منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   ضويت بخاطــري شمعهـ .. "يمنع اللمنقول" (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=111)
-   -   تسقّطي أخباري من ركبان المنتديات في صحراء وحدتك.. (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=118210)

رَاعِي غَنَمَ 04-14-2017 02:04 AM

تسقّطي أخباري من ركبان المنتديات في صحراء وحدتك..
 




العرض
سكنت الأصوات لاحت كشّافات الضوء


http://img.theepochtimes.com/n3/eet-...er-676x450.jpg



كانس المسرح يقفُ تحت الأضواء
يسند المكنسة إلى خصره من التجنّي على شعوره
أن نقول مثلا..
إنّ آخر قدم برحت الرّكح قد خلّفتْ في نفسه بعض الأسى
الأمر من وجهة نظر أيّ شاعر يبدو كذلك
لكن من ذا الذي قال إنّ رؤى الشعراء
هي الرؤى التي يجب أن نستكين إليها ونقبلها عن طيب خاطر
الشعراء يزايدون كثيرا على أحاسيس غيرهم
يختلقون أسى يفتح شغف التعاطف مع هذه الوحدة..
التي أغرقتْ كانس المسرح
الذي رفع مكنسته وراح يحدّثها كما لو كانت امرأة...
كانت امرأة من لحم ودم
نعم كانت كذلك رغم المقبض الخشبي الطويل..
الذي يتهدّل منه هذا العشب اليابس
فالوحدة في المسرح المضاء تخوّل له تصويرها
كما يلهمه خياله..
ألم يجعل الممثل الذي شهد بروفاته مئات المرات
من كرسيه طفلا يخاطبه.
نعم حدث الأمر أمامه وقد أبكاه المنظر
أبكاه الرّجل وهو يحتضن الكرسيّ كأنه ابنه
أيحقّ لغيره ما لا يحقّ له
وما دام قد حوّل الكرسيّ إلى طفل
وأقنع جمهور النظّارة بهذه الخدعة الشنيعة
فما الذي يمنع المكنسة من أن تتحوّل إلى امرأة
وهو بلا امرأة أصلا..
يستطيع الآن وقد بقي وحيدًا معلّقًا على الرّكح ..
أن يقدّم دوره الحقيقي
أن يقول نفسه كما يجب دون خوف ودون وجل من الآخرين
هو لا يشبه هؤلاء الممثلين الفشلة الذين يستعينون..
على إمتاع الجمهور بالضحك أو البكاء أو التأمل في كلماتهم.
بما يبتدعه لهم المؤلف وما يسوقهم إليه المخرج
لن يستعين بتلاعب في الأضواء ولا بالديكورات ولا الأكسسوارات
ولا بممثل آخر يواجهه..
في النهاية أنا وحدي..
يقول..
في النهاية يجب أن أخلق امرأة من مكنسة.
وأن تستجيب هذه المكنسة إلى طموحي
الكثرة تتخيّل أنّ المسرح
أيّ مسرح تعمّه الكآبة بمجرّد رحيل ممثليه ونزول ستارته
نعم الكثرة تتخيّل هذا الأمر
ودعني أصارحكم بأنّ الشاعر هو من يختلق هذا الشعور..
ويلبسه على الحالة
ثم يقنع به غيره
هذا غير حقيقي بالمرّة
هذا الشعور الزّائف يفتعله الشاعر
يرى أنّ المكان يتوحّش بعد العرض
الأمكنة ليست فارغة حتى لو تركناها لنهش الفراغ نفسه
الأمكنة مملوءة بسحر صمتها
بدفء مزاجها العاطفي..
بفيوضات ذاكرتها
الأمكنة لا تبرح ذواتها حتى وإن برحناها
هل تعرفين ..
رأيتهم وهم ينزلون إلى جمهور النظّارة
يختلطون بهم ذلك الشغف النّابت في الأعين تحت الأضواء
الفرح المؤثث بالانبهار الساحر
يتحوّل المسرح إلى خلية نحل
يدبّ الهرج ينعقد سحاب دخّان سجائرهم
تتلصّص العيون
تفتن
تشهق
شيئا فشيئا يتعرّى المكان من النّاس نظّارة وممثلين
فجأة أجدني وحدي
يدي في يدكِ ونحن نعتلي الرّكح
امرأة شهيّة تذعن ليدي وتسير إلى جواري
ترتقي معي الدرج الواطئ وتنام على صدري إن هي كلّت..
انظري المسرح لم يتغيّر
الكراسي نفسها لم تتغيّر
كل ما أصابها هو غياب وهمهم
الآن بإمكاننا أن نكون وحيث نكون لا مكان للأسى
كل ما كان قبلنا حالة وهمية
النظّارة يدركون أنّ ما يعرض عليهم مجرّد كذب
لن اختلف معك في كونهم مدركين لتلك الأكاذيب التي يعشقونها
المرأة التي بكتْ أثناء العرض..
حين احتضن الممثل الكرسي على أساس أنه ولده
كانت تعرف أنّ ما يحضنه الممثل كرسيا وليس ولدا
لكنها بكتْ..
في أغلب الأحوال لقد فعلت ذلك لأجل ذكرى
حادثة استدعاها الموقف..
ربما تركها خطيبها
ربما هي وحيدة مثلنا تماما
إذ كانت الكراسي إلى جوارها شاغرة
أنتِ تقولين..
إنّها حبّذتْ حضور العرض وحيدة
أو أنّ خطيبها من هؤلاء الذين يسخرون من العروض المسرحية
فأعتذر لها بذوق عن عدم مرافقتها..
أنا أقول لك..
هل يمكن أن يكون جلفا إلى هذا الحدّ..
لا..لا.. يستحيل..
ميلي إلى تصوّري فهو أكثر واقعية من تخمينك
أنتِ ترافقينني إلى العرض كل ليلة
لقد شهدناه مئات المرّات
حفظناه عن ظهر قلب
أعرف غيرتك عليّ وأحسّها كلما زاغ بصري..
نحو الممثلة المملوءة البيضاء
للحقّ يسحرني دورها
نطقها
حركتها
دورانها كفراشة
أكثر من مرّة لعب الشيطان برأسي..
وأنا أتخيّل عري جسدها
ماذا لو اقتحمتُ حجرتها وهي تستعدّ لأداء الدور
سرعان ما أطرد الفكرة من رأسي ..
وأنفض قلبي من رغبته
سوف أصدقك القول أكثر..
ليس الورع وخوفي من الله
هو الذي يحول بيني وبين تلك الرغبة المشتعلة..
إنما أنتِ
غيرتك عليّ
حبّك لي..
ثم إنّها تبدو فتاة طائشة
اقتحام حجرتها بشي من التظاهر بالخطأ..
سوف يكلّفني عملي وفضيحة تهتز لها جدران هذا المسرح
فكّرتُ في أمر آخر بيني وبين نفسي
وقد خفتُ ساعتها أن أطلعكِ عليه
ماذا لو قدّمتُ نفسي كممثل مع هذه الفرقة..
تلك فرصة تجعلني أقتربُ منها بمبرّرات مشروعة
ثم طفقتٌ أضحكُ على نفسي..
كانس المسرح ممثلا..
في الليلة السابقة وبعد انتهاء عرضهم ..
حملتك بين يديّ ورحتُ أدور بحركات ملفتة.
إقبال فإدبار
تقدّم فتقهقّر
يدي تحت إبطك ويدكِ على كتفي
أما يدي اليسرى فقد كانت ملتحمة بيدك..
في ارتفاع يمنح لحركاتنا شكل شجرة ..
يهز أغصانها نسيم الصباح
رجلك اليسرى تترك متسعا لرجلي
ثم في نوبة أخرى تفسح فيها رجلي متسعا لرجلك..
وهي تتقدم نحوي
العانة على العانة
الجسد يلامس الجسد
كنت أسمع في خلال ذلك موسيقى شهية
موسيقى تأتي من مكان بعيد في رأسي وتتوزّع في أعصابي
متلاصقان حدّ الشهوة..
أناوالممثلة المكتنزة البيضاء
كأنها لم تبرح الرّكح
نسيتكِ فيها
ولقد أجدتُ رقصة الفالس
فوعدتني أن تقترح اسمي على مخرج العمل المسرحي
عليه أن يضيف رقصة لهذا العرض
لأجلك فقط..
سوف أفسد العرض إنه ليس حقيقيا..
الحقيقي نحن
أنا وأنتِ الآن على هذا الرّكح
ننظّفه من غبار أوهامهم
لنعدّه لكذبة ليلة أخرى...






حطينا النقطة ورجعنا للسطر.http://www.jreee7.com/vb/images/smilies/330.gif



خطبة الـراعِي وهو يبرح هذا الرّكح
أيها النّاس.. بعد طول تأمل وعواصف قلق
وبعض الوهن والمرض قررنا أن نبرح هذا الفضاء إلى غير أوبة
ونحن نغادر نسأل الله أن نكون قد أدينا ما علينا من قول حق
ونصرة جمال وقيمة نصح فإنْ كنا قد أصبنا فهو من الله فينا
وإن كنّا قد خبنا فهو من ضعف النفس
وقلة الحيلة وطبع الهوى.
فاعذروا حدّة الطبع وسعة المكاشفة وروح الصراحة
وعنف التمرّد وسلاطة الحرف
فإني والله كجلمود الصخر إذا واجهتُ الصدّ
كصحفة الماء إذا ذقتُ الود
وإني في الحالين لا أملك من أمري إلاّ ما ملّكني الله
من هذه الطبيعة النفسية التي أُلهمتُ بها
ففرّقني عن غيري
وإن كنت قد زدتُ عليها فما هو إلا واقع التجربة ..
وأفق الحياة التي تصنع من كل خلقة خلقتها
فترفع الناس وتخفضهم في أعين بعضهم.
وإني والله لا أسأل الرفعة
بقدر ما أسأل الحبّ حبكم الذي أضاء طريق حرفي
ودلل صعاب خوفي وحملني غيمة فوق سنان أذواقكم
حتى أمطرتُ في أودية نفوسكم فإنْ أينع غيثي سنابل حبّكم
فلكم محبّتي وإنْ أفسد طوفاني بعض غرسكم
فلكم محبّتي أيضا..
أترككم في خير وسلام.
وركب جحشته وقصد قصايد ليلhttp://www.jreee7.com/vb/images/smilies/225.gif









رَاعِي غَنَمَ..®
الجزائر...
19/07/2016

إرتواء نبض 04-14-2017 02:16 AM

تنبيهات . ختم . تقيم

سُقيا 04-14-2017 02:19 AM

.


أنا على يقين تام أنَّ هذا الكانِس ومثله كثيرين يملكونَ
مالا يملكه الممثلون والاغنياء والسلاطنة والنقاد والشعراء
تبرّج دخولكَ بالاضواء ، بحيثُ أنكَ سمحت لأن يرتدي البوح جُنونه قسراً دونَ
تأثير غير مرغوب أو تَعب ، استمتعتُ كثيراً بِما قرأتهُ فقد كوّنتُ لرقصة
الفالس جمهورٌ آخر صفّق لهما بِحرارة ، حتى انني حينما انتهى النص احسستُ فعلاً
بِإحساس أولئكَ الذينَ يكتئبونَ يوم يُسدَل سِتار المسرح ، كان انسجامي بِما تقوله
كانسجام الباكية على من عانقت الكرسي على أنه طفلها
.

العُزلة في عتمة الحياة يُبلغنا إبداعات الفِكر و يقشّر ملامح الحيرة
تتناثر بأسقف الدهشة ثُريا نبتغي من ضوئها صُوراً تُذكرنا
بأنفسنا التي أضعناها في مكانٍ ما لكننا حينَ نُدهش بهذه الطريقة
نكون قد وجدناها بِارتقاءٍ تام .

فأنا قد صدقت الكذبتين على أية حال .

ممتنة ، محبتي الكبيرة للنص .
تحيّتي للجزائِر وأهلها .

إرتواء نبض 04-14-2017 03:59 AM

بصراحه امام هذا الحرف الأنيق
عجزت عن التعبير أقف أحتراما لك سيدي
ساحره حروفك يانقي
دمت ودام نبض قلمك الراقي ..

كـــآدي 04-14-2017 06:44 AM

الله نص جدا جميل
تقييمي لجماله

ضامية الشوق 04-14-2017 09:14 AM

صح لسانك
وعلا شأنك

غزلان 04-14-2017 05:22 PM

اولان ياهلافيك ومرحبانورة قصايدليل

كلمات تفوق الابداع والذوق

هنا تنبض مشاعر الاشواق
وهنا كان قلمك الرائع
حوار متقن
كاتقان اللؤلؤ
جوهرة الكلمات
لسطورك نبضها الرائع
كل شي هنــا معــقــود بــالجــمـال
شكرآ لفيض العطر المنسكب
لروحك الجوري
تقيمي ونجومي


غيم 04-14-2017 09:31 PM

نص باذخ الحرف ، فخم المعاني ..
ابدعت وتألقت ،
دام رقي حرفك وجمال معانيك ,,
تحياتي /

نجم الجدي 04-15-2017 12:34 AM

عليك قلم وفلسفة ولاا احلااا
قلم كبيرررر وفكرك اكبرر وامتعتني

بوووحك جريئ بس فكنااا من التعرري
والنفردااات اللي تجيب العيد لاي قاارئ

يافنك
واناا اشهد انك فنااان حررررف

رَاعِي غَنَمَ 04-15-2017 02:23 AM



رائعة الثناء
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php...ine=1492124401

ليس تشاؤما ً بقدر ما هو انعكاسٌ لواقع الحال
أيتها النبيلة حرفا ً وحضورا
. لكِ من أخيك الشكر لا ينتهي ..
مع وافر التقدير والامتنان




الساعة الآن 01:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية