![]() |
الإنصاف مع الناس جميعا منهج القرآن
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [1].
تأمل قولَ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: {لَيْسُوا سَوَاءً}، لتعلم كيف يعلمنا الله تعالى الإنصاف مع الناس جميعًا حتى الخصوم. فمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أناسٌ صالحون، وعُبَّادٌ لله قانتون، وهؤلاء منهم من مَاتَ قَبْلَ أن يُدْرِكَ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ، ومَنْ أَدْرَكَ منهم شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ آمَنَ بالرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَ بِالْقُرْآنِ، مع إيمانه بِكِتَابِهِ. وهؤلاء أثنى الله تعالى عليهم ووعدهم كفلين من الأجر فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الْقَصَصِ: 52-54]، يُؤْتَوْنَ أَجْرَيْنِ بِإِيمَانِهِمْ بِمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَبِإِيمَانِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ، وَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ وَصَدَّقَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ تَعَالَى وَحَقَّ سَيِّدِهِ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَغَذَّاهَا، فَأَحْسَنَ غِذَاءَهَا، ثُمَّ أَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ».[2] وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أناسٌ كَفَرَةٌ فَجَرَةٌ، هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ حالًا، وأرذلهم أخلاقًا، وأقبحهم مآلًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [3]. وهم الذين يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا، ويرون الحقَّ أبلجَ ثُمَّ يُحارِبُونه، وَيَعْرِفُونَهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ثم يعادونه ويحاربون دينه. وإياك أن تتوهم أنه بقي مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ بعد بعثة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ يوصفُ بالصَّلاحِ مع استمراره على كفرهِ، ومعاداته لخاتم الرسل، وخير الخلق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 113- 115. [2] رواه البخاري- كِتَابُ النِّكَاحِ، بَابُ اتِّخَاذِ السَّرَارِيِّ، وَمَنْ أَعْتَقَ جَارِيَتَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، حديث رقم: 5083، ومسلم- كِتَابُ الْإِيمَانِ، بَابُ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، وَنَسْخِ الْمِلَلِ بِمِلَّتِهِ، حديث رقم: 154. [3] سُورَةُ الْبَيِّنَةِ: الآية/ 6. |
جزاك الله خيرا
|
|
طرح جميل
|
كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة بـــــ انتظار الجديد القادم : مع التحية والتقدير .. |
جزاك الله خير وزادك رفعه ورزقك الجنان |
طرح رائع
يعطيك العافيه |
بيض الله وجهك على اختيارك
للطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg |
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
اسأل الله العظيم أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان وأن يثيبك البارئ خير الثواب دمت برضى الرحمن |
الساعة الآن 06:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية