اكد باحثون في الكلية الملكية في لندن أن التدخين يتسبب بتعفّن الدماغ بتدميرها للذاكرة والقدرة على التعلم والتفكير وفي حين اشارت دراسة سابقة اشتملت على 8000 شخص تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ومُصابون بارتفاع ضغط الدم وتزداد أوزانهم عن الحد الطبيعي ان حالتهم قد تتسبب في تضرر الأنسجة الدماغية حيث ركز الباحثون على احتمالية الاصابة بالنوبات القلبية او السكتات الدماغية وحالة الدماغ وتم جمع البيانات المتعلقة بالصحة العامة ونمط الحياة للمجموعة السابقة وخضوعها في الوقت ذاته لفحوصات لتقييم حالة الدماغ كما في تعلّم المُشاركين لأكبر عدد ممكن من كلمات جديدة أو أسماء لحيوانات في دقيقة واحدة .







أكدت النتائج أن الخطر العام للاصابة بالنوبة القلبية او السكتة الدماغية مرتبط بتناقص القدرات المعرفية كما ثبت ارتباط التدخين بتناقص تحصيل المُشاركين في الدراسة وفي حين أكدت دراسات سابقة على العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والتدخين وتناقص القدرات المعرفية الذي يتطور الى الخرف مع التقدم في العمر اضافت هذه الدراسة قيمة ملحوظة للعلاقة .







من المعلوم ان التدخين , وارتفاع ضغط الدم و كوليستيرول الدم وارتفاع مؤشر كتلة الجسم ( BMI ) يؤثران بشكل مباشر في صحة القلب وأضاف هذا البحث مدى تأثير هذه العوامل على صحة الدماغ .​






يؤكد الباحثون أن التوقف عن التدخين ينعكس ايجابيا على صحة الإنسان بشكل عام، كما ينعكس بشكل خاص على دماغه حيث يستعيد الشخص الذي كان مدخنا، نشاطه الذهني وقدرته على التذكر بشكل كبير.

هذه النتائج تم التوصل إليها وإثباتها من قبل فريق من الباحثين من جامعة نورثمبريا البريطانية ونشرت نتائجها في مجلة Drug and alcohol dependence ، حيث تم إجراء اختبارات للذاكرة على ثلاث مجموعات من الأشخاص، مجموعة مكونة من مدخنين، ومجموعة ممن اقلعوا عن التدخين، ومجموعة من غير المدخنين ولم يسبق لهم التدخين، وقد طلب من كل مجموعة حفظ مجموعة من المهام خلال تجولهم في حرم الجامعة.
ثم طلب منهم إعادة تذكر تلك المهام، وقد تبين أن أداء المدخنين كان أقل من أداء باقي أفراد المجموعتين، حيث بلغ 59 بالمائة، أما المجموعة التي توقفت عن التدخين فقد ارتفعت لديهم القدرة على التذكر إلى 74 بالمائة، أما مجموعة غير المدخنين ولم يسبق لهم التدخين بلغت قدرتهم على التذكر 81 بالمائة.
وحول تلك النتائج، قال المشرف على الدراسة الدكتور توم هفرنان ( أنه مع وجود عشرة ملايين مدخن في بريطانيا، ووجود خمسة وأربعين مليون مدخن في الولايات المتحدة الأمريكية فانه من الضروري معرفة مدى قدرة التدخين على التأثير عليهم وعلى قدراتهم الإدراكية، وخصوصا قدرتهم على تذكر المهام وما يجب القيام به في المستقبل القريب ) وأضاف هفرنان ( أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء مثل هذا النوع من الدراسات لمعرفة مدى تأثير التوقف عن التدخين على الذاكرة وعلى الوظائف الإدراكية التي تلازم الإنسان طوال حياته).​