منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   غزوة حنين والدروس المستفادة منها (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=135433)

بوزياد 03-11-2018 03:40 PM

غزوة حنين والدروس المستفادة منها
 












http://newsite.islamstory.com/sites/...hapefdggft.jpg


غزوة حنين والدروس المستفادة منها
لما فتح الله عز وجل مكة على نبيه صل الله عليه وسلم، وخضعت له قريش وانكسرت شوكتها, خشيت هوازن وثقيف وغيرهما من القبائل أن يدركهم ما أدرك قريشا، فاجتمعوا وتدارسوا الأمر، وأجمعوا على رفع راية الحرب ضد النبي صل الله عليه وسلم، ومبادرة المسلمين بالهجوم والقتال، لوقف مد وانتشار الإسلام، فحشدوا قواهم، وخرجوا بنسائهم وذراريهم وأنعامهم، لتكون حافزاً لهم في القتال دفاعاً عن أعراضهم وأموالهم، وولوْا عليهم مالك بن عوف النصري،وانطلقوا حتى نزلوا حُنيناً، وهو وادٍ بينه وبين مكة سبعة وعشرون كيلو متراً من جهة عرفات، وقد سُمِّيَت الغزوة باسمه، وهذه الغزوة وما رافقها من أحداث ومواقف وانتصار عظيم للمسلمين، أشار الله تعالى إليها بقوله‏:‏ { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}(التوبة 26:25).

قال ابن كثير: "وقد كانت وقعة: "حُنَيْن" بعد فتح مكة في شوال سنة ثمان من الهجرة، وذلك لما فرغ رسول الله صل الله عليه وسلم من فتح مكة، وتمهدت أمورها، وأسلم عامة أهلها، وأطلقهم رسول الله صل الله عليه وسلم، فبلغه أن هوازن جمعوا له ليقاتلوه، وأن أميرهم مالك بن عوف النَّصْرِيِّ،ومعه ثقيف وبنو جشم وبنو سعد بن بكر، وأوزاع من بني هلال، وهم قليل، وناس من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، قد أقبلوا معهم النساء والولدان والشاء والنعم، وجاءوا بقضهم وقضيضهم فخرج إليهم رسول الله صل الله عليه وسلم في جيشه الذي جاء معه للفتح، وهو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وقبائل العرب، ومعه الذين أسلموا من أهل مكة، وهم الطلقاء في ألفين أيضا، فسار بهم إلى العدو، فالتقوا بواد بين مكة والطائف يقال له "حنين"، فكانت فيه الوقعة في أول النهار في غلس الصبح، انحدروا في الوادي وقد كمنت فيه هوازن، فلما تواجهوا لم يشعر المسلمون إلا بهم قد بادروهم ورشقوا بالنبال، وأصلتوا السيوف، وحملوا حملة رجل واحد، كما أمرهم ملكهم، فعند ذلك ولَّى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل، وثبت رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو راكب يومئذ بغلته الشهباء يسوقها إلى نحر العدو، والعباس عمه آخذ بركابها الأيمن، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخذ بركابها الأيسر، يثقلانها لئلا تسرع السير، وهو ينوه باسمه، عليه الصلاة والسلام، ويدعو المسلمين إلى الرجعة ويقول: "أين يا عباد الله؟ إليَّ أنا رسول الله"، ويقول في تلك الحال:

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

وثبت معه من أصحابه قريب من مائة، ومنهم من قال: ثمانون، فمنهم: أبو بكر وعمررضي الله عنهما، والعباس وعلي، والفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث، وأسامة بن زيد،وغيرهم، رضي الله عنهم، ثم أمر صل الله عليه وسلم عمه العباس - وكان جهير الصوت - أن ينادي بأعلى صوته: يا أصحاب الشجرة - يعني شجرة بيعة الرضوان، التي بايعه المسلمون من المهاجرين والأنصار تحتها، على ألا يفروا عنه - فجعل ينادي بهم: يا أصحاب السمرة، ويقول تارة: يا أصحاب سورة البقرة، فجعلوا يقولون: يا لبيك، يا لبيك، وانعطف الناس فجعلوا يتراجعوا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، حتى إن الرجل منهم إذا لم يطاوعه بعيره على الرجوع، لبس درعه، ثم انحدر عنه وأرسله، ورجع بنفسه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، فلما رجعت شرذمة منهم، أمرهم صل الله عليه وسلم أن يصدقوا الحملة، وأخذ قبضة من التراب بعدما دعا ربه واستنصره، وقال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، ثم رمى القوم بها، فما بقي إنسان منهم إلا أصابه منها في عينيه وفمه ما شغله عن القتال، ثم انهزموا، واتبع المسلمون أقفاءهم يقتلون ويأسرون، وما تراجع بقية الناس إلا والأسارى مجدلة بين يدي رسول الله صل الله عليه وسلم".

التسامح النبوي مع هوازن ومالك بن عوف النَّصْري:

انتصر المسلمون في حنين انتصاراً عظيماً، وغنموا فيها غنائم كثيرة، كما أسروا عدداً ضخماً من المشركين معظمهم من نساء هوازن وأطفالها، قال ابن القيم في حديثه عن غزوة حنين: "لما أتم رسول الله صل الله عليه وسلم والمسلمون معه فتح مكة، اقتضت حكمة الله أن أمسك قلوب هوازن عن الإسلام، لتكون غنائمهم شكراناً لأهل الفتح، وليظهر حزبه على الشوكة التي لم يلق المسلمون مثلها، فلا يقاومهم أحد بعد من العرب".
وقد أعلن النبي صل الله عليه وسلم أن من جاء من هوازن مسلماً رَدّ إِليه ماله وأهله، وانتظر بضع عشرة ليلة، ثم قام بتوزيع الغنائم على المسلمين، وبعد توزيعه للغنائم جاءه وفد من هوازن بالجعرانة (موضع بين الطائف ومكة وهو إلى مكة أقرب) وقد أسلموا، فقالوا: يا رسول الله إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فامنن علينا منَّ الله عليك، ورُدَّ علينا سَبْينا وأموالنا، فقال لهم النبي صل الله عليه وسلم: (إنّ معي من ترون، وإن أحبّ الحديث إليّ أصدقه، فأبناؤكم ونساؤكم أحبّ إليكم أم أموالكم؟ قالوا: ما كنّا نعدل بالأحساب شيئا، فقام رسول الله صل الله عليه وسلم في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمّا بعد، فإنّ إخوانكم هؤلاء، قد جاؤوا تائبين، وإنّي قد رأيت أن أردّ إليهم سبيهم (أسْراهم)، فمن أحبّ أن يطيب ذلك (يرد السبْي مجاناً برضا نفسه وطيب قلبه) فليفعل، ومن أحبّ منكم أن يكون على حظّه (نصيبه من السبْي) حتى نعطيه إياه من أول مال يفيء الله علينا (ما يحصل عليه المسلمون من ممتلكات الحربيين بدون قتال) فليفعل. فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله (أي لأجلك)، فقال لهم: إنّا لا ندري من أذن منكم ممّن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم (الذين يعرفوا أمور القوم وهم دون الرئيس) أمركم. فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم عادوا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يخبرونه أنهم قد طَيَّبُوْا وأَذِنُوْا) رواه البخاري.
وأكمل النبي صل الله عليه وسلم بِرَّه وعفوه وإحسانه مع هوازن، فسأل عن قائدهم وزعيمهم مالك بن عوف،فقالوا هو بالطائف مع ثقيف فقال ـ كما ذكر ابن هشام وابن كثيرفي السيرة النبوية، والبيهقي في دلائل النبوة: (أخبِروه أنه إن أتاني مسلماً رددْتُ إليه أهله وماله، وأعطيتُه مائة من الإبل)، فلما بلغ ذلك مالكاً انسل من ثقيف خفية، وركب فرسه حتى أتى رسول الله صل الله عليه وسلم، فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، فأسلم وحسُن إسلامه، واستعمله النبي صل الله عليه وسلم على قومه، فكان مالك بن عوف رضي الله عنه يقول مادحاً النبي صل الله عليه وسلم:
ما إن رأيتُ ولا سمعتُ بمثله في الناس كلهم بمثل محمد
أَوْفَى وأعطى للجزيل إذا اجْتُدِى ومتى تشأ يخبرك عما في غد

لقد كانت غزوة حنين آخر غزوات النبي صل الله عليه وسلم لمشركي العرب، ومع ما حققته من أهداف على الصعيد الميداني من غنائم كثيرة وانتصار كبير للمسلمين، فقد انطوت على الكثير من المواقف المليئة بالدروس والعبر، والتي ينبغي على الأمة الإسلامية الوقوف معها للاستفادة منها، ومنها موقفه صل الله عليه وسلم المتسامح والكريم مع قبيلة هوازن وقائدها مالك بن عوف النصري،والذي استطاع من خلاله أن يكسب هوازن وحلفاءها إلى صف الإسلام، ويكونوا من جنوده الذين يرفعون رايته ويدافعون عنه.

لم يكن التسامح النبوي خاصَّاً بزعماء قريش وحدها، وإنما تجاوزهم إلى كثير من القبائل المختلفة وقادتها، فقد كان صلى الله عليه وسلم ينشد في ذروة انتصاره في غزواته وفتوحاته أن يدخل الناس في دين الله، لا أن يعاقبهم أو ينتقم منهم، وهذا ما فعله من عفو وتسامح في فتح مكة، وغزوة حنين مع هوازن وقائدها مالك بن عوف النصري.. وإنَّ غاية ما يُرتجى من نفسٍ بشرية كانت مظلومة فانتصرت وتمكنت من عدوها الذي آذاها وظلمها أن تقتص منه من غير ظلمٍ ولا إسراف، ولكنه النبي صل الله عليه وسلم الرحمة المهداة للبشرية جمعاء، الذي قال عنه ربه عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء:107)، والذي قال هو عن نفسه: (إنما أنا رحمة مهداة) رواه البخاري. والذي من صفاته التي عرفها المؤمن والكافر، والصديق والعدو، والتي بشّرت بها التوراة: أنه: (ليسَ بِفَظٍّ ولا غليظ، ولا سَخَّابٍ في الأسواق، ولا يدفع بالسَّيئة السّيِّئة، ولكنْ يعفو ويغْفِر) رواهالبخاري.



.









صمت القمر 03-11-2018 04:55 PM

طرح قيم
بارك الله فيك ونفع بك

نظرة الحب 03-11-2018 05:27 PM

طرح رائع

محـمــــود 03-11-2018 06:36 PM

إنتقاء في قمة الجمال

بارك الله فيك



الغنــــــد 03-11-2018 09:25 PM

جزااك الله خير
وجعله الله في موازين اعمااالك

جنــــون 03-11-2018 09:58 PM

يعطيك العافيه ع الاختيار
والطرح الطيب

ضامية الشوق 03-11-2018 11:28 PM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

نجم الجدي 03-12-2018 01:44 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

إرتواء نبض 03-12-2018 04:34 AM

اقتطافة أنيقة
لاعدمنـآ هذا الجمال بالطرح..
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد..

ملكة الجوري 03-12-2018 10:22 PM

نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ مَوازِينِ حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك

آلفُ تحَيةُ ودْ لطرَحُك القَيمْ...


الساعة الآن 03:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية