منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شرح حديث أنس: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه" (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=197336)

ضامية الشوق 08-06-2021 10:49 AM

شرح حديث أنس: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه"
 
شرح حديث أنس: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه"

♦ عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتمنينَّ أحدُكم الموت لضُرٍّ أصابه، فإن كان لا بد فاعلًا، فليقل: اللهم أَحْيِني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))؛ متفق عليه.

♦ وعن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خَبَّابِ بن الأَرَتِّ رضي الله عنه نعُودُه وقد اكتوى سبع كيات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا، ولم تنقصهم الدنيا، وإنَّا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلا التراب، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعوَ بالموت لدعوتُ به، ثم أتيناه مرةً أخرى وهو يبني حائطًا له، فقال: إن المسلم ليؤجرُ في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب. متفق عليه، وهذا لفظ رواية البخاري.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في كراهة تمني الموت لضرٍّ نزل به إلا أن يكون لفتنة في الدين: قال أنس بن مالك رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتمنينَّ أحدُكم الموت لضرٍّ أصابه))، مثل أن يصاب الإنسان بمرض شديد، أو بفقر شديد، أو بدَينٍ متعب، أو ما أشبه ذلك، فيقول: اللهم أَمِتْني حتى أستريح من هذه الدنيا، فإن هذا حرام ولا يجوز؛ لأنه لو مات فإنه لن يستريح، ربما ينتقل من عذاب الدنيا إلى عذاب في الآخرة أشد وأشد.

ولهذا نهى النبيُّ عليه الصلاة والسلام أن تتمنى الموت للضرِّ الذي ينزل بك، ولكن قابِلْ هذه المصائبَ بالصبر، والاحتساب، وانتظار الفرج، واعلم أن دوام الحال من المحال، والله عزَّ وجلَّ يقدِّر الليل والنهار، ويخلف الأمور على وجه لا يحتسبه الإنسان ولا يظنه؛ لأن الله إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، فلا تتمنَّ الموت لضرٍّ نزل بك.

أما ما يتعلق بفتنة الدِّين، إذا افتتن الناس في دينهم وأصابتهم فتنة؛ إما في زخارف الدنيا أو غيرها من الفتن، أو أفكار فاسدة، أو ديانات منحرفة، أو ما أشبه ذلك، فهذا أيضًا لا يتمنى بسببه الإنسانُ الموت، ولكن يقول: اللهم اقبضني إليك غير مفتون، فيسأل الله أن يُثبِّتَه وأن يقبضه إليه غير مفتون.

وإلا فليصبر؛ لأنه ربما يكون بقاؤه مع هذه الفتن خيرًا للمسلمين؛ يدافع عنهم ويناضل، ويساعد المسلمين، ويقوِّي ظهورهم، لكن يقول: اللهم إن أردت بعبادك فتنة، فاقبضني إليك غير مفتون.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((فإن كان لا بد فاعلًا فليقل: اللهم أَحْيِني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))؛ فأنت لا تدري - أيها الإنسان - وجهَ الخير في ذلك، لكن اجعل الأمر إلى الله: ((اللهم أَحْيِني ما كانت الحياة خيرًا لي)) يعني إذا كانت، ((وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي)).

فإذا دعوتَ الله بهذا الدعاء؛ فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءك.

وفي هذا الحديث دليلٌ على جواز الشَّرط في الدعاء؛ أن تشترط على الله عز وجل في الدعاء، وقد جاء ذلك في نصوص أخرى؛ مثل آية اللعان، فإن الزوج يقول في الخامسة: إنَّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وهي تقول في الخامسة: إنَّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين. فالشرط في الدعاء لا بأس به.

ثم ذكر المؤلِّف حديث قيس بن حازم حين دخلوا على خبَّاب بن الأرت رضي الله عنه، وهو من الصحابة الأجلاء، دخلوا يعُودونَه بعد أنْ فُتِحت الدنيا على المسلمين.

والمسلمون كانوا في العهد الأول فقراءَ، ولكن الله أغناهم بالغنائم الكثيرة التي غنموها من الكفار بإذن الله، كما قال تعالى: ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا ﴾ [الفتح: 20]، وقال: ﴿ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ﴾ [الفتح: 19].

فلما فتح الله على المسلمين، كثُرت الأموال عندهم، فزادت وتطوَّرت، وحصل من بعضهم ترفٌ، وصار بعضهم إذا قدِّم له الغداء أو العشاء يبكي على ما كان السَّلف عليه من ضحالة العيش وقلة ذات اليد.

دخلوا على خبَّاب بن الأرت رضي الله عنه وهو مريضٌ وقد اكتوى سبع كيَّات، والكَيُّ أحد الأدوية النافعة بإذن الله، ثلاثة أشياء نصَّ عليها الرسول عليه الصلاة والسلام، وبيَّن أن بها الشفاء بإذن الله: ((الكي، والحجامة، والعسل))؛ هذه الثلاثة من أنفع ما يكون بإذن الله عزَّ وجلَّ، وهناك بعض العلل لا ينفع فيها إلا الكيُّ، فمثلًا ذات الجنب، وهو داء يصيب الرئة فتتجلط وتلصق بالصدر، ويموت الإنسان منها إلا أن يشفيه الله عزَّ وجلَّ بأسباب.

هذا النوع من الأمراض لا ينفع فيه إلا الكيُّ، كم من مريض يصاب بذات الجنب يذهب إلى الأطباء ويُعطُونه الإبر والأدوية وغيرها ولا ينفع! فإذا كُوِي برأ بإذن الله.

كذلك هناك أشياء تصيب الأمعاء تسمَّى عند أطباء العرب الطير؛ لأنها تتفرق في الجسد، هذه أيضًا لا ينفع فيها إلا الكيُّ، مهما أعطيتَ المريض من الأدوية لا ينفع فيها إلا الكيُّ.

هناك أيضًا شيء ثالث يسمى عند الناس الحبة، ورم يظهر في الفم أو في الحلق، وإذا انفجر هلَكَ الإنسان، هذا أيضًا لا ينفع فيه إلا الكي، وأشياء كثيرة لا ينفع فيها إلا الكي.

كوى خباب بن الأرت رضي الله عنه سبع كيات، ثم جاءه أصحابه يعودونه، فأخبَرَهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الإنسان يؤجر على كل شيء أنفَقَه، إلا في شيء يجعله في التراب))؛ يعني في البناء؛ لأن البناء إذا اقتصر الإنسان على ما يكفيه، فإنه لا يحتاج إلى كبير نفقة.

يبني له حجرة تكفيه هو وعائلته، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق، كانت بيوته حُجَرًا، حجرة واحدة له ولزوجته، وليس فيها أكثر من ذلك، وعند قضاء الحاجة يخرجون إلى الخلاء ويقضون حاجتهم فيه.

لكن تتطور الناس، ومن علامات الساعة: أن ترى الحفاة العراة العالة - يعني الفقراء - يتطاولون في البنيان؛ يتطاولون في البناء؛ في علوِّه في السماء، أو في تذويقه وتحسينه، فهذا المال الذي يجعل في البناء لا يؤجر الإنسان عليه، اللهم إلا بناء يجعله للفقراء يسكُنونه، أو يجعل غلته في سبيل الله، أو ما أشبه ذلك، فهذا يؤجر عليه، لكن بناء يسكنه، هذا ليس فيه أجر؛ بل ربما إذا زاد الإنسان فيه حصل له وزر، مثل ما يفعل بعض الفقراء الآن.

الآن عندنا فقراء يتدين الإنسان منهم إلى عشر سنين أو خمس عشرة، وإن طال الأجل إلى عشرين سنة، من أجل أن يرصِّع بنيانه بالأحجار الجميلة، أو من أجل أن يضع له أقواسًا أو شرفات، أو ما أشبه ذلك، وهو مسكين يعمل هذا العمل المنهيَّ عنه ويستدين على نفسه الديون الكثيرة.

وأما البنيان الذي يكون على حسب العادة، يعني لو أن الناس اعتادوا بنيانًا معينًا، وأراد الإنسان أن يبني ما كان على العادة، وما كان ينبسط فيه أهله بدون إسراف، وبدون أن يستدين؛ فهذا لا بأس به، وليس فيه إثم إن شاء الله.

الفارس عبدالله 08-06-2021 10:50 AM

جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
دمت بِ سعآدة لا تنتهي

ضامية الشوق 08-06-2021 07:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفارس عبدالله (المشاركة 4073145)
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
دمت بِ سعآدة لا تنتهي

يسلمو على المرور

نجم الجدي 08-06-2021 10:14 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

ضامية الشوق 08-06-2021 11:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجدي (المشاركة 4073595)
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

يسلمو على المرور

فزولهآ 08-07-2021 12:51 AM

طرح جميل

إرتواء نبض 08-07-2021 01:40 AM

قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

ضامية الشوق 08-07-2021 10:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فزولهآ (المشاركة 4073992)
طرح جميل

يسلمو على المرور

ضامية الشوق 08-07-2021 10:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إرتواء نبض (المشاركة 4074081)
قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

يسلمو على المرور

مجنون قصايد 08-07-2021 07:54 PM

بيض الله وجهك على اختيارك
للطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg


الساعة الآن 01:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية