رواية وبي شوق إليك أعلّ قلبي/البارت الأول
مقدمة روايتي الأولى [ وبي شوقٌ إليك أعلّ قلبي ]
******* داخل سيارة أنيقة , فاخرة .. بيضاء وتبدوا حديثة. يقودها شاب حسن المنظر , يرتدي اللباس الرسمي للبلاد . ما جعله يبدوا وسيما جدا , لكل من تقع عيناه عليه .. خاصة الفتيات بالطبع . بجانبه فتاة محجبة , بعباءة سوداء واسعة , ضاعت هي بداخلها . تلف حول جسدها من الأعلى , وشاحا واسعا جدا .. النقاب بحجرها , خلعته بسبب الحر الشديد في هذا الوقت من السنة . متكتفة , تسند رأسها على النافذة .. تفرك يديها بقوة . تكاد تموت من التوتر والارتباك . التفت إليها , وتنهد وهو يرى أثر التوتر عليها . مساعد / هدّي حالك شوي يُمنى , على هالحال ما راح تدرسين . التفتت إليه بهدوء ثم عادت تنظر أمامها وهي تتنهد / ماني قادرة يا مساعد , شفت قد إيش في رجال قدام المبنى ؟ يا ويلي حسيتهم كلهم يطالعون فيني . ابتسم , ثم مد يده ليمسك بكفيها المضمومتين , وضغط عليهما / ما عليك يا روح مساعد , أنا بكون معك لين تتخرجين بإذن الله , وما راح يضرك شيء طول ما انتي محافظة على نفسك بالأذكار والحجاب . أومأت برأسها وهي تسحب كفيها ببطء , ورفعت أصابعها تتلمس النافذة . تحيط بها هالة من الغم والخوف . كيف ستنسى ما حصل ؟ كيف يمكنها مواصلة حياتها وكأن شيئا لم يكن ؟ لتقول بهدوء / والله ما ودي أتعبك معي كثير , بس تحملني شوي لين أتعود على الوضع . ضحك مساعد ليريحها / والله يا يُمنى لو قلتي مثل هالكلام مرة ثانية اني لا أزعل منك , أي تعب وأي بطيخ . ابتسمت له بامتنان / الله لا يحرمني منك , ما أدري من دونك إيش بسوي . اكتفى بابتسامة , وهو يركز على الطريق الوعر .. الذي يؤدي إلى منزل جده . مرّ بعض الوقت , لتتأفف يُمنى وتقول / يعني الحين كل يوم يبي لي أروح وأجي من هالطريق الخايس وأقطع كل هالمشوار ؟ هز رأسه نفيا / لا , أنا جهزت كل شيء من أول , وعندك أكثر من خيار وأكثر من بيت . عقدت حاجبيها باستنكار / أي بيت وأي خيار ؟ مساعد / عندك بيت أخوك جمال وزوجته ……… قاطعته بصرخة مستنكرة / الملسونة , لو أموت ما قعدت عندهم .. بس تعال لحظة , يعني تباني أسكن في المدينة وأخلي بيتي ؟ مساعد / أدري ما راح تتحملين هالطريق يوميا , عشان كذا فكرت بهالشيء .. واسمعيني للنهاية , إذا مو اخوك جمال عندك ولد أختك , جابر وزوجته فرح , وأفضل خيار .. بيت أختي حسناء , تعرفين إنها ساكنة لوحدها . تأففت وهي تتكتف مرة أخرى / جابر وفرح توهم متزوجين يعني تتوقع مني بروح أتلقف عندهم ؟ وحسناء ما سكنت لوحدها إلا عشان تكون وحيدة ما بروح أزعجها . تنهد وهو يطرق بأصابعه على المقود / لا تشيلي هم , بكلمها إذا رضت بتسكنون مع بعض , ولا بشوف لك شقة ثانية . ارتجفت من مجرد التخيل / ما بسكن لوحدي . ابتسم لها / بكون معك إن شاء الله . تظاهرت بالعبوس / لا كذا كثير مساعد . قاطعها / أصص وصلنا , يلا روحي نامي زين .. تدرين هذا آخر اسبوع في الاجازة والكل بيجي يسلم عليك , خواتي بيجونك بعد شوي . أومأت بإيجاب , وهي ترتدي نقابها وتنزل بعد أن سلمت عليه . ولم تستغرب عدم ذكره لمنزل عمها راشد , الأقرب إلى المبنى من جميع ما ذكر للتو . ( اعتذر إذا ما اتقنت اللهجة المصرية ) اتجهت إلى المنزل , لتخرج المفتاح من الحقيبة وتفتح الباب . لفحتها رائحة البخور فور دخولها , المختلطة برائحة الطعام الشهية . أنزلت حجابها من على رأسها , وابتسمت وهي ترى ( سمية ) تخرج من المطبخ وترحب بها بلهجتها المحببة / يا أهلا وسهلا يا أهلا وسهلا , نورتي بيتك يا ستي . اقتربت منها وعانقتها ثم قبلت وجنتيها بحب / البيت وحش من غيرك يا يُمنى . ضحكت يُمنى / يعني تنصحيني أكمل باقي حياتي بين هالجدران وما أدرس ؟ شهقت سمية وهي تضع يديها على صدرها بطريقة الأمهات / لا والله يا بنتي مش قصدي واللهِ مش قصدي , بس يعني … ضحكت يُمنى وهي تقبل رأسها : عارفة يا ستي أمزح معك . سألت بحذر / سويتي الغداء ؟ سمية / أكيد يا بنتي عملت لك أحلى غدا , والأكل اللي بتحبيه طبعا . مدّت يُمنى شفتيها بأسف / للأسف مساعد كان مبسوط بزيادة وعزمني في مطعم . فغرت سمية شفتيها بطريقة مضحكة / إيه دا ؟ انتي تغديتي برة من دون ما تقولي لي ؟ لا والواد مساعد كمان أكل معاكِ وأنا محضرا له طبقه الخاص ؟ لا دنا زعلانة , زعلانة خالص . اقتربت منها يُمنى وعانقتها / لا يا سمية إلا زعلك , آسفة والله اني ما علمتك بس تعرفين قد إيش أخاف وأتوتر لما أكون برة , نسيت أتصل , ولا تشيلي هم الأكل أبد , بنات اخوي بيجون بعد شوي عشان الجيش اللي بيجون بكرة , أكيد ما ارح يخلون أي صحن إلا وهو ممسوح . مسحت سمية على ذراعيها بحنان / ماشي يا بنتي , طمنيني بقى , عدى الموضوع على خير ؟ ابتسمت / إيه الحمد لله , الدوام من الأسبوع الجاي بإذن الله . حاوطت وجه يُمنى بكفيها / ربنا يوفقك يا بنتي ويحفظك . تنهدت / آمين يارب من بقك لباب السماء , يلا بروح أنام الحين شوي قبل يجون , وانتِ بعد روحي نامي عشان نلحق على الشغل تمام ؟ صعدت إلى الأعلى بعد أن قبلتها سمية مرارا وتكرارا وهي تدعوا لها الله من كل قلبها , أن يفرج همها وييسر أمرها . تباطأت خطواتها أمام حجرة والديها , لتقترب وتمرر يدها على الباب . زمت شفتيها بقوة تتمالك نفسها حتى لا تبكي . وسرعان ما توسطت حجرتها بعد أن دخلت إليها وأقفلت الباب خلفها بالمفتاح . خلعت عباءتها وعلقتها على المشجب . ثم اتجهت نحو دورة المياه , لتخرج بعد دقائق .. بعد أن استحمت وارتدت قميصا مريحا . جففت شعرها على وجه السرعة , ثم استلقت . لتنام من فرط التعب . بالرغم من أن المشوار كان قصيرا , إلا أنه أتعبها كثيرا . كونها لم تخرج منذ مدة طويلة , طويلة جدا . ************** داخل منزل هاديء , واسع .. مصمم على طريقة حديثة , أنيقة جدا .. انتقل إليها أصحابها منذ أيام قليلة . العائلة المكونة من أب وأم , ابنين من الذكور , وثلاث فتيات . ذلك المنزل , في هذا الوقت من النهار .. هادئ , لا سيما وأنها أيام إجازة . يطيلون السهر في الليل , وينامون طوال النهار . فقط .. الوالدَين , وعائض , كانوا مستيقظين . يتناولون غداءهم . فلا تسمع سوى أصوات الملاعق , وصوت عائض , الذي يتوقف عن الأكل كل لحظة وأختها , ليمدح أمه .. على صنعها هذا الطعام اللذيذ . حين توقف هذه المرة بعد أن تذوق شيئا من اللحم , أوقفه والده / بس يا عايض يكفي كُل وانت ساكت , ما تشوف أمك كيف انحرجت . ضحك عايض وهو يمسك بكف والدته ويقبلها / والله تستاهل الوالدة كل الكلام الزين , وعاد الحين وانا مو ماكل من يدها أسبوع كامل لازم أسمعها معلّقة طويلة مو كم عبارة مدح . ابتسمت له بحنان / بالعافية يا حبيبي , لو انك خبرتني عن رحلتك مع اصحابك بدري كنت سويت لك معجنات على الأقل وفرزنتهم عشان تشيل معاك . أطلق ضحكة صاخبة وهو يقبل كفها / ما انحرم منك يا حبيبتي . وقف والده واستأذن / يلا بروح أنام شوي لين يأذن العصر , ورانا رحلة طويلة للديرة , خلي البنات يجهزون من بدري يا هنادي . أومأت بإيجاب , ليلتفت إلى ابنه / وانت بعد قوم روح نام , بتجي معانا . توقفت الملعقة في الهواء دون أن تكمل طريقها إلى فم عائض , ثم ابتلع ريقه ليعيدها إلى الصحن / ما ابي أروح يبه . بصرامة / بتروح يا عايض , وما أبي اسمع اي اعتراض , مفهوم ؟ تنهد عائض , ثم أومأ بإيجاب دون أن يرفع أنظاره إلى والده . غادر راشد المكان , وترك المكان خاليا إلا من عائض ووالدته . نظرت هنادي إلى عائض تتفحص ملامحه , ثم قالت تطمئنه / ما عليه حبيبي , السالفة مر عليها دهر ولسه تبي تتهرب منهم ؟ انسى . مضغ عائض اللقمة ببطء , ثم قال / لو أنا نسيت , هي بتنسى ؟ تنهدت هنادي بضيق وهي تهز رأسها بأسى / الله يعينها , بس عاد ما يصير تتهرب طول العمر . صمت عائض ولم يجبها , وأصبح صدره مثقل فجأة بعد ان انشرح برؤية والديه . بعد غياب اسبوع كامل عنهما . آخر ما كان ينقصه , أن يسمع ذلك الصوت الكريه , الآت من ناحية الباب الخارجي للمنزل . طرقه أحدهم قبل قليل , يبدوا أن المساعدة فتحت للطارق , وكانت هذه الــ ………… وراءه . تأفف بداخله وهو يكمل طعامه غصبا , في حين قامت أمه من مكانها متجهة إلى من تناديها بالخارج . مرت دقيقتان , قبل أن تدلف هنادي برفقة المدعوة ( نوف ) , التي سلمت عليه بصوت عالِ . ردّ السلام دون أن يرفع عيناه , لتقول / حمد الله على سلامتك . عائض / الله يسلمك . ولا إراديا , رفع عيناه لتسقط على حقيبة كبيرة بجانبها , عقد حاجبيه بتساؤل / وش هالشنطة اللي جايبتها معك ؟ أخفضت رأسها بخجل . لتبتسم هنادي وتضع يدها خلف ظهر الفتاة / بعدين بقول لك عايض , يلا حبيبتي تعالي معاي بوديك غرفة لينا . اعترضت نوف / لا خالتي كملي أكلك , أنا بطلع لوحدي , بالعافية عايض . نظر إليها بطرف عينه , وهو يكمل طعامه يمثل اللامبالاة . حتى غادرت , والتفت إلى أمه حين جلست بفضول / خير , وش فيها ؟ زفرت بصوت مسموع / تعرف بعد ما ماتت سهى الصغيرة من ورى سواقتها واخوها وزوجته كارهينها , حتى اختي تلومها كل شوي كأنها كانت متعمدة , تقول ماهي قادرة تتحمل أكثر المسكينة , ودها تريح عندنا كم يوم . وضع عائض الملعقة على الطاولة وهو يتأفف من هذه المتطفلة / لا عاد , هذا اللي كان ناقص , خليها تموت تحبس نفسها بغرفتها مو تجي تنام عندنا . عضت هنادي شفتها بضيق / ما عليه يمه , بس كم يوم . عائض / ما قلتي لها إننا بنروح الديرة ؟ هنادي : بندخلها عند سعاد في طريقنا , واحنا جايين نرجعها معانا . ضحك عائض بسخرية وهو يقف / كملت يا هنادي كملت . اقترب منها وقبل رأسها بحب / يعطيك العافية وتسلم يدينك على هالأكل الحلو , عسى النار ما تمس هاليدين يارب . ابتسمت له / عوافي يا عايض , روح نام وارتاح . هز رأسه ليصعد إلى حجرته , بعد أن حمل حقيبته . دخل إلى الحجرة , وابتسم بحنين . بالرغم من كونه منزل جديد , ولم يعتاد عليه بعد .. إلا أنه حن إلى حجرته بشدة . التي اعتبرها موطن له منذ اليوم الأول . قطب جبينه مستغربا , حين وجد جهاز التكييف مفتوحا . والحجرة أشبه بثلاجة أموات , من شدة البرودة . فتح الأنوار , ليجد كائنا بشريا ملفوفا بالبطانية . اقترب ليرفع الغطاء , وضحك وهو يرى الفم المفتوح واللعاب المسيل على جانب فمه من اليمين , صرخ بصوت عالِ / عاطف يا حمار . فز الآخر من نومه وجلس مفزوعا / خير خير إيش صاير المطبخ احترق ؟ ضحك عائض , وأشفق عليه في نفس الآن .. بل ندم على صراخه , مد إليه منديلا / لا ياخي كل الأمور تمام , بس انت وش جايبك في غرفتي ؟ وامسح لعابك يا وسخ . مسح عاطف لعابه , ثم وقف وقفز على الأرض . يعانق عائض بقوة , وكأنه غاب عدة سنوات وليس اسبوعا واحدا / ياخي مشتاق لك , طولت الغيبة , من كثر شوقي جيت انام في مكانك , لعلّ طيفا في المنام يكونُ . ضحك عائض وهو يربت على ظهره / تشتاق لك العافية يا حبيبي وانا بعد مشتاق لكم والله , بس عاد ما تنام في غرفتي ! يلا انقلع الحين بموت من التعب . أومأ عاطف برأسه بإيحاب , قبل أن يتجه إلى الباب ويقول / عازمك على كوفي اليوم بالعصر , بمناسبة رجوعك بالسلامة . ابتسم عائض وهز رأسه , وصرخ بعاطف قبل أن يخرج / انتبه يا ولد نوف عندنا . اتسعت عينا عاطف بصدمة / حقا ..! قصدي من جد ؟ ضحك من ردة فعله / إيه من جد , يلا روح . خرج عاطف , واستلقى عائض حتى قبل أن يبدل ملابسه . فهو متعب بشدة , ليس تعبا جسديا بسبب السفر . بل تعب نفسي . بعد أن أخبره والده أنه لا بد وأن يذهب إلى حيث هي , يُمنى .. التي لم يراها ولم يقابلها منذ مدة ( طويلة ) طويلة جدا . كان ذلك اللقاء الغريب , هو الأخير . بعدها تاب أن يطأ بأقدامه أرض ( الديرة ) . كان صادقا في توبته . ولم يذهب إبدا منذ سنوات . وعد نفسه ألاّ يذهب ولا يقترب منها , إلا إن غادرتها ( يُمنى ) برفقة زوجها . لم يحصل ما أراد , يُمنى لم تغادر بعد , ووالده يُجبره على الذهاب ..! لا بأس , ربما .. لن تجمعهما أي صدفة حمقاء . انتهت المقدمة |
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد |
الفصل الأول
إن شاء الله يعجبكم , قراءة ممتعة يا حلوين ____ الرابعة والنصف عصرا .. بينما تنام سمية في أمان الله . طُرِق الباب بقوة. مما جعلها تستيقظ مفزوعة , وتتجه إلى خارج حجرتها في الطابق السفلي , بعد ان ارتدت حجابها . لترفع صوتها حين اقتربت من الباب / مين ؟ أتاها صوت , بل أصوات شقيقة مساعد وبُشرى / احنا يا سمية افتحي . فتحت الباب وعيناها منتفختان ومحمرتان , لتستقبلهما بضربات قوية على ظهورهما , حتى دخلتا وأقفلت الباب . التفتت إليهما بغضب / انتوا اي انتوا ؟ ما تحترموش أصحاب البيت وتخوفوهم كدا ليه ؟ اصطنعت هديل الزعل وهي تقترب منها / افا يا سمية هذا واحنا جايين مشتاقين لك تضربينا كذا ؟ تخصرت سمية / ما انتوا لو دقيتوا الباب بشويش ما كنتش ضربتكوا , تعالوا . قالتها وفتحت يديها ليقتربوا ويعانقوها وهم يضحكون . وضعت بشرى عبائتها على الأريكة لتسأل / يُمنى وين ؟ أجابتها سمية / يُمنى نايمة , سيبوها دلوقتي تشبع نوم , عارفين انها خرجت من البيت بعد وقت طويل , وتعبانة يا قلبي عليها . حزنت عليها بشرى وآلمها قلبها , لتقول / تمام خليها تنام , واحنا نبدأ ننظف على ما تصحى ثم نجهز الأكل , يلا يا هديل . جلست هديل على الأريكة ووضعت رجل على أخرى / لا أنا بستناها لين تصحى , سمية ما عندكم أكل ؟ هزت سمية رأسها بأسى وهي تتجه إلى المطبخ لتسخن لها الطعام . هذه الفتاة لا تكفُّ عن ابتلاع الطعام أبدا , والغريب أنها مهما أكلت تبقى ضعيفة ولا يزيد وزنها أبدا . خاصة بعد حملها , صارت تأكل أكثر . مرت نصف ساعة .. انتهت بشرى خلالها من تنظيف مجلس الرجال الخارجي . ولم تنتهي هديل من تناول الطعام بعد . حين دخلت بشرى إلى الصالة بجسد متعب ووجه مبلل من العرق , وجدتها تلتهم قطعة الحلا بشراهة وتحتسي القهوة , وتتحدث مع سمية التي لم تكف عن الحديث منذ دخولهما . ألقت نفسها على الأريكة بتعب . التفتت إليها هديل عابسة / الله يقرفك إيش فيك عرقتي كذا ؟ ضربتها بشرى على خاصرتها بقوة / كنت قاعدة ألعب في الحوش يعني ليش بعرق , قاعدة أنظف مو مثلك من جيتي وانتي تبلعين . فغرت هديل فاهها تمثل الزعل / قولي ماشاء الله بموت من عينك , وبعدين في كائن هنا يبي أكل مو لوحدي . نظرت إليها بطرف عينها بازدراء , لتتسع ابتسامتها فجأة وهي ترى يُمنى تهبط من السلم بكل رقة وببطء .. كعادتها منذ تلك الفترة الكئيبة من حياتها , ترتدي قميصا باللون الكحلي الغامق , وتنورة من الجنز الأزرق الفاتح . حتى أتت إليهما وألقت السلام / السلام عليكم . وقفت بشرى وصافحتها ثم عانقتها بحب / ياخي لك وحشة , شخبارك ؟ أومأت بإيجاب , وردت بابتسامة هادئة / تمام الحمد لله , انتوا كيفكم طمنوني عليكم ؟ ردت بشرى / بخير . وضربت برجلها رجل هديل بقوة لتتأوه الأخرى بقوة / هاااه ؟ بشرى بحدة / سلمي على عمتك يالخبلة . هديل وهي تتناول قطعة أخرى من الحلى / طيب خليني أكمل الحلى . ضحكت يُمنى / عوافي . أنهت هديل قطعة الحلى سريعا , لتقف وتعانق يٌمنى بقوة / يا عمري يا عمتي الحلوة وحشتيني جدا جدا . قبلت يُمنى وجنتها / وانتي وحشتني , ووحشني البيبي . وضعت هديل يدها على بطنها بتلقائية / يسلم عليك أبوه ترى . يٌمنى / الله يسلمه , ما جا معك ؟ جلست هديل / لا بيجي مع أهله بكرة , أنا كنت عند أهلي وقلت أجي مع بشرى ولا أفوت أكل سمية اللذيذ . ابتسمت سمية بفخر , لتقبل هديل جبينها وهي تضحك . أمسكت بشرى بيد يُمنى / تغديتي صح ؟ يلا أجل خلينا ننظف الحوش قبل لا يأذن المغرب وتغيب الشمس . ذهبت يُمنى خلفها , حتى صارتا وسط الحوش الكبير . ناولت بُشرى كمامة بيضاء ليُمنى , ومكنسة لتنظيف الأرضية المغبرة , سألتها / بشري , كيف المدرسة ؟ أومأت يُمنى برأسها بإيجاب , وأجابت بهدوء / يعني , كويس . بشرى / كيف يعني كويس ؟ ارتحتي للمعلمات ؟ صمتت يُمنى لبعض الوقت وهي تكنس الركن , ثم قالت / كانوا يحاولون يمسكون نفسهم لا يضحكون مني , بعد ما شافوا هويتي , كيف وحدة عمرها 22 سنة تدرس أول متوسط . تنهدت بشرى عليها بحزن / ما عليك حبيبتي طنشيهم , لو عرفوا ظروفك ما سووا كذا . ابتسمت يُمنى / خلينا من المعلمات , لو زميلاتي بالفصل عرفوا هههههههههه فشلة وربي . ابتسمت لها بشرى / ما عليك ما راح يعرفون , جسمك مثل وحدة في الـ14 مو فوق العشرين وانتي عارفة هالشيء . يُمنى بضحكة / بلا كذب ومجاملة بشرى , وخليك صادقة , لأني ما انتظر الصراحة إلا منك ومن مساعد . صرخت بها بشرى بغضب / وانا صادقة يا حمارة . أجفلت يُمنى من صراخها , ثم ضحكت / طيب طيب كنسي . أكملن التنظيف , وأخذوا استراحة مدتها نصف ساعة بعد صلاة المغرب , ثم أخرى .. ربع ساعة بعد صلاة العشاء . انتهوا أخيرا , والساعة تشير إلى العاشرة مساء . بعد ان انضمت إليهم سمية . وتكفلت هديل بإحضار الطعام . كانوا منهكات تماما , حين جلسوا حول السفرة .. بعد استحمام سريع بالماء البارد . ولم تمر سوى ساعة واحدة بعد تناولهم الطعام , حتى غرقوا في نوم عميق . ليستيقظوا باكرا , ويبدوأن بإعداد الطعام . ____________ الساعة الخامسة عصرا .. ألقى على نفسه نظرة أخيرة , بعد أن وقف أمام المرآة الطويلة بجانب السلم . ثم هبط بخطوات سريعة . كان المنزل هادئا , سأل العاملة عن أفراد العائلة . لتخبره أن والديه خرجا عقب صلاة العصر ليشتروا ما يلزمهم للذهاب إلى الديرة . أما البنات فلا تدري عنهم . هز كتفيه باستغراب . وخرج مسرعا , إلى عاطف الذي ينتظره بالخارج . حين اقترب من سيارته , تفاجأ واندهش من الجمع بجانبها . وجد عاطف يقف أمام السيارة , بينما الفتيات بعيدات عنه قليلا بجانب الباب الخلفي للسيارة , سأل / عسى ماشر , وش فيكم ؟ نظر إليه عاطف بابتسامة واسعة / صح نسيت أعلمك , حبيت أعزم البنات بعد بمناسبة فرحتهم بجية نوف . اقترب منه عائض بحدة ورفع رجله ليركله على جانب ساقه / وانت كل ما صار شيء قلت مناسبة ؟ ضحكن الفتيات , لتقترب ضحى من عائض وتمسك بيده بدلال / يعني خواتك الحلوات ما يستاهلون عزيمة ؟ ابتسم لها / إلا أكيد , بس ليتكم علمتوني من قبل , وبعدين ليش كلكم عند سيارتي ؟ أتاه الرد من لينا / ما دريت ؟ سوى حادث والسيارة صارت في خبر كان . اتسعت عيناه بدهشة / كيف ؟ متى ؟ ضحك عاطف / ما عليك أنا بخير وما فيني إلا العافية , السيارة ولا روحي صح هههههههههه . هز رأسه بأسى , ثم تأفف وهو يدخل إلى السيارة , ويتبعه الجميع . حين رفع عيناه إلى المرآة ليعدلها , سقطت بعيني نوف التي تتأمله بصمت , تنهد بضيق , ثم شغل المحرك .. ليحرك السيارة متجها إلى الشارع العام / أي كوفي تبون ؟ عاطف / روح للي تبيه انت . بعد صمت قصير , تحدث عاطف فجأة / تبون تسمعون شعر يا بنات ؟ ارتفعت أصواتهم جميعا إلا نوف الهادئة منذ البداية / لا تكفى . لينا / ارحمنا من شعرك الفصيح الخايس . نجد بحدة / انتي الخايسة وش دراكم عن الذوق الأدبي يا جيل عشق موت . اصطنع عاطف الزعل / خلاص أنا زعلت ما بقول شيء . ضحك عائض وهو ينظر إلى نجد من خلال المرآة / نجد , وش يقول قيس بن ذريح , وإني لأهوى النوم …. أكملت نجد / وإني لأهوى النوم في غير حينه .. لعلَّ لقاء في المنام يكونُ تحدثني الأحلام إني أراكم .. فيا ليت أحلام المنام يقينُ نظر عاطف إلى عائض بطرف عينه , ثم التفت ينظر من خلال النافذة يدعي أنه لم يسمع . ضحك عائض وهو يضربه على كتفه / كأنه في واحد قال لي لما رجعت , لعلّ طيفا في المنام يكونُ . تعالت ضحكات البنات الساخرة , بينما اغتاظ عاطف ليقول / طيب ليش ما نبهتني ما كان في داعي تفشلني قدام البنات . همس له عائض / قدام نوف . اكتفى عاطف بابتسامة , ثم ارتفع صوته فجأة / طيب تبون أغني لكم ؟ الجميع / لا . التفت إليهم يدّعي الصدمة / إيش فيكم عليّ يا بنات ؟ ترى صوتي حلو .. يلا ما علي منكم يالخايسات , نوف إيش تبين أغني ؟ استحت نوف ولم تجب على الفور , بل بعد ثوانِ بخفوت / عادي أي شيء . ابتسم عاطف , وتنحنح يعدل صوته .. متجاهلا صرخات البنات الاستنكارية , ليغني ( قولوا لها أنني .. ما زلت أهواها . مهما يطول النوى .. لا أنسى ذكراها ) وسكت , لينظر إليه عائض مستغربا / بس ؟ ابتسم / إيه بس , طالع ورى بيغمى عليهم من جمال صوتي العذب . ضحك عائض , بينما ارتفع صوت ضحى من الخلف / أنباء عاجلة من مصدر خاص للفنان عبــ …….. , عن اعتزاله الغناء بعد سماعه هذا الصوت الخايس , وأصابته نوبة قلبية أدت إلى موته . صرخ عاطف / يالسامجة . تقدمت نجد من الخلف لتترجى عائض / عايض تكفى هالولد هيج مشاعري أبي أسمع الأغنية , تكفى شغلها . شغل عائض الأغنية , لترتفع أصواتهم جميعا .. ويغنون معا . حتى عائض المغتاظ من وجود نوف , نسيَ غيظه وغنى . بينما نوف تنظر إليهم بابتسامة . تتمنى لو تملك عائلة وإخوة مثل هؤلاء الرائعون . وصلوا إلى المقهى أخيرا . بعد ان انتهوا , وحان وقت دفع المبلغ . |
بعد ان انتهوا , وحان وقت دفع المبلغ .
أخرج عاطف محفظته , ليشهق / نسيت فلوسي وبطاقتي في البيت . نظر إليه عائض بصمت , ونظرات حادة / احلف . ازدرد ريقه وأخفض رأسه , كأنه نادم ومُحرَج .. ليقول بهدوء / خلاص انت ادفع الحين , إذا رجعت البيت برجع لك , صدقني . ضربه عائض على رأسه / ماهي أول مرة يا حمار , أدري انك متعمد , بس دواك عندي . ضحى / إيه والله متعمد , شفته يخرج الفلوس والبطاقة ويحطها في الدرج قبل لا يجي . رمقها عاطف بنظرة حارقة لتبتلع لسانها . كتم عائض ابتسامته , ليخرج المبلغ من جيبه ويدفع . ليضرب عاطف على رأسه من الخلف بقوة / آخر مرة , لا وعازم الجيش كله . كتم ضحكته هو الآخر , وقلبه يتراقص فرحا لأنه لم يضطر للدفع . خرجوا من المقهى متجهين إلى السوق . فاجأ عائض نجد , حين افترق الجميع وأصبح هو معها , حين سأل / يُمنى وش تحب ؟ رفعت أنظارها إليه بدهشة / إيش ؟ تحاشى النظر إليها , متظاهرا بالإنشغال بما بيده / أقول يُمنى وش تحب ؟ أبي أشتري لها شيء , بما إني بروح بعد هالفترة الطويلة . فغرت فمها بذهول , لتمسك بذراعه وتسحبه معها إلى الخارج , حتى أجلسته على مقعد وجلست بجانبه / احلف , بتروح ؟ هز رأسه بإيجاب / أبوي يبيني أروح , غصبا عني . نظرت إليه بصمت لبعض الوقت , ثم قالت / طيب , يبيك تروح غصب , بس .. بس خلاص ما لك دخل فيها , إيش اللي إيش تحب يُمنى وتبي تشتري لها ؟ رمقها بنظرة غريبة , لتسأل بصدمة / لسه تحبها ؟ تنهد بضيق / ما نسيتها أبد . أشفقت عليه نجد / يا روحي يا عايض , المفروض تنساها من أول , خلاص هي ما عاد تبيك ولا من نصيبك . أجابها بهدوء / حاولت أقنع نفسي بهالشيء من خمس سنين , بس .. ما قدرت , وظنيت إني نسيت , بس كل ما رحتوا انتوا للديرة أرجع أفكر فيها مثل قبل , والحين عاد وأنا رايح بعد هالمدة ! عضت شفتها بحزن / طيب عايض روح , بس لا تأخذ لها شيء ترى مو من صالحك إذا تقدمت أي خطوة , ما دام مافي أمل ترجعون لبعض . نظر إليها بحدة / ليش مافي أمل ؟ نجد تكفين على الأقل انتي اوقفي معي , تعبت ترى . نجد / لأنك تعبت يا عايض ما أبيك تتأمل زيادة وتنجرح , يُمنى جاها اللي يكفيها , لا ترجع تدخل في حياتها مرة ثانية , تراها بالقوة رجعت وقفت على رجولها , حتى لو كنت أخوي , أنا ما أرضى عليها , سامحني . تنهد هو الآخر بضيق / تتوقعين عايض ممكن يأذي يُمنى بيوم من الأيام ؟ تعرفين قد إيش أحبها , وقد إيش أخاف عليها حتى من نفسي . نجد بإصرار / يا حبيبي يا عايض والله عارفة إنك مستحيل تأذيها , بس هي خلاص , ما تثق بأي أحد غير مساعد , مستحيل تسمح لأحد يدخل حياتها مرة ثانية , لا انت ولا أي أحد غيرك . اكتفى بالصمت , وعيناه تنظران إلى الفراغ أمامه . يعرف هذا الشيء جيدا . ولكنه غير قادر على نسيان تلك المخلوقة . لكم يغار من مساعد , ويحقد عليه لقربه من يُمنى إلى هذه الدرجة . حتى أنه لازمها طوال حياتها . وقف بابتسامة باهتة / ما عليك نجد ,خليني اشتري الهدية وانتي أعيطها اياها , ما راح تعرف انها مني . وقفت متكتفة / ما راح أقول لك وش تحب , بلاش تسوي هالحركة الغبية عويض . نظر إليها بحنق / لا تقولين , أنا أعرف أكثر منك هي وش تحب . تنهدت نجد بضيق وهي تنظر إلى قفاه . __________ في اليوم التالي .. لم تصل عقارب الساعة إلى الواحدة ظهرا , إلا وقد امتلأ المنزل بالضيوف . اخوة يٌمنى وأبناءهم , وأعمامها وعماتها . أصبح البيت يضج بأصوات النساء وضحكاتهم , وصراخ الأطفال . الآتون من بعيد , جلسوا يرتاحون في المجالس . أما الفتيات الشابات , فقد أتوا منذ الصباح الباكر ليساعدوا يٌمنى وبشرى . الجميع يعمل على قدم وساق . حتى الشباب في الخارج . بعد مُضي ساعتان من تناولهم الغداء , جلسوا يتسامرون ويضحكون . بعض البنات لا زالوا يعملون في المطبخ , ينظفن الصحون ويرتبن المطبخ . بينما جعلوا يُمنى تخرج من المطبخ رغما عنها , هي وسمية وبشرى . المتعبات بحق . كان الجميع معتادا على سمية , وأحاديثها التي لا يمل منها . جلست مع النساء تتحدث إليهن وتضحك . أما يُمنى , فكانت تجلس مع بنات عمومتها واخوتها بصمت . تستمع إليهن ولا تشارك بأي تعليق , كعادتها . تنبهت فجأة , وهي تسمع جميلة ابنة عمتها تقول / غريبة هنادي جاية لوحدها مع خالي , لينا وخواتها ما جوا لسه , ماهم جايين ؟ ردت هديل / إلا , كلمت ضحى من شوي , تقول اضطروا يوصلون نوف بنت خالتهم عند خالتهم الثانية سعاد عشان كذا تأخروا . سمر الواقفة بجانب النافذة تتأمل من بالخارج , وبيدها كوب قهوتها , شهقت / الطيبين عند ذكرهم وصلوا . لتشهق مرة أخرى وتقول بصوت أعلى / وحزروا مين جايبهم ؟ عايض . نظر إليها الجميع بدهشة , وعمّ الصمت . لتتجه الأنظار إلى يُمنى , المتظاهرة بالانشغال بهاتفها وعدم سماعهم . بينما قلبها يخفق خلف ضلوعها بقوة . نظرت بشرى إلى الجميع بحدة , ليفهمها الجميع ويعودون إلى الحديث مجددا . وقفت يُمنى / بروح أجهز لهم القهوة . قالتها وابتعدت . وهي تغمض عيناها وتتنهد . كأنها ترى من ظهرها نظرات الشفقة المصوبة نحوها . كانت يداها ترتجفان , وهي تحاول وضع الأكواب الصغيرة على الصينية . حين أتت بشرى من خلفها / عنك , أنا بسوي . ساعدنها الباقيات في تجهيز صينيتين . تنظر إليها بشرى بطرف عينها , حين جلست وأخفضت رأسها .. وهي تقبض على الهاتف بقوة . نبهتها بعد ان انتهت / يلا يُمنى . وقفت يُمنى وذهبت خلف بشر التي حملت الصينية عنها , حين اقتربت من باب المجلس . تنفست بعمق لتخفف من توترها , ثم دخلت . لتبتسم للفتيات . اقتربت منهن , ليصافحنها ويسلمن عليها بحب . كما فعلن طوال الخمس سنوات الماضية . وأثبتن لها أن خلافها مع عائض , لم يغير شيئا من مودتهم وحبهم لها . كان هذا الظاهر أو الواضح بالنسبة للجميع , الجميع بلا استثناء . سواء اخوتها أو غيرهم من أقاربها , بما فيهم شقيقات عائض . أما بالنسبة ليُمنى .. ترى تصرفاتهم وتعاملهم الأكثر من لطيف معاها , ليس سوى قشرة .. لفت شفقتهم وحزنهم عليها . لذلك لا تأبه لشيء . ولا يهمها أي أحد , غير سمية ومساعد وبشرى . وهديل ربما . أما البقية , ليسوا سوى أناس أشفقوا عليها , فعاملوها بإحسان , زائد عن الحد . _______ في مجلس الرجال .. دخل عائض , وراءه أخيه عاطف .. ليعم الصمت فجأة . حزّ بخاطره ردة فعلهم , إلا أنه تجاهل ذلك . وسلم بصت عالِ , ببشاشته المعهودة . ثم صافح الجميع , وقبل رؤوس الكبار احتراما لهم . بينما عاطف صافح الجميع بسرعة , وهو مخفض رأسه .. حين انتهى جلس في آخر المجلس , يحاول أن يخفي وجهه عن الجميع . حين وصل عائض إلى مساعد , نظر إليه الآخر بعتاب , ليضغط على كفه / ما توقعت هالشيء منك عايض , قطاعة مرة وحدة ؟ ابتسم له عائض / آسف , كنت مجبور . تنهد مساعد / ودي أعاتبك النهار بطوله , لكن ما دام جيت الحين , بنسى .. اشتقنا لك ياخي . عانق عائض بقوة , وربت على ظهره , ليهمس / أتمنى مرة ثانية ما يفرقنا أي شيء يا عايض . أومأ برأسه , يكتم في نفسه الألم .. ليكمل السلام على البقية . جلس أخيرا بجانب عاطف , متجاهلا نظراتهم المصوبة نحوه . ____ في آخر الليل , جلس الجميع في الحوش الخارجي . النساء والفتيات في جهة , والرجال مع الشباب في جهة أخرى . نام البعض من تعب السفر والطريق . حاولوا الفتيات أن يجعلوا يُمنى تخرج وتجلس برفقتهم , إلا أنها رفضت رفضا قاطعا . بالرغم من اصرارهم الشديد , إلا أنهم لم يتمكنوا من اقناعها . حتى تعللت بالتعب بسبب استيقاظها في وقت مبكر . لتصعد إلى حجرتها , وتقفل الباب من الداخل كالعادة . بدلت ملابسها , لترتدي بيجامة سوداء . أفردت شعرها الطويل , ورفعت الأمامي بتاج أسود كذلك . لتقف بجانب النافذة , وتزيح الستارة قليلا . تحت نافذتها , كانت مجموعة الشباب .. مساعد , بجانبه عاطف .. صاحب الصوت العذب , الذي لا يتركوه إلا إن غنى لهم شيئا . وبعد أن يشبع أسماعهم الجائعة لأصوات خالية من التأثيرات الموسيقية , يقولون مازحا أن صوته بشعا جدا . بجانب عاطف , هو .. ثم الأخرون . صارت تسمع صوت دقات قلبها في حجرتها الهادئة . لترفع كفها وتضعها على قلبها . وهي تتأمل ملامحه التي اشتاقت إليها كثيرا . يا له من قاسِ .. كيف امكنه الغياب طوال خمس سنوات ؟ كيف تمكن من الغياب عن أنظارها ..! ودون شعور , نطقت بتلك العبارة بهمس , وعيناها تلمعان بالدموع / ليش يا عايض ؟ وكأنه سمع صوتها ورجاءها , ليرفع رأسه , وتسقط عيناه بعينيها . ظلت واقفة في مكانها , تتأمله .. وعيناه الملهوفتان . حتى شعرت بأحد الجالسين انتبه إلى عائض وهو ينظر نحو النافذة , فاختفت من أمام عينيه بسرعة البرق . _____ انتهى الفصل |
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك ودام عطائك العذب پآقة ورد http://www.hamsatq.com/vb/images/fac/14.gifhttp://www.hamsatq.com/vb/images/fac/14.gif |
*،
آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك |
طرح رائع
يعطيك العافيه |
سلم ذوقك واختيارك
ربي يعطيك العافيه وما ننحرم من جمال طرحك لروحك الجوري |
طرح جميل وراائع
سلمت يدياااتك وننتظر القاادم الأجمل يعطيك العااافيه |
الساعة الآن 06:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية