منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   سلسلة (3): سلسلة حياة النبي صلى الله عليه وسلم من البعثة إلى الهجرة (17) الخطبة: 46 من السيرة النبوية الْهِجرَةُ إلى الْحَبَشَةِ: دروسٌ وعِبَرٌ (3) ر (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=224287)

جنــــون 06-21-2023 09:48 PM

سلسلة (3): سلسلة حياة النبي صلى الله عليه وسلم من البعثة إلى الهجرة (17) الخطبة: 46 من السيرة النبوية الْهِجرَةُ إلى الْحَبَشَةِ: دروسٌ وعِبَرٌ (3) ر
 
سلسلة (3): سلسلة حياة النبي صلى الله عليه وسلم من البعثة إلى الهجرة (17)
الخطبة: 46 من السيرة النبوية
الْهِجرَةُ إلى الْحَبَشَةِ: دروسٌ وعِبَرٌ (3)


الخُطْبَةُ الْأُولَى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّه، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغفِرهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفِسِنَا وَمَنْ سَيِّئاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَحْمَدُكَ رَبَّنَا عَلَى مَا أنعَمْتَ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ نِعَمِكَ العَظِيمَةِ، وآلائِكَ الْجَسِيمَةِ حَيْثُ أرْسَلتَ إلَيْنَا أَفْضَلَ رُسُلِكَ، وأنْزَلْتَ عَلَينَا خَيْرَ كُتُبِكَ، وشَرَعْتَ لَنَا أَفْضَلَ شَرائِعِ دِينِكَ، فَاللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إذَا رَضِيتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا؛ أَمَّا بَعْدُ:

أيُّهَا الإخْوَةُ المُؤْمِنُونَ، تحدَّثنا في الخُطبة المَاضية عَن الهِجرة الثانية إلى الحَبشةِ، وحديث أمِّ سَلمة رضي الله عنها عن هذه الهجرة، واستفدنا فيما ذكرناه من الدروس والعِبر أنَّ العدل أساسُ المُلك، واستفدنَا هذا من عدلِ النَّجاشي ورفضِه تسلِيمَ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستمِع منهم، وردِّه لِرشوة قريش المغلَّفة في صُورة الهَديَّة.



ويستمر بنا الحديث في هذه الخُطبة عن حديث أمِّ سَلمة رضي الله عنها، وخاصةً حديثها عن: إِحْضَار النَّجَاشِيِّ للمهاجرين، وَسُؤَاله لَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَجَوَابهمْ عَنْ ذَلِكَ.



عِبَاد الله، تقولُ أمُّ سَلمةَ رضِي الله عَنها بعد حدِيثها عن ردِّ النَّجاشي لهدايا قُريش: "ثُمَّ أَرْسَلَ إلى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَاهُمْ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إذَا جِئْتُمُوهُ؟



قَالُوا: نَقُولُ: وَاَللَّهِ مَا عَلِمْنَا، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَمَّا جَاءُوا، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ[1]، فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ سَأَلَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي قَدْ فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي، وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْمِلَلِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إلى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِن الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَن الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَن الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ- قَالَتْ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ- فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ مِن اللَّهِ، فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا، وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا، لِيَرُدُّونَا إلى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِن الْخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَضَيَّقُوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إلى بِلَادِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَلَّا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ"[2].



عِبَادَ اللَّهِ، في هذا القَدر مِن الحَدث نخرُج بدروسٍ وعِبَرٍ نجملُها في دَرسَين:

الدرس الأول: الاعْتصَامُ بالكِتاب والسُّنةِ حَبلُ النَّجَاةِ:

لمَّا حَار المسلِمون في الذي ينبغي فِعلُه للردِّ على النجاشِي، جاء الحلُّ سَريعًا نتيجة سَلامة الفِطرة عِندهُم، فقَالُوا: "نَقُولُ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ"، وقال جعفر: "وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا"، فَلم يقولوا: نتحايل حتَّى ننجُو من بَطشِ النجاشِي، ولم يَكذِبوا، ولم يُنافِقوا، ولم يُدَاهِنوا، ولم يحرِّموا ما أحلَّ الله، ولم يُحِلوا ما حرَّمه الله، فلمَّا تمسَّكوا بالأصْلِ جَعلَ اللهُ لهُم فَرَجًا ومَخرجًا مِمَّا هُم فِيه ونستفيدُ مِن هذا لِواقِعنا ما يَلي:

• عدمُ التفريط في الكتابِ والسُّنةِ والاجتهاد في فهمِهمَا والعمل بهما، قالَ تَعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، قال ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أُحِبُّهَا لِنَفْسِي وَإِخْوَانِي: هَذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالْقُرْآنُ أن يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْأَلُوا عَنْهُ وَيَدَعُوا النَّاسَ إلَّا مِنْ خَيْرٍ[3]. وقيل للإمام مالك: ما النجاةُ؟ قال: السُّنة سَفينةُ نوحٍ من ركبَ فيها نجَا، ومن تخلَّف عنها هَلك.



• الحذرُ من دُعاة الفِتنة الذين يحكِّمون عُقولَهم فقط في نُصوصِ الكتابِ والسنة. فالحق عندهم ما وافق عُقولَهم وما عداه فهو بَاطلٌ يجبُ تركُه، كما يجبُ الحذر مِمَّن يُسمُّونَ أنفُسَهم زُورًا وبُهتانًا بالقُرآنِيين، والقُرآنُ مِنهم بَراءُ، فهؤلاءِ حذَّرنا مِنهم النبي صلى الله عليه وسلم بِقوله: "أَلا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ. وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ، وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ"[4]. وصدقَ رسُولُ الله، رِجالٌ قعَدوا على كَراسِيهِم في بيُوتهم أو مُحاضَراتهم أو في مواقِعهم على وسَائل التواصل وأمام الكَاميرات، يردُّون أحاديثَ المُصطفى ويقدَحونَ في الأحاديثِ الصَّحيحة مِمَّا رواه الأئِمة الثقاة عِند المُسلمين قَاطبةً.



• أنَّ الاعتصام بالكتاب والسنة حبلُ النجاة، قالَ تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، قيل في حبلِ الله تفسيراتٌ، منها: أنَّه القرآن. وقال صلى الله عليه وسلم عن سُنَّتِه: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"[5].




الدرس الثاني: التَّخلِيةُ قَبلَ التَّحلِيةِ:

إذا تأملنا خِطَاب جَعفر رَضي الله عنه أمام النَّجاشي أنَّه ذَكَر أولًا ما يَنهى عَنه النبي صلى الله عليه وسلم من مَسَاوِئ الجَاهِلية، ثم ثنَّى بالأوامِر، وهذا تنبيهٌ للمُصلحين والدعاة في كلِّ مكان وزمان؛ أنَّ التخلية قبلَ التَحلِية. فأنتَ إذا أردتَ أن تملأ كأسًا بالمَاء أو الشاي وهو متسخٌ، تقوم أولًا بإزالة الوسخِ قبل مَلئِه. فعلينا أن نجتَهِد في ترك المنهِيات أولًا قبل الاجتهاد في الطَّاعات. ومن جُملة ما ذكرَه جَعفر مِمَّا يفعلونه في الجَاهلية وينهَاهم عَنهُ النبي صلى الله عليه وسلم: عِبادةُ الأصنام، وأكل المَيتة، وفِعل الفواحش، وقطع الأرحام، وإساءة الجِوار، وقول الزُّور، وظُلم القوي للضَّعِيف. ولنَا أن نسأل في جاهِليتنا المُعاصِرة:

• ألَسنَا نَعبدُ أهواءَنا وشَهَواتِنا ونعشَقُها إلى حدِّ التفريطِ في الكَثير من الوَاجِبات، ومُباريات كُرةِ القدم خيرُ شاهدٍ.



• أليس فِينا من يستحِلُّ أَكل المَيتةِ بدون ذكاةٍ (ذبحٍ)، ومِنَّا من أعمَاهُ الرِّبح المَادي والطَّمع فيُطعِم زبائنه في المَطاعِم لُحوم الحَمِير والكِلابِ أو الدَّجاج الميِّت. وكثيرٌ من الوقائع المتواترة خير شاهِدٍ.



• وأمَّا الفواحشُ القَولِية والفِعلية وكثرتها؛ فهي أشهَرُ من أن يستدلَّ لها، وقد أخبرنِي بعضُ جيران مؤسسةٍ تعليمية عن الانحطاطِ الأخلاقي للتلاميذ الذين يتجمَّعون حذاء بيتِه؛ فَيسمعُ مِنهم الكلامَ السَّاقط، ومنهم من عَرض بيتَه للبيع للفِرار من جِوار مُؤسسة يُفترض فيها أن تكون تَربوية بالأسَاسِ، وهذا نداءٌ للمسؤولين على الشأن التعليمي بضرورة خلقِ فضاءات تثقيفية داخل المؤسَّسات التعليمية لإيوائِه التلاميذ في حالِ غيابِ أستاذ أو مَا أشبه ذلك.



• أليس الكثيرُ منَّا يشتَكِي من أقارِبهِ وجيرانِه ويشتَكِي مِنَ الجَفَاء الذي يَجدُه مِنهم.



• ألسناَ نَعِيش حوادثَ تدلُّ على أكلِ القويِّ للضعيفِ، ومنها انتشار السَّرقةِ تحتَ التهديدِ، والرشوة لأكلِ حقِّ الغير، واستِغلال المُناسَبات للزيادة في أثمنةِ السِّلعِ وتذاكِر النَّقل وهلُمَّ جرًّا من الأمثلةِ. فاللَّهم إنَّا نعوذ بِك من مَساوئِ الأخلاقِ، واصرفْ عنَّا سيِّئهَا، وآخِر دَعوانَا أن الحَمدُ لله رَبِّ العَالمين.



الْخُطْبَةُ الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَن اقْتَفَى.



بعد ذِكر جَعفر لأمورِ الجَاهِلية، ذكر ما يُضادها مِمَّا ينبغِي التحلِّي والعمل بِه، ومن ذلكَ:

• توحيدُ الله عز وجلَّ الذي يضادُّ الشِّركَ به وعبادة الأصنامِ واتباع سُنَّة الآباء كما يَفعلُ أهلُ الجَاهليَّة.



• الأمرُ بصِدقِ الحَديث؛ ومن ذلك قولُه صلى الله عليه وسلم:«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»[6].



• الأمرُ بأداءِ الأمانةِ؛ ومن ذلك قولُه صلى الله عليه وسلم:«أَدِّ الْأَمَانَةَ إلى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ»[7].



• الأمرُ بصِلةِ الرَّحمِ؛ ومن ذلكَ قولُه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ »[8].



• الأمرُ بحُسنِ الجوارِ؛ ومن ذلكَ قولُه صلى الله عليه وسلم:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ»[9].



• الأمرُ بالكفِّ عن سَائِر المَحارِم؛ كقتلِ الأنفسِ المَعصُومَة، والفَواحِش ما ظهر منهَا وما بطَن، وقول الزور واتهام النَّاس بمَا لم يَفعلُوه، وأكلِ أموَال اليتامَى، وقذف المُحصَناتِ المؤمناتِ في أعْراضِهنَّ بما لَم يفعَلنَ.



• الأمر بجُملة من الأوامرِ والعِباداتِ التي يجبُ الحفاظ عليها؛ كالصَّلاة والزكاة والصِّيام؛ لأنها غايةُ الخلق، قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].



فاللَّهم إنَّا نسألُك فِعل الخَيراتِ وتَرك المُنكراتِ، واتِّباع هَديِ نَبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم آمين. (تتمة الدُّعاءِ)

مجنون قصايد 06-21-2023 10:01 PM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

شموخ 06-21-2023 10:32 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

لا أشبه احد ّ! 06-21-2023 11:36 PM

:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

ملكة الجوري 06-25-2023 06:12 PM

جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان

ضامية الشوق 06-26-2023 09:55 AM

جزاك الله خيرا

نجم الجدي 07-01-2023 04:38 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

عـــودالليل 07-01-2023 09:08 PM

طرح جميل واختيار مميز
اشكر لك هذا الجهد

جنــــون 07-04-2023 08:37 PM

يسلمو ع المرور

إرتواء نبض 07-06-2023 11:09 PM

يعطيك العآفيـه
على الموضوع الروعـه
شكراً لك من القلب على هذآ المجهُود ,
ماأنحرم من عطـآءك المميز يَارب !
حفظك الله ورعآيته .
لِـ روحك باقات الورد


الساعة الآن 10:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية