منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   " من أكون " (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=224932)

مُهاجر 07-19-2023 07:45 AM

" من أكون "
 
السلام عليكم سادتي الأكارم /

كم :
يسير الواحد منا في مناكب الأرض ،
غير أنه يسير وذاته قد فارقته وانفصلت عنه !
وبذلك تراه يبحث عنها في أعين ، وألسن من يحيطون به
من أهل وأصدقاء ، وجيران حتى يتجاوزهم ليشمل الأعداء !


ويبحث :
عنها في يقظته ونومه ، في انجازاته ،
وهواياته ومبادئه ، يبحث عن ذات مطمئنة ،
غير أنه متخبط في بحثه ، فوقود سعيه إحباط
بطعم اليأس ولولا ذلك لوجدها ،


فحقيقة الذات :
لا تكون من صناعة الذات ،
كونها تأتمر بأمرك ، فهي عجينة أنت من تشكل ماهيتها ،
وأنت من يحدد عناصرها وكنهها ، وأنت من تغذيها ،


إما :
بالشك ، والحزن ، والفشل ، وإما باليقين ،
والسعادة ، والنجاح ، فمن هنا كان لزاماً أن يكون المرء ذاته ،
ليعرف هويته ومن يكون ، ومن هنا نعلم ضرورة ،


وجود الإنسجام الداخل بالخارج ،
وسماع ما يصدح به الداخل ، ليكون فهم الذات
هو المحرك والباعث لمعرفة ما يحيط بنا في
خارج محيطها .

" فلا يزال الكثير من الناس يبحث عن الأمان وهو جاهل
بحقيقة ذاته ! فأنَّا يكون له ذلكَ الأمان
" ؟!




نخلع :
عن جسد سعينا ثوب التذمر والتقهقر ،
فالنفس تراود الإرادة عن نفسها لتصرفها عن بذلها ،
لتكسر بذلك مجاديف المحاولة ، وما كان لصادق النية ،


أن :
يجعل من تلك المحبطات أن تنال من عزيمته ،
فهو قد نذر نفسه لدرك ما يعيش لتحقيق من هدفه ،
فهما طريقان لا ثالث لهما يعيش على طرفيهما ،
إما موت يحول بينه وبين تحقيقه ، وإما فوز بتحقيقه ،
وبين هذا وذاك تكون الثقة بالذات هي سر النجاح والفلاح .
كيف ؟
ولماذا ؟
ومتى ؟



ما :
كانت لتلكم التساؤلات أن تبرز في قلب ،
أو تقدح في فكر إلا وكان فراغا يغري تهافت
تلكم التساؤلات ، وإذا قلنا حب الفضول لمعرفة المجهول ،
وما عنه سكت يكون تجوزا منا من أجل أن نقف ،


ولو :
على محض افتراض على نقاط الإختلاف ،
فلكل إنسان وسائله الخاصة للبحث ،
فمنهم من يبدأ خطوة البحث من حيث يكون الإتفاق
في أي قضية ، ومنهم من يلجأ لجوانب النزاع والخلاف ،


كي :
يكون محايدا في بحثه كي لا بنجر إلى تجاذبات العاطفة ،
وما يشده إلى الإقناع والإقتناع من تلكم التراكمات ،
التي تربى عليها من ضرورات الإيمان التي هي قطعية الثبوت ،



وما :
كانت لِقَدمٍ أن تزل لولا الإبحار في علومٍ لا يعي ،
ولا يعلم مدى عمقها ولا يدري مداها ذلكَ الإنسان،
وليت من يسعى للبحث عن الحقيقة يبقي ما نشأ عليه ،
وترسخ في قلبه وعقله من إيمان وهو يشق طريق البحث ،
بحيث إذا ما طالت عليه المدة ، والمسافة تبقى تلكم العوالق
من الإيمانيات له طوق نجاة وسراج هداية للرجوع ،



أما :
من خلع ما اعتنقه من مبدأ ومنهج حياة ،
ومخر لجج البحث ثم صعب عليه الوصول لهدفه ،
يبقى وسط الطريق يخبط خبط عشواء ،
وقد ضل الطريق ليموت في بحر عميق ،



ليموت :
موت غريق ، فمن هنا وجب أن تبنى
الشخصية على احترام الذات ومعرفة ما يحييها ،
وما يقويها ، كي لا تكون عرضة للتقلبات ،
وخاضعة لكل المغريات .



فالبعض :
يستمد شخصيته ويستجدي معرفة ذاته
من خلال اذابتها في مكونات غيره !
ليكون مسخا لشخصية لا تناسب شخصيته ،



ليعيش :
في عالمه وهو يعاني من انفصام في شخصيته ،
بذلك يبقى في هذهِ الحياة يتنفس من رئة غيره ،
كافر بقدرته على إيجاد ذاته بين ذوات غيره ،
والمخرج بيده وما عليه غير إيجاد ما يعيد
به ذاته لجسده .



غالب :
المخالفات المؤدية للمهلكات ، تلكم التصرفات
التي تبقي العقل خارج نطاق تغطية الفعل ،
لتكون العاطفة هي المسير والمسيطر ،



فبذاك :
تكثر الأخطاء وتتكاثر الاخفاقات ،
فما أودع الله العقل في البشر إلا ليتدارك به الخطأ ،
والخلاص من الخطر إلا أن يكون مقدرا ،



وقد :
كتب قدرا على الأثر ،
فالعقل ما جعل إلا مناط تكليف ،
وهو المرشد والقائد بحيث يخلع من الإنسان
نظارة القصور عن إدراك المخاطر ،



وما :
ينتج من تصرفات لا يتصرفها إلا معتوه ومجنون ،
فمن ذلكَ كان لزاماً من توافق وتلازم في القول والعمل
مع اشتراك العقل مع القلب ، ليكونان في موضع
التشاور والتناصح .



عندما :
نخاطب ... نُخاطب من دان قلبه وكنهه لله ،
فكان حثيث سعيه ، وفعله وقوله ، وأخذه وتركه ،
وحركته وسكونه يراقب المولى حتى في أنفاسه ،



فذاك :
نصحنا له ما هو إلا تذكير للاستمرار في ذلكَ الطريق ،
والثبوت عليه ، أما الصنف الآخر فقد أبهرته الحياة ،
وما اكتنفها من مغريات ليبتعد بذلك عن ما يحرك قلبه
من همس الإيمان ، وما يناغي الوجدان ،



فذلك :
الإنسان جعل بينه ، وبين خطاب الإيمان محل تراخي وشد ،
فهو بين حياء من نظرة الغير وبين رفض ،
كونه وجد الإنفلات من قيود اللوازم ،
والواجبات سر الحياة !



فهو :
يحب عيش المنفتح الذي تستهويه الحرية
حاله كحال الطير الطليق ، فهذا الذي يحتاج أن يجذب
من خلال ما ينجذب إليه ويغريه ،
فكان الطعم هو الحث على الإستماع ،
الى صوت الذات التي قيدها بقيد الإهمال والإحتقار ،



فبذلك :
يكون الرجوع لجادة الطريق ،
فكم في الطريق من متساقط ؟!
محطمة ذواتهم ، مشوهة معالمها ،
تنتظر من ينفض عنها ذلكَ الغبار المتراكم ،
الذي شوَّه جمالها ، ونقاء حقيقتها .



قد :
ينكر الإنسان ذاته ، وقد ينفي عنها انتسابه ،
ولو أن حقيقة أمرها تطرق عليه بابه ،
وفي أفضل الأحوال لعله يجاريها ،
ويلبس عليها ذاتا مزيفة !



ليُسكت :
تلك الفطرة التي تستدعي إلتحاق الذات بالجسد ،
وما على الإنسان في حال غياب الإحساس في فهم الذات ،
إلا ليعلم بذلك أصل حقيقتها ، وما يريده في الحياة
أن يستقر على المبدأ ، وأن يخضع الذات لما يريده منها ،



لتكون :
رهينة أمره ونهيه ،
ولا يضار الخصام والخلاف مع الذات ،
ويبرز الاستقرار إذا ما كان للإنسان هدف في الحياة ،
ليصب اهتمامه لتحقيق ذلك الهدف ،
الذي يأمل أن يكون واقعاً يلامس أرض تطلعاته ،
وإذا ما على صوت الخلاف تبرم ورقة اتفاق ،
أن نعيش مع الذات حياة المهادنة والسلم
والسلام .




وجب :
علينا أن نثق بأنفسنا وذلك بجعل بينها ،
وبين المثبطين جدارا محفوظا ،
يحفظنا من تلكم الرسائل السلبية التي توقفنا
عن العطاء والبذل ،



ولابد :
أن نجعل شحنة ووقود البذل تأتي من ذواتنا ،
كي تضمن الوصول لغاياتتا ، فالناس يتفاوتون
في ردات أفعالهم ،

لهذا نترك تلك الأمزجة ،
ونكون من أنفسنا أقرب
.



مُهاجر

مُهاجر 07-19-2023 08:49 AM

اعتذر منكم سادتي الاكارم ،
إذا ما وضعت أي موضوع في غير مكانه المُحدد له ،

وعُذري أني اجهل تصنيف المواضيع ،

فمنكم ألتمس العُذر .

ضامية الشوق 07-19-2023 01:07 PM

موضوع جميل جدا
مبدع ما شاء الله عليك
قلمك مميز
إعجابي وتقيم وختم وتنبيهات

عـــودالليل 07-19-2023 03:30 PM

معذورياصديقنا العزيز

اي عمل كان اذا لم يحبه عمله الشخص
لن يتقنه

إرتواء نبض 07-19-2023 08:05 PM

طرحك جميل

مجنون قصايد 07-19-2023 10:44 PM

دابم حبك للشي يخليك تنجزه على اكمل وجه
وهذا ديدن كل شخص ناجح

نجم الجدي 07-20-2023 12:06 AM

نفسك بعدين المؤثراات اللي حولنااا
دااايم تحفزنااا للتقدم

نظرة الحب 07-20-2023 12:15 AM

طرح عام روعه
تناولته بفكرك الخاص


روعه

جنــــون 07-20-2023 12:27 AM

كل واحد عقله في راسه ويعرف خلاصه

المهرة 07-20-2023 05:09 AM


https://lh6.ggpht.com/_xnMUVx5wDsA/S...400/313152.png



اسلم ويعطيك العافية
طرح في منتهى الرووعة والجماال
فاالراحة النفسية مطلب مهم وضروري
لتحقيقِ الاستقرار النفسي
والابتعاد عن الاضطرابات النفسية
ول هذا يؤدي الى تحقيق التوازن المنشود
اشكرك وسلمت الايااادي لك تحيتي وتقديري
دمت وبانتظااار جديدك كون بخير




https://lh6.ggpht.com/_xnMUVx5wDsA/S...400/313152.png
















































الساعة الآن 12:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية