منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   فمن لها يوم السبع (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=113185)

فخآمه 01-17-2017 12:57 PM

فمن لها يوم السبع
 
]


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ، ثم أقبل على الناس
فقال : ( بَيْنَا رجلٌ يَسُوقُ بقرةً ، إذ ركِبَها فضَرَبَها ، فقالت : إَّنا لم نُخْلَقْ لهذا ؛ إنَّما خُلِقْنَا للحرثِ ) ،
فقال الناس : سُبحانَ اللهِ ! ، بَقَرةٌ تكَلَّمَ ؟ ، فقال : ( فإنِّي أُومِنُ بهذا ، أنا و أبو بكر وعمر ، وما هما ثَمّ .



وبينما رجلٌ في غَنَمِه ، إذ عَدَا الذِّئبُ ، فذَهبَ منها بشاةٍ ، فطَلَبَ حتَّى كأنَّه استَنْقَذَها منه ، فقال له الذِّئب هذا :
استَنْقَذْتُها منِّي ، فَمَن لها يومَ السَّبُع ، يوم لا راعيَ لها غيري ؟ ) ، فقال النَّاس : سُبحانَ اللهِ ! ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ ؟ ، فقال :
( فإنِّي أُومِنُ بهذا ، أنا و أبو بكرٍ وعمر ، وما هما ثَمّ ) " . متفق عليه واللفظ للبخاري






معاني المفردات


بينا رجل : أي بينما رجل
وما هما ثمّ : أي ليسا حاضرين ، والكلام عائد إلى أبي بكر و عمر رضي الله عنهما
عدا الذئب : هجم على الغنم
استنقذها منه : أي خلّصهما من الذئب
يوم السَّبُع : يوم في آخر الزمان ، ينشغل الناس فيه بالفتن عن أمور معاشهم
حتى تعدو السباع على الغنم .





تفاصيل القصّة


اعتراض بقرةٍ ، وشماتة ذئبٍ ، أعجوبتان من أعاجيب القصص التي حدثت في العصور السابقة ، والأمم الغابرة ،
وبقيت شاهدةً على عظيم قدرة الله التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء.




وليس الغرض من هذه القصص وأمثالها من الغرائب مجرّد المتعة والتسلية ، أو إشباع الرغبة الإنسانيّة في معرفة
كل ما هو عجيب ، بل الغرض منها ما تحمله من دروس نافعة ، وعظات قيّمة ، تعمل على ترسيخ العقيدة وتهذيب الأخلاق ،
فتحدث بذلك تصحيحاً للتصوّرات وتقويماً في السلوك .




ولأجل هذا الهدف العظيم كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ينتهز كل فرصة في تعليم أصحابه وتوجيههم ، خصوصاً
عند اجتماعهم أوقات الصلوات ، وكان منها إخبار النبي عليه الصلاة والسلام بهاتين القصّتين بعد صلاة الفجر من أحد الأيّام .



أما القصّة الأولى ، فتتعلّق برجلٍ كان يملك بقرة ، يستفيد من لبنها ، ويستخدمها في الحرث ونحوها من أعمال الزرع .




وبينما هو في حقله قد أضناه التعب وأجهده المسير ، فكّر في استعمال بقرته في غير ما خُلقت له ، فركبها كما يركب الخيل ،
وزجرها لتُسرع ، فإذا بالبقرة تلتفت إليه وتكلّمه بلسان فصيح : " إنا لم نخلق لهذا ؛ إنما خلقنا للحرث " .




إنه أمرٌ عجيب ، خارقٌ للمألوف ، إلى حدٍّ جعل الصحابة يهتفون قائلين : " سبحان الله ! ، بقرة تكلم ؟ " ،
وما كان قولهم تكذيباً لما أخبر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو إنكاراً له ، حاشاهم أن يصدر منهم ذلك ،
ولكنّه كان وليد دهشة أصابتهم ، وحيرة تملّكتهم ، عند سماع الخبر .



ويعقّب النبي – صلى الله عليه وسلم – على ردّ فعلهم بقوله مؤكداً : ( فإني أومن بهذا ، أنا و أبو بكر وعمر ) ثقة بهما ،
لعلمه بصدق إيمانهما ، وقوّة يقينهما ، وكمال معرفتهما بالله جلّ وعلا وقدرته .



ولأنّ الشيء بالشيء يُذكر ، أكمل النبي صلى الله عليه وسلم موعظته بذكر حادثة أخرى ،
حاصلها أن ذئباً عدا على غنم أحد الرعاة ، فأمسك بإحداها وساقها أمامه ، لكنّ الراعي استطاع أن يلحق بالذئب ويُنقذ شاته ،
فجلس الذئب غير بعيدٍ عن الراعي ثم قال : " استنقذتها مني ، فمن لها يوم السبْع ؟ " ، وهو يوم يأتي في آخر الزمان ،
حين تقع الفتن ويكثر البلاء ، فيذهل الناس عن مصالح دنياهم ، وتُترك الأنعام هملاً لا راعي لها ، فتعدو عليها الذئاب والسباع ،
وهذا هو المقصود بــ :" يوم لا راعي لها غيري " .




ويتعجّب الصحابة مرّة أخرى لسماعهم كلام الذئب ، فيبيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنّه يؤمن بذلك هو وصاحباه ،
على الرغم من عدم وجودهما معه في تلك الجلسة ، للسبب ذاته .





وقفات مع القصّة


إذا تجاوزنا الحديث عن القدرة الإلهيّة المشار إليها في الحديث ، فثمّة إشارة تربوية عظيمة يجدرالوقوف عندها والتنبيه عليها،
وهي أن البقرة على الرغم من كونها مجرّد حيوان يعيش وفق دوافعه الغريزية ، ويعلم وظيفته في الحياة ، ويدرك أن الله
سبحانه وتعالى قد وضع نواميس كونيّة وسنناً إلهيّة لا يجوز العدول عنها أو الانحراف عنها ، فهو بذلك يفضل كثيراً من البشر
الذين تعجّ بهم الحياة ، ممّن يجهلون غاية وجودهم ، ولا يلتزمون بالمنهج الربّاني الذي ينظّم سلوكهم وينسّق حركتهم ،
حتى إنهم ليصدق عليهم وصف ربنا تبارك وتعالى : { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } ( الفرقان : 44 ) .




ووقفة ثانية حول قضية الإيمان بالغيب ، تلك العلامة الفارقة بين المؤمن الذي يؤمن بكل ما أخبر به رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – سواءٌ شاهد ذلك أم لم يشاهده ، وسواءٌ عقله وفهمه أم فاق ذلك تصوّره وإدراكه ،
ما دام الخبر قد صحّ عن الصادق المصدوق ، وبين الكافر الذي يقف من تلك المغيبات موقف الشاكّ والمرتاب ،
ومثلهم أصحاب المذاهب المادّية والمدارس العقلية الذين يقدّمون العقل على النصوص الصحيحة الصريحة ،
بحجّة أنها لا تتماشى مع عقولهم القاصرة وأفهامهم السقيمة .



كما يُضمّ هذا الحديث إلى جملة الأحاديث التي تبيّن فضل الصحابيّين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
وعظيم مكانتهما ، فكانا بحقٍّ نعم الرفيقان للنبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته وبعد مماته .

ورده 01-17-2017 02:08 PM


سلمُ لنا هذُآ الذوُوُق ..الذُي يقطفُ لنا..
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..||
ماأننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
لآحرمنـــآآك...

نظرة الحب 01-17-2017 02:13 PM

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

RioO 01-17-2017 03:01 PM

بوركت خير بركه
و جوزيت خير الجزاء
طرح قييم و مفيد
اثابك الله احسن ثواب
لا حرمناك ابدا

هدوء 01-17-2017 03:03 PM

طرح رائع
تسلم ايدك ويعطيك الف عافية
بانتظار جديدك
تحياتي

جنــــون 01-17-2017 05:01 PM

طرح جميل

نجم الجدي 01-17-2017 05:04 PM

موووضوعك رووووعة

واختيااااارك ذووووق وكله حلااااا
ابدااااع

يعطيك العااافية

نجمكم

الوجه المليح 01-17-2017 10:18 PM

يعطيك العافية

ضامية الشوق 01-17-2017 10:24 PM

سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا

مجنون قصايد 01-17-2017 10:58 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://www.gsaidlil.com/vb/


الساعة الآن 07:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية