![]() |
الخوض في أعراض العباد!
ومن أكبر المصائب التي ابتُليت بها الأمة الإسلامية الآن هي مصيبة "الخوض في أعراض العباد والوقوع فيها دون أي دليل على ذلك"!
تلك المصيبة فشت في المجتمعات، ففرَّقَت الأحباب، وشرَّدَت الأُسَر، وهدَّمَت البيوت، وفوق كل ذلك كانت سببًا في حلول غضب الله ومقته! ولخطرها فإن الله من فوق سبع سماوات لم يتركها دون أي تحذير ووعيد لمن تسوُّلُ له نفسه أن يأتيها! قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]. بل إن الله جل شأنه قد حذَّر المؤمنين أن يقعدوا مع هؤلاء الخائضين، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68]. والرسول صلى الله عليه وسلم نهى وحذَّر من تتبُّع العورات والوقوع في أعراض الناس، حيث صَعِد صلى الله عليه وسلم المنبر يومًا فنادى بصوت رفيع: ((يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله)). ومما يندى له الجبين حرجًا وأسفًا، أنَّكَ تجِدُ بعض الناس عندما تسأله: لماذا تكلمت في عرض فلان؟ فإنه يرد عليك بإجابة لا تزيده إلا إثمًا فوق إثمه، يقول: "كل الناس يقولون هذا، فقلت معهم"! لكنَّهُ لو علم ماذا أعدَّ الله له وهو لم يتثبت مما يقول، لما فكَّر في مجرد الكلام حتى! قال الله تعالى: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 42 - 47]؛ أي: إن من أسباب دخول سقر- أعاذنا الله منها- أن يتكلم الإنسان في أعراض الناس، ويخوض معهم حيث خاضوا، ولا يتثبت مما يقول في حق الناس، بل إنه لا يباح له الكلام في أعراض الناس حتى لو تثبت! فالكلام في أعراض المسلمين محرم في كل الأحوال، فإن كان فيهم فقد اغتبتهم، وإن لم يكن فيهم فقد بهتّهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون ما الغيبة؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذكرك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته))! فعلى المسلم أن يشغل نفسه بما ينفعها، ولا يخوض مع الناس، فهذا هو الإمَّعة، وهناك حديث ضعيف يصف هذا الأمر، وهو ضعيفٌ سندًا، لكنه صحيحُ المعنى، جاء فيه: ((لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا))؛ رواه الترمذي (2007) بإسناد ضعيف. فليست العبرة بكثرة القائلين والخائضين، فالله قد ذم الكثرة في القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 36]. وقال تعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 6، 7]، وقال تعالى: ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 24]. فهذا- مع الأسف الشديد- هو أكثر حال الناس، فإذا تأملنا حالنا فسنجد أن أغلب الناس جحدوا ربهم وكفروا به، وابتعدوا عن أوامره، ولم يجتنبوا نواهيه سبحانه وتعالى، لكن الله عندما تكلم عن القلة في القرآن الكريم قال: ﴿ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [هود: 40]، وقال تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾ [ص: 24]، وقال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]. فكل هذه آيات تذمُّ الكثرة، وتخبر عموم الناس أن العبرة ليست بالكثرة ولا بالعدد الزائد؛ بل إن العبرة باتِّباع منهج الله، والسير على ما ارتضاه لهم. فينبغي علينا أن ننشغل بما ينفع، ونترك وندع ما يقدح ويضر، والحمد لله رب العالمين. |
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك |
كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة بـــــ انتظار الجديد القادم : مع التحية والتقدير .. |
طرح كميل
|
جزاك الله خيـــر وزادك رفعه ورزقك الجنان |
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ وُدِيِّ https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif |
جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد وعلى طيب ماقدمت اسعد الله قلبك بالأيمان وسدد خطاك لكل خير وصلاح وفي ميزان حسناتك ان شاء الله دمت بطاعة الرحمن |
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
https://akhawat.islamway.net/forum/a...0f8ce91bdfb633 ان الخوض فى اعراض الناس بغير حق حرام شرعااا ويعد من كبائر الذنوب وانه لا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب حيث يحرم على الانسان سماع المحرمات والنظر الى المحرم اسلمي موضوع جدا مميز بااارك الله فيك وفي جلبك سلمت الايااادي لما جلب وطرح يعطيك العافية وبانتظااار جديدك تقديري دمتي كوني بخير https://akhawat.islamway.net/forum/a...0f8ce91bdfb633 |
بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg |
الساعة الآن 10:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية