منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=215736)

ملكة الجوري 10-10-2022 04:01 PM

حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة
 



{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} :
وصى سبحانه عباده بالإحسان والبر بالوالدين وخص بالذكر ما تعانيه الأم من متاعب وآلام في سبيل ولادة الأبناء فمن الأحرى أن يحسن إليها ولدها وخاصة في نهاية عمرها فكما حملته وتحملته في أشد حالات ضعفها عليه أن يحملها على رأسه وفي قلبه ويبرها وكذلك الوالد الذي نذر نفسه وحياته ووقفها على أسرته.

حتى إذا بلغ الإنسان عامه الأربعين وقد تحمل من خبرات الحياة ومن مقدرات العيش والقوى ما حمل , فعليه وهو في أوج قوته أن يشكر لله نعمته وأن يبادر بالصالحات من الأعمال وينأى بنفسه عن المنكرات فلا يبارز الله بنعمه ويسأل الله هداية الذرية فهي خير امتداد لأعماله الصالحة من بعده وأن يراجع نفسه ويسارع بالتوبة من كل ذنب فقد بلغ مبلغاً اقتربت معه النهاية ويالها من نهاية سعيدة تلك نهاية التائب الآيب العائد إلى الله الطائع المقبل على الصالحات من الأعمال حتى آخر أنفاسه.
هؤلاء من يتقبل الله منهم الصالحات ويغفر لهم الزلات ويرفع لهم الدرجات.

قال تعالى :
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} . [الأحقاف 15-16]

قال السعدي في تفسيره : هذا من لطفه تعالى بعباده وشكره للوالدين أن وصى الأولاد وعهد إليهم أن يحسنوا إلى والديهم بالقول اللطيف والكلام اللين وبذل المال والنفقة وغير ذلك من وجوه الإحسان.

ثم نبه على ذكر السبب الموجب لذلك فذكر ما تحملته الأم من ولدها وما قاسته من المكاره وقت حملها ثم مشقة ولادتها المشقة الكبيرة ثم مشقة الرضاع وخدمة الحضانة، وليست المذكورات مدة يسيرة ساعة أو ساعتين،وإنما ذلك مدة طويلة قدرها { {ثَلَاثُونَ شَهْرًا } } للحمل تسعة أشهر ونحوها والباقي للرضاع هذا هو الغالب.

ويستدل بهذه الآية مع قوله: { {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ } } أن أقل مدة الحمل ستة أشهر لأن مدة الرضاع -وهي سنتان- إذا سقطت منها السنتان بقي ستة أشهر مدة للحمل، { { حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ } } أي: نهاية قوته وشبابه وكمال عقله، { { وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} } أي: ألهمني ووفقني { {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ } } أي: نعم الدين ونعم الدنيا، وشكره بصرف النعم في طاعة مسديها وموليها ومقابلته منته بالاعتراف والعجز عن الشكر والاجتهاد في الثناء بها على الله، والنعم على الوالدين نعم على أولادهم وذريتهم لأنهم لا بد أن ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها، خصوصا نعم الدين فإن صلاح الوالدين بالعلم والعمل من أعظم الأسباب لصلاح أولادهم.
{ {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ } } بأن يكون جامعا لما يصلحه سالما مما يفسده، فهذا العمل الذي يرضاه الله ويقبله ويثيب عليه.

{ {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } } لما دعا لنفسه بالصلاح دعا لذريته أن يصلح الله أحوالهم، وذكر أن صلاحهم يعود نفعه على والديهم لقوله: { {وَأَصْلِحْ لِي} } { {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} } من الذنوب والمعاصي ورجعت إلى طاعتك { {وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} } { أُولَئِكَ } الذين ذكرت أوصافهم { { الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا } } وهو الطاعات لأنهم يعملون أيضا غيرها.
{ {وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ } } فِي جملة { {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ } } فحصل لهم الخير والمحبوب وزال عنهم الشر والمكروه.
{ {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} } أي: هذا الوعد الذي وعدناهم هو وعد صادق من أصدق القائلين الذي لا يخلف الميعاد.

أبو الهيثم محمد درويش


http://www9.0zz0.com/2014/08/09/20/372319702.gif


ضامية الشوق 10-10-2022 07:17 PM

طرح جميل

شموخ 10-10-2022 10:26 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

مجنون قصايد 10-11-2022 12:13 AM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

مجنون قصايد 10-11-2022 12:13 AM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

عـــودالليل 10-11-2022 12:30 AM

اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه

شكرا من القب
على هكذا طرح




احترامي
محمد الحريري

نظرة الحب 10-11-2022 06:03 AM

سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك

مياسه 10-11-2022 07:55 AM

جزاك الله خير على الطرح القيم
ونفع بك يارب
.‘

لا أشبه احد ّ! 10-11-2022 07:54 PM

:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

ملكة الجوري 10-13-2022 03:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضامية الشوق (المشاركة 4388959)
طرح جميل

ممتنه لَ روعة مرورك
لَ روحك عبق الجوري





الساعة الآن 03:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية