كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء.

لكي يجد الأجدر بينهن.

بهذه الاستعدادات للجلسة , شعرت بحزن جامح

لأن ابنتها تكنّ حبًا دفينًا للأمير.

تفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا.

(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟

وحدهنّ سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ.

اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك!

أعرف تمامًا أنكِ تتألمين ,

ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون ! ))

(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال أقلّ جنونًا ؛

أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار,

ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي

لبضع لحظات إلى جانب الأمير , فهذا يسعدني -

حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري ))

في المساء , عندما وصلت الفتاة ,

ومستعدات للتنافس بشتّى الوسائل

من أجل الفرصة التي سنحت لهن ،

(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ,

ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة

ستكون إمبراطورة الصين المقبلة )).

وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في فن الزراعة

لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير ,

فلا يجب أن تقلق من النتيجة .

وسألت المزارعين والفلاحين

فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا ,

ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يومًا

بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ،

رغم أن حبّها ظل متأججًا.

ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير ,

فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة

ولإخلاصها طوال هذه المدّة ,

وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط

في الموعد والساعة المحدَّدين .

وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم .

ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛

وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى ,

وهي من جميع الأشكال والألوان .

أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة ..

وأشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة .

احتجّت الفتيات جميعًا قائلات

إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.

(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها

جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف.

فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة ,

ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )) .

للمؤلف : باولو كويلهو

............