![]() |
تفسير سورة الأنعام الآيات (100: 102)
تفسير سورة الأنعام الآيات (100: 102)
﴿ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُون ﴾ [سورة الأنعام:100]. ﴿ وَجَعَلُواْ لِلّهِ ﴾ أي: صَيَّرُوا للهِ ﴿ شُرَكَاء ﴾ مَفْعُولُ "جَعَلُوا" الثَّانِي، وَقَدَّمَهُ لِاسْتِعْظَامِ أَنْ يَتّخِذَ للهِ شَرِيكًا ﴿ الْجِنَّ ﴾ هُوَ الْمُفْعُولُ الْأَوَّلُ[1]، وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ جَعَلُوا الْجِنَّ شُرْكَاءَ للهِ تَعَالَى فِي الْعِبَادَةِ حَيْثُ عَبْدُوهُمْ مَعَ اللهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُون ﴾ [سورة سبأ:41][2]. ﴿ وَخَلَقَهُمْ ﴾ حَالٌ بِتَقْدِيرِ: قَدْ، وَالمَعْنى: وَالْحَالُ أَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ دُونَ الْجِنِّ، ولَيْسَ مَنْ يَخْلُقُ كَمَنَ لَا يَخْلُقُ[3]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُون ﴾ [سورة النحل:17]، فَكَيْفَ يَكُونُون شُرَكَاءَ. ﴿ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ ﴾ أيْ: اخْتَلَقُوا وَنَسَبُوا[4] ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ حَيْثُ قالُوا: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَالمَلائِكَةُ بَناتُ اللَّهِ[5]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُون ﴾ [سورة الزخرف:19]. ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴾ تَنْزَّهَ وَتَقَدَّسَ وَتَعَاظَمَ ﴿ عَمَّا يَصِفُون ﴾ أي: عَنِ الَّذِي يَصِفُونَهُ بِهِ مِنَ الْكَذِبِ وَالْافْتِرَاءِ[6]. **** ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ﴾ [سورة الأنعام:101]. ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ هُوَ خَالِقُهُمَا وَمُبْدِعُهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ[7]. ﴿ أَنَّى ﴾ كَيْفَ ﴿ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ﴾ زَوْجَةٌ[8]، وَإِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ فَمِنْ أيْنَ يَكُونُ لَهُ ولَدٌ؟ وَالوَلَدُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِن صاحِبَةٍ، وَلَا صَاحِبَةَ لَهُ؟![9]. ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ أَيْضًا وَمَنْ كَانَ خَالِقًا لِكُلِّ شَيءٍ فَكَيفَ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُشْرِكُونَ عُلَّوًّا كَبِيرًا[10]. ﴿ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ﴾ لَا تَخْفى عَلَيْهِ مِنْ مَخْلُوقاتِهِ خَافِيَةٌ[11]. **** ﴿ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل ﴾ [سورة الأنعام:102]. ﴿ ذَلِكُمُ ﴾ إِشَارَةٌ إِلَى المَوْصُوفِ بِمَا ذُكِرَ مِنَ الْأَوْصَافِ الْعَظِيمَةِ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ﴿ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ أَخْبارٌ أَرْبَعَةٌ مُتَرادِفَةٌ، أيْ: ذَلِكَ المَوْصُوفُ بِتِلْكَ الصِّفاتِ العَظِيمَةِ هُوَ اللَّهُ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبادَةِ[12]. ﴿ فَاعْبُدُوهُ ﴾ وَأَخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ، وَلَا تَعْبُدُوا غَيْرَهُ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ مِن هَذِهِ الصِّفاتِ العَظِيمَةِ شَيْءٌ[13]. ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل﴾ حَفِيظٌ وَرَقِيبٌ؛ يُدَبِّرُ أُمُورَ خَلْقِهِ؛ وَيَتَوَلَّى جَمِيعَ شُؤُونِهِمْ[14]. [1] ينظر: إعراب القرآن وبيانه (3/ 186). [2] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 307)، تفسير القاسمي (4/ 448). [3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 175). [4] ينظر: تفسير الزمخشري (2/ 53)، الهداية إلى بلوغ النهاية (3/ 2121). [5] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 307). [6] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 308). [7] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 308). [8] ينظر: تفسير البغوي (3/ 173). [9] ينظر: الوجيز للواحدي (ص368)، تفسير النسفي (1/ 526). [10] ينظر: تفسير الطبري (11/ 12)، التفسير الوسيط للواحدي (2/ 306). [11] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 176)، فتح القدير (2/ 168). [12] ينظر: تفسير أبي السعود (3/ 169). [13] ينظر: فتح القدير (2/ 169). [14] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 309). |
يسعدك ضموه
على طرح الموضوع والاختيار الراقي . . مودتي |
بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد |
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك |
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
جزاك الله خير
|
|
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ وُدِيِّ https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif |
اقتباس:
|
قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في محتواه ونال الاستحسان والاعجاب التام والرضى وكل هذا دليل ذائقه راقيه جدا أدت لظهور هذا الطرح بهذا الشكل اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل نفس المنوال ولك كل احترامي وتقديري واسعدك المولى محمد الحريري |
الساعة الآن 01:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية