منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مقصود المساجد (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=227606)

شغف 09-25-2023 11:53 AM

مقصود المساجد
 
الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّارِ.
إن المساجد مكان لقاء الله عز وجل يُذكر فيها اسم الله عز وجل يُسبَّح له فيها بالغدوِّ والآصال، جعلها الله لعبادته
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، فيها يزاد الإيمان، وتحيا القلوب، وتسمو الأرواح وتخضع الأبدان.
في المساجد تتنزَّل الرحمات، وتُغفَر الزلَّات، وتُمْحى السيئات، ويفرح الله بقدوم أهلها عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تَوَطَّنَ رجلٌ مسلمٌ المساجِدَ للصلاةِ والذكْرِ، إلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ لَهُ منْ حينِ
يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، كَمَا يتَبَشْبَشُ أهلُ الغائِبِ بغائِبِهِمْ، إذا قدِمَ علَيْهم"[1].
فالمساجد بيوت الله في الأرض، وهي أحَبُّ بقاع الأرض إلى الله، فيها تُقام الصلوات والجُمَع والجماعات، والمكوث فيها والتعلُّق بها
أجره كبير، وفضله عظيم، ومن السبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجل قلبه مُعلَّق بالمساجد"[2].
وعُمَّار المساجد هم رجال الله، هم أهل الإيمان:﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ
فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18] من قصدها ماشيًا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة، يرفع الله بها درجة، ويحط بها عنه خطيئة.
ومن دخل المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين.
وأن يتزين لأداء الصلاة فيها؛﴿يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، فيأتي بلباس يليق بحاله يلقى الله به.
ومن السنة عباد الله تنظيف المساجد، والعناية بنظافتها وتطييبها.
ومن أعظم ما يكون في المساجد؛ بل أعظم ما يكون فيها صلاة الجماعة التي هي من شعائر الإسلام، ومن محاسن الدين
التي فيها التآلف والتحابُّ، يقف المسلمون صفوفًا لربهم، كبيرهم وصغيرهم، شيخهم وفتيُّهم، عربيُّهم وعجميُّهم، غنيُّهم وفقيرهم
كل يريد ما عند الله تعالى، مظهرين التواضُع لله وخفض الجناح للمؤمنين.
بصلاة الجماعة تتنزل الرحمة، وتحصل البركة، ويتعلَّم الجاهل، وينتبه الغافل، وينشط الكسلان، ويزداد المؤمن إيمانًا، وترتاض الشياطين
وتهدأ نفوس المؤمنين وتطمئن قلوبهم وهم في صلاتهم خاشعين لله خاضعين له سبحانه، يريدون ما عند الله، ويخشون مما عند الله تعالى.
والمسجد هو الانطلاقة الكبرى واللَّبِنة الأولى للثبات على هذا الدين والعمل لأجل الدين والدعوة لله سبحانه.
يُدرَّس العلم في المساجد، ويحفظ الصغار كتابَ الله في المساجد، وتُقام حلق العلم في المساجد.
ومن الأمور التي يجب التنبيه إليها:
إذا شرع المحاضر في درسه فلا تستعجل في الخروج؛ بل استمع لدرسه ولو شيئًا قليلًا حتى لا تكون ممن أعرض فيعرض الله عنه، أما من أقبل
بسمعه وأصغى لدرسه فهو ممن آوى فآواه الله تعالى، أمَّا من جلس لغير الانتفاع بالدرس فهو على خير، هم القوم لا يشقى بهم جليسُهم.
وإذا دخلت المسجد فاشرع بصلاة ركعتين ولا تقف منتظرًا الإقامة، فالوقوف في هذا الموضع ليس من السنة
إلا إذا أشغلت نفسك بالذكر، أما مجرد الوقوف فليس من السُّنَّة.
وإذا شرعت في صلاة ثم أقيمت الصلاة وكنت في أولها فلك أن تقطعها، وأنت مثاب على ما ذكرته من ذكر
وما قرأته من قرآن، وإذا كنت في آخر الصلاة فأتِمَّها خفيفة.
نسأل الله أن يجعلنا ممن تعلَّقت قلوبهم بالمساجد وعمروها بطاعة الله وبالعبادة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم، إنَّه هو الغفور الرحيم.
_________________________________
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اتقوا الله عباد الله، واعملوا صالحًا، واعلموا أنكم ملاقو الله، وقَدِّموا لأنفسكم ما يُقرِّبكم إلى الله والجنة ويُباعِدكم عن سخطه والنار.
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8] جدُّوا واجتهدوا عباد الله في عمارة المساجد
في الصلاة فيها وقصد العبادة فيها، ورغبوا صغاركم في دخولها، وأن يعظموا المساجد، وألا يُحدِثوا فيها أذى، وإذا استأذنت امرأة أحدكم
في الذهاب للمسجد فلا يمنعها؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ"[3].
ومن عظيم ما ينبه إليه أنه لا ينبغي أن تكون المساجد مجلسًا للحديث عن أمور الدنيا أو أن ترفع فيها الأصوات، فإن ذلك من الأذى.
وألَّا ترفع الأصوات في القراءة ولا في الصلاة إذا كان معه أحد في المسجد حتى لا يُشوِّش عليه ولا يؤذيه إذا كنت في صلاة جماعة فلا ترفع صوتك في ذكر
ولا في قراءة ولا في تكبير ولا تحميد؛ بل ترفع صوتك بآمين إذا قال الإمام في الصلاة الجهرية: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] مختتمًا سورة الفاتحة.
نسأل الله أن يُفقِّهنا في دينه، وأن يُرغِّبنا في الخير.

[1] ابن ماجه (800)، وأحمد (8350) باختلاف يسير.
[2] البخاري 660.
[3] البخاري 900.

_ سعد محسن الشمري.

عـــودالليل 09-25-2023 01:14 PM

قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى


محمد الحريري

ضامية الشوق 09-25-2023 02:34 PM

جزاك الله خيرا

شموخ 09-25-2023 02:47 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

نظرة الحب 09-25-2023 03:38 PM

موضوعك روعه
الف شكر على اختياره الروعه

جنــــون 09-25-2023 05:22 PM

لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif

مجنون قصايد 09-25-2023 09:51 PM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

نجم الجدي 09-25-2023 09:57 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

إرتواء نبض 09-26-2023 07:23 PM

ع ــناقيد من الجمال
تحيط بروعة الحروف
سلم حسك وبيانكـ
دمت بتميز

عازفة القيثار 09-27-2023 02:29 AM

جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن


الساعة الآن 07:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية