه ضروري بل أنوه إلى أهمية عدم الانخداع به وأن لايصرفك عن حقيقة الأشياء والمواقف والأشخاص، حتى لاتقع في فخ التفسير الخاطئ."




قبس جلي المنفعة/ تقديري