![]() |
النافع الوحيد
قال عز وجل : ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنوْنٌ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليْمٍ ﴾ [ الشعراء : 88-89 ]. فلا القول ينفع ، ولا العمل يشفع ، بل سلامة القلب هي أصل كل نجاة ؛ كما أن فساده أصل كل بلية ، لكن ما هو القلب السليم؟! والجواب : هو القلب الذي سلم من كل شيء إلا من عبوديته لربه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالقلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر ، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر ؛ فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يُمدح به " . وتأمل كيف جعل الله المال والبنون بمعنى الغنى ، كأن المعنى : يوم لا ينفع أحد غناه إلا غنى من أتى الله بقلب سليم ؛ لأن غنى الرجل الحقيقي هو في دينه بسلامة قلبه كما أن غناه فى دنياه بماله وولده ، وعلى هذا يكون من معاني القلب السليم أي من فتنة المال والبنين. لكن تلميذا نجيبا من تلامذة ابن تيمية أفاض في شرح معنى القلب السليم ؛ يبغي بذلك إزالة أي لبس أو غموض حتى يسهل الوصول إلى المراد ، فقال الإمام ابن القيِّم [ ت : 751 ] : " والقلب السليم هو الذى سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده من الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبره ، ومن كل شهوة تعارض أمره ، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله ، فهذا القلب السليم فى جنة معجلة فى الدنيا ، وفى جنة فى البرزخ ، وفى جنة يوم المعاد ، ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد والاخلاص ، وهذه الخمسة حجب عن الله " . وفي آية سورة ق : ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ ق : 32-33 ]. وتأمل قوله تعالى في الشعراء : ﴿ أَتَى ﴾ ، وفي ق : ﴿ جَاءَ ﴾ ، وكأن المعنى الذي يريد أن يوصله لك ربك : ائتني بقلب سليم وجئني بقلب منيب تنجُ من عذابي وتنل رضائي ، فأنت يا أخي وحدك الذي تملك أن تأتي بهذا القلب وليس أحد غيرك. وفي المقابل قد يدخل عبد النار بسبب قلب كما قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾ [ الأعراف : 179 ]. بل إن حال العبد في قبره ما هو إلا انعكاس لحال قلبه في الدنيا كما قرَّر ذلك ابن القيم وهو يزيدنا في كتابه زاد المعاد " فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر نعيما وعذابا وسجنا وانطلاقا " . والله اعلم |
جزاك الله خير
|
مُعجب بكل ماشاهدت
وقرأت خلال تواجدي على هذا الموضوع دليل جمال ذآئقه عالية المستوى ودقه في إختيار الطرح شكري لك من القلب على مجهودك محمدالحريري |
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
روح الندى
كل الشكر والامتنان على مرورك الراقي لك مني كل الود والتقدير |
عود الليل
كل الشكر والامتنان على مرورك الراقي لك مني كل الود والتقدير |
نجم الجدي
كل الشكر والامتنان على مرورك الراقي لك مني كل الود والتقدير |
جزاك الله خير
|
ماشاء الله تبارك الرحمن ذوق في اختيارك وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد |
سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه مودتي |
الساعة الآن 03:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية