ظنوا أنني قد جننت !
قد دثرني الخرف !
قد لملمني الجنون من شارع طويل
قد احتضنت الضياع و أبيت العودة !
ظنوا أن نهايتي و مآلي
كأس جنون يتشندق على شفتي !!
تباكوا على جثتي ؟
و أداروا الظهور عن لحدي
و يال العجب !!
تتهاطل الحسنات علي
لتخفف ويلات تذيبني !!


أشكرهم ؟؟

عرفت أنهم يمزقونني بأفواههم !!
يقطعونني بأنيابهم
يتهامسونني في الليل ليتناولونني في النهار على وجباتهم الرئيسية !
و في أسحار المساء !
عجبا ما سر هذه الحسنات ؟؟


تمنيت جنونا حقيقيا لا ملفقا ؟
تمنيت موتا شاسعا بعدد حبات المطر
تمنيت أن لي عينا تبصر بعد موتي
كي أرى أقدامهم تغادرني ؟!


أي تعاظم هذا الذي ينحني ليقبل رأسي و يذوب في عيني متهالكا ؟!
أي تاريخ هذا الذي قضيته ليغتال أنفاسي الرثة على أعتاب أنفي و وجنتي ؟
أي حزن هذا الذي حطمني و أفقدني أنتي ؟؟
أي تحجير لقلب يلملمني و يضيعني بين راحتيه !
أي إحساس هذا الذي ببروده قتل الهجير ؟
أي ابتسامة تلك التي ترتسم على وجنتي فقير ؟
و تعانق خدي فتى أكلت الشمس وجهه بغرور
أي أخوة تلك التي تعني أن قلبك يحتضر و أن عينيك تموت ؟؟
أي فرح ذلك الذي يكسوني و تلوكه الألسنة حسدا و ريبه ؟
أي مصائب عاثت بتاريخي أشربتني كأس المرار و العودة لحنين فجرني
و اشرأب ضاحكا
أي باب مقفل يفتح أمام عارية تحت المطر !
و أي دمع يجف ليضحك العالم ؟؟


دعيني أرجوكِ دعيني و شأني دعيني أتهاطل مع المطر و أطير مع الرياح
دعيني أكن غيمة في سماء صحراء
دعيني أكن كأسا في يد طاغيه
دعيني أكن عينا لحاكم يبكي !
دعيني ألتمس لكِ عذرا على الأقل أمام عيني
دعيني ... دعيني .. دعيني !!
دعيني يا دمعتي أبكي و أستلقي بين قدميكِ
دعيني أحضن السماء علها تقذفني
و دعيني أهرب قبل أن يقتلني خوفي و يمزق حنجرتي
إعجني قلبي و انحتيني طوقا حول عنقك
أذيبيني في ثرى لحنكِ و ارتعي فوق فرحي لاعبه


فقط ..
أريد أن ألقى سعادتي ترفرف فوق نعشي
هكذا أنا كما عودتني
عارية تحت المطر