![]() |
لطائف إبن القيم
المعاص تصغّر النفس وتحقّرها!
ومن عقوباتها أنها تُصغّر النفس وتقمعها، وتدسّيها وتحقّرها، حتى تصير أصغر شيء وأحقره، كما أنّ الطاعة تُنمّيها وتزكّيها وتكبّرها؛ قال الله تعالى: ﴿قد أفلح من زكاها • وقد خاب من دساها﴾ 📚الداء والدواء(ص ١١٨) |
وكلُّ شيءٍ تعلّق به وأحبه من دون الله فإنّه يسومه سوء العذاب
فكلّ من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار، فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل، فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته، والتنغيص والتنكيد عليه، وأنواع من العذاب في هذه المعارضات،فإذا سلبه اشتد عليه عذابه، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار. الداء والدواء(ص ظ،ظ¦ظ¦) |
وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها،ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة،ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها،فيصير نفس دوائها،ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها، فهواها مرضها،وشفاؤها مخالفته، فإن استحكم المرض قتل أو كاد.
الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ¥) |
المعاصي تصرف القلب عن الإستقامة !
ومن عقوباتها: أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه، فلا يزال مريضاً معلولاً لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه، فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان، بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها، ولا دواء لها إلا تركها. الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ¥). |
المعاصي توقع الوحشة في القلب ..
ومن عقوباتها أنها*توقع الوحشة العظيمة في القلب،*فيجد المذنب نفسه مستوحشاً، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربّه، وبينه وبين الخلق، وبينه وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمَرُّ العيش عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش عيش المستأنسين،فلو فكّر العاقل ووازن بين لذة المعصية وما توقعه فيه من الخوف والوحشة، لعلم سوء حاله وعظيم غبنه، إذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية؛ وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له. الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ¤) |
الطاعة هي حصن الأمان !
يقول ابن القيم: فإن الطاعة حصن الله الأعظم، من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب، فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أماناً، ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف، فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحي طائر،إن حركت الريح الباب قال: جاء الطلب، وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب، يحسب أن كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصداً إليه، فمن خاف الله آمنه من كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء. الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ¤) |
المعاصي تزيلُ النعم وتحل النّقم
ومن عقوباتِ الذنوبِ: أنَّها تُزيلُ النّعمَ وتحلُّ النّقمَ، فما زالت عنِ العبدِ نعمةٌ إلا بذنبٍ، ولا حلَّت به نقمةٌ إلَّا بذنبٍ، ولا رُفعَ بلاءٌ إلا بتوبةٍ؛ كما قال*عليُّ بنُ أبي طالبٍ:*[ما نزلَ بلاءٌ إلَّا بذنبٍ، ولا رُفِع بلاءٌ إلَّا بتوبة] الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ£) |
فالذنبُ إمًّا أن يُميتَ القلبَ، أو يمرضَهُ مرضاً مخوفاً،*أو يضعفَ قوَّتهُ، ولا بدَّ حتى ينتهي ضعفُه إلى الأشياءِ الثمانيةِ التي استعاذَ منها النبيُّ ﷺ وهي:*[الهَمُّ، والحَزَنُ، والعَجزُ، والكسَلُ، والجُبنُ، والبُخلُ، وضَلَعُ الدَّينِ، وَغَلَبَة الرِّجال]*وكلُّ اثنين منها قرينان.
📚الداء والدواء(ص ١١٢) |
المعاصي سبب إضعاف سير القلب إلى الله
ومن عقوباتِها: أنها*تُضعفُ سيرَ القلبِ إلى اللهِ والدارِ الآخرةِ،*أو تُعوِّقُهُ أو تُوقِفُهُ وتقطعُهُ عنِ السيرِ، فلا تَدَعُهُ يخطو إلى اللهِ خطوةً، هذا إنْ لم تَرُدَّهُ عن وَجْههِ إلى ورائهِ،فالذنبُ يحجبُ الواصِلَ، ويقطعُ السائرَ، ويُنكسُ الطالِب، فالقلبُ إنما يسيرُ إلى اللهِ بقوَّتِهِ، فإذا مرض بالذنوبِ ضعفتْ تلك القوَّةُ التي تُسَيِّرُهُ، فإنْ زالَتْ بالكليَّةِ انقطَعَ عنِ اللهِ انقطاعاً يصعبُ تداركُهُ، والله المستعان. 📚الداء والدواء(ص ١١٢) |
المعاصي سببٌ للخروج من دائرة الإحسان
ومن عقوباتِها: أنَّها*تُخْرِجُ العبدَ من دائرةِ الإحسانِ،*وتمنعُهُ ثوابَ المُحْسنين، فإنَّ الإحسانَ إذا باشرَ القلبَ منعهُ منَ المعاصي،فإنَّ مَنْ عَبَدَ اللهَ كأنَّهُ يراهُ، لم يكنْ ذلك إلَّا لاستيلاءِ ذكرهِ ومحبَّتِهِ وخوفهِ ورجائِهِ على قلبهِ، بحيثُ يصيرُ كأنَّهُ يشاهدُهُ، وذلك يحولُ بينه وبين إرادةِ المعصيةِ، فضلاً عن مواقعتِهَا،فإذا خرجَ منْ دائرةِ الإحسانِ فاتهُ صحبتُه وَرفقتهُ الخاصَّةُ، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التامّ. الداء والدواء(ص ظ،ظ ظ©) |
الساعة الآن 12:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية